”أ ف ب) – أكد حزب الله في بيان السبت استشهاد أمينه العام السيد حسن نصرالله إثر غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، بعدما أكدت اسرائيل اغتياله في وقت سابق.
ومن المرجح أن يؤدي استشهاد السيد نصرالله إلى إضعاف حزبه وزعزعة استقرار البلاد، وسيعد انتصارا كبيرا لإسرائيل ضد إيران وحلفائها في المنطقة.
وجاء في بيان الحزب “التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عاما”.
وعلى الإثر اعتبرت حماس اغتيال نصرالله “عملا إرهابيا جبانا”. وقال الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في رثائه “عشت شامخا وذهبت شهيدا شامخا”.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بعدما أكد الحزب اللبناني السبت استشهاده بغارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان “ندين بأشدّ العبارات هذا العدوان الصهيونيّ الهمجيّ واستهداف مبانيَ سكنية (…) ونعدّ ذلك عملا إرهابيا جبانا، ومجزرة وجريمة نكراء، تُثبت مجددا دموية ووحشية هذا الاحتلال”.
ومساء الجمعة، استهدفت غارة إسرائيلية مدمرة “المقر المركزي لحزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت.
والسبت، أعلن الناطق باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ناداف شوشاني عبر منصة “إكس”، “حسن نصرالله قتل”. وأكد ناطق آخر باسم الجيش الكابتن دافيد أبراهام لوكالة فرانس برس “القضاء” على الأمين العام لحزب الله.
وقبل تأكيد الحزب اغتيال قائده، أفاد مصدر مقرب من حزب الله فضل عدم الكشف عن هويته بأن “الاتصال فقد بنصرالله منذ الجمعة”، من دون تأكيد استشهاده.
– “نظام جديد” –
وبعد إعلان إسرائيل مقتل نصرالله الذي عُيِّن أمينا عاما للحزب منذ العام 1992، توعّد رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي بـ”الوصول” إلى كل من يهدد إسرائيل مؤكدا “لم نستنفد كل الوسائل التي في متناولنا. الرسالة بسيطة: كل من يهدد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه”.
وأفاد بيان عسكري إسرائيلي أن الغارات أسفرت أيضا عن استشهاد علي كركي الذي وصفه البيان بأنه قائد الجبهة الجنوبية في حزب الله، وعدد غير محدد من قادة الحزب.
وأكّد الجيش بعد ذلك أن “معظم” كبار قادة حزب الله استشهدوا خلال العمليات الإسرائيلية في الأشهر الماضية.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لوزير الدفاع يوآف غالانت وهيرتسي هاليفي وقائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار مجتمعين في مركز القيادة خلال العملية التي استهدفت نصرالله والتي أطلق عليها تسمية “نظام جديد”.
– “اسرائيل اخترقت حزب الله” –
وقال جيمس دورسي، الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، إن الهجوم الذي استهدف نصرالله “كان معقدا للغاية. ذلك لا يظهر فقط القدرات التكنولوجية الهائلة، بل أيضا مدى اختراق إسرائيل لحزب الله”.
وقال الناطق باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ناداف شوشاني في مؤتمر صحافي افتراضي “ما زال الطريق طويلا. ما زال لدى حزب الله صواريخ وقذائف والقدرة على إطلاق العديد منها في وقت واحد”، معربا عن اعتقاده أن الحزب المدعوم من إيران يملك “عشرات آلاف الصواريخ”.
وفرّت مئات العائلات بشكل عاجل خلال الليل من الضاحية الجنوبية على وقع الغارات، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات لسكان بعض أحياء الضاحية بالإخلاء.
وتجمّع رجال ونساء وأطفال في ساحة الشهداء في وسط العاصمة وعلى كورنيش عين المريسة، حيث افترشوا الأرض.
– “حزب الله حي” –
من جهته، أدان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي السبت سياسة إسرائيل معتبرا أنها “قصيرة النظر” بعد إعلانها مقتل الأمين العام لحزب الله.
وقال خامنئي في بيان “إن المذبحة التي يتعرض لها الشعب الأعزل في لبنان كشفت مرة أخرى أمام الجميع شراسة الكلب المسعور الصهيوني، وأثبتت سياسة الكيان المغتصب قصيرة النظر والغبية”.
وفي طهران، رفعت البلدية لافتات عليها صورة السيد حسن نصرالله مبتسما كتب عليها “حزب الله حي”. وأنشئت المقاومة الإسلامية في لبنان التي تمولها وتسلحها إيران، عام 1982 بمبادرة من الحرس الثوري.
ورثا الزعيم الشيعي في العراق مقتدى الصدر حسن نصرالله السبت عقب إعلان استشهاده.
وقال الصدر في بيان مقتضب “وداعا يا رفيق درب المقاومة والممانعة”، مضيفا “كفّيت ووفّيت (يا نصر الله).. عشت شامخا وذهبت شهيدا شامخا أنت ومن معك”.
ويواصل الجيش الإسرائيلي السبت شن غارات مكثفة على ضاحية بيروت الجنوبية.
واستهدفت غارة اسرائيلية جديدة السبت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
وتحدّثت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية من جهتها عن “سقوط جرحى” في الغارة التي “استهدفت مبنى على طريق صيدا القديمة في مار مخايل” في الضاحية الجنوبية.
وأفادت الوكالة الوطنية كذلك عن غارات جديدة منذ الصباح على جنوب لبنان وشرقه، وطالت إحداها منطقة جبلية شمال بيروت، وبعيدة عن معاقل حزب الله.
ورغم الغارات الإسرائيلية المتواصلة على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه، أعلن الحزب السبت أنه أطلق صواريخ على كيبوتس وأهداف عسكرية في شمال إسرائيل. لكن أغلبية الصواريخ التي تطلق تُعترض في معظم الأحيان.
وقال حزب الله صباح السبت إنه قصف “مستعمرة كابري بصلية من صواريخ فادي 1” وذلك “ردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين”، في أول هجوم يتبناه بعد ضرب معقله.
ومنذ الاثنين، خلّفت الضربات الإسرائيلية الكثيفة الواسعة النطاق على لبنان أكثر من 700 شهيد ، بحسب السلطات، وبينهم عدد كبير من المدنيين.
والغارات التي نفّذتها إسرائيل الجمعة هي الأعنف منذ حرب 2006 بين اسرائيل وحزب الله التي استمرت 33 يوما.
وفي حصيلة إجمالية، استشهد أكثر من 1500 شخص في لبنان منذ عام، وفق السلطات اللبنانية.
وغداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر الذي أدى الى اندلاع حرب مدمّرة في قطاع غزة، فتح حزب الله من لبنان ما سماه “جبهة إسناد” لغزة. ويتبادل يوميا إطلاق النار مع إسرائيل، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف السكان من جانبي الحدود.
إلا أن إسرائيل بدأت حملة قصف عنيفة وفتاكة منذ الاثنين بعد قرار بتركيز عملياتها في الجبهة الشمالية، فيما توعد الحزب بمواصلة هجماته “حتى انتهاء العدوان على غزة