طن والمستقبل المشرق لأجيالنا المتعاقبة".

جمعة, 04/10/2024 - 13:01

ويُعد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من القيادات التاريخية الفذة المشهود لها بالعطاء والبذل على مدى 45 عاما من العمل الوطني في خدمة الوطن والمواطن منذ أن شارك وهو في صباه إلى جانب والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مرحلة التأسيس لبناء نهضة الوطن ومواكبة مسيرة التقدم في العالم.. وأنجز بهمة وكفاءة ودرجة عالية من المسؤولية الوطنية كافة المهام التي أوكلت إليه في مختلف المناصب الرئيسية التي شغلها خلال مراحل بناء نهضة إمارة أبوظبي ومن ثم دولة الإمارات العربية المتحدة حيث ترك بصمات واضحة للمنجزات التي تحققت والتي أصبحت تُمثل اليوم شواهد ومعالم بارزة لتقدّم الإمارات وازدهارها.

 

كما امتلك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تجربة تاريخية ثرية وخبرة واسعة اكتسبها من معايشته وملازمته عن قرب لوالده مؤسس الدولة خلال مختلف مراحل العمل الوطني فتشرب بما يتمتع به القائد من تفرد في القيادة والزعامة وحنكة وحكمة في مباشرة مسؤوليات الحكم حيث أكد سموه في حديث صحفي في العام 1990.. "كان والدي المعلم الذي أتتلمذ على يديه كل يوم وأترسّم خطاه وأسير على دربه واستلهم منه الرشد والقيم الأصيلة والتذرع بالصبر والحلم والتأني في كل الأمور".

 

واعتمد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في قيادته لمقاليد الحكم نهجاً متفرداً يستند على استراتيجيات محددة الغايات والأهداف والمقاصد وعلى منهجية علمية وخطط مؤسسة مبرمجة وعطاء سخي في العمل الوطني لإعلاء صروح الإنجازات الهائلة التي تحققت في مرحلة التأسيس.. وأطلق سموه في خطابه في العيد الوطني الرابع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2005 برنامج (التمكين) السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي.. وحدد سموه مرحلة التمكين السياسي بفتح المجالات كافة أمام المشاركة الشعبية لأبنائه المواطنين وبناته المواطنات بإعلان تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للسلطة التنفيذية وليكون أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطن لتترسخ قيم المشاركة الحقّة ونهْج الشورى من خلال مسار متدرج منظم يبدأ بتفعيل دوره عبر انتخاب نصف أعضائه.

 

وتم بالفعل إنجاز هذه المرحلة التاريخية بنجاح بإجراء انتخابات حرة مباشرة لنصف أعضاء المجلس في دورتين متتاليتين في العام 2006 والعام 2011 بمشاركة فاعلة للمرأة –لأول مرة- أسفرت عن فوز مرشحة واحدة في كل دورة.

 

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لدى استقباله معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي المنتخب وعدداً من أعضائه في 17 يناير الماضي حرصه على تعزيز دور المجلس ودعمه للمشاركة الفاعلة في تطوير العمل الوطني وبناء دولة القانون والمؤسسات وترسيخ نهج الشورى بما يتماشى ويراعي خصوصية عادات وتقاليد شعب الإمارات وتراثه ومكونات نسيجه الاجتماعي والثقافي.

 

كما حدد سموه أهداف مرحلة التمكين في المجالات الأخرى قائلاً.. "إننا اليوم على مشارف مرحلة جديدة غايتها تكريس مبادئ سيادة القانون وقيم المساءلة والشفافية وتكافؤ الفرص وتحقيقا لهذا فإن المرحلة الجديدة تتطلب إعادة بناء وإعادة ترتيب وإعادة تأهيل للنظم والهياكل الحكومية القائمة من حيث بنيتها ووظيفتها. وقال سموه.. "ولقد شرعنا بالفعل في التهيئة لمرحلة التمكين بسَنِّ التشريعات واتخاذ الإجراءات المنظمة لما هو قائم من الدوائر والمؤسسات والأنشطة والعلاقات بضبط المترهل منها وتقويم المعوجّ ودفع الباطل والتخلص من المُعوق والتحرر من عبء ما انقطع منه الرجاء وتحسين الإنتاج والخدمات وتوجيه الجهد دعما وتطويرا وتحفيزا للمؤسسات والهياكل والأنشطة والكوادر الواعدة تهيئة للظروف المؤهلة لانطلاق واع نحو آفاق القرن الحادي والعشرين داعياً سموه المؤسسات السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني إلى أن تتحمل مسؤولياتها في غرس قيم العمل داخل المجتمع وتغيير النظرة السلبية المرتبطة بالعمل المهني واليدوي والتأكيد على مفهوم العمل باعتباره مسؤولية وقيمة إنسانية حضارية ودينية.

 

وأكد سموه أهمية دور القطاع الخاص في التنمية والنهضة .. مشيراً إلى أنه يستحوذ على 43 في المائة من الاستثمارات المنفذة في الدولة خاصة في الصناعات التحويلية والتجارة والعقارات وغيرها.. وقال "إننا ننظر للقطاع الخاص كشريك أساسي للدولة في خططها للنهوض بالمجتمع والارتقاء بحياة المواطنين ومواجهة التحديات الجدّية التي تطرحها التطورات العالمية على مختلف الأصعدة.. وستستمر الدولة في سياستها المشجعة لهذا القطاع ليتمكن من إنشاء المشروعات القادرة على توفير المزيد من فرص العمل ودفع عجلة الإنتاج وزيادة الصادرات والإقلال من الواردات وخاصة السلع الاستهلاكية التي يمكن إنتاج مثيلاتها محلياً ".

 

وقد أجمع المجلس الأعلى للاتحاد ومجلس الوزراء على اعتبار هذا الخطاب بما احتواه من ملامح ومعالم استراتيجية شاملة خطة وطنية متكاملة ووثيقة عمل للمرحلة المقبلة.

 

 استراتيجية المستقبل..

 

وأطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في قيادته للمسيرة الاتحادية في العام 2007 "استراتيجية المستقبل" ومبادرة الهوية الوطنية.. وقال سموه في خطابه في اليوم الوطني السادس والثلاثين في الأول من ديسمبر 2007.. "إن العام المنصرم شهد منعطفاً هاماً في طريق التمكين السياسي وتعميق الممارسة الديمقراطية بانعقاد المجلس الوطني في فصله التشريعي الرابع عشر فكان نصف أعضائه من العناصر المنتخبة فيما تبوأت المرأة أكثر من 22 في المائة من مقاعده التي تضاعف عددها بما أضفى على التجربة ثراء وحيوية وما زلنا على عهدنا قبل عامين أن نصل بالتجربة الديمقراطية إلى مقاصدها بتوسيع نطاق المشاركة وتعزيز دور المجلس الوطني كسلطة تشريعية ورقابية".

 

ودعا سموه إلى استثمار كافة الطاقات الوطنية بما في ذلك طاقات المرأة الإماراتية التي قال سموه.. "إنها أثبتت نجاحاً في كل المناصب التي شغلتها والمواقع التي احتلتها".

 

وحدّد سموه مقاصد وأهداف استراتيجية المستقبل التي أطلقها في ذلك العام وقال "إننا ننطلق بإرادة قوية وخطى واثقة حشداً للموارد والطاقات استجابة لاستحقاقات مرحلة حددنا معالمها في مثل هذا اليوم قبل عامين وتبنتها الحكومة وثيقة عمل وطني وترجمتها إلى إستراتيجية حكومية شاملة تنطلق من رؤى واضحة وأهداف واقعية تأسيساً لمرحلة جديدة غايتها الإنسان ونهجها التعاون والتنسيق بين كل ما هو اتحادي ومحلي وتحديث آليات صنع القرار ورفع كفاءة الأجهزة الحكومية وفاعليتها وقدرتها وتقوية أطرها التشريعية والقانونية والتنظيمية وتنمية القدرات البشرية والارتقاء بمستوى الخدمات" مؤكداً سموه.. "إنها إستراتيجية للمستقبل إلا أن معيار الجدارة ليس بما تضمنته من رؤى وأفكار ولا بما سيخصص لها من موارد وأموال وإنما بالقدرة على الالتزام بموجهاتها وتجسيد مبادئها وتعظيم الثقة في العنصر المواطن وتحمّل كل قطاع لمسؤولياته وواجباته.. فمقاصد الاستراتيجية لن تتحقّق دون برامج حقيقية لتطوير قيادات وطنية شابة قادرة على ممارسة المسؤولية وغاياتها لن تكتمل إلا إذا عمل القطاع الخاص كشريك كامل في عملية التنمية الوطنية. فنحن في دولة المؤسسات نتطلع لدور أكثر وضوحاً وفعالية لهذا القطاع.. دور إطاره المسؤولية نحو المجتمع وغايته خلق المزيد من فرص العمل المشجعة والجاذبة للشباب المواطنين ونقل المعرفة واستيعاب التكنولوجيا الحديثة وتوفير بيئة عمل صحية آمنة وضمان حقوق العمال والرقي بجودة المنتجات والخدمات.. فجميعنا -سواء انتمينا للقطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو مؤسسات النفع العام- شركاء في الحفاظ على هذا الوطن وتعزيز مسيرته وصون هويته وحماية مكتسباته.

 

ووجّه سموه في خطابه باعتماد العام 2008 عاماً للهوية الوطنية. وقال..

 

"إننا نتطلع إلى مشروع حضاري شامل يستوعب الحديث دون إخلال بالأصيل بما يحفظ للوطن وجوده وللمواطن هويته وللمجتمع تماسكه فلا تساهل ولا تهاون مع كل ما يهدد قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ولغتنا الوطنية التي هي قلب الهوية الوطنية ودرعها وروح الأمة وعنصر أصالتها ووعاء فكرها وتراثها ومن هنا كان علينا أن نواجه آثار العولمة السلبية وخلل التركيبة السكانية فإن أي مساس بالهوية هو مساس بالوطن وانتهاك لحرماته. وضمن هذا فإننا نوجه باعتماد العام الاتحادي الجديد عاماً للهوية الوطنية بتعزيز عناصرها وتعميق مكوناتها وتكريس ممارساتها وتحديد مهدداتها" مؤكداً..

