بصرامته و عناده و طول نفسه، يشكل رجل الأعمال ولد بو عماتو أكبر عقدة للعصابة المختطفة للبلد. ترتعد فرائصهم عند سماع اسمه و يرتبكون جميعا كلما ظهر في خرجة يتوعدهم فيها بنهايتهم الحتمية و يذكرهم فيها بأنهم اختاروا طريقا مسدودا، كما جاء ضمنيا بوضوح في ديباجة بيان دعمه لـ"مرشح التغيير المدني" السيد سيدي محمد ولد بوبكر.
كانت ديباجة البيان الذي جاء في وقت قاتل، ظن فيه تأبط نهبا أن بو عماتو خرج اللعبة، تعرية وافية لعشرية الجمر و النهب و الاحتقار. و بالنداء الذي خص به الشباب و"القوى الحية في المعارضة، وأصدقائه، وكل الموريتانيين الشغوفين بالحرية والعدالة" في آخر بيانه، ألمح ولد بو عماتو ـ على طريقته ـ إلى ما تحتاجه موريتانيا اليوم بالضبط للوقوف في وجه عصابة النهب و التخريب لإنهاء "حكم الغوغائية والإهمال..."
ستظل عبارة "التغيير الآن أو لا يكون" تتردد في آذان الجبناء حتى السقوط ، مهما سعوا جاهدين " لمنع أي احتمال للتغيير الديمقراطي" . و في البدء دائما، كانت الكلمة.
كل العقول المؤمنة بإرادة الشعوب و حتمية التاريخ ترى اليوم بوضوح أن "الانتخابات الرئاسية المقبلة فرصة تاريخية لوضع حد لهذا النظام الاستبدادي الذي يقود بلادنا بعناد إلى الخراب" . و يبقى في النهاية على العصابة أن تختار نهايتها ؛ إما بانتخابات شفافة و نزيهة و هو ما نستبعده لمعرفتنا بجبنهم و إما بعصيان مدني، لم تستطع جيوش أعتى منهم بكثير و أطول تاريخا في القمع، مواجهته بغير الاستسلام و الذهول.
إذا كان تأبط نهبا منع ولد بو عماتو من التشرح فقد سبقها أن منعته هو المعارضة في الخارج "أساسا" من الترشح و عرت كل جرائمه المخجلة للعالم . و إذا كان استبدل ـ مهزوما ـ فرس المأمورية الثالثة بحمار مرشح الكرتون فقد استبدلت المعارضة ـ منتصرة ـ حمار الاستسلام لأمر الواقع بفرس المواجهة العنيدة.
و من يلاحظ اليوم أن كل يوم جديد يأتي بمفاجأة لم تكن في الحسبان، يتضح له حتما أين تسير الأمور. و أتوقع شخصيا ، إذا ظلت الأمور على هذا الانهيار غير المسبوق، أن تتكرر قصة زين العابدين بن علي، إذا وجد تأبط نهبا من يأويه ولو لبعض الوقت