يوم السبت وظهر الأحد، تتواصل أفراح موريتانيا عبر المهاتفات والبشارات وعبر التدوينات والتغريدات، بالإعلان عن خلو البلد من وباء كوفيد 19 بعد شفاء آخر مصابة من سبع إصابات مؤكدة هي كل ما تم تسجيله في موريتانيا منذ العاشر آذار/مارس الماضي.
وكان الرئيس الموريتاني أول المحتفلين بهذا الخلو، حيث غرد فجر الأحد مهنئاً الموريتانيين “على تعافي المواطنين الأعزاء الذين تعرضوا لفيروس كوفيد 19، بفضل الله أولاً، ثم بفضل جهودكم”.
لكن الرئيس استدرك ليقول: “يجب ألا ننسى أن بؤر هذا الداء العضال ما تزال مشتعلة في جميع أنحاء العالم، لذا يتوجب علينا أن نبقى يقظين وأن نلتزم بالتعليمات مع ما يترتب على ذلك من تضحية وإكراهات”.
وأرجع محللون موريتانيون متابعون لهذا الشأن سيطرة موريتانيا على الوباء لعدة أسباب بينها قرآن يتلى عبر مكبرات الصوت في المساجد، وحكومة تتحرك في التوقيت المناسب وبفعالية، وأطباء ورجال أمن يحاربون باحترافية كبيرة في الخطوط الأمامية، وسياسيون يتجاوزون خلافاتهم الآنية ويصطفون في خندق واحد، ورجال أعمال يتنافسون في البذل والعطاء، ومجتمع مدني يعلن عن حالة استنفار، وإعلام بشقيه التقليدي والجديد يثبت أنه على مستوى التحدي، وأنه قادر على مواكبة الأزمة بإيجابية كبيرة، ومواطن يظهر الكثير من الالتزام والانضباط والاستعداد للتضحية”.
ومع كل ذلك، تتواصل رسائل الاستغاثة من طرف مئات الموريتانيين العالقين في دول الجوار وفي إسبانيا، وكان آخر نداء هو الرسالة التي وجهتها موريتانيات عالقات بجزر الكناري الإسبانية للرئيس الموريتاني، حيث يواصل الوباء تفشيه بشكل مخيف.
وكتبت العالقات: “أغلبنا لديها أطفال كنا في رحلة علاج من أمراض مستعصية، ولسوء الحظ، لم نتمكن من اللحاق بركب العائدين إلى الوطن في الوقت الملائم، نظراً إلى المراحل المفصلية التي كان علاج أغلبنا قد وصل إليها”.
وأضفن: “نناشدكم بألا تتركونا على قارعة طرق الغربة الموحشة، خصوصاً بعد أن بلغنا أن مراكز الحجر الصحي في نواكشوط قد تم إخلاؤها من نزلائها والله الحمد وأن تسعوا إلى ما من شأنه عودتنا العاجلة والآمنة الى أبنائنا وعائلاتنا، فالوضع لم يعد يحتمل”.
إلى جانب هذا، يشتد الجدل في موريتانيا حالياً حول تسيير مرحلة ما بعد الخلو: فهل يجب الاعتماد على النتائج المحققة وفتح المدن أمام تنقل الأشخاص وإلغاء حظر التجوال، أم يجب الحذر والاستمرار في شد الأحزمة حسب تطورات الوباء في دول الجوار والعالم؟
وأكد غالب المدونين أن “الملحمة الموريتانية ضد الفيروس قد انتهت لكن لم يحن الوقت للاحتفال بالنصر، قد كسبت معركة والحرب ما تزال متواصلة على حدود تزيد على 5000 كلم.لكن مايفسد هذه الفرحة ان كل الدول المجاورة لموريتانيا ما زالت ترزح تحت وطأة الوباء دون ان تسيطرعليه.وهذا ما يجعل السلطات الصحية علي جاهزيتها الأؤلي من اجل الحفاظ علي خلو البلاد من هذه الجائحة الرهيبة .وانلا يكون ”.
تراجعه “محدود