بعد عشرسنوات عجاف تبدلت الاحوال وتبدل الخلق وكأنه خلق جديد وعالَمٌ مُحدَث/ الياس محمد

اثنين, 21/11/2022 - 13:11

يقول ابن خلدون في مقدمته: "وإذا تبدّلت الأحوال جملةً، فكأنما تبدّلَ الخلقُ من أصله، وتحوّل الشعب بأسره وكأنه خلقٌ جديد، ونشأةٌ مستأنفةٌ، وعالَمٌ مُحدَث"

وهذا ما جري في بلدنا مع وصول ريئس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة في موريتانيا ,حيث شعر الجميع بالامان وتعززت الوحدة الوطنية وترسخ الانتماء للوطن. وتغيرت احوال، المواطنين ، وتبدّلت في مجملها ،

وأفرزت ظاهرةً غير مسبوقة، حيث أصبح للشعب كلمة، بعد ان كان مجرّد نكرة يهان في قيمه ومعاشه ,أما اليوم فشأنه مختلف، حيث غابت العبارات البراقة والخطابات الرنانة التي تغطي فضائح كبري,ونهب وصمصرة ومعاملات مشبوهة وخيانة كبري للوطن والمواطن.

وسوى ذلك من مفاهيم انهزامية،براقة  استوطنت العقل الجمعي، ليس في وسع أحد أن يطفئ الجمرة بمحاولة سحقها بقدميه.لكن. وهذا يعني ببساطةٍ أن الشعب الذي كان غافلا عما يجري حوله أصبح طرفا في معادلة الفعل، حتى أصبح هذ الأمر أحد المفاعيل الرئيسة في صناعة الحدث، صغر أم كبر.نعم عشر سنوات عجاف اكلت الأخضر واليابس، فلا زرع يحصد، ولا ثمر يقطف ولا ضرع يحلب، ولا ارض تحرث، ينابيع جافة، وأرض جرداء دون حياة وحيوا ن جيف ،حركة دون عواطف اوعدم شعور بالمسؤولية , لقد تحولت حياتنا إلى أرقام يصعب حسابها و معادلات لا نقوى على حلها او تفكيك رموزها، بعد أن غابت الروح، وضاقت الصدور من الفقر والقهر والعوز والظلم ،جاء  الخلاص بعد أعوام من الاستبداد, وضعف الدولة ونهب خيراتها.

حتي توقفت عجلتها عن الدوران بعد أن اصاب العطب كل اركانها حتي  كاد ان يحدث بركانا بين متناقضين اثنين، امل مفقود، ومصير مجهول، لا طعم ولا رائحة لها. لا نعرف اننا أحياء الا عند الكلام او الحديث الذي يخرج من شفاهنا باحرف مخنوقة، الا انها تنبهنا بأننا نعيش بغير زماننا ولا وقتنا، وكأننا قدمنا من عالم وكوكب اخر، غرباء لا نفهم ماذا يدور حولنا، ولا نتقن الا البوح بالشكوى والتذمروالشعور بالمرارة ، لا نقوى على شيء وسط ذهول دون ادراك لما يجري ويدور حولنا

لنساءل أنفسنا ماذا بعد؟ نبحث عن حالنا وعما في دواخلنا عبثا، فلا جواب لدينا، عاجزين عن الخطوة، لا نملك إلا السكون والبقاء في الوراء.

أنها سنوات عجاف « تعادل سنين وسنين من العجاف، اقتحمت حياتنا على غفلة منا، محكمة قبضتها وسيطرتها وسط حال اشبه « بالعقم « ، كنا لا نملك إلا الصبر والصمت وانتظار مصير مجهول لم نعد نتحكم بقبضاته بعد أن سلبت منا إرادتنا وثروتنا وامننا ووحدتنا

فاعمارنا اصبحت مجرد أرقام نتجنب معرفتها والخوض بها حتى لا نصدم بحقيقة العمر والهرم.