الجوع والمرض والإذلال والتهميش والحرمان والجهل والتخلف هذه سمات طبعت حكم الريئس السابق محمد ولد عبد العزيز وعصابته التي كانت معول هدم للبلد وشعبه واستعملها لنهب خيرات البلد وثروته البحرية والمعدنية والزراعية والغازية . لا يمكن وجود بلد غني بالذهب والسمك والجديد والزراعة والثروة الحيوانية والغاز. مثل موريتانيا والشعب فيه يحلم بأكل الخبز أو الموز اوشرب الحليب فحتى أفقر دول العالم توفر لشعبها مثل هذه المواد لكن ولد عبد العزيز اعتمد المثل القائل: (جوّع كلبك يتبعك) وهو كناية عن الإذلال الذي يولّد التبعية فرءا أن خير وسيلة لضمان تبعية الشعب له. أن يرزح تحت ضغط الجوع والعوز ليظل دائمًا مرتبط بتلك اليد التي تمتد إليه لتسد رمقه بقطعة خبز او كيل من الأرز" اوسمكة التي يقذفها لهم كلّما تضوروا جوعًا فيفرحوا بها وتظل قلوبهم ممتنة وشاكرة لتلك الأيدي الكريمة اللئيمة…
هذا المثل الشعبي (جوّع كلبك يتبعك) يستبطن في داخله معنى مقابلاً وهو أن رفاهية الشعب الموريتاني والاستجابة لمطالبه تجعله يتقلب في رغد العيش ما يؤدي به في اعتقاد ولد عبد العزيز إلى رفاهية الفكر ورفاهية الوعي ما يدفعه للمطالبة بحقوقه والمطالبة بالحقوق معناه القضاء علي الفساد والمفسدين ومحاسبتهم وأولهم شخص ولد عبد العزيز. إن هذا الأسلوب الديكتاتوري ربما كان مسكوتًا عليه في أزمنة مضت حين كان الفرد مغلوبًا على أمره منعزلاً عن العالم فكريًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا أمّا اليوم فقد انفتحت فضاءات الشعوب وأصبح العالم كله يأتي بين اليدين بضغطة زر واحدة على جهاز لا يتعدى كف اليد أحيانًا ليتم إعلان وفاة سياسة تجويع وإذلال الشعب لأن معنى للمثل الديكتاتوري البائد (جوّع كلبك يتبعك) أصبح يقابله اليوم معنى واقعي لمثلٍ وُلد مع متغيرات العصر وهو (جوّع كلبك ياكلك..).