 

"إن من لا هوية له لا وجود له في الحاضر ولا مكان له في المستقبل".

 

وأعرب سموه عن حرصه ومتابعته باهتمام بالغ للجهود الجادة المبذولة على الصعيدين الاتحادي والمحلي للارتقاء بالعملية التعليمية في جميع مكوناتها بما يوائم بين مخرجاتها ومتطلبات التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد مشيداً بما أطلق من مبادرات تعليمية وتربوية لتعظيم مكانة التعليم المهني والفني وتنويع تخصصاته ومساراته إعدادا لكوادر وطنية مهنية شابة قادرة على المنافسة وتلبية احتياجات القطاعات الصناعية الاستراتيجية الكبرى بما يعزز من القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني ويلبي الاحتياجات المتنوعة والمتجددة لسوق العمل.

 

وقال سموه.. " إن ما حصدناه من خير وثمر خلال السنوات الماضية يجعلنا أكثر اطمئناناً وأكبر ثقة بقدرة شعبنا على الوصول بالاستراتيجيات والخطط إلى غاياتها وأهدافها المنشودة فكما تبوأت دولتنا مواقع الصدارة عربياً وإقليمياً في مؤشرات الرفاهية والتنمية الاجتماعية والتنافسية الاقتصادية والترويج السياحي وجذب الاستثمارات واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات وغيرها فإننا على ثقة بقدرة شعبنا على تقديم نموذج يحتذى في الإدارة الرشيدة والممارسة السياسية الواعية".

 

 مشروع النهضة..

 

وأطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في افتتاحه لدورة المجلس الوطني الاتحادي في 12 فبراير 2007 "المشروع النهضوي" لدولة الإمارات في إطار استراتيجية التمكين ومقاصده وهو المشروع الذي يجسد آماله وطموحاته لإخوانه وأبنائه المواطنين ويُعبر عن نظرة ثاقبة في تحويل الرؤية التطويرية لمرحلة التمكين إلى استراتيجيات عمل وقيم سلوكية يمارسها المواطن في حياته اليومية.

 

وأكد سموه في هذا الصدد.. "إن آمالنا لدولتنا لا سقف لها وطموحاتنا لمواطنينا لا تحدّها حدود وان قمة ما نسعى له من المشروع النهضوى الذي نأمله لدولتنا هو تحويل الرؤية التطويرية بما تتضمنه من معان ومبادئ ومفاهيم إلى استراتيجيات عمل وقيم سلوكية يمارسها المواطن في حياته اليومية وينتصر لها ويدافع عنها ويصون مكتسباتها وهذه غاية التمكين وقمة المسئولية والولاء".

 

ونوّه سموه إلى الإنجاز التاريخي في تعزيز المسيرة الاتحادية والذي تمثل في خوض أول تجربة انتخابية في تاريخ المجلس الوطني الاتحادي وشكّل منعطفاً مهماً في مسيرة الوطن. وقال سموه.. "إن توقّعاتنا للمستقبل تزداد يقيناً ونحن نستقبل عهداً جديداً يعكس رؤى وطنية طموحة لمرحلة آخذة في التشكل تدرجاً تكريساً لمبادئ أعلنا عنها واعتمدها المجلس الأعلى للاتحاد ومجلس الوزراء ميثاق عمل وخريطة طريق لمرحلة سمتها الشورى وسيادة القانون ونهجها تحديد المسئوليات وتفويض السلطات والمساءلة وغايتها إقامة العدل وتمكين كل أفراد هذا المجتمع من الإسهام الفاعل والمشاركة الايجابية في صنع المستقبل".

 

وأكد سموه.. "إن مشروع التطوير الطموح الذي نستشرفه لدولتنا اليوم هو مشروع نهضوي واسع الأفق لا يختزل الحياة في اقتصادها على أهميته وإنما يتجاوز ذلك للأخذ بالأبعاد الثقافية والمجتمعية والمعنوية والنفسية.

 

فالتنمية إلى جانب دورها في تعزيز الإنتاجية ودفع النمو وتحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة فان نجاحها الفعلي يقاس بقدرتها على تعزيز قدرات الإنسان وتمكينه من عيش حياة أكثر أمناً واحتراماً وحرية ومشاركة وعطاء في بيئة خالية من التهديد والمخاطر وهذا هو جوهر التحول المنشود وهذا هو مقصد التمكين".

 

ويؤمن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بأن الإنسان يُمثّل ركيزة أساسية في المشروع النهضوي لتحقيق الرفاهية والرخاء ويقول.. "إن الرفاه الذي نتطلع له لا يمكن تحقيقه أو ضمان استمراره دون إنسان منتم ماهر منتج مثقف ملتزم بالقيم والمُثل والأخلاق معتدّ بعقيدته معتز بدولته وخصوصيته قادر على قبول الآخر والانفتاح على ثقافته. فالوطن دون مواطن لا قيمة له ولا نفع منه مهما ضمت أرضه من ثروات وموارد والمواطنة في حدّ ذاتها ليست امتيازاً إذا لم يقترن الانتساب للدولة بولاء مخلص وانتماء صادق وعطاء متفان والحفاظ على مكتسبات الوطن والفخر بتاريخه ورموزه فهذه هي المواطنة الحقة كما ينبغي أن تكون".

 

ويؤكد سموه على الدور المحوري للقطاع الخاص في المشروع النهضوي وضرورة العمل على تقوية هذا القطاع وتعزيز دوره وتعظيم حصته بما يؤهله لدعم الأنشطة المجتمعية كافة والمشاركة في تنفيذ المشروعات العملاقة. ويرى سموه.. "إن القطاع الخاص القوي والقادر شريك اقتصادي كامل وفصيل وطني متقدم له دوره الرئيسي في تحريك عجلة الاقتصاد وقيادة التحولات التي يشهدها الوطن".

 

وجدّد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في خطابه في اليوم الوطني السابع والثلاثين عزمه على تعزيز خطى التمكين السياسي. وأكد حرصه على الاستمرار في ترسيخ العملية الديمقراطية وتطويرها حتى نصل بها إلى مستوى ما نطمح إليه من مشاركة وقال.. "إننا نتطلع إلى مزيد من المشاركة الشعبية في هذا الجهد إيماناً منا بأهمية بناء علاقة تفاعلية بين قطبي كياننا السياسي وهرمنا الاجتماعي".

 

وأكد سموه.. "إن المسيرة الاتحادية حقّقت خلال السبعة والثلاثين عاماً الماضية إنجازات كثيرة جسّدت آمالاً كباراً وغطّت مجالات كثيرة من حياتنا ناقلة الدولة والمجتمع والفرد إلى القرن الحادي والعشرين وهم مسلحون بالقدرة على مواجهة تحدياته واستحقاقاته" ولكنه حذّر من الشعور بالرضا عما تحقّق في وطننا وقال.. "يجب ألا يكون باعثاً على الاسترخاء بل حافزاً دائماً لمزيد من البذل والعطاء تعزيزاً لما تَحقق للمواطنين من مكتسبات وضماناً لمزيد من الإنجازات وتعظيماً لآمالنا وآمال الأجيال القادمة من بعدنا في عيش كريم وحياة مستقرة آمنة".

 

ودعا سموه إلى الاستمرار في العمل على تعزيز الهوية الوطنية وقال..

 

"عندما دعونا في العام الماضي إلى جعل عام 2008 عاماً للهوية الوطنية لم نهدف إلى ربط هويتنا الوطنية بجدول زمني لأن الهوية ليست شعاراً لمرحلة بل هي إطار جامع يكون فيه موروثنا الثقافي والحضاري بوصلة تُوجه تفاعلنا مع محيطنا وتحدد الاتجاه الذي يحفظ لنا خصوصيتنا ومقومات شخصيتنا. لقد كان هدفنا هو تحفيز المبادرات وتحديد الوسائل والآليات التي تساعد على تنمية مكونات هويتنا بالشكل الذي يحميها من العبث ويحصنها من التشويه, وصولاً إلى توفير الطمأنينة التي ينشدها المواطنون لأنفسهم ويرجونها لأبنائهم من بعدهم". ودعا سموه في هذا الخصوص إلى تنمية القدرة الوطنية وزيادة حضورها في مختلف المواقع والمفاصل الاجتماعية والاقتصادية وقال..

 

"إن ذلك يتطلب العمل على وضع إطار تشريعي واعتماد برامج واضحة والتصدي لكل ما يهدد نسيج المجتمع في عقيدته ولغته وموروثه الاجتماعي والثقافي".

 

 المقاصد والغايات في مسيرة التمكين..

 

وتعهّد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في ولايته الثانية التي حظي فيها على إجماع تزكية إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وتأكيدهم على ثقتهم المطلقة في قيادته الحكيمة للمسيرة الاتحادية وولاء أبناء الوطن وحبهم الصادق له وتلاحمهم والتفافهم حول زعامته تعهّد بتنفيذ استراتيجيات جديدة طموحة لتعزيز برامج التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي كان سموه قد أطلقها في ولايته الأولى.

 

وأعلن سموه في خطابه في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009 برامج عمل ورؤى جديدة لمرحلة العمل الوطني المقبلة تقوم على توظيف كامل القدرات الوطنية وتفعيل سياسة التوطين والإحلال والاستمرار في تطوير البنية التحتية في المناطق الأقل نمواً والارتقاء بالخدمات فيها والاستمرار في تطوير عمليات البنية التحتية للاقتصاد الوطني وإصلاح السياسات الاقتصادية والمالية التي تحكم سوق العمل وربط سياسات التعليم والتدريب بسوق العمل وتعزيز التلاحم المجتمعي بما يُرسّخ قيم التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية وإعادة إحياء الدور المحوري للأسرة وتمكينها في التنشئة والتوعية والضبط والرقابة محدداّ سموه بشكل قاطع مقاصد وغايات مرحلة العمل الوطني المقبلة بقوله.. "إننا اليوم وبعد مضي خمس سنوات على تولينا مسئولية رئاسة الدولة على يقين بان إطلاق الاستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات –على أولويتها وأهميتها وضرورتها- ليست غاية في حدّ ذاتها ولا هي مقصد في نفسها.. فالغاية هي بناء القدرة الوطنية والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع والمنافسة".

