تحت غطاء المساعدة في البحث عن الرهائن والاستعداد لإجلاء مواطنيها، أرسلت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا قوات عسكرية خاصة، تعتبر ضمن النخبة، إلى إسرائيل. وهناك جدل حول ما إذا كانت هذه القوات تشارك في بعض عمليات جيش الاحتلال أم لا. وكانت التجارب السابقة ومنها في ليبيا إبان الربيع العربي قد أكدت عمل هذه القوات سرا وقتها وساهمت في ملاحقة الزعيم الليبي معمر القذافي.
وأعلن البنتاغون في مناسبات عديدة عن إرسال قوات عسكرية متنوعة وعلى رأسها السفن الحربية من حاملات طائرات ومدمرات وكذلك أنظمة مضادة للصواريخ وخاصة النظام المتطور ثاد، علاوة على آلاف الجنود. ومن ضمن الوحدات فرق من قوات الدلتا المتخصصة في تحرير الرهائن وقوات المارينز وخاصة النخبة منها أي كوماندو المارينز التي كانت تعرف بريدير.
وتشير تلميحات أوردها الموقع العسكري “غالكسيا ميليتاري” في جمعه لمختلف المعطيات حول هذا الموضوع من وسائل إعلام مثل نيويورك تايمز ومواقع عسكرية أخرى بوجود فرق كوماندوز من مختلف الدول الغربية الكبرى والمتوسطة في إسرائيل.
ولا يُستبعد وجودها في قطاع غزة ومحاربتها رفقة القوات الإسرائيلية أو على الأقل تقديمها الدعم اللوجيستي والمشاركة في البحث عن الأنفاق وأماكن وجود الرهائن. وتفيد قراءة معطيات الواقع الميداني الحربي في قطاع غزة وإسرائيل بتواجد عسكري غربي ملحوظ. ومن أبرز هذه المعطيات:
أولا، أعربت الدول الغربية عن دعم سياسي مطلق لإسرائيل بما في ذلك معارضة أي وقف لإطلاق النار، وهذا الدعم لا يمكن عدم مواكبته بالدعم العسكري المباشر، لاسيما وأن بعض الدول مثل الولايات المتحدة أقامت جسرا جويا لنقل العتاد العسكري. ورئيس حكومة بريطانيا ريشي سوناك وصل رفقة عتاد عسكري لإسرائيل.
ثانيا، قدّمت الدول الغربية عتادا عسكريا كبيرا لإسرائيل وعلى رأسه أنظمة مضادات للصواريخ، البعض منها لا يمتلك الجيش الإسرائيلي خبرة كبيرة في تشغيله. ولهذا أرسل البنتاغون خبراء لتشغيل أنظمة ثاد، وأرسل الفرنسيون والألمان والإيطاليون خبراء لنظام أوروسام.
ثالثا، إذا كان البنتاغون قد اعترف بإرسال آلاف من جنود النخبة، هناك اعترافات من طرف الدول الغربية وخاصة الأوروبية بأنها “عززت طاقمها الأمني والعسكري” في سفاراتها في تل أبيب تحسبا لإجلاء مواطنيها والبحث عن الرهائن.
رابعا، تكشف التجربة أنه عندما يتعلق الأمر بقضية تهم الغرب برمته مثل حالة الحفاظ على إسرائيل من الانهيار، ينخرط الغرب في العملية العسكرية. وتبين بعد سنوات من سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، كيف ساهمت وحدات بل فصيلة كاملة من قوات النخبة الفرنسية والألمانية والبريطانية في ضرب الوحدات العسكرية التي كانت إلى جانب القذافي، وهي التي كانت تتعقبه لتسهيل عملية اغتياله من طرف المحتجين.
وبينما تعزز وحدات أمريكية حراسة المنشآت النووية الإسرائيلية خاصة بنظام ثاد والحراسة الميدانية من تسلل فوق كوماندوز لحزب الله، تشارك الأوروبية في تشغيل أنظمة أخرى لاعتراض صواريخ الفلسطينيين وحزب الله والحوثيين والجماعات العراقية. هناك وحدات عسكرية تشارك بشكل غير ملفت ومستعدة للتدخل إذا تفاقم الوضع وانتشرت رقعة الحرب.
وعليه، لم يعد الأمر يتعلق بسؤال “هل تشارك قوات غربية في قتال الفلسطينيين بل ما هو حجمها ونوعية مساهمتها؟