مصادر إسرائيلية: السعودية دفعت السودان نحو التطبيع وتنتظر نتيجة الانتخابات الأمريكية لتطبّع

أحد, 25/10/2020 - 12:04

معقبا على إعلان تطبيع حكومة السودان مع الاحتلال، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك دولا عربية أخرى على الطريق، فيما قالت مصادر إسرائيلية، إن السعودية دفعت بالسودان نحو التطبيع، وأنها سدّدت “الديون السودانية” للولايات المتحدة، وذلك ضمن محاولاتها لزيادة حظوظ ترامب في الانتخابات الأمريكية.

    نتنياهو: “الخرطوم استبدلت لاءاتها الثلاث، بثلاث مرات نعم للسلام والصلح والاعتراف بإسرائيل”.

وفي محاولة لإبراز قيمة تطبيع حكومة السودان مع الاحتلال، قال نتنياهو في كلمة متلفزة موجهة للإسرائيليين الذين يواصل عدد كبير منهم التظاهر ضد استمرار حكمه، إن الخرطوم استبدلت لاءاتها الثلاث، بثلاث مرات نعم للسلام والصلح والاعتراف بإسرائيل. كما قال إن إيران استخدمت السودان في الماضي لتهريب أسلحة خطيرة للغاية إلى حركة حماس، مما أجبر إسرائيل على منع ذلك وتغيير الوضع.

وتابع: “لحسن الحظ، تغيرت العلاقات مع السودان في العامين الماضيين. في البداية كانت علاقات سرية بين إسرائيل والسودان ثم أصبحت علنية، وقريباً سيخرج وفد إسرائيلي إلى الخرطوم”. كما اعتبر أن اتفاقات التطبيع الأخيرة تضع حدا للعزلة الجغرافية التي كانت تعانيها إسرائيل، وتقصّر مدة الرحلات الجوية وتخفّض كلفتها.

ومستعينا برسوم بيانية تظهر مسار الرحلات الجوية، أضاف نتنياهو: “نحن نغيّر خارطة الشرق الأوسط”. ونوه أيضا أن الرحلات الجوية الإسرائيلية عبر أجواء السعودية والبحرين والإمارات ستوفر على الركاب المتجهين إلى الهند ووجهات آسيوية أخرى “ساعات وبالطبع الكثير من المال “.

وأوضح أن التقارب مع السودان سيكون مفيدا للإسرائيليين الراغبين بعبور الأطلسي، مؤكدا أنه “يمكننا الطيران غربا فوق السودان وفق اتفاقات أبرمناها قبل الإعلان عن التطبيع، وفوق تشاد إلى البرازيل وأمريكا الجنوبية”. وكرر نتنياهو القول إن “السودان كان بلدا معاديا لإسرائيل وهو شارك في حرب ضدنا، واستخدمته إيران كأرض لتهريب أسلحة خطيرة إلى حماس. هذه الاتفاقيات جيدة للأمن وللاقتصاد. سيغادر وفد إسرائيلي إلى السودان في الأيام المقبلة لاستكمال الاتفاقيات، وستكون هناك اتفاقيات سلام مع دول عربية أخرى”.

    نتنياهو: “سيغادر وفد إسرائيلي إلى السودان في الأيام المقبلة لاستكمال الاتفاقيات، وستكون هناك اتفاقيات سلام مع دول عربية أخرى “.

 

الفوائد من التطبيع مع السودان

 

بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، نشرت وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تقريرا شاملا رصد كافة المصالح الإسرائيلية التي تحصل عليها من خلال هذا التعاون. وقالت إنه رغم أن الحديث يدور عن دولة فقيرة، لكن هناك عددا من المجالات الأساسية التي تساهم بأن تستفيد إسرائيل من هذا السلام وهي: الأمن، المتسللين، الزراعة والسياحة.

 

وأوضحت الوزارة أن المصلحة المركزية لإسرائيل في السودان البالغ تعداد سكانه 42 مليونا ويعاني من عجز مالي يصل إلى 60%، هي الأمن، حيث يقع السودان على البحر الأحمر وعلى طريق تهريب مركزي للبشر، السلاح والبضائع من شمال افريقيا. وقالت إن موقع السوجان يمكن أن يساعد بالتخفيف من مخاطر تموضع جهات معادية على طول طريق أساسي لإسرائيل، وعلى المدى البعيد يمكن إجراء نشاط أمني مشترك في المنطقة.

 

وعلى غرار نتنياهو، قالت الوزارة الإسرائيلية: “بعد الاتفاق، السودان سيكون قادرا على المساعدة بمنع تهريب أسلحة على مسار السودان- مصر- غزة ومنع تموضع جهات معادية لإسرائيل على أراضيها، وإمكانية إحباط إقامة قواعد بحرية لجهات معادية لها مثل إيران وتركيا على شواطئ البحر الأحمر. أيضا إسرائيل ستساعد السودان بالدفاع عن حدوده”.

 

كما اعتبرت الوزارة أنه في مجال الهجرة، يمكن من خلال هذا الاتفاق إعادة جزء من المتسللين السودانيين الذين يعيشون حاليا في إسرائيل، بعد الحصول على ضمانات أنه لن يتم التنكيل بهم بعد عودتهم. ورغم أنها مقلّة جدا في إصدار بيانات والكشف عن معلومات، أوضحت وزارة الاستخبارات الإسرائيلية أنه في الأشهر الأخيرة، سيسمح السودان بمرور الرحلات الجوية إلى إسرائيل فوق أجوائه، هذا الأمر سيساهم بتخفيض فترة الرحلات إلى دول إفريقية مثل إثيوبيا وجنوب إفريقيا، وأيضا إلى أمريكا اللاتينية. وبسبب كون السودان دولة نامية، فإن الأمر سيساعد الإسرائيليين على تصدير أنواع مختلفة من البضائع، التكنولوجيا والخدمات الناقصة بصورة تتناسب مع الإمكانيات الاقتصادية هناك”.