 

 أهداف طموحة لمرحلة العمل الوطني المقبلة..

 

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في كلمته في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2010 "إن وطننا في رخاء وقوة وأمن" وحدد حزمة من الأهداف والمقاصد التي تعمل الدولة على إنجازها في إطار "مشروع النهضة: في مرحلة العمل الوطني المقبلة. وقال سموه.. "إننا ماضون على أساس من أفضل الممارسات في بناء الدولة وأطرها المؤسسية والقانونية مؤسسين لاقتصاد حر قوي متنوع وبنية تحتية متطورة وتنمية اجتماعية مستدامة وتتحرك مؤسساتنا الثقافية والاجتماعية في ثقة تعزيزا للهوية الوطنية وبناء للإنسان على أرض الوطن العزيز فالإنسان هو الثروة الحقيقية للأمم وهو أساس نهضة الدول" مؤكداً سموه.. "إن قيم الاتحاد ومبادئه ستظل هادياً ونبراساً لكل الأجيال ومشروعا لنهضة وطنية مستدامة وشراكة فاعلة بين الوطن ومواطنيه". كما حدد سموه الغايات التي تسعى الدولة إلى تحقيقها في هذه المرحلة ومن أهمها..

 

الالتزام بالثوابت التي نص عليها دستور الإمارات وتعزيز الاتحاد والوحدة والتضامن وتحقيق التنمية الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة وفق رؤية وطنية شاملة ومستدامة غايتها توفير التعليم الجيد والمسكن اللائق والمستويات العالية من العناية الصحية وتوفير نظام رفاه اجتماعي لجميع المواطنين والارتقاء بالخدمات الحكومية العامة وتنفيذ برامج لتطوير الاقتصاد باتخاذ التخطيط الاستراتيجي منهجاً والتنافسية غايته وتحديث التشريعات وتنظيم سوق العمل ودعم التوطين وتوسيع مشاركة القطاع الخاص وتحقيق التكامل بين كل ما هو اتحادي ومحلي في التخطيط والتنفيذ وتمكين المرأة وحماية الأمومة والطفولة ودعم الشباب ورعاية المسنين والقُصر والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والنهوض بالمناطق النائية بما يحقق التوازن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الدولة والتأسيس لحياة ثقافية مجتمعية غنية تساوي بين المواطنين في الحق والواجب وتتيح لهم فرص المشاركة في صنع السياسات واتخاذ القرارات مع التزام كامل بالتقاليد وقوانين الدولة.

 

وشدد صاحب السمو رئيس الدولة في هذا الخصوص على ضرورة تكريس ثقافة العمل وتقدثيسه. وقال سموه.. "إن إتقان العمل مسؤولية وأمانة به يتحقق التميز ونواجه التحديات ونتصدى للمشكلات ونحدث التغيير وندرك المستقبل فالأمم لا تعيش فوضى والحضارات لا تبنى صدفة وإنما بتقديس العمل وبناء القدرات الوطنية وتعزيزها في مجالات البحث والتطوير وإنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها" مضيفاً.. "إن تكريس ثقافة العمل وأخلاقياته والحض على إجادته وإتقانه لن تكون دون تعميق قيم المواطنة والانتماء للوطن والإعلاء من شأن الأسرة وتمكينها والحفاظ على كيانها وصون ثقافتها فهي نواة المجتمع وأساس الدولة ومصدر الأخلاق بها تبنى القيم الفاضلة وينشأ المواطن الصالح".

 

 مشروع العشرية الاتحادية الخامسة..

 

وأطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في كلمته في اليوم الوطني الأربعين في الأول من ديسمبر 2011 مشروع العشرية الاتحادية الخامسة ويتمثل في تمكين المواطن مؤكداً.. "إن الاتحاد الذي نحتفل بذكراه اليوم هو مسئولية اجتماعية وجماعية وهو مشروع نهضة وبرنامج عمل مستمر".

 

وقال سموه.. " إن الحفاظ على روح الاتحاد يتمثل في تمكين المواطن وهو الأولوية الوطنية القصوى والرؤية المستقبلية الموجهة لجميع الإستراتيجيات والسياسات التي ستعتمدها الدولة في قطاعاتها كافة خلال السنوات العشر القادمة فتمكين المواطن هو مشروعنا للعشرية الاتحادية الخامسة مشروع نؤسس به لانطلاقة وطنية أكبر قوة وثقة مشروع مرتكزاته إنسان فاعل معتز بهويته وأسرة متماسكة مستقرة ومجتمع حيوي متلاحم يسوده الأمن والعدل يعلي قيم التطوع والمبادرة ونظام تعليمي حديث متقدم وخدمات صحية متطورة واقتصاد مستدام متنوع قائم على المعرفة وبنية تحتية متكاملة وبيئة مستدامة وموارد طبيعية مصانة ومكانة عالمية متميزة".

 

ووجّه سموه في كلمته القيادات إلى أن تصغي لأصوات الناس وتأخذها في الاعتبار والحكومات إلى أن تهتم بما يحقق التواصل الفعال مع المواطن.

 

وقال في هذا الصدد.. " إننا نتقدم بثقة نحو عقد يقوده أبناء وبنات الوطن وكلمتي للقيادات كافة هي: أصغوا إلى أصوات الناس خذوها في الاعتبار وأنتم تخططون وتضعون الأهداف وتتخذون القرارات’ ففي عالم تتنوع فيه وسائل الاتصال الجماهيري وأدوات التواصل الاجتماعي أصبح من الضرورة أن تهتم الحكومات بما يحقق التواصل الفعال مع المواطن في كل مكان والاستماع لصوته والتعرف على توجهاته والاستجابة لتطلعاته التي تتطلب منا الانتباه وتستحق الاستماع مؤكداً على أن توسيع المشاركة الشعبية توجه وطني ثابت وخيار لا رجوع عنه اتخذناه بكامل الإرادة وسنمضي في تطويره تدرجاً بعزم وثبات تلبية لطموحات أبناء شعبنا في وطن يتشاركون في خدمته وتطوير مجتمعه".

 

كما أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" على هذا التوجه والرؤية في مشروع العشرية الاتحادية الخامسة في كلمته التي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس الوطني الاتحادي في 6 نوفمبر 2012.. "إن انعقاد الدورة الجديدة للمجلس يتواكب مع الجهود المخلصة التي يبذلها أبناء وطننا الغالي في مسيرة تحقيق رؤية الامارات 2021 متسلحين بالعزم والتصميم ومستلهمين ميراث الآباء والأجداد ومستندين إلى برنامج شامل للعمل الوطني وخطة استراتيجية متكاملة للحكومة الاتحادية. وقال سموه.. "لقد شهد مجلسكم تطوراً نوعياً على صعيد ترسيخ تجربته في توسيع المشاركة السياسية بإجراء الانتخابات الثانية في 24 سبتمبر 2011 والتي جسدت إحدى المراحل المتدرجة لبرنامج التمكين الذي أطلقناه في العام 2005 لتعزيز المشاركة وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وإن مجلسكم اليوم قد تعاظم دوره ومسؤولياته وبات اكبر تمثيلاً وقدرة على صيانة المكتسبات وتعزيز المسيرة الاتحادية المباركة التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والمغفور لهما بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم وأصحاب السمو أعضاء المجلس الاعلى للاتحاد حكام الإمارات". كما أكد سموه عزمه المضي بثبات نحو الوصول بالتجربة السياسية إلى مقاصدها وقال.. "إننا نمضي بثبات نحو الوصول بالتجربة السياسية الإماراتية إلى مقاصدها وتحقيق التنمية المنشودة وتوسيع نطاق المشاركة ومتطلعين إلى الدور المحوري المناط بمجلسكم الموقر كسلطة مساندة ومرشدة وحريصين على تفعيل مشاركته في دعم الحكومة وسياساتها بالرؤى والأفكار المبدعة والمبتكرة على كافة الأصعدة". وشدد صاحب السمو رئيس الدولة على الالتزام بالدستور وصون الحقوق والحريات وقال.. "لقد حرص دستور دولة الامارات على صون جميع الحقوق والحريات على ارض الدولة وقد عملت السلطات في الدولة على احترام هذه الحقوق والحريات مما جعل دولة الامارات جنة للمواطن والوافد على حد سواء حيث تمتع الجميع فيها بأرقى مستويات العيش والأمن والأمان في مجتمع خال من التفرقة والإجحاف مؤكداً سموه "وإننا ملتزمون بأن نمضي قدماً بما رسمه واضعو الدستور ليظل صون الحقوق والحريات أهم ركائز عمل السلطة السياسية بجميع مؤسساتها وهذا كله في إطار احترام عقيدتنا الإسلامية واعرافنا وعاداتنا في مجتمع الامارات العربية المتحدة. وأشار صاحب السمو رئيس الدولة بقدرات المرأة ومشاركتها الفاعلة في التنمية وقال.. "لقد حظيت المرأة خلال مسيرتنا بكل مساندة ودعم وقد أثبتت التجربة ان المرأة الإماراتية قدر المسئولية في جميع المناصب التي تولتها.. وإنني أدعو بناتي إلى التحلي بذات الاندفاع والثقة التي رافقت المرأة الإماراتية في ظل ما تحظى به من تشجيع وتأييد من قبل القيادة السياسية وبما يتلاءم مع متطلبات تفعيل المشاركة والتنمية السياسية في الدولة.

 

وقد فازت دولة الإمارات العربية المتحدة في الاجتماع الذي عقدته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شهر نوفمبر 2012 بعضوية مجلس حقوق الإنسان الدولي من مطلع العام 2013 ولمدة ثلاث سنوات بحصولها على 184 صوتاً تُمثل أعلى نسبة تصويت بين 21 دولة تنافست لشغل 18 مقعدا شاغراً في المجلس.

