ابنة الأربعة والستين عاما لازالت تحبي على ركبتيها لم تتعلم الوقوف بعد ولا الرگض،فما سبب ذلك يا ترى؟أهي أقل حظا من أخواتها؟ أم أنها عقيم لا تنجب؟ أم أن السبب أدهى وأمر؟
أسئلة دارت في مخيلتي منذ القدم ولا زلت أبحث عن جواب مقنع،ولعلي توصلت بعد تأمل إلى انها الأكبر من بين أخواتها والأكثر انجابا إلى أن ابنائها خذلوها نهبوها دمروا أوتادها.....
أجيال بعد أجيال وسنين تتولى وهذه الأم الكادحة المثقلة بالهموم تنجب وتربي من يسلخ جلدها ويأكل دون أن يفكر في رد الجميل ولا يتأمل حال أمه التي أصبحت تميل إلى الكبر وهي لا زالت راكدة......
موريتانيا بلد الخير والرزق الوفير والتي تحتوي على تاريخ كبير مزدهر بأهل العلم والمعرفة في جميع المجالات وقد من الله على أهلها بالذكاء والحدة،وهي فطرة لديهم ومع ذلك لا زالت تعاني الفقر والإقصاء الممنهج من طرف أبنائها للئام الذين يسعون دائما إلى ملئ بطونهم وإنكار الجميل ورد الطعنات بدل تقبيل الجبهة ومنح الضعف كما الحال مع أبناء أخواتها من الأفارقة.....
كان بمقدور ابنة الأربعة والستين أن تكون من بين الكبار ويحق لها ذلك إلا أن الإنجاب والتربية عادوا عليها بالسلب والنهب والإقصاء فأصبحت كمن لم تلد وليس لها من دون الفقر والضعف حاجز لتميل نحو السقوط....
متى سيتوب هؤلاء من ذنوبهم......
من ما لا يمكننا إنكاره أن بلادنا راكدة بدلا من أن تصبح راكضة،لقد أبدلوا لنا الداء بدل الضاء وادخلونا الظلماء.....
فإلى متى.....
محمد الزين ابريهما