جاء في المعجم الوسيط: "الرائدُ من يتقدّم القومَ يبصر لهم الكلأ ومساقط الغيث"؛ فالرائد لغةً: هو الذي يتقدّم الجماعةَ ليتبصّر في أمورها، ويستعلم لها الوقائع التي تتعلّق بمصالحها.
واعتمادًا على ما يعود به من أخبار ومعلومات، تبني هذه الجماعةُ مواقفَها العامّة، فإمّا أن تتقدّم لإنجاز أمر ما يتعلّق بشؤونها العامّة وبقضاياها المصيرية، وإمّا أن تتراجع عن هذه المواقف وتحجم عنها لما يكتنفها من أخطار تهدّد كِيانَها الجماعي أو مصالحها العامّة.
يوم قال العرب في العصر الجاهلي مثلهم المأثور: "الرائد لا يكذب أهله"، كانت أبرز قضاياهم العامة هي: تتبّع مواقع الماء والكلأ في صحراء موحشة تندر فيها المياه وتتقلّص فيها المراعي، أما اليوم فما أكثرَ قضايانا، وما أعقدَ شؤونَنا العامّة، وكم من التساؤلات والهواجس التي تحيط بواقعنا ومستقبلنا! وما أحوجَ المجتمعَ اليوم إلى رائد يرشد أهله ويضيء في عتمة إرباكاتهم العصريّة فسحة منيرة تهديهم سبل الرشاد.
فمن رائد المجتمع في العصر الحديث؟ وهل يقوم هذا الرائد بمسؤوليّته ويصدق أهله وجماعته؟
من الإنصاف أن نقول: إنّ المواقع الرياديّة العامّة لم تعد اليوم محصورةً بجهة واحدة، وليست منوطة بمسؤول واحد، كما كانت الحال في المجتمع القبليّ أو العشائريّ. فالمسؤول السياسيّ له موقع رياديّ، وعليه أن يصدق أهله، والمسؤول القضائيّ موقعه رياديّ وأمانته ثقيلة، والمصلح الاجتماعيّ كذلك شأنه... ولكنّ هناك جيهة اخري تعاظم سلطانها على الحياة الاجتماعية، وامتدّت يدها الخفيّة لتصنع مفاهيمنا وقيمنا، وترسم لنا أفكارنا وخيالاتنا. أضواؤها تجعل الخامل مشهورًا، والخفيّ معلنًا، والمستور مكشوفًا مُشاعًا.
إنّها الإعلام بما يمتلك من تأثيرات كبيرة في حياة المجتمعات العقديّة والسياسيّة والأخلاقيّة والتربويّة... إنّه الموقع الرياديّ الأوّل في التأثير وصناعة الرأي العام وتوجيه الذوق الجماعي والرؤية الجماعية للحياة والمستقبل. إنه الإعلام، أو السلطة الرابعة كما يحلو للبعض أن يطلق عليه.هذا الإعلام الذي يحجم الإنجزات التي حصلت في البلاد منذ تولي ريئس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة.رغم جائحة كورونا التي مازال مستمرة حيث اثرت علي الكثيرمن أقتصاديات العالم الصناعي .لكنها لم تؤثر كثيرا علي واقعنا المعيشي نظرا لنجاعة مواجهتها التي واجهت بها الحكومة. نلاحظ أن الإعلام بشقيه لايتعامل مع هذا الواقع بموضوعية.حيث ان هناك تجاهل منه لكل الإنجازات التي تحققت علي ارض الواقع ولمسها المواطن البسيط وعاشها في حياته اليومية. فالريئس لايكذب اهله
الياس محمد