شعار حمله سياسيون وقدسه الموظفين الحكوميين وجسده رجال الأعمال وشيوخ القبائل على أنه إرثٌ عظيم لا يمكن الاستغناء عنه فهو في نظرهم الكنز الذي تركه الاب الأكبر والجدُّ الحكيم الذي أوصاهم به حين اصابته وكعة صحية ثم جدد الوصية وهو طريح فراش الموت مما جعلهم يتمسكون به وينفذونه في ابهى حلله لعلهم بذلك يكونو على هدى ابيهم وجدهم المرحوم ممثلين قول الشاعر(لعلي بذلك أكون كأبي وجدي..)
هكذا كانت وصية الدجال العظيم لحكومة بلادنا وسياسيوها الذين يزعمون أنهم منا ولنا وهم أكثر من يستحقرنا...
حين يصل الماء الى العنق يصرخون أن انقذونا ونعدكم بالخلود ولما يستوون في احسن حالهم يجعلوننا عبيدا في الحقول ورعاة الغنم في واد مليئ بالذئاب والوحوش يتئامرون علينا ونكون نسيا منسيا...
ونحن طبعا بدورنا نتمثل المثل الشعبي القائل"الكلب اروم ألا خيناق" نرى بأعيينا كل شي ونتحسر حين لا ينفع الندم... ثم نعود بدم بارد حين ينادوننا نداء الغارق الماكر وننسى كل ما حدث وما نحن فيه بسبب طغيانهم...
اما حان لنا ان نعي ونوستوعب أن ابانا الحكيم قد حكم علينا بإعدام وسلم أمرنا لأبنائنا المتمردين الذين لا يحملون هما سوى أن يمكروا ثم يمكروا وهم ضحية مكرهم ونحن الغارقون بلا شك قبل غرقهم.....
قد مضت حقبة زمنية بعيدة المدى لما أخذنا أول نفس خارج قفص الاستعمار ورشفنا أول قطرة ماء من ماء الاستقلال لقد مضى زمن طويل، أما حلّ لنا أن نكون كباقي إخواننا العبيد الذي ذهبوا إلى بعيد ونسوا حقبة الاستعمار.... أما وجب نسيان وصية الجد واستخراج جيل جديد وحضارة جديدة وعصرنة كباقي توائمنا