نتنياهو يمثل أمام محكمة إسرائيلية في ثلاث تهم بالفساد والتحايل علي القضاء

اثنين, 08/02/2021 - 10:29

مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإثنين أمام المحكمة في القدس الشرقية المحتلة لفترة وجيزة وأكد براءته مع دخول محاكمته مرحلة تشهد جلسات مكثّفة على مدى ستة أسابيع قبيل انتخابات يسعى للفوز فيها بولاية جديدة.

ويعتبر نتنياهو أول رئيس للحكومة يمارس مهامه توجه له اتهامات رسمية بقبوله هدايا فاخرة وسعيه لمنح تسهيلات تنظيمية لجهات إعلامية نافذة مقابل حصوله على تغطية إعلامية إيجابية.

وأمضى نتنياهو (71 عاما)، والذي يعتبر الاتهامات “ملفقة وسخيفة” الإثنين، عشرين دقيقة فقط داخل المحكمة، إذ أنه أجبر على المثول أمام القضاة لتقديم رد رسمي على الاتهامات.

وقال رئيس الوزراء، الذي يشغل منصبه دون انقطاع منذ العام 2009، قبل خروجه من قاعة المحكمة “أؤكد الإجابة المكتوبة التي قدمت باسمي”.

وتعقد الإثنين آخر جلسة استماع تمهيدية قبيل المحاكمة، في حين ستركز الجلسات المقبلة على الإدلاء بالشهادات وتقديم الأدلة.

خلال جلسة الإثنين، اتهم محامي رئيس الوزراء بوعز بن تسور، المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت — الذي عين من قبل نتنياهو  في السابق — بسوء التعامل مع الملف.

وقد يجبر نتنياهو على المثول أمام المحكمة عدة مرات أسبوعيا، في وقت بدأ حملته لخوض رابع انتخابات تشهدها إسرائيل في أقل من عامين والتي ستجري في 23 آذار/مارس المقبل.

وظهر نتنياهو على شاشات التلفزيون أثناء دخوله إلى قاعة المحكمة المركزية في القدس الشرقية المحتلة، قبل وقت قصير من موعد بدء الجلسة في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (7,00 ت غ)، واضعا كمامة واقية باللون الأسود.

وتأتي محاكمة نتنياهو الإثنين غداة تخفيف القيود الصحية المفروضة في إطار مكافحة تفشي وباء كوفيد-19 وبعد إرجاء الجلسة التي كانت مقررة أولاً في كانون الثاني/يناير.

التدخل في الانتخابات

وسبق أن مثل نتنياهو أمام المحكمة قبل تسعة أشهر وكان حينها حقق انتصارا سياسيا إذ شكل حكومة ائتلافية مع منافسه في الانتخابات بيني غانتس، بعد ثلاث انتخابات غير حاسمة.

 

لكن هذا الائتلاف المشحون لم يدم طويلا إذ انهار في كانون الأول/ديسمبر، وجدد غانتس وصفه لنتانياهو بأنه غير أمين.

 

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المحاكمة ستضر بفرص إعادة انتخابه الشهر المقبل.

 

ولطالما أصر رئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، وأحد الموالين لنتنياهو ياريف ليفين على ضرورة “تأجيل” المحاكمة.

 

وقال ليفين لصحيفة “إسرائيل هيوم” أو (إسرائيل اليوم) اليمينية بأن المضي قدما في المحاكمة “سيساهم في التدخل الفاضح في لانتخابات”.

 

وشدد ليفين على أنه ليس من العدل أن تجري المحاكمة خلال الحملة الانتخابية، بينما من المقرر ألا يقدّم فريق الدفاع مرافاعته لتفنيد الاتهامات إلا بعد يوم الانتخابات.

 

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو لا يزال الأقوى، لكن قدرته على تشكيل أغلبية من 61 مقعدا مع حلفائه المتشددين والمتدينين غير مؤكدة.

 

كما يواجه نتنياهو ولأول مرة في حياته السياسية تحديا من أحد المنشقين البارزين عن حزب الليكود الذي يترأسه، هو جدعون ساعر الذي انفصل ليشكل حزبه الجديد.

ثلاثة ملفات

 

يواجه نتنياهو  ثلاث قضايا منفصلة، أخطرها القضية المعروفة برقم 4000 أو “بيزك” وهي أكبر مجموعة اتصالات في إسرائيل، والتي اتهم فيها رئيس الوزراء بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

ويتركز الاتهام حول ما إذا سعى نتنياهو للحصول على تغطية إعلامية إيجابية في موقع (والا) الإخباري الذي يملكه شاؤول ايلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك مقابل خدمات وتسهيلات حكومية عادت على مجموعته بمئات ملايين الدولارات.

أما ملف 2000، فيتعلق بمحاولة نتنياهو التوصل الى اتفاق مع مالك صحيفة يديعوت احرونوت الناشر أرنون موزيس، توفر بموجبها الصحيفة الإسرائيلية، وهي من الأكثر انتشارا في الدولة العبرية، تغطية إيجابية عنه.

في حين تتعلق القضية رقم 1000، بتهمة حصول نتنياهو على منافع شخصية في تلقي هدايا بقيمة 750 ألف شيكل (240 ألف دولار)، من المنتج الإسرائيلي الهوليوودي أرنون ميلتشان، و250 ألف شيكل (72 ألف دولار) من الملياردير الاسترالي جيمس باكر.

وينفي نتنياهو جميع هذه الاتهامات.

في حال إدانته، سيضطر نتنياهو إلى الاستقالة بعد استنفاذ جميع الطعون، لكن من المرجح أن تستغرق هذه العملية عدة سنوات.

وحث رئيس الوزراء الأحد أنصاره على عدم التظاهر خارج المحكمة مشيرا إلى الخطر الناجم عن نسخ فيروس كورونا المتحوّرة.

وشهد محيط المحكمة في القدس الشرقية الإثنين تواجدا مكثفا للشرطة لتأمين موكب رئيس الوزراء، في حين احتشد عشرات المتظاهرين في الخارج، حاملين لافتات والعلم الإسرائيلي، بينما وضع أحدهم على وجهه قناعا يجسد شخصية رئيس الوزراء.

وقالت المتظاهرة كلوديا مانوكيا “نحن هنا لنزيل كل القذارة والفساد الذي أوجده”.

 

(ا ف ب)