وزير الخارجية الأمريكي في إسرائيل ونتنياهو :ويقو أن هذه الفرصة الأخيرة

اثنين, 19/08/2024 - 08:39

تبادل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة “حماس” الاتهام بإفشال جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك في مستهل زيارة يجريها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل.

وعشية لقائه بلينكن الاثنين، دعا نتنياهو الأحد إلى “توجيه الضغوط على حركة حماس” و”ليس على الحكومة الإسرائيلية”، مستنكرا ما وصفته بـ”الرفض المتعنت” للحركة الفلسطينية لإبرام اتفاق، بعد يومين من المناقشات في الدوحة بين الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين وبحضور إسرائيلي.

لكنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الأحد أن وقف إطلاق النار في غزة ما زال ممكنا. وقال للصحافة بعد قضائه عطلة نهاية الأسبوع في منتجع كامب ديفيد إن المحادثات لا تزال جارية و”نحن لن نستسلم”، مضيفا أن التوصل إلى اتفاق “ما زال ممكنا”.

وقالت حماس في بيان “نحمل نتنياهو كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء، وتعطيل التوصل لاتفاق، والمسؤولية الكاملة عن حياة أسراه”.

في زيارته العاشرة للدولة العبرية منذ اندلاع الحرب في القطاع، يسعى بلينكن إلى “الضغط على جميع الأطراف لإقناعهم بأهمية إنجاز الأجزاء المتبقية من هذا الاتفاق”، وفق ما أفاد مسؤول في الوفد الأميركي بعد وصوله إلى تل أبيب.

وحذر بلينكن الإثنين من أن المفاوضات الجارية بشأن هدنة في قطاع غزة هي “ربما آخر” فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال بلينكن “إنها لحظة حاسمة، على الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين”، متحدثا خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في زيارته إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وضاعفت الولايات المتحدة جهودها لإنهاء الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر والتي اندلعت إثر هجوم حماس غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر، خصوصا بعد توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، ما أثار مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي.

ومن المقرر أيضا أن يلتقي بلينكن الاثنين وزير الدفاع يوآف غالانت والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، قبل أن يسافر إلى القاهرة الثلاثاء حيث من المنتظر أن يستأنف الوسطاء مناقشاتهم الأسبوع المقبل.

وقدمت الولايات المتحدة التي وافقت للتو على صفقة بيع أسلحة لحليفتها إسرائيل بقيمة 20 مليار دولار، اقتراح تسوية جديدا خلال محادثات في الدوحة الجمعة.

فيما يتزايد الضغط الدولي على بلاده لإنهاء الحرب في غزة، شدد نتنياهو على أن “هناك أمورا يمكن أن نبدي مرونة بشأنها وأمورا لا، ونحن نصر عليها”.

وأكدت حماس رفضها المقترح الجديد مؤكدة أنه “يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة”.

ودانت الحركة التي لم تشارك في مفاوضات قطر، خصوصا “الإصرار” الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود غزة مع مصر و”الشروط الجديدة في ملف” المعتقلين الفلسطينيين الذين يفترض أن يتم تبادلهم برهائن محتجزين في غزة.

وتتمسك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية أيار/مايو، ودعت الوسطاء إلى “إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.

ينص مقترح بايدن في مرحلته الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن خطفوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.

وشدد نتنياهو مرارا على أنه يريد مواصلة الحرب حتى تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”.

بالنسبة إلى واشنطن، سيساعد وقف النار على تجنب هجوم من إيران وحلفائها ضد إسرائيل، بعد تهديداتهم بالرد على اغتيال هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نسبت إلى الدولة العبرية، واغتيال شكر في اليوم السابق في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق نفّذته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بينهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن استشهاد 40099 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

والسبت أعلن الجيش الإسرائيلي أن حصيلة قتلاه بلغت 332 منذ بدء الحملة البرية في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

وتسببت الحرب بأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون شخص.

وأعلن الدفاع المدني في غزة الأحد استشهاد 11 شخصا في غارات على جباليا (شمال) ودير البلح (وسط).

وقال أحمد أبو الخير، وهو شاهد عيان على قصف أدى إلى استشهاد أم وأطفالها الستة في شقتهم بدير البلح، “هل هؤلاء النساء والأطفال من المقاومة؟”.

وأظهرت مشاهد مصورة لفرانس برس فلسطينيين يفرون بكل الوسائل من مخيم مؤقت في منطقة خان يونس، بعد أن اتخذت الدبابات الإسرائيلية مواقع قريبة.

وقالت لينا صالحة (44 عاما) “الدبابات تقترب منا، وهذا يخيفنا كثيرا، ولا نعرف حقا إلى أين نذهب”.

في الضفة الغربية المحتلة، حيث يتصاعد العنف منذ بدء الحرب في غزة، قُتل حارس أمن إسرائيلي الأحد في مستوطنة يهودية مجاورة لقرية جيت الفلسطينية التي خلّف هجوم شنه مستوطنون عليها قتيلا واحدا الخميس.

وأكد نادي الأسير الفلسطيني غير الحكومي أنه تم اعتقال أكثر من 10 آلاف فلسطيني في الضفة الغربية منذ بداية الحرب.

وسط المخاوف من تصعيد إقليمي، يتواصل تبادل القصف يوميا بين حزب الله والدولة العبرية عبر الحدود.

في هذا السياق، أصيب ثلاثة جنود من قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان بجروح الأحد، على ما أعلنت اليونيفيل في بيان، جراء “انفجار” وقع قرب آليتهم.

وقالت اليونيفل إنّ الجنود الثلاثة أصيبوا بجروح طفيفة بينما “كانوا في دورية صباح اليوم (الأحد)… عندما وقع انفجار قرب آليتهم التي تحمل علامة الأمم المتحدة بوضوح في محيط يارين، في جنوب لبنان”.

وأضاف البيان أن “جميع جنود حفظ السلام الذين كانوا في الدورية عادوا بسلام إلى قاعدتهم، ونحن نحقق في الحادثة”.

وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية ذكرت في وقت سابق أن “الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارتين متتاليتين على بلدة الضهيرة” التي تبعد قرابة كيلومتر واحد عن يارين، ما أدّى “إلى وقوع إصابات”.

ورجّح مصدر في اليونيفيل، مفضلا عدم كشف هويته، أن يكون الانفجار الذي تسبب بإصابة جنود القوة بجروح ناجما من غارة جوية قريبة، وليس “استهدافا مباشرا”.

في الأثناء، نعت “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي” وهي مجموعة محلية تابعة لحزب الله الأحد مقاتلا في صفوفها دون أن تحدد مكان مقتله، مضيفة أنه “ارتقى شهيدا (…) دفاعا عن لبنان وإسنادا لمقاومة غزة الشريفة”.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت في وقت سابق استشهاد شخص وجرح آخر “بغارة للعدو الإسرائيلي” استهدفت “دراجة نارية” في بلدة شبعا في جنوب لبنان.

وقال حزب الله لاحقا إنه قصف مقرا عسكريا في شمال إسرائيل ردا “على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الاسرائيلي في بلدة شبعا”.

وأدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 582 شخصا على الأقل في لبنان، غالبيتهم مقاتلون في حزب الله وما لا يقل عن 128 مدنيا، وفق تعداد لفرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي حزب الله والمجموعات الأخرى.

وأعلنت السلطات الإسرائيليّة مقتل 22 عسكريا و26 مدنيا على الأقل منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل