دكا: اقتحم آلاف المحتجين البنغلاديشيين مقر رئيسة الوزراء الشيخة حسينة في دكا الإثنين، بعدما أفاد مصدر مقرب منها بأنها غادرته في خضم تظاهرات عارمة تدعو لاستقالتها، وتدخل الجيش لإجبارها على ذلك قائد الجيش يعلن استقالة الشيخة حسينة وتشكيل حكومة مؤقتة
وجاء بعد تدخل الجيش لإجبارها على مغادرة البلاد والاستقالة.وأعلن الجنرال واكر الزمان، قائد الجيش في بنغلاديش، أن الشيخة حسينة استقالت وأنه سيتم تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد، حسبما نقلت صحيفة ” ديلي ستار” عنه.
ومن جانبها، نقلت صحيفة”ديلي أوبزيرفر” البنغالية عن الجنرال واكر الزمان قوله : إن الحكومة المؤقتة سوف تضم كافة الأحزاب، وسيتم تشكيلها على نحو سريع.
وأضاف:” بعد عقد مناقشات مثمرة مع كل الأحزاب السياسية، قررنا تشكيل حكومة مؤقتة، وسوف نتحدث مع الرئيس محمد شهاب الدين للتوصل إلى حل لهذا الوضع”.
ودعا واكر الزمان إلى وضع نهاية للعنف، مؤكدا أن الحكومة الجديدة سوف تضمن تحقيق العدالة لكل من لقوا حتفهم خلال احتجاجات حركة الطلبة المناهضة للتمييز.
وكان المتظاهرون في بنغلاديش قد أعلنوا في وقت سبقهم نيتهم تنظيم مسيرة إلى عاصمة البلاد الإثنين للضغط على رئيسة الوزراء الشيخة حسينة لتقديم استقالتها، متحدين بذلك حظر التجوال المفروض في أنحاء البلاد.
وارتفعت حصيلة ضحايا، أمس الأحد، في أنحاء بنغلاديش إلى 32 قتيلا على الأقل، فيما أصيب مئات آخرون بالرصاص مع تجدد احتجاجات الطلاب المطالبة باستقالة حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
وذكرت صحيفة “بروثوم ألو” المحلية نقلا عن مصادر بالشرطة والمستشفيات أن “حصيلة قتلى الأحد في أنحاء بنغلاديش ارتفعت إلى 32 شخصا على الأقل من حصيلة أولية بلغت 18 شخصا”.
وقُتل الأشخاص خلال اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة وأنصار حزب “رابطة عوامي” الحاكم.
وأضافت المصادر أن “الاشتباكات أسفرت أيضا عن إصابة المئات بالرصاص”.
وجاء في تقرير إعلامي محلي أن “القتلى من 13 مقاطعة، منها فيني، وسيراججانج، مونشيجانج، و ماجورا”.
والسبت، دعا ناهد إسلام أحد منسقي حركة الطلاب المناهضة في تجمع حاشد في العاصمة دكا حسينة إلى الاستقالة وتحمل المسؤولية عن الوفيات خلال الاحتجاجات.
كما دعا إسلام المواطنين إلى الامتناع عن جميع الأنشطة الحكومية الروتينية، بما في ذلك دفع الضرائب وفواتير المرافق، وإغلاق جميع المصانع والمكاتب، وإيقاف النقل حتى استقالة حكومة حسينة. والسبت، قالت حسينة، إن العدالة ستتحقق لأولئك الذين قتلوا خلال الاحتجاجات الطلابية، ودعت أيضا إلى الحوار لإنهاء الاحتجاجات، فيما رفض المحتجون الدعوة للمفاوضات.
والخميس، حظرت بنغلاديش حزب الجماعة الإسلامية وجناحه الطلابي والهيئات المرتبطة به وصنفته “منظمة إرهابية”، وذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها البلاد وخلفت أكثر من 150 قتيلاً وآلاف الجرحى.
وألقت الشيخة حسينة وشركاؤها السياسيون باللوم على الجماعة الإسلامية والجناح الطلابي والهيئات المرتبطة الأخرى بالتحريض على العنف خلال الاحتجاجات الطلابية ضد نظام حصص الوظائف الحكومية.
واندلعت الاحتجاجات في بنغلاديش على خلفية إعادة المحكمة العليا في يونيو/ حزيران الماضي العمل بنظام المحاصصة الذي يخصص 56 بالمئة من الوظائف الحكومية لفئات ديموغرافية معينة بينها عائلات المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب الاستقلال عام 1971 التي انفصلت بموجبها البلاد عن باكستان، وتصل حصة هذه الفئة من الوظائف الحكومية إلى 30 بالمئة.
وفي 21 يوليو/تموز المنصرم أصدرت المحكمة العليا أمرا إلى الحكومة بتخفيض حصة وظائف الحكومة والمخصصة لفئات ديموغرافية معينة بينها عائلات المحاربين القدامى إلى 7 بالمئة.
وخفضت المحكمة العليا حصة المحاربين القدامى إلى 5 بالمئة، مع تخصيص 93 بالمئة من الوظائف على أساس الكفاءة، فيما سيتم تخصيص نسبة 2 بالمئة المتبقية لأفراد الأقليات العرقية والنساء والمعاقين، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.
(وكالات)