مقتل مستوطنتيْن وإصابة ثالثة في عملية فدائية بالأغوار الفلسطينية-)

جمعة, 07/04/2023 - 18:27

تمكن مقاومون فلسطينيون من تنفيذ عملية في الأغوار الشمالية، أسفرت عن مقتل مستوطنتيْن، وإصابة ثالثة بجروح خطيرة للغاية، بالقرب من منطقة “الحمرا” صباح الجمعة الثالثة من شهر رمضان.

وأعلنت جهات إسرائيلية بداية عن العملية على أنها حادث سير، حيث استغرق الجيش 20 دقيقة حتى تبين أن ما جرى هو عملية فدائية، وليس حادث سير عاديا.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال فإن المنفذ أطلق 22 رصاصة من مسافة صفر، مستخدما سلاحا من نوع كلاشنكوف.

وزعم جيش الاحتلال أن هوية منفذ العملية معروفة لديه، وقد أطلق عملية واسعة للبحث عنه، تُشارك فيها طائرات مروحية.

وبحسب صحيفة يديعوت العبرية، فإن “منفذي عملية الأغوار قاموا بمطاردة السيارة الإسرائيلية وأجبروها على الانحراف عن مسارها، وبعد ذلك أمطروها بوابل من الرصاص وانسحبوا من المكان”.

وأعلنت نجمة داوود الحمراء الوطنية أنه في تمام الساعة 10:55، ورد بلاغ عن حادث سير بين شاحنة وسيارة على تقاطع الحمرا، وأفاد ضابط الشرطة المتواجد بالموقع عن مقتل شخصين وإصابة آخر بجروح خطيرة في الرأس.

وفرض جيش الاحتلال طوقا أمنيا في المنطقة، حيث أقام حواجز كثيرة وسط عمليات تمشيط واسعة.

وتتواجد في تلك المنطقة، مستوطنة الحمرا الزراعية، نسبة إلى لون التراب الأحمر الذي يمتاز بالخصوبة، وهي تقع على امتداد الشرق من محافظة طوباس وقرية تياسير. وتمتد الطريق من وادي الفارعة في محافظة طوباس، باتجاه الشمال نحو قرية بردلة الزراعية وصولا إلى غور الأردن.

 

وتشهد المنطقة نشاطا استيطانيا كثيفا، حيث أقامت قوات الاحتلال مجموعة كبيرة من المستوطنات الزراعية إلى جانب طرق مواصلات عامة يتحرك عليها مئات المستوطنين يوميا.

 

 

 

 

وتأتي العملية الثالثة في الأغوار، في سياق التصعيد الحاصل بالضفة الغربية وحالة المقاومة التي تقودها مجموعات مسلحة ردا على هجمات الاحتلال الإسرائيلي.

 

وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني، فإن حصيلة القتلى الإسرائيليين منذ مطلع العام الجاري بلغت 20 قتيلا و133 جريحا.

 

وعقّب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على عملية الأغوار بأنها “جمعة سوادء ومؤلمة”. فيما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عن استدعاء جنود الاحتياط في سلاح الجو والدفاع الجوي.

 

وردا على العملية، طالب رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، شلومو نيئمان، “بقتل أمل الفلسطينيين” وفق تعبيره.

 

وتابع: “يوجد هنا عدو يحاول إقامة دولة في قلب بلدنا، هذا هو دافعهم. هذا الشيء يجب أن يتوقف. توقعاتنا ليست من الجنود في الميدان أو من القادة، ولكن من الصفوف السياسية لسحق أمل العدو”.

 

وذكر شهود عيان، أن جيش الاحتلال نصب عشرات الحواجز العسكرية، وشرع بعمليات تفتيش واسعة للمركبات الفلسطينية، فيما شوهدت قوات أخرى تجري أعمال تمشيط في الجبال والأودية بمنطقة الأغوار.

 

 

 

 

كما نفذ عشرات المستوطنين في منطقة “فروش بيت دجن” و”الحمرا” حملة عربدة وعمليات تدمير لمزروعات السكان، فيما أخبر شهود عيان عن حشود لمستوطنين متطرفين بالقرب من مساكن المواطنين.

 

كما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجز الحمرا العسكري الرابط بين مدن الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية.

 

وأضافت مصادر فلسطينية أن جنود الاحتلال أغلقوا، كذلك، حاجز تياسير العسكري، شرقي طوباس.

 

وقال رئيس مجلس قروي فروش بيت دجن، عازم حج محمد، إن قوات الاحتلال أغلقت الشارع الرئيس المؤدي إلى عدة قرى في الأغوار الوسطى، ومنها فروش بيت دجن والنصارية، مضيفا أن جنود الاحتلال داهموا عدة منازل في القرية وفتشوها.

 

كما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العسكرية في محيط نابلس وتحديدا على حواجز حوارة جنوبي المدينة، وبيت فوريك شرقا، كما نصبت حاجزا على مدخل قرية عقربا جنوبي نابلس، وتقوم بالتدقيق في هويات المواطنين وتفتيش السيارات المارة عبر الحواجز.

 

حماس: رد سريع

في  تعقيبها على العملية، قالت حركة “حماس” إن عملية الأغوار، تؤكد أن المقاومة ردها سريع في أماكن حساسة أمنيا للاحتلال الإسرائيلي.

 

وأكد المتحدث باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس محمد حمادة، في بيان صحافي أن “الأوفياء للمسجد الأقصى يردون اليوم على عدوان الاحتلال على غزة والضفة والقدس بعملية بطولية”.

 

كما باركت حركة الجهاد الإسلامي “عملية الأغوار البطولية التي نفذها أبطال الشعب الفلسطيني الذين يستهدفون قطعان المستوطنين”.

 

وقالت الحركة في بيان صحافي: “لقد جاءت عملية الأغوار انتقاماً للانتهاكات المستمرة بحق المسجد الأقصى، وهتك حرمته ودفاعاً مشروعاً عن أبناء شعبنا وأرضنا في وجه الاحتلال المجرم”.

 

وشدد البيان على أن هذه العملية جاءت في ظل حملة “لتزول الحواجز” التي أعلنتها سرايا القدس لاستهداف حواجز الاحتلال بالضفة، وتأكيداً على “وحدة الساحات”، رداً على جرائم العدو وإرهابه وتغول حكومته الفاشية.

 

 

 

 

من جهتها، اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان صحافي أن العملية تعتبر ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال بما في ذلك الأقصى، والعدوان على غزة والاعتداء على شعبنا الفلسطيني في كل الساحات وفي الداخل المحتل عام 48″.

 

وقالت الجبهة إن على قيادة السلطة أمام هذا العدوان، مغادرة مربع التفاهمات مع حكومة الاحتلال التي يكرسها مسار العقبة شرم الشيخ الأمني، الذي يتم استغلاله كغطاء من قبل الاحتلال للاستمرار في ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

 

وفي ذات السياق، أصيب جندي إسرائيل بإطلاق نار على دوار جبع قرب مدينة القدس، مساء أمس الخميس.

 

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فقد وقع إطلاق النار من سيارة مسرعة، ثم انسحبت من الموقع، ما أدى لإصابة جندي بجروح متوسطة، وتم نقله إلى مستشفى “شعاري تسيدك”.

 

ووصلت تعزيزات عسكرية إسرائيلية إلى الموقع، وشرعت بتمشيط المنطقة بحثا عن المنفذين.