ليلة استهداف الطفولة.. جيش الاحتلال يطارد الرضع داخل الحضانات..استشهاد رضيع ثان بمُجمع الشفاء و39 آخرين يصارعون الموت.

أحد, 12/11/2023 - 10:25

واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته، طوال الليل وصباح اليوم الأحد، قصفه العنيف لمُحيط مجمع "الشفاء" الطبي غرب مدينة غزة، وحصار المجمع من كافة الجهات، في ظل تحذيرات فلسطينية وإقليمية ودولية من كارثة إنسانية حقيقية، بفعل غياب الخدمات الأساسية وانقطاع الكهرباء والأكسجين.

وكشفت مصادر، أن آليات الاحتلال باتت على مقربة من البوابات الرئيسية للمجمع، الذي استهدفت طوابقه بشكل مباشر، وسط غطاء ناري كثيف وتحليق كثيف للمسيّرات الإسرائيلية فوق المستشفى، ما جعل الخروج منه أو الدخول إليه أمرًا مستحيلاً، سواء للنازحين أو الجرحى، أو المرضى، والطواقم الطبية، والمسعفين، الذين بقوا دون كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود.

وقالت المصادر إن العشرات من جثامين الشهداء ما زالت مُلقاة في ساحة المجمع وفي مُحيطه، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها في ظل إطلاق الاحتلال النار بشكل مباشر على أي جسم مُتحرك، ومنذ الساعة التاسعة من أمس الأول، لم تصل سيارة إسعاف واحدة إلى المُجمع في ضوء هذه التطورات.

وأضافت أن مدفعية الاحتلال دمرت مبنى قسم القلب القديم في الجهة الغربية من المجمع المذكور، وتطلق قذائفها بين الفنية والأخرى في مُحيطه، والقنابل الدخانية بين أقسامها.

ولفتت المصادر إلى أن طائرات الاحتلال استهدفت المناطق الغربية والشمالية بمدينة غزة منذ منتصف الليلة، وهي: الشيخ رضوان، تل الهوا، وأبراج الكرامة، والمقوسي، والشيخ عجلين، والرمال، والنصر، دون أن تتسنى لسيارات الاسعاف الوصول إلى الأماكن المستهدفة، والوصول إلى الشهداء والجرحى.

وأفادت مصادر في قطاع غزة، بانقطاع الكهرباء تمامًا عن مستشفى "العودة" شمال القطاع، ومُجمع "الشفاء" الطبي في مدينة غزة.

وارتفع عدد الشهداء من الأطفال "الخدج" ، وبحسب مصادر استشهد طفل "ثان" في حضانة مجمع الشفاء الطبي، علما بأن وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أعلنت صباحا أن 39 طفلا معرضون للوفاة في أي لحظة، نتيجة انقطاع الكهرباء والأكسجين.

ونقلت المصادر عن أطباء قولهم إنه بعد ساعات قد يكون هناك عدد كبير من الشهداء جراء الظلام الدامس، الذي تغرق فيه المستشفيات الآن.

وأفادت المصادر - كذلك - باستشهاد أطباء جراء استهداف طائرات الاحتلال مُستشفى "مهدي" للولادة غرب مدينة غزة، موضحة أن طائرات مُسيرة إسرائيلية تهاجم مجمع "الشفاء" وتطلق النار على النوافذ.

وعبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الأحد، عن بالغ الأسى بعد تقارير أولية تشير إلى تعرض مجمع الأمم المتحدة في مدينة غزة للقصف أمس واستشهاد وإصابة عدد كبير من الأشخاص.

وبحسب موقع العربية، قال البرنامج في بيان إن "المأساة المستمرة المتمثلة في استشهاد وإصابة مدنيين أُقحموا في هذا الصراع غير مقبولة ويجب أن تتوقف".

وأضاف البيان "يجب احترام المدنيين والبنية التحتية المدنية وحرمة مرافق الأمم المتحدة وحمايتها في جميع الأوقات، ويجب احترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والحيطة".

من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هناك صعوبة بالغة في إخلاء مُجمع "الشفاء" الطبي كما يطالب الاحتلال، إذ أن هناك أكثر من 60 مريضًا بالعناية المكثفة، وأكثر من 40 رضيعا في قسم الخدج والحضانة، وأكثر من 500 مريض في أقسام غسيل الكلى.

على صعيد متصل، تعرض مُستشفى "النصر" للقصف المتواصل وللحصار منذ أيام، حيث تم اخلاؤه بالقوة من الأطباء والممرضين والنازحين، وبقي المرضى والجرحى وحدهم، واستهدفت مدفعية الاحتلال مستشفى "القدس" بمدينة غزة بشكل مباشر، ما خلق حالة من الهلع بين المرضى المقدر عددهم بـ500 مريض، والنازحين الذين لجأوا إليه وعددهم 14 ألف نازح.

ومنذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، استشهد 198 من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، وجرح أكثر من 130، بينما تضررت 60 سيارة إسعاف بينها 53 تعطلت عن العمل بشكل كامل، و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتم الطلب من 24 مُستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 11100 شهيد، بينهم أكثر من 8000 طفل وإمرأة، في حصيلة غير نهائية.