بعد التحية والإكرام..السيد رئيس الجمهورية المحترم : تناها إلى علمنا قبل أسبوع من الآن خبر يفيد بأن مجموعة من شبابنا الفارين من الوطن باتجاه الحلم الامريكي قد تم ترحيلهم إلى موريتانيا بموافقة من سلطات بلادنا فى سابقة غريبة وعجيبة... وفى خضم الحيرة بين التصديق المر والبحث فى حيثيات القضية عن خيط يبرر لدولة مستقلة قبول المشاركة فى عملية اهانة وإذلال مواطنيها دون سبب وجيه... اطلعت يوم أمس بالصدفة على جزء من مقابلة تلفزيونية أجرتها إحدى القنوات مع ناشط سياسي فى موريتانيا تحدث فيها عن اتفاقيات ذكر ان حكومتنا ابرمتها مع حكومة الولايات المتحدة سيتم بموجبها ترحيل كل الموريتانيين الذين دخلوا التراب الامريكي عن طريق التسلل وذلك بعد طلب الأولى اعادها اللاجئين الهاربين من جحيم الواقع المحلي ... سيادة الرئيس : هل يعقل أن حكومة عاقلة تعرف حالها .. ليس لديها سياسة تشغيل واضحة ولم تعرف فى كل عمرها نجاحا فى أمر من أمور الدنيا بإستثناء الفساد الذي يعم مفاصل وعروق الدولة ...تجد فرصة كهجرة شبابها الذي كان ينتظر وفق المنطق الطبيعي أن يكون وقود الثورة على الواقع الذي (انجزته) ثم تسعى لعودته بعد أن تم (شحنه) بمزيد من المرارة والياس ....؟! هؤلاء الشباب هاجروا لان الأفق فى أعينهم قد سد وقد دبروا مصاريف رحلة القفز (فوق الحيط) بكل مراحلها ومخاطرها بعرق جهدهم وكد عواءلهم يجدون بعد أن لاحت خيوط الأمل امام اعينهم فى بناء مستقبل جديد لهم ولعواءلهم..أن لعنة الانتماء لهذا لوطن الذي يقتصر دور السلطة فيه على توزيع البؤس والمهانة والفقر والافقار بالتساوي على مواطنيه الصالحين الضعفاء الذين لاحول لهم ولاقوة ولايستطيعون الهرب وأصبحت تلاحقهم وراء البحار ... وترك الجمل بما حمل لنفسها ومحيطها ومن تبعها باثم من منافقين والساقطين والسياسيين وتجار الدين ....! سيدي الرئيس : ان فى نظامكم من لايريد الخير لكم وهذا غريب جدا لكنه أصبح أيضا واضح جدا فأنتم على مشارف انتخابات راسية جديدة سمعت ان هناك من يرشحكم فيها لمامورية ثانية لا أعرف هل ستقبلون مرة أخرى تحمل الأمانة التى كنا نظن انكم ستحمدون الله على أن خلصكم منها رغم الخسائر الفادحة التى تكبد الوطن المواطن...... اعرف انهم يصورون لكم الواقع عكس ذلك ولكن الحقيقة بادية لكل الناس ...فكيف يزيدون الطين عليكم بلة بخلق أزمة جديدة لا أحد يستطيع التنبؤ بما سينجم عنها... سيدي الرئيس المحترم: تشيير بعض الاحصاءات إلى ان الذين دخلوا الولايات المتحدة (عن طريق التسلل )يتجاوز العشرون الف اغلبهم شباب فى بداية العقد الثالث من عمرهم ...أقل مايتكلفه الواحد منهم فى رحلة البحث عن أمل تلك ثلاثة ملايين اوقية تقريبا اذا اعيد هؤلاء الشباب إلى النقطة التى هربوا منها بعد أن خسروا كل شيء ولم يعد هناك أمل لديهم فى الهروب من هذا الجحيم مجددا.. ماذا تنتظرون منهم ؟! ان يكونوا مواطنين( صالحين) وفق منطق المتحكم ويسلموا ككل الضعفاء رقابهم لمشانق مصاصي الدماء .... ان يحاولوا الهرب من جديد ويفاقموا معانات ذويهم ويزيدون حالتهم البائسة بؤسا على بؤس.... ان يكونوا القشة التى ستقصم ظهر هذا البعير الاجرب الذي فشلت كل قوانين الفيزيا فى فهم طبيعة وتركبة الطينة التى قدت منها أعصابه.... سيدي الرئيس: اننى بداية اتمنى ان يكون خبر الاتفاقيات المذكورة غير صحيح ... واذا كان صحيحا فاننى كمواطن موريتاني قضى نصف عمره فى الهجرة لكنه حريص على أمن وسلامة هذا الوطن الذي يستظل بسماءة ويفترش أرضه ويستنشق هواءه... ويحرص على بقاءه.... اتمنى عليكم أن تتدخلوا بشكل حازم وتوقفوا تنفيذ هذا الإجراء الخطير ...من أجل المحافظة على نظامكم أولا ومن أجل المحافظة على مابقي من موريتانيا...ثانيا... اتركوا هؤلاء الشباب فى حالهم فهم أما أن ينجحوا ويستفيد من هجرتهم ذويهم و الوطن بشكل عام وأما أن يقشلوا ولن يكون فشلهم هناك أكثر من فشل الحكومات المتعاقبة عندنا وكل أجهزة الدولة ... محمد يسلم السالم ...