: بعد 48 ساعة على بيان بهاء الحريري الشقيق الأكبر للرئيس سعد الحريري الذي تبنّى خطاب الثورة ،ووجّه انتقاداً لاذعاً لغالبية السياسيين والأحزاب في لبنان الذين كدّسوا الأموال والقوة على حساب الوطن وعقدوا التحالفات الرباعية والخماسية في إشارة إلى التحالف الرباعي بين أخيه سعد الحريري والثنائي الشيعي والنائب السابق وليد جنبلاط،كما لفتت الأنظار الزيارة التي قام بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري إلى بيت الوسط ، حيث التقى سعد الحريري وجرى بحث آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وجاءت زيارة البخاري بعد حديث لرئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب أورد فيه معلومات بأن سعد الحريري لن يكون له مستقبل في السياسة اللبنانية ، ولم يستبعد وهّاب المعروف بعلاقته بسوريا وحزب الله ” عودة معادلة السين السين أي السعودية سوريا ، وأن يكون بهاء الحريري إحدى ثمارها “، معتبراً ” أن المأزق الحالي سينتهي بتسوية “.
في غضون ذلك، خرج أنصار سعد الحريري إلى شوارع الطريق الجديدة مجدّدين الدعم له، مع العلم أن “تيار المستقبل” كان أعلن في بيان أنه “يتم على مواقع التواصل الاجتماعي تداول دعوات إلى التجمّع في الملعب البلدي في الطريق الجديدة والنزول إلى بيت الوسط لتجديد البيعة للرئيس سعد الحريري “، فأكد أن ” أي تحرك أو نشاط في هذا الشأن لا أساس له من الصحة، ومحبة الرئيس سعد الحريري لا تتطلّب أي شكل من أشكال الاختبار الشعبي، وهو يقدّر الدعوات الصادقة التي يعبر عنها الجمهور الوفي في بيروت وسائر المناطق، وينبّه إلى تلك التي تحاول الاصطياد في المياه العكرة “.
واللافت أنها المرة الاولى منذ عودة بروز اسم بهاء الحريري وآخرها في ذكرى استشهاد رفيق الحريري في 14 شباط الفائت، يُسجّل فيها تراشق بين فريقي سعد وبهاء.
فعضو المكتب السياسي في ” المستقبل ” النائب السابق مصطفى علوش ردَّ على بهاء قائلًا “أستاذ بهاء قرأت ما هو منسوب إليك واستغربت من أين أتتك هذه الغيرة المفاجئة على لبنان الذي غبت عنه منذ اغتيال والدك”، واضاف “كنا نتمنى لو شاركتنا يوماً بقراءة الفاتحة عن روحه “، خاتماً ” أبناؤنا نزلوا تحت المطر ونحن نزلنا تحت الخطر وانت أين كنت؟”.
وجاء الرد على علوش من المسؤول الإعلامي لبهاء جيري ماهر الذي قال ” بهاء الحريري يملك مشروعاً حقيقياً لانتشال لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية وهو لن يقبل بسلاح حزب الله أو أي مليشيا تسعى لزعزعة أمن لبنان السياسي والاجتماعي “.وأضاف ” البيان الذي صدر اليوم يؤكد أنه لا سكوت عن الفاسدين ومن يدعمهم في الداخل أو الخارج “.وتابع ” بهاء الحريري لبناني يحمل مشروعاً حقيقيّاً للبنان واللبنانيين وهو غير باحث عن المناصب هنا وهناك ولو أرادها لحصل عليها بأسهل الطرق، ومساندته اليوم للثورة والشعب في لبنان هو لإنقاذ ما تبقى من الدولة وإعادتها إلى المسار الصحيح ومحاسبة الفاسدين ونزع سلاح المليشيات”.
وألمح ماهر إلى ” أن الشيخ بهاء رفيق الحريري لفت في بيانه إلى العلاقة بين الفساد وسلاح حزب الله بعد عام ٢٠٠٥ وقال إنّ تحالفات رباعية وخماسية عُقدت على قاعدة: أصمُتُ عن سلاحك واستباحة حزبك للسيادة الوطنية وأنتَ تسكت عن صفقاتنا وسرقتنا للمال العام فكان الضحية لبنان وأهله والثقة الدولية”.
من جهته، ذهب عضو ” كتلة المستقبل ” النائب وليد البعريني أبعد من علوش في ردّه على بهاء الحريري بقوله ” ظننا أن قصة قابيل وهابيل باتت من التاريخ، قبل أن يتضح أن لكل زمن “قابيله”.ورأى أنه ” في أشد الظروف وأحلكها وأصعبها، وفي وقت يحاول أكثر من طرف اغتيال الرئيس سعد الحريري سياسياً، قرّر الشيخ بهاء الحريري زيادة الطعنات طعنة، فكان سيفاً مسلطاً على أخيه، يرتضي تضليل الوقائع وتحريف الحقائق وتحوير التاريخ”.وأضاف” لو كنت في لبنان، لأدركت أهمية ما فعله سعد الحريري للبلد، ولو تابعت اخبار لبنان لكنت اعترفت بأن خطواته حمت لبنان، ولو لم تنس لبنان لسنوات لكنت أدركت أن من سبقوك على محاربته ومحاصرته هم سبب الوضع المأساوي
القدس العربي