مازالت قوات الاحتلال الصهيونية، تنفذ جرائم الإبادة الجماعة في حق الشعب الفلسطيني، وتحاصر قطاع غزة لليوم الـ133 على التوالي، وتجبر المواطنين الفلسطينيين على نزوح من مكان لآخر داخل القطاع المحاصر، في محاولة للنجاة من القصف الصاروخي وقذائف المدفعية ورصاص القناصة، كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها لمجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب القطاع، ويستهدف قناصة الاحتلال كل من يتحرك في المجمع ومحيطه.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 10 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 112 شهيد و157 إصابة، وأكدت الوزارة، أنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم
وأوضحت الوزارة في بيان الجمعة، ️ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 28775 شهيد و 68552 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقد أجبرت قوات الاحتلال الاسرائيلي النساء والأطفال على الانتقال من مبنى ناصر القديم دون أمتعة إلى مبنى الولادة الذي حولته إلى ثكنة عسكرية، وبينت الوزارة، أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تقتحم مبنى إدارة مجمع ناصر الطبي.
في السياق ذاته قال مدير مستشفى الجراحة بمجمع ناصر الطبي إن 4 فلسطينيين استشهدوا في العناية المركزة نتيجة توقف الأكسجين بسبب توقف المولدات الكهربائية.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت صبيحة الجمعة، أن التيار الكهربائي انقطع بمجمع ناصر الطبي، وحملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية.
وفي رفح جنوب القطاع، استشهد 11 مواطنا وأصيب آخرون، في غارات شنها طيران الاحتلال على منزلين لعائلتي جودة وزعرب وسط وشمال المدينة.
وقالت المصادر إن قرب نفاد الوقود والحصار الإسرائيلي يهددان حياة المرضى والأطفال الخدّج في المجمع، محملة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية، ومناشدةً المؤسسات الأممية كافة بسرعة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم الطبية في المجمع.
كما أعلنت مصادر طبية أن سيدتين وضعتا مولديهما "في ظروف قاهرة وغير إنسانية بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام وبلا تدفئة في مجمع ناصر الطبي".
وكانت قوات الاحتلال قد أجبرت إدارة مجمع ناصر الطبي على وضع 95 كادرا صحيا و11 من عائلاتهم و191 مريضًا و165 من المرافقين والنازحين في مبنى ناصر القديم، في ظروف قاسية ومخيفة بلا طعام وبلا حليب أطفال ونقص حاد في المياه.
وشن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جنوب شرق خان يونس، كما قصفت مدفعية الاحتلال شرق بيت حانون شمال القطاع.
كما استشهد عدد من المواطنين بينهم مواطنة وجنينها وجرح آخرون، في غارات شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على منزلين لعائلة صبّاح وعفانة في شارع السكة شرق جباليا شمال قطاع غزة.
واستشهد عدد من الأطفال في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال القطاع، بسبب الجفاف وسوء التغذية، في ظل نقص الطعام وانتشار الأمراض والأوبئة.
وقصف طيران الاحتلال منطقة تل الزعتر شمال القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال منطقة المغراقة شمال محافظة الوسطى، ومحيط الكلية الجامعية جنوب حي الصبرة بمدينة غزة.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة، إنه لا مكان آمنا في غزة، مشددة على ضرورة حماية المدنيين.
وأضافت المنظمة أن أكثر من 70% من البنية التحتية المدنية و84% من المرافق الصحية في غزة دمرت أو تضررت بشدة.
بدورها قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن القوات الإسرائيلية أجبرت الطاقم الطبي التابع لهم على الفرار من مستشفى ناصر، تاركا المرضى وراءه.
ودعت المنظمة القوات الإسرائيلية إلى وقف هجومها على مجمع ناصر الطبي في خان يونس "فورا".
في سياق أخر، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن الدولة الفلسطينية ليست هدية أو منّة من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل استحقاق يفرضه القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وأضافت في بيان صدر عنها، الجمعة، أن "نتنياهو يتحدى من جديد الإجماع الدولي والأميركي على استحقاق إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية ويعلن رفضه للاعتراف الأممي والدولي بها، ويطرح شروطه التقليدية وإملاءاته على العالم والشعب الفلسطيني بهدف وأد أية جهود أو أفكار بشأن دولة الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها وكعادته رفضه لأي تدخل دولي بما يعنيه ذلك من قرارات ومرجعيات دولية للسلام حتى يبقي على نهج المفاوضات من أجل المفاوضات".
وتابعت أن نتنياهو "يلجأ لتضليل الدول بادعائه أن الطريق للحل هو مفاوضات مباشرة بين الطرفين حتى يبقى الشعب الفلسطيني وحقوقه رهينة وأسيرا لدى نتنياهو يتصرف بها وفقا لمصالحه الاستعمارية والشخصية، وليأخذ وقته الطويل في التفاوض مع نفسه ليعرض على شعبنا فقط ما ينسجم مع مشاريعه الاستعمارية العنصرية كمنّة أو كرم أخلاق لا يمت بصلة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
وأكدت وزارة الخارجية أن "مواقف نتنياهو الذي أفشل جميع أشكال المفاوضات هي إرهاب سياسي بامتياز، واعترافات بأهدافه من حرب الإبادة على شعبنا، وتفسير واضح لمن تريد أن تفهم من الدول للأهداف الحقيقية للاستعمار وضم الضفة بما فيها القدس، فنتنياهو يريد المفاوضات بهدف إفشالها تمهيدًا لموجات متلاحقة من الحروب والعنف".
ورحبت "الخارجية" بالمبادرات والجهود الدولية المبذولة لوقف الحرب على شعبنا وحماية المدنيين الفلسطينيين وفتح الأفق السياسي لحل الصراع على أساس إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية، مؤكدةً أن مواقف نتنياهو يجب أن تعزّز قناعات تلك الدول وجهودها باستمرار وتعميق هذا التحرك لإجبار دولة الاحتلال على الانصياع لإرادة السلام الدولية، واتخاذ إجراءات وخطوات عملية بهذا الاتجاه، وفي مقدمتها دعم الجهود الفلسطينية المبذولة لحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ومبادرة الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية الاعتراف بالدولة، واتخاذ قرار أممي ملزم في مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير على أرض وطنه.