 

ويعكس هذا الفوز احترام وتقدير المجتمع الدولي لما حققته دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" من إنجازات تنموية عظيمة وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها والمقيمين على أرضها وصون حقوقهم الأساسية وصيانة وتعزيز الحريات وحماية حقوق المرأة والطفل.

 

 مبادرات تطوير البنية التحتية..

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بعد أن اطلع على ما عرضه عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بعد جولته التفقدية لعدد من المناطق النائية بتنفيذ بنية تحتية شاملة في جميع أنحاء الدولة وذلك انطلاقاً من حرصه على توفير كل مقومات الرعاية لأبنائه المواطنين وتسخير الإمكانيات اللازمة من أجل توفير حياة أفضل لهم وضمان أعلى مستويات الجودة في البنية التحتية في جميع أنحاء الإمارات.

 

ووجّه سموه بتخصيص 16 مليار لتنفيذ المبادرة التي أطلقها لتطوير البنية التحتية والمرافق الخدمية في كافة مناطق الدولة بهدف دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي في هذه المناطق لتواكب ما شهدته دولة الإمارات من تطور حضاري وعمراني وذلك انطلاقاً من رؤية سموه بان هذا التطور لا يمكن أن يحقق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية المرجوة منه دون توفير بنينة تحتية تتوافق معه وتدعمه. ودعا سموه الحكومة إلى أن توجه اهتماماً خاصاً واستثنائياً للنهوض بالمناطق النائية بما يحقق التوازن في البنية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى الدولة.

 

وقد تجاوز الإنفاق على هذه المشاريع حتى نهاية العام الماضي 7 مليارات درهم وأنجزت لجنة متابعة وتنفيذ مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لتطوير البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة برئاسة معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شئون الرئاسة عدداً كبيراً من المشاريع الاستراتيجية التنموية والخدمية والخدمية والتي شملت الآلاف من الوحدات السكنية من بينها مدن سكنية جديدة وشبكة واسعة من الطرق الداخلية والخارجية والمستشفيات والمراكز الصحية والسدود والموانئ ومراكز التوحد والتأهيل الصحي والمساجد والمدارس ومراكز الدبلوم المهني وشبكات الصرف الصحي.

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 2 مارس 2011 بزيادة الاستثمارات في المناطق الشمالية من الدولة في قطاع الماء والكهرباء لتصل إلى خمسة مليارات و(700) مليون درهم بعد متابعة نتائج الجولة الميدانية التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة..

 

تنفيذا لتوجيهات سموه بهدف الوقوف عن كثب على احتياجات المواطنين من الخدمات الأساسية والتحقق من التزام المؤسسات الحكومية المعنية بالوفاء بهذه الاحتياجات في مختلف القطاعات بما في ذلك مشاريع البنية الأساسية.

 

وأمر صاحب السمو رئيس الدولة بتوصيل الكهرباء إلى البنايات والمحال التجارية الخاصة بالمواطنين في الإمارات الشمالية وأن تتولى هيئة مياه وكهرباء أبوظبي تصدير الطاقة الكهربائية المطلوبة للهيئة الاتحادية للكهرباء والماء والمقدرة بحوالي ألف و(300) ميجاوات وبإنشاء خط مياه رئيسي يمتد من مدينة كلباء إلى مدينة دبا مروراً بمدينتي الفجيرة وخورفكان بطول (100) كيلومتر بتكلفة (900) مليون درهم. ويوفر هذا الخط (23) مليون جالون يوميا لمدينة الفجيرة وحوالي خمسة ملايين جالون يومياً لمدينة دبا وخمسة ملايين جالون يومياً لكل من خورفكان وكلباء إضافة إلى توفير حوالي ثلاثة ملايين جالون يومياً لمنطقة ضدْنا.

 

كما أمر صاحب السمو رئيس الدولة بإنشاء خط مياه رئيسي بطول (60) كيلومتراً لتزويد إمارة أم القيوين بطاقة قدرها (18) مليون جالون يومياً بتكلفة (300) مليون درهم على أن يتم توفير هذه الاحتياجات عبر محطات هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في إمارة الفجيرة.

 

ووجّه كذلك أن تتولى هيئة مياه وكهرباء أبوظبي تصدير الطاقة التي تحتاجها إمارة الشارقة والمقدرة بـ(700) ميجاوات وإنشاء محطة تحويل رئيسية جهد (400 ك. ف) في مدينة الشارقة بتكلفة (500) مليون درهم إضافة إلى تزويد إمارة الشارقة بكمية إضافية من المياه قدرها (10) ملايين جالون يومياً لتلبية احتياجات المواطنين.

 

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قد أمر في وقت سابق بإنشاء خط مياه رئيسي لتوصيل المياه إلى إمارة رأس الخيمة بطول (36) كيلومتراً بتكلفة (158) مليون درهم وبإنشاء محطتي كهرباء جهد (132 ك. ف) في كل من كلباء وخورفكان بتكلفة (220) مليون درهم وربطهما بشبكة هيئة مياه وكهرباء أبوظبي.

 

كما أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 13 أبريل 2011 انطلاقاً من حرصه على توفير وتأمين كافة الخدمات والاحتياجات الأساسية للمواطنين والمقيمين في جميع أنحاء الدولة بما يكفل الحياة الكريمة والاستقرار المعيشي لهم واستكمالاً لتوجيهات سموه بتطوير مشاريع البنية التحتية في مختلف أنحاء الإمارات أمراً بتزويد منطقة المدام في إمارة الشارقة باحتياجاتها من المياه والتي تقدر بـ5ر2 مليون جالون يومياً وذلك من الخط الرئيسي لنقل المياه من الفجيرة إلى العين والعائد لهيئة مياه وكهرباء أبوظبي. ويقدر عدد الوحدات السكنية في منطقة المدام بحوالي 900 وحدة سكنية موزعة على 42 شعبية ويسكنها حوالي عشرة آلاف نسمة. وقد تم توجيه الهيئة الاتحادية للماء والكهرباء بإنشاء شبكات توزيع في كافة الشعبيات في منطقة المدام بحيث تكون جاهزة خلال سنتين بتكلفة 180 مليون درهم. ويشمل هذا المشروع أيضاً بناء خزان مياه بطاقة 4 ملايين جالون وإنشاء خطوط نقل يتراوح قطرها ما بين 400مم و300مم وبطول يصل إلى 80 كيلومتراً وخطوط توزيع بطول 150 كيلومتراً.

 

وكان مجلس الوزراء قد ثمّن في اجتماعه في 23 مارس 2008 برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة بتخصيص 16 مليار درهم لتطوير البنية التحتية. وأكد أن هذه المبادرة تُعبر عن حرص صاحب السمو رئيس الدولة على توفير الحياة الكريمة ورفع المستوى الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي للموطنين في كافة أرجاء هذا الوطن. كما أشاد المجلس الوطني الاتحادي في بيان له بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بتنفيذ بنية تحتية شاملة في جميع أنحاء الدولة.

 

 إعفاء الطلبة المواطنين والمقيمين من الرسوم الدراسية..

 

وتم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 15 أغسطس 2012 إعفاء جميع الطلبة المقيمين في المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي من الرسوم الدراسية المتأخرة للثلاث سنوات الماضية وذلك في إطار حرص سموه على دعم العملية التعليمية وتوفير التعليم لكل طالب على أرض الوطن وتخفيف الأعباء عن أولياء الأمور من المواطنين والمقيمين على حد سواء وتوفير الحياة الكريمة والاستقرار الاجتماعي والنفسي لهم. وبلغ عدد المستفيدين من هذه المكرمة من الطبة المقيمين 15 ألفاً و750 طالب وطالبة والرسوم المستحقة غير المسددة نحو 192 مليون درهم.

 

وكانت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية قد أطلقت في شهر سبتمبر 2011 وللعام الرابع على التوالي مشروعها الإنساني الرائد بعنوان "المساعدات العينية للطلبة للعام الدراسي 2011/2012 والذي يستفيد منه 27 ألفاً و215 طالباً وطالبة يدرسون في 650 مدرسة في كافة أنحاء الدولة.

 

ويرمي هذا المشروع إلى إطلاق مبادرات دورية ومنتظمة لدعم التعليم داخل الدولة وخارجها ومساعدة الطلاب على تذليل العوائق المادية التي تحول أحياناً كثيرة دون تمكنهم من مواصلة تحصيلهم العلمي. وشمل المشروع أبناء الوافدين بالدولة الذين بلغ عدد من استفادوا من هذه المبادرة 8 آلاف طالب وطالبة على مستوى الدولة إضافة إلى طلاب في عدد من الدول في العالم.

 

وكان سموه قد وجّه أيضاً مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في العام الدراسي (2007/2008) بتحمل الرسوم الدراسية للطلبة المواطنين في المدارس النموذجية والوافدين في المدارس الصباحية والمسائية في الدولة. كما حرص سموه على تكريم الطلبة والطالبات المتفوقين من الأوائل في الصف الثاني عشر من المواطنين والمقيمين على مستوى الدولة وتقديم مِنح دراسية لهم للالتحاق بالجامعات و20 ألف درهم لكل طالب وطالبة ممن يشملهم التكريم.

 

 قرارات متلاحقة لتسوية قروض المواطنين..

 

ووضع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في مختلف مراحل العمل الوطني تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتوفير متطلبات الحياة الكريمة وتحقيق الرخاء والرفاه للمواطنين في أولوية مقاصد الاستراتيجيات التي أطلقها وفي مقدمة اهتماماته.

 

وعكست القرارات المهمة التي أصدرها سموه في 30 نوفمبر 2011 ومن بينها إنشاء صندوق برأسمال 10 مليارات درهم لدراسة ومعالجة قروض المواطنين من ذوي الدخل المحدود وإجراء تسويات للقروض الشخصية المستحقة بالتنسيق مع المصرف المركزي والمصارف الدائنة نبض وأحاسيس سموه لمعاناة أبنائه المواطنين وهمومه وانشغاله بقضاياهم.

 

وتنفيذاً لهذا الأمر السامي تم تشكيل (اللجنة العليا لصندوق معالجة ديون المواطنين المتعثرة) برئاسة معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شئون الرئاسة وتضم في عضويتها ممثلين لوزارة شئون الرئاسة وديوان سمو ولي عهد أبوظبي ودائرة مالية أبوظبي والمصرف المركزي ودائرة القضاء بأبوظبي.

 

وأجرى الصندوق بالتعاون مع المصرف المركزي مسحاً شاملاً لمديونيات المواطنين المتعثرة ووقع اتفاقيات مع عدد من البنوك بشأن آليات تسوية هذه القروض حيث يتولى الصندوق تسوية جزء من المديونيات ويتم جدولة الجزء الثاني للتسديد بأقساط شهرية من راتب المستفيد مع الإعفاء من الفوائد المترتبة على الديْن.

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 25 يناير 2012 بناء على توصية من اللجنة العليا لصندوق معالجة ديون المواطنين بمعالجة وتسوية كافة قضايا القروض الشخصية المتعثرة للمواطنين ممن تقل مديونياتهم عن مليون درهم سواء كانوا موقوفين على ذمة قضايا أو صدرت بحقهم أحكام ويقومون بتسوية مديونياتهم عبر جداول تسديد حددتها المحاكم. وبلغ عدد المواطنين المستفيدين ستة آلاف و(830) مواطنا بإجمالي مبالغ متصلة بتسوية مديونياتهم تصل إلى حوالي ملياري درهم حيث سيتم الإفراج عن الموقوفين منهم وتسوية ديون من بحقهم أحكام سداد وذلك وفقاً لآلية تسديد محددة تتضمن خصم ما نسبته (25) في المائة من الراتب الشهري مع تعهد المستفيد بعدم الاقتراض مرة أخرى إلى أن يتم معالجة الديْن.

 

كما أمر سموه في 20 مايو 2012 بناء على توصية أخرى من اللجنة العليا لصندوق معالجة ديون المواطنين المتعثرة بمعالجة وتسوية كافة قضايا القروض الشخصية المتعثرة للمواطنين ممن تقل مديونياتهم عن خمسة ملايين درهم سواء كانوا موقوفين على ذمة قضايا أو صدرت بحقهم أحكام و يقومون بتسوية مديونياتهم عبر جداول تسديد حددتها المحاكم. وبلغ عدد من شملهم هذا القرار والموقوفين منهم أو من صدرت بحقهم أحكام 60 مواطناً ويصل إجمالي المبالغ المستحقة عليهم حوالي 8ر68 مليون درهم. وأكد معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس اللجنة العليا للصندوق أن هذا الأمر يجسد مدى حرص سموه على تهيئة أسباب العيش الكريم لأبنائه المواطنين وتوفير مقومات الاستقرار الأسري لهم. وأشار إلى أن الصندوق يواصل العمل لإتمام معالجة وتسوية كافة القروض المتعثرة وفق أولويات تأخذ بعين الاعتبار حجم الشرائح المستفيدة وحجم القروض الخاصة بكل شريحة وطبيعة القروض والحالات المتعثرة.

 

وأوضح أن معالجة أوضاع المواطنين الذين تقل مديونياتهم المتعثرة عن 5 ملايين درهم تُمثل المرحلة الثانية لتنفيذ مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة لمعالجة مديونيات المواطنين المتعثرة حيث كان الصندوق قد بدأ في المرحلة الأولى بمعالجة أوضاع المواطنين المتعثرين في تسديد قروض تقل عن مليون درهم وسيتم معالجة هذه المديونيات الخاصة بالمرحلة الثانية وفق الأولويات التي حددها الصندوق عند معالجته مديونيات المرحلة الأولى بحيث تشمل أولاً الموقوفين على ذمة قضايا مديونيات متعثرة ويليهم من صدرت بحقهم أحكام قضائية ن ومن ثم من تنظر المحاكم قضايا مرفوعة عليهم وبعد ذلك من فتحت بلاغات بشأنهم في مراكز الشرطة في الدولة ومن ثم بقية المتعثرين في السداد ممن يتقدمون بطلبات تسوية لمديونياتهم.

 

ويتم في معالجة المديونيات تطبيق الآلية التي اعتمدها الصندوق والتي تقوم على تسوية القروض المتعثرة قبل إنشاء الصندوق أي قبل الثاني من ديسمبر 2011 وذلك بالتنسيق مع البنوك والجهات الدائنة على أن يتم تسديد مبالغ التسوية من قِبل المستفيد بدون فوائد وعلى فترات طويلة وبأقساط لا تزيد عن 25 في المائة من الراتب أو الدخل الشهري الثابت للمستفيد.

 

وتلقى صندوق معالجة قروض المواطنين حتى شهر نوفمبر 2012 (1247) طلباً من البنوك الدائنة وقام بتسوية 500 منها ودفع المبالغ المترتبة عليهم والتي بلغ إجماليها 300 مليون درهم كما تم الإفراج وبتوجيهات سامية عن 127 شخصاً ممن عليهم ديون شخصية سواء أفراد أو شركات بقيمة إجمالية بلغت 122 مليون درهم منهم 83 متعثراً في أبوظبي و24 في دبي و11 في رأس الخيمة و5 في الشارقة و3 في الفجيرة ومتعثر واحد في عجمان. فيما تلقت اللجنة القانونية 32 طلباً خارجياً من أشخاص متعثرين وعليهم قضايا وأوامر قبض بعضهم خارج الدولة وتمت دراسة بعض الحالات ورفعها للجنة العليا للصندوق حيث بلغ العدد الكلي للدائنين 522 تم إنهاء إجراءات 263 حالة منهم وبلغ عدد البنوك الدائنة للأشخاص المفرج عنهم 88 بنكا منهم 46 في أبوظبي و 34 في دبي.

 

كما استفاد من القرار الذي أصدره صاحب السمو رئيس الدولة والخاص بقضايا شيكات الضمان المرفوعة من قبل البنوك وشركات التمويل ضد المواطنين 290 مواطناً على مستوى إمارة أبوظبي. وتضمنت الإجراءات التنفيذية لقرار حسر الحماية الجنائية عن هذه الشيكات الإفراج عن كل من كان مسجوناً على ذمة هذه القضايا وحفْظ القضايا المتعلقة بالأشخاص المحكومين غيابياً بالإضافة إلى وقْف كافة الإجراءات السابقة وإعطاء المستفيدين من القرار "كف بحث" حتى لا يتعرضوا لأية إجراءات مستقبلية بالنسبة للقضايا التي حفظت بموجب القرار.

 

وأصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في إطار حرصه على توفير كل ما من شأنه تحسين نوعية الحياة للمواطنين والمقيمين وتحقيق الاستقرار لهم ولأسرهم قراراً في 3 نوفمبر 2011 بمناسبة اليوم الوطني الأربعين بزيادة رواتب جميع موظفي الحكومة الاتحادية اعتباراً من مطلع العام 2012 بنسب تراوحت بين 35 و45 في المائة ومنح علاوة خاصة بنسبة 100 في المائة من الراتب الأساسي أعضاء السلطة القضائية وعلاوة فنية بنسبة 10 في المائة تضاف إلى علاوة بدل طبيعة العمل للعاملين في وزارة الصحة وكذلك العاملين في مجال التدريس بوزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى زيادة قدرها 20 في المائة من مخصصات الإعانات الاجتماعية لبعض الحالات التي تحص على إعانات من وزارة الشؤون الاجتماعية.

 

وبلغ عدد المستفيدين من هذا القرار 90 ألفاً و670 من المواطنين والمقيمين من العاملين المدنيين في الحكومة الاتحادية بالإضافة إلى 31 ألفاً و564 من مستحقي الإعانات والمساعدات الاجتماعية إضافة إلى ذلك أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قراراً برفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين من القوات المسلحة والحكومة الاتحادية إلى عشرة آلاف درهم شهرياً اعتباراً من يناير 2012 حيث طبق هذا القرار على أكثر من 21 ألفاً و512 متقاعداً.

 

 منح الجنسية لأبناء المواطنات المتزوجات من أجانب ..

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني الأربعين في لفتة إنسانية نبيلة تعكس حرصه البالغ في رعاية مختلف فئات المجتمع وإتاحة الفرص أمامهم للاندماج بفاعلية في المجتمع وتكريس قِيم المواطنة والانتماء في نفوسهم وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأسري الكامل لهم ولأبنائهم أمر سموه الوزارات الحكومية والجهات المختصة ذات الصلة بأن يتم معاملة أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب أسوة بالمواطنين. كما يقضي الأمر بمنح أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب الحق في التقدم للحصول على جنسية الدولة حال بلوغهم سن الثامنة عشرة.

 

وتم تشكيل لجنة لتنفيذ الأمر السامي لصاحب السمو رئيس الدولة حيث كلفت اللجنة وزارة الداخلية بحصر جميع الفئات المستحقة من أبناء المواطنات والمستوفية لشروط اكتساب الجنسية وإعداد قوائم نهائية بذلك ورفعها إلى وزارة شئون الرئاسة.

 

وقد رفعت اللجنة إلى صاحب السمو رئيس الدولة في شهر يناير 2012 كشوفاً بأسماء 1117 من أبناء المواطنات ممن استوفوا الشروط التي تؤهلهم لاكتساب جنسية الدولة وذلك لاستكمال الإجراءات والخطوات القانونية المتبعة. كما رفعت كشوفاً بدفعة أخرى بأسماء 930 من أبناء المواطنات إلى صاحب السمو رئيس الدولة في شهر أبريل 2012.

 

وبدأت وزارة الداخلية في شهر مايو 2012 تسليم جنسية الدولة على دفعات للمستحين من أبناء وبنات المواطنات المتزوجات من أجانب حيث تم تسليم 53 مستحقا ومستحقة لجنسية الدولة في أبوظبي و22 في رأس الخيمة و56 في إمارات دبي والشارقة وعجمان.

