أشياء قد لا تعرفها عن الأقلية البهائية في المغرب العربي الكبير!

جمعة, 11/12/2020 - 09:37

ظهر الدين البهائي بإيران في منتصف القرن الـ19 على يد ميرزا ​​حسين علي نوري، المعروف باسم "بهاء الله"، كديانة توحيدية مستقلة عن الديانات السماوية الثلاث.

ومن مبادئ البهائية الرئيسية هي الوحدة الأساسية لجميع الأديان ووحدة البشرية. ويعتقد البهائيون أن جميع مؤسسي الديانات الكبرى في العالم كانوا تمظهراً من تمظهرات الإله، ورسلا ينفذون خطة إلهية مشتركة في الكون.

ورغم الاختلاف الظاهري بين الأديان الكبرى - وفقا للبهائيين - فإنها تتقاسم الجوهر والمغزى نفسه، وهذا ما حاول "بهاء الله" القيام به عبر تغليب الوحدة على الانقسام.  ومنذ ظهور هذا الدين، انتشر في معظم بلدان العالم، إذ تقدر بعض الإحصائيات أعداد معتنقي البهائية بحوالي ثمانية ملايين.

ومغاربيا، تنتشر الديانة البهائية في دول المنطقة، وهذه تسعة أشياء قد لا تعرفها عن هذه الأقلية

1. دخلت المغرب في الأربعينيات

 يرجع أصل الدين البهائي بالمغرب إلى العام 1946، حيث بدأ الجيل الأول من البهائيين يظهر في المملكة، وقد جاء عدد منهم من مصر والولايات المتحدة الأميركية. وبحلول العام 1958 لم يكن عددهم يتجاوز الـ100.

بعد سنتين، تم انتخاب أول مجلس محلي مغربي للبهائيين بمنطقة زاوية الشيخ، وكان معظم أعضائه من الأمازيغ.

وخلال سنة 1961، نشرت جريدة "العلم" المغربية مقالا يهاجم البهائيين الأوائل في المغرب. وفي العام نفسه، تعرض بعضهم لمضايقات السلطة، إذ داهمت الشرطة بيوتهم وصادرت كتب الدين البهائي التي كانت بحوزتهم.

2. محنة سنوات الرصاص بالمغرب

 

خلال سنوات الرصاص بالمغرب، بدأت حملة اعتقالات ضد البهائيين، إذ تم اعتقال أزيد من عشرة بهائيين في الناظور من بينهم المتهم الرئيس آنذاك، محمد الكبداني. واجه الكبداني وثلاثة من زملائه الحكم بالإعدام بتهمة "الثورة والفتنة، والمس بالأمن العام، وتكوين عصابة المجرمين، وتهديد الأمن الداخلي، وانتهاك حرمة الشعائر الدينية، ومخالفة الفصل الثامن من ظهير الحريات العامة". بعد عام من اعتقالهم وبالضبط في الـ13 من ديسمبر 1963، أصدر المجلس الأعلى للقضاء حكمه بالبراءة على السجناء البهائيين.

 

وفي مقابلة مع موقع "إرفع صوتك" سنة 2017، قال الكبداني إنهم "لبثوا في السجن حوالي ثمانية أشهر دون محاكمة، تخللتها جلسات التحقيق الروتينية مع قاضي التحقيق (..) و​​صدرت الأحكام، فأدين ثلاثة منا بالإعدام، وهم مفتش شرطة ومواطن سوري وأنا شخصيا. وحكم على خمسة أشخاص بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، وشخص واحد بـ15 سنة. وتمت تبرئة الباقين".

 

3.  ثالث أكبر ديانة في المغرب؟

 

قدرت جمعية أرشيف البيانات الدينية ومؤسسات أخرى أعداد البهائيين في المغرب بحوالي 30 ألف بهائي بين العامين 2005 و2010، وتعتبر بذلك ثالث أكبر ديانة في البلاد بنسبة 0.1 في المئة، بعد الإسلام والمسيحية.

 

وقدرت وزارة الخارجية الأميركية عام 1992 عدد البهائيين في المغرب بحوالي 200 شخص. وجاء في تقرير الحريات لـ2018 الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية أن قادة الطائفة البهائية بالمغرب قدروا أعدادهم الإجمالية بحوالي 400 عضو في جميع أنحاء البلاد.

 

وفي ظل غياب إحصائيات رسمية، يبقى عدد معتنقي البهائية في المغرب مجرد تقديرات تختلف حسب كل مؤسسة.

 

4.في تونس.. لا اعتراف

 

يعتبر البهائيون في تونس أقلية صغيرة جدا، فرغم أن حرية الدين منصوص عليها بوضوح في التشريع التونسي، إلا أن هناك بعض القيود التي تمنعهم من ممارسة دينهم علنا ما يحد من حريتهم في العبادة.

