أنت السبب.. سيدي الرئيس ---------- (ج2)

أربعاء, 10/04/2019 - 13:28

كم عجيب أنت يا سيدي الرئيس، و كم أنت غريب، هل استغربت من أنك أنت السبب في كل ما أخبرتك أنك السبب فيه.

أما قلت لك أنك أنت السبب في إفلاس شركات أخرى نسيتها.

نعم أنت السبب سيدي الرئيس في افلاس آمكستيب، انت السبب في تسريح عمال شركة النقل العمومي، أنت السبب في تسريح عمال شركة المطبعة الوطنية، أنت السبب في تسريح عمال برنامج أمل، تقصد "ألم". أنت السبب في كل تلك الجرائم الاقتصادية، أنت السبب في هروب ولد (خ) من العدالة بعد سرقة أموال الجيش، و أنت السبب أيضا في سجن الأبرياء من موظفي الخزينة العامة، لكن أيضا أنت السبب في الحرية التي يتمتع بها لصوص المال العام الذين نهبوا البلد و أولهم (ي، ح) الذي لم تكتفي بتركه ينهب المال العام، بل جعلت منه وزيرا أولا، ثم أكرمته بمنصب وزير دولة، ثم ما لبثت أن جعلته في مكان عرابك، وزيرا للدفاع.

نعم سيدي الرئيس، المليارات التي نهبت من الدولة الموريتانية كلها أنت السبب في نهبها.

أنت السبب سيدي الرئيس في كارثة مشروع (كلب 2)، ألم يعلن وزيرك "الغبي" ذاك، أن انتاج المشروع سيصل إلى 4 ملايين طن، بيد أنه اليوم لم يستطع توفير أكثر من 1 مليون طن، ألم تنفق عليه شركة أسنيم الملايين من الدولارات، و كان ينبغي أن تبدأ أسنيم في نهاية مأموريتك بإستعادة استثمارها فيه.

أنت السبب في تعثر المشروع، و أنت أيضا السبب اليوم في بيع أسنيم لبرجها في انواكشوط، و أنت السبب في إقحام البنك المركزي في صفقة مشبوهة مع اسنيم، حتى هذه المؤسسة المكلفة برقابة الاقتصاد، ستكون أنت السبب في انغماسها (خارج إطار القانون) في صفقة مشبوهة مع مؤسسة اقتصادية يفترض فيها رقابتها.

أما قلت لك أنك أنت السبب في تسريح عمال شركات خصوصية كثيرة تعثرت بسببك، في مجموعات اقتصادية كثيرة، ألست أنت السبب في تسريح عمال شركات المقاولة و أنت السبب في تسريح عمال شركات بيع ماركات السيارات (مرسيدس، تويوتا، نيسان) فقط لأنك تكره ملاك هذه الشركات.

أما قلت لك أنك أنت السبب في إرغام صندوق الضمان الصحي على إنقاذ مصرف (أ،م) الذي أفلسه (ف،ل) ذاك الذي صنعت منه رجل أعمال.

نعم أنت السبب في استنزاف مدخرات التأمين الصحي لصالح بعض المفسدين من رجال الأعمال المقربين منك.

نعم أنت السبب في استنزاف مدخرات الضمان الاجتماعي لصالح رجال أعمالك أولئك.

أنت السبب في فتح كل واحد من رجال أعمالك الذين صنعت لمصرف ضخم بعشرات المليارات من أموال الدولة.

أنت السبب في تدمير منظومتنا الاقتصادية و منظومة الرقابة على الصفقات العمومية، أنت السبب في اضعاف تلك اللجان القطاعية، و سلطة تنظيم الصفقات العمومية، فبعد أن اكتشفت أنه لا يمكن لمقربيك نهب المال و الاستئثار به بسبب تلك اللجان قمت بتقزيم دورها.

فكم من صفقة تمت خارج الإطار القانوني، كم؟ أليست بالآلاف منذ العام 2014 إلى اليوم؟

سيدي الرئيس ألست السبب في اختفاء 50 مليون دولار من أموال الجيش الوطني ؟ أين ذهبت تلك الأموال ؟

سيدي الرئيس ألست السبب في تحويل مليوني دولار من أموال هذا الشعب المسكين و بمباركة مرشحك الجنرال غزواني إلى الخارج ؟

ألست أنت السبب في ضياع تلك الأموال ؟

سيدي الرئيس ألست السبب في استحواذ أشخاص من حاشيتك على المؤسسات العمومية ؟

أما قلت لك أنك السبب في ضعف القوة الشرائية ؟

ألست السبب في ارتفاع مديونية البلد ؟

ألست أنت السبب في بيع ممتلكات الدولة في كل مكان ؟

ألست أنت السبب في ضعف العملة، ألست أنت السبب في ارتفاع سعر العملات الأجنبية مقابل عملتنا المحلية ؟

ألست أنت السبب في نهب سمكنا من خلال الاتفاقيات المجحفة التي وقعتها مع بعض الشركاء ؟

سيدي الرئيس ألست أنت السبب في موت العشرات من أبناء هذا البلد بسبب مضايقتك لهم في أرزاقهم عند تنقيبهم عن الذهب ؟

ألست أنت السبب في كافة جرائم تبييض الأموال، في كافة جرائم سلب الموظفين حقوقهم ؟

ألست أنت السبب في تدمير منظومتنا الاقتصادية الزراعية و أنت السبب في تدمير حقولنا، تماما كما دمرت عقولنا ؟

ألست أنت السبب في تدمير منظومتنا الصحفية من خلال رفع أسعار الخدمات الصحية المقدمة من طرف المؤسسات الوطنية التي يه بالأساس ملك للشعب، و التي من أولوياتها تعميم الصحة على كل المواطنين ؟

ألست أنت السبب في تحويل الخدمات القاعدية الواجبة على الدولة إلى خدمات تجارية تنافسية تسعى لكسب المزيد من المال على حساب الضعاف ؟

السيد الرئيس ألست أنت السبب في رفع درجة الحوادث و الخسائر المادية و الاقتصادية بسبب اهمالك لأساسيات السلامة الطرقية ؟

ألست أنت السبب في كل هذا.

سيدي الرئيس تعرف جيدا و أنا مثلك، و وزيرك الأول كذلك، و وزير اعلامك، و وزيرك الأول السابق، وزير دفاعك حاليا، أنك أنت السبب في كل هذا.

أنت السبب و سيكون صديقك الجنرال الغزواني سببا فيما سأعرض له و أتوقعه في حال فرضته علينا لا قدر الله، فما سيكون السبب فيه بسبب سيره على نهجك المعوج، و طريقك الملتوي، و جرائمك الكثيرة.

أنت السبب و ستكون أنت السبب دائما في كل ما سيحدث مستقبلا ما دام البلد مختطفا من طرفك أنت و صديقك، و بطانة السوء المحيطة بكم.

ذ. محمد فاضل الهادي