خرجت السيدة الناها حمدى مكناس من الحكومة
وهي فرصة للإدلاء بشهادة فى حقها وقد جلست فى بيتها بعيدا عن المناصب الرسمية
الناها سيدة صارمة التربية
اخلاقها فاضلة متواضعة ومحتشمة فى ملبسها وتصرفاتها
مرة كنت فى نشاط لوزارة الصحة
كالعادة كنت فى ركن قصي من القاعة كما أفضل دائما حتى لا أزاحم المسؤولين أو( أتحكك) عليهم
فوجئت بها تقف بجانبى بكل احترام للسلام علي
طبعا اعرفها فقط فى الإعلام إذ لا أزور وزيرا فى منزله مطلقا ولا فى مكتبه إلا لضرورة عمل استثنائية
حفظت لها ذلك الموقف كما احفظ لها موقفا نبيلا عندما تكرمت بتسوية وضعية إحدى الممرضات بعد ثلاثة أشهر من كذب المحيطين بها ومماطلتهم
عندما اوصلت لها الوضعية وتاكدت من أن تسويتها لا تتعارض مع أية مساطر قانونية أو إجرائية سوتها وبالسرعة المطلوبة
ذلك ايضا موقف لا أنساه لها
ومرة أيام كانت وزيرة للتهذيب وجدت صباحا عند قدومها للوزارة سيدة مسنة ضعيفة تنتظرها عند المدخل
حيتها باحترام واسندتها وادخلتها المكتب وسألتها عن قصتها وسبب قدومها فى هذا الوقت المبكر رغم ملامح الضعف والمرض
قالت السيدة إن لديها بنتا مرضعة تدرس فى مكان قصي بالداخل وكلاهما تحتاج البقاء إلى جانب الأخرى فالبنت مع عنايتها بالرضيع تعتنى ايضا بوالدتها المريضة تراقب ادويتها وتذهب معها إلى مواعيد الأطباء والفحوص
والأم ايضا تعتنى بالرضيع خارج اوقات المرض الشديد
قالت السيدة المسنة للوزيرة
أنا لاتمكننى الإقامة هناك مع ابنتى فجو الحرارة لايلائم وضعيتى الصحية
وهي لايمكنها الجلوس معى هنا والتفريط فى الأمانة وفى راتب نحتاجه فى تدبير شؤون حياتنا
رقت الوزيرة لحال السيدة وابنتها وتاثرت بالقصة فأمرت بتحويل البنت المعلمة إلى أقرب مدرسة لمنزل والدتها
الناها سيدة مجتمع فاضلة ويداها نظيفتان من المال العام وعلاقتها بموظفيها مبنية على الاحترام المتبادل
ربما لم تفلح فى حل مشاكل قطاع الصحة لأنها لم تجد فى طاقمها ناصحا امينا ولا مستشارا شجاعا يقول الحق ولو على نفسه
مثلا ملف إضراب واعتصام "المقيمين الطبيين" تم تشويهه أمامها وهي غير مطلعة على الكثير من وضعية القطاع
قيل لها هؤلاء مجرد طلاب لا حق لهم فى طرح أية مطالب ولم تتركها بطانتها تستمع مباشرة لمطالبهم وتلك إكراهات أن يعين لك مستشارون ومكلفون بمهام تكون ملزما بروتكوليا أو اخلاقيا على الأقل بالمرور بهم عند ظهور اية مشكلة فى القطاع
ويحسب للناها أنها سيدة عصامية تملك حزبا قويا جماهيريا خاصة فى مناطق الضفة واحزمة الفقر ولولا تعاطفها مع الفقراء ماديا ومعنويا وبعيدا عن الاضواء لما احتفظ حزبها ببريقه وعطائه
إنها أيضا لاتحشر نفسها فى الصراعات القبلية والعرقية والجهوية ولذلك تحظى باحترام الجميع
ومكانتها أيضا جزء من المكانة التاريخية لوالدها المرحوم حمدى ولد مكناس رائد الديبلوماسية الموريتانية واحد الآباء المؤسسين للدولة الموريتانية وكان رجلا حكيما حصيف الراي يقابل بالاحترام فى كل بلدان العالم والمحافل الدولية وهو إلى ذلك بطل من أبطال الاستقلال ومعارك السيادة الوطنية
اقول ذلك عن الناها منت مكناس الآن وهي خارج الحكومة وعلى مسؤوليتى ولو قلته وهي فى منصبها لوضع فى فهم آخر وسياقات أخرى
( وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين