مستشفيات غزة قد تتحول إلى "مقابر جماعية" مع إقفال ثلثها بسبب نقص الوقود

جمعة, 27/10/2023 - 15:31

أفادت الأمم المتحدة بأن ثلث المستشفيات في غزة أقفلت أبوابها مع توقع توقف مزيد منها عن الخدمة خلال ساعات بسبب نقص الوقود، فيما حذر الأطباء من تحول أقسام بكاملها إلى "مقابر جماعية".

وفي هذا السياق، توسلت منظمة الصحة العالمية لفرض وقف إطلاق نار فوري وتأمين ممر آمن للإمدادات ووقود المولدات الكهربائية للقطاع الممتد على طول 42 كيلومتراً الذي يرزح تحت وابل من الغارات الجوية الإسرائيلية إضافة إلى حصار عقابي.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الإمدادات كانت شحيحة لدرجة أن ستة مستشفيات أقفلت أبوابها في أنحاء القطاع. وسيوقف مزيد منها عملياته التشغيلية خلال الساعات القليلة المقبلة في حال عدم الحصول على الوقود.

سينتج من هذا تعريض آلاف المرضى الضعفاء لخطر الموت بمن فيهم 130 طفلاً ولدوا قبل أوانهم و1000 مريض يعتمدون على غسيل الكلى وآخرون على أجهزة دعم الحياة.

وقال الدكتور ريك برينان مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "نتوسل إليكم السماح بعملية إنسانية مستمرة وموسعة ومحمية".

وكانت الغارات الإسرائيلية، خلال الليل، أسفرت عن مقتل أكثر من 700 فلسطيني بحسب وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة "حماس". ويعتبر هذا أكبر عدد للوفيات خلال 24 ساعة منذ بدء إسرائيل حملة قصف واسعة للقضاء على "حماس" في أعقاب هجوم شنته الأخيرة قبل أسبوعين.

في المحصلة، قتل ما يفوق 5700 فلسطيني حتى الساعة بمن فيهم 2300 قاصر بحسب الوزارة. ويشمل ذلك الحصيلة المتنازع عليها لعدد القتلى جراء تفجير مستشفى الأسبوع الماضي. وأعلنت إسرائيل بأنها شنت 400 غارة جوية في اليوم السابق، مما أدى إلى مقتل قادة في "حماس" وإصابة مقاتلين أثناء استعدادهم لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.

وهناك مخاوف حالياً من وفاة مزيد من الأشخاص مع اضطرار المرافق الطبية إلى إقفال أبوابها. وفي هذا الإطار، مستشفى الأورام الوحيد في قطاع غزة يعمل جزئياً بسبب نقص في الوقود مما يضع حوالى 2000 مريض بالسرطان في دائرة الخطر.

يوم الإثنين، أجبر المستشفى الإندونيسي الخاص، وهو الأكبر في شمال غزة إلى إطفاء كل أقسامه باستثناء وحدة العناية المركزة بسبب نقص حاد في الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية.أما مستشفى بيت حانون، وهو المستشفى الوحيد الآخر الذي كان لا يزال يستقبل المرضى في شمال غزة، فأوقف عملياته بسبب القصف الشديد على البلدة.

 

في المحصلة، قالت وزارة الصحة التي تديرها "حماس" إن 40 مركزاً طبياً علق عملياته في الوقت نفسه مع فرض القصف والنزوح ضغطاً هائلاً على النظام الصحي.

 

وفي سياق متصل، قال غسان أبو سيتا وهو طبيب بريطاني - فلسطيني يعمل مع المنظمة الخيرية الطبية "أطباء بلا حدود" إن الوضع في مستشفى الشفاء مزر للغاية، لدرجة أنه يتحتم على الأطباء والجراحين "الارتجال في كل مرحلة" بما في ذلك استخدام سائل غسيل الأطباق لتنظيف الجروح.

 

وقال لــ"اندبندنت" إن "عدد الجرحى خيالي مقارنة بحجم المستشفى"، وبلغت القدرة الاستيعابية في أكبر مجمع طبي في غزة 150 في المئة وهو يضم آلاف المدنيين المذعورين الذين وجدوا ملجأ في المستشفى بعد أن نزحوا بسبب القصف، وأضاف الطبيب: "الجرحى في كل مكان، على الفراش وعلى أرضية الأقسام وفي الممرات وفي قسم الطوارئ".

 

وقال إن الفريق الطبي "يرتجل في كل طور"، مضيفاً "عندما يكون أمامي مريض أريد أن أنظفه استعداداً لإجراء جراحة أقوم بتنظيفه بواسطة سائل غسيل الأطباق اشتريته من متجر قريب ومن ثم أنظفه بواسطة الخل للتأكد من تعقيم مكان الجرح". وعندئذ فقط يستخدم بشكل طفيف مواد معقمة ترتكز على اليود.

وتكمن المشكلة الأخرى في الكهرباء مع نفاد وقود المولد، وأضاف: "إذا نفدت الكهرباء، سيتحول مستشفى الشفاء إلى مقبرة جماعية".

في غضون ذلك، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأمين حماية المدنيين وأعرب عن قلقه في شأن "الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي" في قطاع غزة. وقال أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً أنه "في وقت حاسم كهذا" من المهم التوضيح أن الحرب لها قواعد بدءاً من المبدأ الأساسي لاحترام المدنيين وحمايتهم.

وفي هذا السياق، سئل الرئيس الأميركي جو بايدن من المراسلين في البيت الأبيض سواء كانت المساعدات ستصل إلى غزة في أسرع وقت ممكن، أجاب: "ليس بالسرعة الكافية".

ومساء الثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة أنه كان من المقرر تسليم 20 شاحنة من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر عبر معبر رفح من مصر يوم الثلاثاء ولكنها لم تدخل إلى القطاع، وقالت إيري كانيكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "نأمل أن تتمكن المساعدات من دخول غزة غداً".

وفي خطابه أمام مجلس الأمن، قال غوتيريش: " هجمات ’حماس‘ لم تحدث من فراغ. خضع الشعب الفلسطيني على مدى 56 عاماً للاحتلال الخانق"، مضيفاً "مظالم الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة من ’حماس‘، وأن هذه الهجمات الشنيعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

ووصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان خطاب غوتيريش بالصادم. وقال: "إن تصريحه بأن هجمات ’حماس‘ لم تأت من الفراغ يبرر الإرهاب والقتل