 

منافع متبادلة؟

 

كذلك اعتبرت المخابرات الإسرائيلية أنه يمكن أيضا أن يستفيد السودان من إسرائيل في مجال الزراعة، حيث لديها خبرة في الزراعة بالأماكن الجافة وتحلية المياه، وهي مجالات ضرورية لاحتياجات السودان الذي يعتمد على الزراعة، لكنه يفتقر إلى مصادر المياه.

 

وفي المجال الصحي، فإنه يمكن لإسرائيل حسب البيان أن تقدم للسودان استشارات ومساعدة في المجال، حيث يعاني السودان من جهاز صحي ضعيف وبحاجة لإصلاح.

 

وتابعت المخابرات الإسرائيلية: “كما يمكن لإسرائيل أن تتحول لمركز سياحي صحي للنخبة السودانية التي ستزور إسرائيل لتلقي العلاج. وفي مجال الطاقة، حيث يعيش 40% من السودانيين في مناطق غير مرتبطة بشبكة الكهرباء، وهنا يمكن استغلال الخبرات الإسرائيلية في مجال أنظمة الطاقة البديلة، والتي تعتمد على الطاقة الشمسية بشكل أساسي، حيث يوجد لها خبرة كبيرة في المجال”.

 

تفاهمات سرية

 

ونقل موقع “واينت” العبري عن ” مسؤول إسرائيلي رفيع” قوله إن “العمل جارٍ على صياغة تفاهمات بين إسرائيل والسودان حول إعادة طالبي العمل السودانيين في إسرائيل إلى بلدهم السودان، وسيتم إعادة المئات منهم سنويا، وسيتم اعتبار المرحلة الأولى على أنها عينة تجريبية”. منوها أن تلك واحدة من القضايا التي يتحدث كثيرون على أنها ضمن تفاهمات خفية بين الجانبين تم الاتفاق عليها كجزء من اتفاق التطبيع، لاعتبارها قضية مؤرقة للجانب الإسرائيلي.

 

ويوضح “واينت” أن هناك حوالي 38 ألفاً من طالبي اللجوء الأفارقة من عدة دول من القارة السمراء ( 72% من إريتريا ) (20% من السودان) يعيشون في إسرائيل، وقد حاولت الأخيرة ترحيلهم أكثر من مرة، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل.

 

ونوه الموقع لما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول أمريكي قوله إن “السودان وافق على إدراج تنظيم حزب الله ضمن قائمة الإرهاب”. في المقابل رجّح مسؤولون إسرائيليون ألا توقع دول عربية أخرى اتفاقيّات تطبيع مع إسرائيل قبل الانتخابات الأمريكية، بحسب ما نقلت عنهم القناة 12 الإسرائيلية.

 

هل ستُطبع السعودية قبل الانتخابات الأمريكية؟

 

وتتضارب الأنباء حول الدولة المقبلة للتطبيع، فبينما نقلت القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين، أنها ستكون عُمان، نقلت القناة 13 عن مسؤولين إسرائيليين تقديراتهم أنها ستكون قطر، فيما قال مسؤولون أمريكيونإأنها ستكون السعوديّة.

 

وطبقا للقناة الإسرائيلية 12، تعمل إسرائيل والولايات المتحدة بجد، لتحقيق انفراج في العلاقات بين إسرائيل وسلطنة عمان حتى قبل الانتخابات الأمريكية. ورغم ذلك، فإن المسؤولين الإسرائيليين ليسوا متأكدين من إمكانية إعلان وشيك، حيث يزعمون أن عُمان معنية باتخاذ القرارات بطريقة مُنظمة وغير متسرعة، منذ تعيين سلطان جديد مؤخرا.

 

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين عُمان وإسرائيل، إلا أن العلاقات بينهما قائمة في مجموعة متنوعة من المجالات منذ نحو عقدين. كما قالت إن رئيس “الموساد” يوسي كوهين، رجّح إعلان المملكة العربية السعودية، تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قريبا.

 

وتابعت القناة: “يبدو أن السعودية مثل عُمان، ليست في عجلة من أمرها للإدلاء بتصريحات، رغم وجود علاقات سرية مع إسرائيل منذ سنوات عديدة”. موضحة أن السعودية تنتظر نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة أولاً، قبل أن تقرر خطواتها، لكن صحيفة “إسرائيل اليوم” نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن هناك فرصة لتطبيع السعودية قبل الانتخابات الأمريكية في محاولة لإنقاذ الرئيس دونالد ترامب قبيل الانتخابات.

 

هدية لترامب

 

وتابعت القناة الإسرائيلية 12: ” تدل كل المؤشرات على أن تطبيع الإمارات والبحرين، جاء بعد ضوء أخضر سعودي. وهناك سببان لذلك على ما يبدو، الأول هو أن مصلحة دول الخليج الرئيسية في تكوين كتلة سياسية – أمنية ضد إيران برعاية الرئيس ترامب. والثاني هو مساعدة ترامب على إعادة انتخابه، والقضاء على فرص بايدن بالفوز. وبخصوص الاتفاق بين إسرائيل والسودان، يبدو أن السعودية هي من تقف وراء سداد ديون السودان للولايات المتحدة