 

 ويعد وجودهم بتونس حديثا، فقد دخلت البهائية إلى البلد في بداية الثمانينات، ولم يكن يُسمح لهم بتنظيم لقاءات دينية.

 

وحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش" فإنه رغم "النداءات المستمرة للبهائيين، إلا أن الحكومة لا تعترف بالعقيدة البهائية، كما لم تمنح جمعيتهم الصفة القانونية" المطلوبة.

 

5. ليس لهم الحق في الدفن 

 

وفي حوار سابق مع قناة "الحرة"، قال عضو المكتب الإعلامي للجامعة البهائية بتونس، محمد بن موسى، إن البهائيين في تونس يواجهون في أكثر من مناسبة مشاكل لدفن أبناء الأقلية.

 

ويطالبون بالحصول على ترخيص لفتح مقبرة خاصة بهم، لأن طقوس الدفن لدى البهائيين مختلفة تماما عن الإسلام، مثل صلاة الجنازة التي تؤمها امرأة ورجل.

 

وأضاف: "لا يشرف أي تونسي مهما كان معتقده أن مواطنا مثله ليس له الحق في الدفن".

 

6. "الاضطهاد" في الجزائر

 

ظهرت البهائية في الجزائر في 1910، لكن ترسيخ العقيدة في البلاد لم ينجح إلا بعد 1951، حيث بدأت حملة نشر الدين في أفريقيا وكان أول بهائي جزائري أعلن ديانته هو عبد الكريم أمين خوجة.

 

وفي أغسطس 1968، حضر بعض البهائيين الجزائريين مؤتمرًا بهائيًا عقد في باليرمو في صقلية، والذي شكل بداية "اضطهاد" السلطات الجزائرية للبهائيين، فقد "تم طرد ستة عشر بهائيًا إيرانيا من الجزائر، ونُفي خمسة جزائريين بهائيين وصودرت ممتلكات وأموال البهائيين".

 

 تقدمت الطائفة البهائية بالتماس للحكومة وتمكنت من استعادة الأموال البهائية، وتم السماح لها باستئجار ما يسمى "حظيرة القدس"، وهو مكان للعبادة.

 

7. منع البهائية بالجزائر

 

عام بعد ذلك، وفي سنة 1969، صدر مرسوم رسمي بمنع العقيدة البهائية من النشاط المنظم وتشكيل المؤسسات بالجزائر واعتبرت البهائية "هرطقة"، خاصة وأن الدولة بعد الاستقلال قد تبنت الممارسات الإسلامية لرفض ما سمي آنذاك بـ"التأثيرات الاستعمارية".

 

 وأصبح الجزائريون الذين يتحولون إلى البهائية يمارسون دينهم الجديد في الخفاء، لأن هناك قانون في الجزائر يعاقب على "زعزعة عقيدة" المسلمين والذي يمكن تطبيقه على البهائيين.

 

وفي تقرير الحريات الدينية لوزارة الخارجية الأميركية، فإن "ممثلي وزارة الشؤون الدينية، ولا سيما الوزير (السابق)، يواصل الإدلاء بتصريحات علنية تحذر من انتشار (..) البهائية".

 

8. غلق المحفل الموريتاني

 

يعتبر ظهور البهائية في موريتانيا حديثا جدا، إذ تم إنشاء أول محفل روحي محلي في في 1971 لتلِيها عدة محافل أخرى بعد ذلك.

 

 لكن في مارس من العام 1983، بدأت حملة الاعتقالات بتوقيف خمسة بهائيين وتم استجوابهم، وسجنهم لفترة وجيزة وتم غلق دور العبادة الخاصة بهم.

 

وفي العام 1986، أصبح النشاط البهائي داخل البلد محدودا، لكن بهائيي موريتانيا تمكنوا من المشاركة في أحداث للطائفة في البلدان المجاورة، مثل اليوبيل الذهبي للدين البهائي، والذي عقد في غامبيا سنة 2004 .

 

9. ديانة محظورة في ليبيا

 

تأسست الديانة البهائية في ليبيا في الخمسينيات من القرن الماضي. وفي العام 1951، تمت دعوة المجتمع البهائي المصري لإرسال رواد إلى ليبيا كجزء من حملة تعليم الدين البهائي في أفريقيا.

 

 واعتبارًا من العام 1953، تم تشكيل التجمع الروحاني المحلي في بنغازي. وفي سنة 1956، تم تأمين مقبرة للبهائيين في طرابلس.

 

لكن في أواخر الستينيات بدأت البهائية تتعرض للملاحقة من قبل السلطات، وتم حظرها في نهاية المطاف.

 

وحاليا، لا توجد معطيات وأرقام واضحة عن معتنقي البهائية في ليبيا.