 

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" أصدر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شئون الرئاسة في 25 يوليو 2012 قراراً بتوسيع إطار عمل اللجنة الخاصة بمتابعة تنفيذ توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بتجنيس أبناء المواطنات بحيث يشمل فئة (غير محددي الجنسية).

 

وأوصت اللجنة بعد مناقشتها لعدد من المسائل المتصلة بتنفيذ القرار في إطاره الجديد وما قامت به وزارة الداخلية من إجراءات بشأن هذا الملف بمعاملة هذه الفئة معاملة المواطن في مجالي التعليم والخدمات الصحية وإتاحة المجال لهم للمشاركة في جميع الأنشطة الرياضية على أن يتم التوصية بمنح الجنسية لمن تظهر الدراسة استيفاءه للشروط اللازمة للحصول عليها وفق الإجراءات والخطوات القانونية المتبعة.

 

وتم بمتابعة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تكليف لجنة خاصة لمقابلة أبناء المواطنين المولودين خارج الدولة من أمهات أجنبيات حيث قامت هذه اللجنة بجولات مكوكية لعدد من الدول العربية ومنطقتي شرق وجنوبي القارة الآسيوية شملت كلا من الهند واندونيسيا والفلبين وباكستان لتقصّي أوضاع أبناء المواطنين في هذه الدول.

 

كما أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 17 نوفمبر 2012 بتسديد نفقات العلاج والتعليم لفئة أبناء المواطنات ممن تنطبق عليهم شروط الاستحقاق في المدارس الحكومية. وأوضحت لجنة تنفيذ توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بشأن أبناء المواطنات والذين قاموا بتصويب أوضاعهم القانونية في الدولة بأنها باشرت بتجهيز مكتب لاستلام طلبات الذين تنطبق عليهم شروط الاستحقاق والذي باشر العمل في استلام هذه الطلبات اعتباراً من يوم 18 نوفمبر 2012.

 

 بناء الإنسان.. وإطلاق الطاقات البشرية المواطنة..

 

ووضع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بناء الإنسان وإطلاق طاقات الموارد البشرية المواطنة في مقدمة أولويات استراتيجيات مختلف مراحل العمل الوطني لقناعة سموه الراسخة.. "إن الوطن دون مواطن لا قيمة له ولا نفع منه مهما ضمت أرضه من ثروات وموارد". وأكد سموه في كلمته في اليوم الوطني الرابع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2005.. "إن الدولة قد حرصت منذ قيامها في الثاني من ديسمبر 1971 على تسخير كل الإمكانيات المتاحة لتنمية الإنسان باعتبار ذلك ضرورة وطنية فوفرت كل الإمكانيات لبناء المواطن القادر والمؤهل والصالح وركزت على النهوض بالمرأة وتمكينها لتضطلع بدورها الطبيعي كمشارك فاعل في عملية التنمية الشاملة". وأضاف سموه.. "لقد أكدنا دائماً أن الإنسان هو هدف التنمية وغايتها وأنه في الوقت ذاته أداتها ووسيلتها.. وبقدر ما تكون هذه الأداة فاعلة ماهرة تكون قادرة على تحقيق التنمية.. وسنستمر في العمل على النهوض بمواردنا البشرية وتطوير قدراتها العلمية ومهاراتها الفنية وخبراتها التقنية وذلك بتوفير وتطوير بُنية تعليمية تستجيب لاحتياجات التنمية الشاملة في مختلف جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسكانية وسنعزز دور المعرفة ورأس المال البشري في تطور الاقتصاد وتقدم المجتمع وفي توثيق الربط بين العملية التعليمية والحاجات التنموية والأمنية وذلك تهيئةً لمناخ ملائم لإعداد إنسان مُبدع مُعتز بهويته قادر على البذل والعطاء والإسهام بفاعلية في صناعة المستقبل".

 

وحدد صاحب السمو رئيس الدولة في كلمته في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009 الغايات والمقاصد من إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع. وقال.. "إننا اليوم وبعد مضي خمس سنوات على تولينا مسؤولية رئاسة الدولة على يقين بأن إطلاق الإستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات -على أولويتها وأهميتها وضرورتها- ليست غاية في حد ذاتها ولا هي مقصد في نفسها فالغاية هي بناء القدرة الوطنية والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع والمنافسة".

 

مؤكداً سموه.. "وفي ظل الواقع السكاني الذي ندرك أبعاده والانفتاح الثقافي الذي نعيش آثاره فإن إطلاق الطاقة البشرية المواطنة هو رهان وجود وشرط بقاء ومقصد قوة وضرورة أمن.. وهو أولوية تتطلب منا العمل على عدة جبهات أكثرها إلحاحا في الوقت الراهن الحاجة إلى تعميق مفهوم الأسرة وإعادة إحياء دورها المحوري في التنشئة والتوعية والضبط والرقابة..

 

فالأسرة السوية هي أساس المجتمع القويم فيها يتعلم النشء التراحم والتلاحم وحب الوطن ومنها يتشربون الأخلاق والقيم وعبْرها يتمثلون عادات المجتمع وتقاليده نهجاً وسلوكاً فيحترمون نظمه ويلتزمون قوانينه وبذلك يكون الفرد المسؤول المنتمي والمجتمع الآمن المستقر.

 

كما دعا سموه في هذا الصدد أبناءه المواطنين إلى تقديس العلم مؤكداً..

 

"إن العمل هو المعيار الحقيقي للمواطنة وهو دليل الإخلاص والولاء وبه يتمايز الناس. فبالإرادة القوية والقدرة العالية والإنجاز الفائق نتشارك جميعاً مسؤولية بناء هذا الوطن تعزيزاً لسيادته وصوناً لمكتسباته وبناءً لمستقبله". ووجّه سموه المؤسسات السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني إلى أن تتحمل مسؤولياتها في غرس قيم العمل داخل المجتمع وتغيير النظرة السلبية المرتبطة بالعمل المهني واليدوي والتأكيد على مفهوم العمل باعتباره مسؤولية وقيمة إنسانية حضارية ودينية.

 

وأكد سموه في خطابه في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2010.. " إن تقديس العمل وإتقان أدائه مطلب أمن وضرورة حياة وهو مشروع نهضة واستنهاض به نستكمل ما بدأه الرواد الآباء المؤسسين ومن خلاله نطور قوة عمل وطنية كفؤة ماهرة ونعيد هيكلة اقتصادنا الوطني بما يحرك مكامن القوة الوطنية فيه وبهذا نصحح اختلالات سوق العمل ونهيئ لمجتمع متوازن في تركيبته متلاحم قوي في بنيته متماسك نابض بالحياة".

 

وقال سموه.. "إن إتقان العمل مسؤولية وأمانة به يتحقق التميز ونواجه التحديات ونتصدى للمشكلات ونحدث التغيير وندرك المستقبل فالأمم لا تعيش فوضى والحضارات لا تبنى صدفة وإنما بتقديس العمل وبناء القدرات الوطنية وتعزيزها في مجالات البحث والتطوير وإنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها" وشدد سموه على "إن تكريس ثقافة العمل وأخلاقياته والحض على إجادته وإتقانه لن تكون دون تعميق قيم المواطنة والانتماء للوطن والإعلاء من شأن الأسرة وتمكينها والحفاظ على كيانها وصون ثقافتها فهي نواة المجتمع وأساس الدولة ومصدر الأخلاق بها تبنى القيم الفاضلة وينشأ المواطن الصالح ولن تتحقق إلا بتقويم أمين لسياسات التعليم واستراتيجياته ومناهجه بناء لنظام قائم على إنتاج المعرفة ومعايير التميز والإبداع هدفه تنمية رأس المال البشري بجعله أكثر انسجاما واستجابة للتحديات مرجعيته خصوصية المجتمع وثقافته ولغته وهويته الوطنية إن العمل المتقن هو الطريق نحو بناء القدرات البشرية القادرة على تحقيق التنمية المستدامة بما يمكننا من البقاء والاستمرار والمنافسة".

 

 صندوق خليفة لتمكين المواطنين..

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في إطار حرصه لدعم وتكريس سياسة التمكين التي أطلقها كنهج ثابت لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير سبل العيش الكريم وتأمين الاستقرار المعيشي لأبنائه المواطنين أمر بإنشاء (صندوق خليفة لتمكين المواطنين) بهدف توفير الموارد المالية اللازمة لدعم برامج وسياسات تشجع المواطنين على الالتحاق بسوق العمل خاصة القطاع الخاص وتمكينهم من استغلال فرص العمل التي يتيحها لهم هذا القطاع وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ حزمة من الحوافز التي تساهم في تحقيق هذا الهدف. وناقش مجلس الوزراء في 27 فبراير 2011 برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي آليات ومجالات عمل الصندوق والخطوات التنفيذية اللازمة لبدء نشاطه في أقرب وقت تحت إشراف هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية (تنمية).

 

وتشمل حزمة الحوافز التي يوفرها الصندوق صرف مزايا مالية للمواطن عند التحاقه بالعمل في القطاع الخاص بما يقلص الفجوة بين الأجر في القطاعين الخاص والعام وتخصيص مبالغ مالية لأصحاب العمل تغطي نسبة مئوية من الأجر الذي يتقاضاه المواطنون العاملون في مؤسسات القطاع الخاص في السنة الأولى وتمويل جزء من تكاليف تدريب وتأهيل الموظف المواطن عند التحاقه بالعمل في السنة الأولى فضلاً عن المساهمة في برامج تدريبية طويلة وقصيرة المدى للباحثين عن عمل. كما سيتم استخدام موارد الصندوق في دعم سياسات وبرامج موجهة لخلق وظائف على المستويين المحلي والاتحادي ودعم وتمويل مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمويل التخصصات الجامعية المتوافقة مع احتياجات سوق العمل في الدولة.

 

 صندوق خليفة لتطوير المشاريع ..

 

وفي إطار حرصه واهتمامه بتوظيف وتنمية طاقات الموارد البشرية المواطنة ورفع مستوى الرفاه الاجتماعي للمواطنين أنشا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (صندوق خليفة لتطوير المشاريع) الذي تم تدشينه في الثالث من يونيو 2007 برأسمال ملياري درهم. ويهدف الصندوق إلى خلق جيل من رواد الأعمال المواطنين وغرس وتعميق ثقافة الاستثمار في أوساط الشباب المواطنين إضافة إلى دعم وبلورة الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في الدولة. ويوفر الصندوق برامج متكاملة وشاملة تلبي احتياجات ومتطلبات المستثمرين الشباب. ومول الصندوق منذ تأسيسه وحتى شهر أغسطس 2012 أكثر من 410 مشاريع بقيمة 702 مليون درهم. وفي سياق جهوده لتهيئة المناخ الاستثماري الملائم وتعزيز قدرات المستثمرين الشباب من المواطنين بادر الصندوق باستحداث نظاما لخدمات الدعم والمساعدة تشمل التدريب والتطوير وإعادة التأهيل وتوفير البيانات والخدمات الاستشارية إضافة إلى تطوير مبادرات عدة في مجال التسويق. كما يوفر الصندوق حلولا تمويلية متنوعة بفوائد مخفضة للمشروعات المجدية التي تصب في خدمة الاقتصاد الوطني حيث قام بطرح برامج "خطوة وبداية وزيادة" لتغطي شرائح المشروعات كافة إضافة إلى طرح عدد من المبادرات مثل صوغة الموجه لذوي الحرف اليدوية والتراثية والردة الموجه إلى نزلاء المراكز الإصلاحية وإشراق الموجه إلى المتعافين من الإدمان من نزلاء المركز الوطني للتأهيل وبرنامج أمل الموجه لذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وكان الصندوق قد أطلق في العام 2011 برنامج "تصنيع" الذي يهدف إلى توفير قنوات تمويلية للمشاريع الصناعية حيث بلغت قيمة التمويلات عبر هذا البرنامج الحديث نحو 55 مليون درهم. كما أطلق الصندوق بالتعاون مع بنك أبوظبي الوطني في 20 مايو 2012 صندوق (امتياز) للاستثمار المباشر في رؤوس أموال المشاريع الصغيرة والكبيرة بقيمة 80 مليون درهم بالتساوي بينهما حيث يتوقع أن يستقطب هذا الصندوق الاستثماري نحو 500 مليون درهم.

 

وافتتح الصندوق فروعاً له في كل من إمارات رأس الخيمة والفجيرة وعجمان تنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بمد مظلة خدماته لتشمل أبناءه المواطنين في كافة إمارات الدولة. حيث موّل 26 مشروعاً في كل من عجمان ورأس الخيمة والفجيرة ودرّب أكثر من 700 مواطن في مجال ريادة الأعمال.

 

 تمكين المرأة..

 

وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في إطار استراتيجية المشروع النهضوي الذي أطلقه على تمكين المرأة في جميع المجالات وعلى المستويات كافة لتكون شريكاً فاعلاً في بناء الوطن.

 

وأكد سموه.. "إن الدولة ركزت منذ قيامها في الثاني من ديسمبر 1971 على النهوض بالمرأة وتمكينها لتضطلع بدورها الطبيعي كمشارك فاعل في عملية التنمية المستدامة". وقال في حديث آخر في 9 ديسمبر 2009.. "إننا ننظر للمرأة كمكون رئيس من مكونات المجتمع الإماراتي وهي شريكة للرجل في كل مواقع العمل.. وما وصلت إليه المرأة الإماراتية في الآونة الأخيرة لم يكن تطورا مفاجئا بل هو تتويج لمسيرة طويلة رسم خطوطها القائد المؤسس الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي حرص على تشجيع المرأة وتمكينها من ممارسة حقوقها جنبا إلى جنب مع الرجل.. ولقد أثبتت المرأة الإماراتية أنها أهل لثقتنا وثقة شعبنا واستطاعت في كل المواقع التي احتلتها أن تترك بصمة واضحة تجعلنا على ثقة بأنها ستحقق مزيدا من الإنجازات والمكاسب التي تعطي لمشاركتها في الحياة العامة مضمونا حقيقيا وبعدا اجتماعياً". كما أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في الأول من ديسمبر 2004 أن الدولة عملت على تمكين المرأة للقيام بدورها في خدمة المجتمع ووضعت التشريعات والقوانين التي تكفل لها حقوقها الدستورية وتتيح لها فرصة المشاركة في المؤسسات التشريعية والتنفيذية ومواقع اتخاذ القرار مما يؤهلها للنهوض بمسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف ميادين العمل الوطني في إطار الحفاظ على هوية مجتمعنا الإسلامية وتقاليده العربية الأصيلة. وقال سموه إن المرأة حققت تقدماً وحضوراً فاعلاً في مختلف الميادين المحلية والعالمية وتعزّز دورها في خدمة المجتمع وارتقت مكانتها لتشغل ارفع المناصب التنفيذية مؤكداً سموه.. "إننا سنواصل العمل على نهج القائد في توفير كل الدعم والمساندة للمرأة وإتاحة كل الفرص أمامها للمشاركة في مختلف مجالات العمل الوطني".

 

وثمّن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المشاركة الإيجابية للمرأة في العمل البرلماني والممارسة الديمقراطية وقال سموه في افتتاح الدورة الرابعة للمجلس الوطني الاتحادي في 21 أكتوبر 2009.. "إن مسيرة المشاركة والعمل البرلماني في الامارات كانت على الدوام مسيرة واعية نابعة من ظروفنا واحتياجاتنا وقد استطاعت هذه التجربة أن تعطي نموذجا خاصا في الممارسة الديمقراطية لا أدل عليه من المشاركة الواسعة للمرأة في عضوية المجلس الوطني الاتحادي ومناقشاته حيث كان لمشاركتها في الحياة البرلمانية مضمونا حقيقيا وبعدا فعليا كما أن إيماننا بالمشاركة كفكرة وحرصنا على توفير كل أسباب الممارسة لها يجعلنا واثقين بأن تجربتنا البرلمانية ستمضى إلى الأمام وتتطور مع الأيام لما فيه خير الوطن ومصلحة المواطنين".

 

وعبّر سموه عن ارتياحه لما حققته المرأة من نجاحات في تفعيل سياسات تمكينها. وقال سموه في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009 "إن ذلك يؤكد ثقتنا المطلقة في إمكانياتها كفاعل أصيل في كل مجالات العطاء والعمل وقد أثبتت التجربة كفاءتها وقدرتها في كل ما تولت من مهام ومسؤوليات".

 

وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة في كلمته في الاحتفال باليوم الوطني الأربعين عن سعادته لتمتع المرأة بكامل حقوقها. وقال سموه.. "لقد جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية مُلحة وبفضل هذا التخطيط السليم أصبح لدولتنا سجلّ متميز في مجال حقوق المرأة فهي تتمتع بكامل الحقوق وتمارس الأنشطة جميعها دون تمييز مؤكداً.. "إن الأبواب جميعاً مفتوحة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور".

 

 السياسة الخارجية.. والدبلوماسية الإنسانية..

 

وتبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل ثبات نهج سياساتها الخارجية وعطائها السخي في مجال الدبلوماسية الإنسانية مكانة مرموقة في العالم.

 

وأكسبها حضورها الإيجابي الفاعل إقليمياً ودولياً ومبادراتها العديدة على صعيد الدبلوماسية الإنسانية احترام المجتمع الدولي. وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في هذا الصدد..

 

"إن المكانة المرموقة والاحترام الكبير الذي تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الخارجي هو ثمرة المبادئ الثابتة لسياستنا الخارجية التي وضع نهجها ومرتكزاتها القائد الوالد الشيخ زايد طيب الله ثراه والتي تقوم على التزام الدولة بانتمائها الخليجي والعربي والإسلامي وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها مع جميع دول العالم ومراعاة حسن الجوار واحترامها سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية واللجوء إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية".

 

وقال سموه.. " لقد أثبتت الأيام سلامة النهج الذي اتبعناه خلال العقود الماضية وسنظل عليه منتهجين سياسة خارجية متوازنة آخذة بالانفتاح طريقاً وبالصداقة مبدأ وبمصالح الدولة هدفاً.. سياسة خارجية غايتها تأكيد سيادة الدولة وصيانة كيانها وحماية أمنها متخذين من الجيران أصدقاء وشركاء ساعين إلى توثيق أواصر التعاون بالدول الخليجية والعربية والإسلامية والتكتلات الاقتصادية مؤكدين إيماننا المطلق بضرورة وأهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجدواه السياسية والأمنية والاقتصادية وسنعمل جاهدين على أداء دورنا في دفع مسيرته وتفعيل منظومته والتزام قراراته".

 

مؤكداً سموه.. "الاستمرار في بذل الجهود تحقيقا لبيئة إقليمية قائمة على السلام والاستقرار والثقة المتبادلة والكسب المشترك مقدمين يد العون لكل شقيق وصديق واقفين إلى جانب الحقوق المشروعة للدول والشعوب داعمين الجهد الأممي والإقليمي لمواجهة الإرهاب والتطرف والجهود الدولية لفض النزاعات وإخماد بؤر التوتر وتحمل الالتزامات المترتبة عليها والمساهمة في تطوير نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً".

 

ووظف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان السياسة الخارجية لتكون أحد الأذرع الرئيسية للعمل الإنساني وقال سموه في هذا الخصوص.. "إن الدبلوماسية الإنسانية هي أحد الأعمدة الرئيسية لسياستنا الخارجية وإن دولتنا ستستمر في الاضطلاع بدورها المحوري في مساندة الجهود الدولية لمواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة وأن تستمر نموذجاً عالمياً يحتذى في تقديم الاستثمارات والمِنح والقروض الميسرة للدول النامية بما يحقق لها نمواً اقتصادياً مستداماً ويوفر لها الاستقرار ويضمن لأبنائها المزيد من فرص العمل. مؤكداً حرصه على تحويل العمل الخيري الإماراتي إلى عمل مؤسسي يكون له طابع الاستدامة قائلاً.. " ومن منطلق مسؤوليتنا ومتابعتنا للأوضاع الإنسانية الصعبة في العديد من مناطق العالم فإن المبادرات الإماراتية في مجال العمل الخيري أصبحت لتعددها ونطاق انتشارها مكوناً أساسياً من مكونات عملنا الخارجي. فإلى جانب مبادرات الإغاثة العاجلة للتخفيف عن المنكوبين من ضحايا الكوارث الطبيعية والحوادث المأساوية والأزمات الطارئة عملنا على تحويل العمل الخيري الإماراتي إلى عمل مؤسسي حتى يكون لهذا العمل الفعالية وطابع الاستدامة".

