قالت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا (وزيرة الخارجية)، ناليدي باندور، إن بلادها تواصل جمع الأدلة على الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وكشفت أن أمريكا تريد هدنة مؤقتة وليس وقفا دائما لإطلاق النار في القطاع.
وأعربت الوزيرة في حديث خاص مع “القدس العربي”، عن سعادتها بالحكم الابتدائي الصادر عن محكمة العدل الدولية في الدعوى القضائية التي تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية.
وقالت إن جنوب أفريقيا أرادت من خلال هذه الدعوى، أن تصدر المحكمة إجراءات فورية تلزم إسرائيل بوقف عمليات القتل في قطاع غزة، رغم أن بلدها لم تحقق كل ما كانت تطمح إليه في دعواها أمام “العدل الدولية”.
أرادت جنوب أفريقيا أن تصدر محكمة العدل الدولية إجراءات فورية تلزم إسرائيل بوقف عمليات القتل في قطاع غزة
ولفتت إلى أن القضية الأهم الآن هي “الإبادة الجماعية” التي تحصل في غزة، وأعلنت أن نيكاراغوا تقدمت بطلب إلى “العدل الدولية” للانضمام إلى جنوب أفريقيا في القضية ضد إسرائيل.
وأشارت الوزيرة إلى وجود دول أخرى تدعم جنوب أفريقيا في هذا المضمار، ولكنها فضلت عدم الكشف عنها في الوقت الراهن.
وحول الدعم العربي لجنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والذي لم يكن كافيا بنظر الكثيرين، اعتبرت باندور في حديثها مع “القدس العربي” أن العرب يقومون بدور مهم في المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، “لأنك عندما تخوض نضالا، فإنك بحاجة للعديد من الأصدقاء” وفق قولها، مشيرة إلى دور قطر في المفاوضات، وأيضا إيران والسعودية في دعم الدعوى القضائية، ولكنها أكدت أن الجميع ملتزمون تجاه الفلسطينيين، رغم أنهم يلعبون أدوارا مختلفة في هذا الجانب.
وعن الخطوة التالية لبلادها أمام المحكمة الدولية، كشفت الوزيرة أنهم يتواصلون مع العديد من الدول لطلب الدعم، لا سيما فيما يتعلق بالاستماع إلى دعوى الإبادة الجماعية التي سيتم عرضها أمام المحكمة، وقالت إنهم يحتاجون لجمع الأدلة وتحضير أنفسهم بشكل جيد، لأن ذلك ليس أمرا سهلا.
وأوضحت باندور أن الفريق القانوني في وزارة العلاقات الدولية والتعاون، يعمل بجدّ مع فريق قانوني آخر للتحضير للمرحلة الثانية من التقاضي، إضافة إلى التواصل مع كل الدول التي أبدت اهتماما بالقضية.
وحول الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل في حربها على غزة، قالت الوزيرة إنها تحدثت مع نظيرها الأمريكي، أنتوني بلينكن، وأخبرته أن مطلب جنوب أفريقيا الفوري هو “وقف إطلاق النار”، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن تتوقف إسرائيل عن قصف المؤسسات العامة، وقتل المدنيين.
وكشفت باندور أن واشنطن تتحدث عن وقف مؤقت للقتال أو هدنة، وليس وقفا دائما لإطلاق النار، رغم أن بلينكن أخبرها أيضا برغبة الولايات المتحدة في تحقيق المطالب المذكورة آنفاً.
وأشارت إلى أن الأمريكيين قلقون بشأن حركة حماس، ويعتقدون أنه يجب تدميرها، ولكننا (جنوب أفريقيا) “نعلم أن النضال سيستمر حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته”.
وقالت: “نحن نعتقد أن على أمريكا وبحكم علاقتها القريبة جدا مع إسرائيل، أن تقنعها بالمشاركة في مفاوضات من أجل حل الدولتين، فالولايات المتحدة وحدها مَن تستطيع ذلك لأنها الداعم الأقوى لإسرائيل”.
لهذا، عبّرت باندور عن اعتقادها أن إسرائيل ستجلس في النهاية إلى طاولة المفاوضات، وأن الفلسطينيين ستكون لهم دولة آخر الأمر.
ووجّهت الوزيرة باندور دعوة للفلسطينيين بمواصلة النضال من أجل نيل حقوقهم، وأن “الدموع والآلام” ستجعلهم أقوى، مؤكدة أن شعب جنوب أفريقيا سيقف إلى جانبهم مثلما وقفوا في صفّه خلال الكفاح ضد الفصل العنصري، وختمت حديثها بالقول: “الحرية لفلسطين