أصدر حزب الله بيانا رسميا نعى فيه امينه العام حسن نصر الله، الذي قتل في سلسلة الغارات العنيفة التي استهدفت مقر الحزب المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت امس.وجاء في البيان "سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء. عل الإثر، اصدرت القوى السياسية بيانات استنكار لعملية اغتياله، حيث قالت حركة حماس "ننعى بكلّ معاني الصَّبر والاحتساب سماحة السيّد حسن نصر الله وإخوانه، ونستذكر سيرته ومسيرته الحافلة بالتضحيات في سبيل تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمواقف المشرّفة الدَّاعمة لشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وحقوقنا المشروعة، وإصراره على مواصلة جبهة الإسناد البطولية لشعبنا ومقاومتنا في طوفان الأقصى "رحل الرمز وولدت الاسطورة وتستمر المقاومة."
ونشر رئيس حزب المردة اللبناني سليمان فرنجية على حسابه عل اكس "رحل الرمز وولدت الاسطورة وتستمر المقاومة."
أنا الزعيم الدرزي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فقد علق على صفحته على موقع اكس قائلا: "انضم السيد حسن نصر الله ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين. أتقدم بالتعزية من حزب الله وجمهوره كما أحيي أرواح المدنيين الأبرياء".
وفي حين لم تصدر بيانات رسمية عن التيارات والاحزاب المحلية المعارضة لحزب الله.
واصدر حزب القوات اللبنانية تعميما داخليا على رؤساء مكاتب الإعلام التابعة له: "نظرا للظروف المصيرية التي نمر بها، يرجى الامتناع بشكل كامل عن نشر المواقف والتعليقات والاراء الشخصية على كافة وسائل التواصل منعا لتفسيرات خاطئة ..."
الا ان وسائل التواصل سرعان ما امتلأت بالاخبار والتعليقات والتحليلات المعارضة لنهج حزب الله، محملة اياه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع.
كريستين، شابة من منطقة بدارو في بيروت، المحاذية للضاحية الجنوبية، قالت لمونت كارلو إنه آن الأوان لإنهاء هذه الحرب، وعلى الحزب ان ينصاع للمطالب الدولية بالانسحاب من المنطقة الحدودية.
في المقابل، قال علي، وهو من سكان المنطقة نفسها ان إسرائيل اقدمت على اكبر خطأ في حياتها، وأن اغتيال نصر الله سيفتح "أبواب الجحيم عليها"، حسب تعبيره.
وفي النقاش بين الشابين، احتدمت الحجج المتناقضة، حيث تبين بشكل واضح التناقض الكبير في الشارع حيال الحزب وخياراته، وخاصة موقفه من دعم غزة، وتبنيه لما يسميه في بياناته "جبهة الاسناد".
مصدر مقرب من حزب الله اعترف خلال الحديث معه بخصوصية وخطورة المرحلة، خاصة وان نصر الله، حسب تعبيره، لم يكن فقط أمينا عاما للحزب، بل قائدا وضامنا لانتظام الحياة السياسية في البلاد، و"سدا بوجه المشاريع التقسيمية والاقتتال الداخلي"، حسب قوله.
مصادر في حماس أبدت تأكدها من ان دعم حزب الله للحركة ولغزة لن يتوقف، معتبرة ان الكرة الآن بملعب ما اسماه "المحور" للرد على هذا الاغتيال.
وفي الاثناء، ومع محاولة الشارع استيعاب صدمة الاعلان، جاء اعلان الخارجية الإيرانية بشأن اغتيال نصرالله، فنال ما ناله من تعليقات حملت إيران بشكل غير مباشر مسؤولية اغتيال نصر الله.
نعمت، نازحة من منطقة النبطية تقيم حاليا في إحدى مدارس بيروت، قالت بصوت يملؤه الحزن وتغالبه الدموع ان "السيد قتل بسبب تخاذل من وعدوه بالعون"، قبل ان تدير وجهها وتغادر رافضة استكمال كلامها.
بيانات النعي مازالت تتوالى حتى لحظة اعداد هذا النص، حيث اصدرت حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وحركة امل والكثير من الأحزاب والفصائل اللبنانية الأخرى بيانات تأبين ونعي، مؤكدة جميعهاعلى ضرورة الوحدة واستكمال ما بدأه نصر الله.
ومع مسيرات حشود أنصار حزب الله الغاضبة لعملية اغتيال نصرالله، ما زال القلق والترقب سيدا الموقف في بيروت، وسط تكهنات بالتصعيد الإضافي الليلة ردا على هذه التطورات.