خَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ .:. فأكرهُ أن أكونَ له مجيباً
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلماً .:. كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيباً
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ .:. فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ .:. وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ
سكتُّ عن السفيهِ فظنَّ أني .:. عييتُ عن الجواب و ما عييتُ
ومَنْ لَمْ يَذْقْ مُرّ الَتَعلُّمِ سَاعَةً .:. تَجَرّعَ ذُلّ الجَهْلِ طُولَ حَياتِهِ
النَّاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ .:. وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ
ولستُ أسلمُ من خلٍّ يخالطني .:. فكيفَ أسلمُ من أهلِ العداواتِ
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى .:. ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ
ضَاقَت فَلَمَّا استَحكَمَت حَلَقَاتُهَا .:. فُرِجَت، وَكُنتُ أَظُنُّهَا لاَ تُفرَج
أنا إن عشت لست أعدم قوتاً .:. وإذا مت لست أعدم قبراً
همتي همة الملوك ونفسي .:. نفس حر ترى المذلة كفراً
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي .:. فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ .:. ونورُ الله لا يهدى لعاصي
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ .:. هذا محالٌ في القياس بديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ .:. إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمةٍ .:. منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