تقود جمعيات متضامنة مع الشعب الفلسطيني ومواطنون في موريتانيا وفرنسا، حملة واسعة لفضح المتاجر التي تصر على تسويق منتجات المستوطنات الإسرائيلية، خاصة خلال شهر رمضان، وكذا تنبيه المواطنين إلى خطورة استهلاك بضائع الاحتلال.
وتستغل السوبرماركتات في فرنسا رمضان لنشر وتوزيع كتالوغات تهنئ مسلمي فرنسا بشهر رمضان،وعدة مراكز تجارية موريتانية وسيفضح موقع ا‘لاعلامي عن أسماء هذه المراكز قريبا إذا لم يلتزمو بالتحذيرات التي وجهت لهم في هذا الصدد ,وتنشر الجمعيات قائمة للبضائع التي يُقبلون عليها خلال هذا الشهر بشكل كبير، مقدّمة أثمانا مغرية، وهو ما يدرُّ عليها أرباحاً كبيرة.
ومن بين المنتوجات التي يُقبل عليها المسلمون، التمور. ولحسن الحظ فإن العديد من الدول العربية تعتبر مصدرة لهذا المنتج، وخاصة الجزائر وتونس والمغرب، وبصفة أقل ليبيا، التي تصل تمورها إلى فرنسا رغم استمرار الأزمة في هذا البلد.
وتَنشَط الجمعيات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، خاصة تلك المطالبة بمقاطعة البضائع الإسرائيلية، القادمة من الأراضي المحتلة، أكثر فأكثر، في هذا الشهر، من خلال القيام بجولات في هذه المتاجر.
وخلال الأيام الأولى من رمضان، قامت بعض الجمعيات ومنها "أوروبا -فلسطين"، بزيارات إلى العديد من محلات بيع التمور والمواد الغذائية، واستطاعت العثور على تمور إسرائيلية مندسة وسط جناح خاص برمضان. وهو ما أثار غضب أعضاء الجمعية وكثير من الباعة، من عرب وغيرهم.
يقول أحمد، وهو من بين من قاموا بعملية فضح تصرفات هذه المتاجر: "أتفهم أن يحاولوا تسويق هذه البضاعة، فهم يريدون تحقيق أرباح، ولكن أن يضعوها مع بضائع مخصصة لشهر رمضان، فهي إهانة للمسلمين والصائمين".
لا يمكن التواجد في كل السوبرماركتات، كما أن فضح متجر ما، لا يعني أنه لن يعود لفعلته، في الأيام والأسابيع القادمة".
وتعتبر هذه العمليات التي يُراد بها فضح تواطؤ هذه المتاجر مع دولة إسرائيل، مفيدة، كما تقول لنا جمالي سعيدة، وهي متقاعدة، وتعاني من مشاكل في عينيها: "لم أكن أتصور أن أشتري في هذا الجناح الذي خصص لرمضان بضائع قادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ويفضح أحمد بعض حِيَل هذه المتاجر في تسويق هذه البضائع، القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويقول إنه "يتم خلطها بمنتوجات قادمة من بلدان أخرى، كما هو حال الأفوكاتو، التي تأتي أيضا من المكسيك وجنوب أفريقيا".
وتعترف أوليفيا زيمور، رئيسة جمعية "أوروبا-فلسطين"، بصعوبة رصد كل المتاجر الكبيرة التي تسوّق فيها إسرائيل البضائع القادمة من المستوطنات: "لا يمكن التواجد في كل السوبرماركتات، كما أن فضح متجر ما، لا يعني أنه لن يعود لفعلته، في الأيام والأسابيع القادمة".
وإذ تنتقد أوليفيا زيمور نفاق السلطات الفرنسية والأوروبية التي لا تلتزم الصرامة تجاه منتجات هذه المناطق الفلسطينية المحتلة، رغم اعترافها بأنها أراض فلسطينية خاضعة للاحتلال، تناشد المواطنين، أي المستهلكين، الحذر من الوقوع في الفخ، لأن مقاطعة بضائع الاستيطان هي "موقف سياسي وأخلاقي"، وأن شراء بضائع إسرائيل "تمويل لآلة الحرب الإسرائيلية التي تقتل الفلسطينيين في غزة وفي كل أنحاء فلسطين".
ويخوض أنصار الحق الفلسطيني معركة واسعة على الشبكة، لتنبيه المواطنين إلى خطورة استهلاك بضائع إسرائيل، وأيضا فضح المتاجر التي تصر على تسويق منتوجات المستوطنات الإسرائيلية.
وليست الأمور سلبية دائما، كما يقول توفيق التهاني، الرئيس السابق لجمعية "فرنسا -فلسطين- للتضامن"، والرئيس الشرفي لها، فـ"الضغوط واليقظة والمثابرة تثمر نتائج إيجابية. وهذا ما جرى مع سوبرماركت أوشان، نفسها، التي بدأت تسوق تمورا فلسطينية في الضاحية الباريسية، مكتوبا عليها "مجدول فلسطين"، وتحديدا في منطقة كريملين بيستر"، حيث تتواجد جالية عربية مهمة. وهو ما جعله يعلق على الخبر: "متجر أوشان يعترف بفلسطين قبل الدولة الفرنسية.. عار عليك، السيد ماكرون".
ومن الجمعيات التي تنشط على فيسبوك، جمعية "فلسطين ستنتصر"، التي حذرت من استهلاك التمور الإسرائيلية في شهر رمضان الذي يُقبل فيه المستهلكون على شراء التمور، بشكل استثنائي، وعددت بعض العلامات، ومنها جوردان ريفر وكينغ سالومون وكارميل وخالاهاري. مؤكدة أن إسرائيل هي ثالث منتج عالمي للتمور، سنة 2017، وأن 75 في المائة من التمر المجدول ينتج في إسرائيل، وفق إحصاء 2016، وأن 60 في المائة من التمور الإسرائيلية توجد في وادي الأردن المحتل، حسب إحصاء 2014. كما حذّرت من استخدام إسرائيل لصيغة "صُنع في فلسطين" لتصدير تمور المستوطنات