شكرا لكل من تضامن معي و أستنكر ما قامت به فرقة قوات الأمن المرابطة في كرفور صباح-وزارة النفط.
غادرت المنزل بعد بدء حظر التجوال بدقائق تلبية لنداء استعجالي من الطبيب المناوب في قسم الحالات المستعجلة في المركز الوطني لأمراض القلب يعلمني فيه عن حالة شاب 16 سنة مصاب بطعن نافذ في جدار الصدر أدى إلى استرواح دموي هوائي أيمن كبير مع زلة تنفسية و نقص في الأكسجة وهو محتاج لتفجير صدري إسعافي لإزالة التجمع الدموي الهوائي في نصف الصدر الأيمن.
مررت بأربعة فرق سمحت لي بالمرور بناءا على بطاقة السلك الوطني للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الموريتاني و الظرف الاستعجالي لخروجي، وعند وصولي لكرفور صباح -وزارة النفط أوقفتني فرقة خامسة و منعتني من المرور رغم شرح الظرفية و إبراز بطاقتي المهنية و طلبوا مني إذن مهمة.
اتصلت بمديري أ.د. أحمد ولد أب وأعلمته بما حصل، وقام بإرسال سيارة اسعاف المركز وعند وصولها امتنعوا أيضا من السماح لي بالمرور وهو ما أستفزني(فمن غير المعقول تحت أي ظرفية ان يتم منع سيارة اسعاف من أخذ طبيب) لإجراء بث مباشر.
بعدها تم السماح لي بعد عدة اتصالات للمدير في الموضوع.
تم تعطيلي قرابة نصف ساعة وانا في طريقي لحالة مستعجلة وهذا الموقف تعرض له عدة أطباء وغير مقبول البته.
في الوقت الذي يقف فيه زعماء العالم وقوات الأمن في العالم احتراما للطبيب وتقديرا له في هذه الظرفية الحرجة من تاريخ الإنسانية جمعاء، مازال الطبيب الموريتاني يعامل بمثل هذه المعاملات.
نحن الأطباء من طالبنا بحظر التجول و اللإلتزام بالمكوث في البيت حفاظا على الجميع ولكن مهنتنا تفرض علينا التنقل في أوقات الحظر حفاظا على الأرواح غير عابئين بالأوبئة لأننا إرتضينا مهنة المتاعب حياة لنا.
أرجوا أن لا يتكرر هذا الموقف مرة أخرى وأن تفهم قواتنا الأمنية دور الطبيب و تحترمه وتقدره.
ملاحظة: الشاب بصحة جيدة وحالته مستقرة لله الحمد وقد استفاد من تفجير صدري أيمن لأزالة التجمع الدموي الهوائي.