 

وأكد سموه الشراكة المتميزة لدولة الإمارات مع العالم في مجال العمل الإنساني. وقال.. "إن دولة الإمارات وفي سياق مسؤولياتها الدولية تسعى بشكل دؤوب لتعزيز وتنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإنمائية للدول النامية فضلا عن مساهماتها في الجهود الدولية لحفظ السلام وإعادة الإعمار ومواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة وهو ما يؤكد شراكتها المتميزة في ضمان صيانة السلم والأمن الدوليين وإسهامها الفاعل في مختلف أنشطة الأمم المتحدة وبرامج وكالاتها المتخصصة مقدمة مساعدات بلغت قيمتها مليارات الدولارات".

 

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لقائه مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في 28 سبتمبر 2012 في نيويورك عن تقديره والمنظمة الدولية للجهود والدور المهم الذي تقوم به دولة الإمارات في مجالات دعم عمل وأنشطة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما فيها المجالات الإنسانية. وقال إنه يأمل في أن يتواصل هذا الدور الإماراتي ومساهماته لاسيما في مجالات دعم برامج وخطط المساعدات الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة في المناطق المنكوبة.

 

وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 18 أبريل 2012 بالدور الإنساني الرائع لدولة الإمارات في تحسين الحياة وصون الكرامة الإنسانية حول العالم. وثمّنت السيدة سي كادوكوي مسؤولة الحماية بالمفوضية مبادرات الإمارات وإسهاماتها الكبيرة في مجال العمل الإنساني ووصفتها بالجريئة والنبيلة. وقالت إن الإمارات تتبوأ مراكز متقدمة في العمل الإنساني على المستوى الدولي.

 

وأكدت الأمم المتحدة أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تساهم بقوة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة عبر مشاريعها التنموية حول العالم. وقالت الدكتورة اليسار سروع ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية في الإمارات في 30 سبتمبر 2010 إن الإمارات تضطلع بدور حيوي في الحد من وطأة المعاناة وصون الكرامة الإنسانية في الدول النامية وأعربت عن تقديرها للجهود الإنسانية التي تبذلها الدولة حالياً في باكستان لدرء المخاطر الناجمة عن كارثة الفيضانات وحماية المنكوبين من تداعياتها المأساوية.

 

 ريادة في العمل الإنساني ..

 

ويُعد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة من الرواد في العطاء الإنساني من خلال مبادراته العديدة المتلاحقة في كل ميادين ومجالات وساحات العمل الخيري والإنساني على صعيد الداخل وعلى امتداد العالم. ويؤمن سموه بان العمل الإنساني مسئولية أخلاقية وواجب يجسد التعاضد والتآزر بين الشعوب والأمم.

 

وأنشأ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان انطلاقاً من هذه الرؤية في العام 2007 (مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية) لتكون منظمة عون رائدة لخدمة الإنسانية على المستوى العالمي عدا المبادرات الشخصية الرائدة والمِنح التي أعلنها سموه لدعم اقتصاديات الدول النامية وتعزيز مرافق الخدمات فيها. وتضمنت بناء المستشفيات والمراكز والمدارس والجامعات والمساجد ودور رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ومشاريع المياه والكهرباء والبنية الأساسية والتطوير والتي تم إنجاز العديد منها ويجري العمل حالياً في بعضها الآخر وشملت العشرات من الدول من بينها سلطنة عمان والبحرين ومصر والمغرب وفلسطين وجيبوتي وسوريا ولبنان واليمن والصومال وسيشيل والسنغال وكازاخستان وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وهاييتي وفيتنام وتركمانستان والصين والفليبين وغيرها من الدول على امتداد العالم.

 

وأكد بيتر فورد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة في 14 أغسطس 2012 أن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الإنسانية واحدة من أكثر مقدمي الدعم للوكالة في المنطقة وأنها تُعد الداعم الحقيقي للاجئين الفلسطينيين في غزة من خلال المبادرات الإنسانية التي تتبناها لمساعدتهم على تجاوز المحن التي يعانون منها مشيرة إلى أنها نفّذت بالشراكة مع المؤسسة عدداً من المشاريع الإنسانية الحيوية.

 

وتمكنت المؤسسة على حداثتها من الوصول بمساعداتها النوعية في مجالات الإغاثة الإنسانية والتنموية والخيرية إلى نحو 40 دولة حول العالم. وقد أشاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) كذلك بالمبادرات والمشاريع الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بشكل خاص على الساحة الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية وخاصة جهودها في مكافحة الفقر والجوع والإغاثات الطارئة وتنمية المجتمعات الضعيفة التي تواجه الكثير من التحديات ومن أهمها التعليم والصحة. وقال "إن المؤسسة أصبحت معْلماً بارزاً في ساحات العطاء الإنساني بفضل مشاريعها الإنسانية المتميزة".

 

 دعم ومساندة الشعب اليمني..

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 3 يونيو 2012 باعتماد (500) مليون درهم لشراء وتوزيع مواد غذائية متنوعة للشعب اليمني الشقيق بصورة عاجلة وذلك انطلاقاً من مشاعره الأخوية تجاه الشعب اليمني الشقيق وحرص سموه على تخفيف معاناته الحياتية في الظروف الصعبة التي يمر بها وتوفير احتياجاته الأساسية من السلع والمواد الغذائية حتى يتمكن من اجتيازها واستكمال مرحلة البناء الجديدة بما يؤمن له الأمن والاستقرار والرخاء. وكلف صاحب السمو رئيس الدولة (مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية) بشراء هذه المواد من الأسواق المحلية في اليمن بهدف تنشيط الاقتصاد وإنعاش السوق المحلية و تشمل الأرز و الطحين والسكر والزيت وحليب الأطفال والمعلبات الغذائية وغيرها من المواد والاحتياجات الضرورية.

 

ووجه صاحب السمو رئيس الدولة المؤسسة بتقديم هذه المساعدات مباشرة إلى الشعب اليمني من خلال إقامة منافذ للتوزيع في مختلف مناطق اليمن لضمان وصولها في أسرع وقت إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع اليمني ويكفل تخفيف معاناتهم الحياتية".

 

وتواصل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية عملها بنجاح في مساندة الشعب اليمني بعد أن أقامت منافذ للتوزيع في مختلف محافظات اليمن ومناطقها النائية. وتمكنت من الوصول إليها وتوزيع عشرات الآلاف من الطرود الغذائية التي تشتمل على الأرز والسكر والطحين وزيوت الطبخ والحليب وغيرها حيث تكفي السلة الغذائية الواحدة أسرة تتكون من خمسة إلى ثمانية أشخاص لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور.

 

وتجاوباً مع هذه المبادرة النبيلة لصاحب السمو رئيس الدولة نظمت هيئة الهلال الأحمر بالتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية حملة (سندهم) لجمع تبرعات لدعم ومساندة الأوضاع الإنسانية في اليمن حيث تمكنت الهيئة من إقامة جسر جوي لتكثيف الجهود الإنسانية للتخفيف من معاناة أبناء الشعب اليمني. وتمكنت الهيئة حتى 14 أغسطس 2012 من إرسال خمس طائرات تحمل كل واحدة نحو 40 طناً من المواد الغذائية الضرورية والملابس وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي شملت مواد رمضان وملابس العيد للأطفال.

 

وأشاد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية في لقاء مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في 11 نوفمبر 2012 بأبوظبي بدور دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الداعم والمساند لبلاده.. مُثمنا مواقف الإمارات المشرفة والنبيلة والتي تنم عن حرص قيادتها وحكومتها الرشيدة على الوقوف إلى جانب اليمن خلال المرحلة الراهنة التي تُشكل مُنعطفاً هاماً في تاريخها. وأعرب عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على ما يقدمه من مساعدات إنسانية وتنموية متواصلة للشعب اليمني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

 

كما أشاد جيرت كابليري ممثل منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في اليمن في 15 يوليو 2012 بجهود دولة الإمارات في دعم الأوضاع الإنسانية في اليمن مؤكداً أن مبادرات الإمارات على الساحة اليمنية تُعزز المساعي الرامية لتخفيف حدة المعاناة الناجمة عن نقص الغذاء وتداعياته على أوضاع اليمنيين في مختلف المحافظات وتسهم بقوة في درء المخاطر, خاصة المحدقة بالطفولة في اليمن.

 

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد أمر في العام 2011 بإرسال 40 ألف طن من وقود الديزل منحة لليمن وذلك مساهمة من الإمارات في تخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي.

 

كما أمر سموه في 26 مايو 2008 بشراء 500 ألف طن من القمح وتقديمه هدية من سموه للشعب اليمني الشقيق مساهمة منه في تخفيف أعبائهم المعيشية الناتجة عن ارتفاع أسعار القمح في الأسواق العالمية.

 

 المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان..

 

وأطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في مطلع العام 2011 مبادرة المشروع الإماراتي لمساعدة أبناء الشعب الباكستاني الصديق ويشتمل على تنفيذ عدد كبير من المشاريع التنموية والتعليمية والصحية والطرق والجسور ومشاريع المياه وغيرها بتكلفة تتجاوز 100 مليون دولار.

 

وقد أنجزت إدارة المشروع الإماراتي حتى نهاية العام 2011 نحو 124 مشروعا من المشاريع التعليمية والصحية والجسور والطرق والمياه لتنمية منطقة جنوب وزيرستان من أهمها جسر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بوادي سوات و40 مدرسة وكلية ومعهد تم تجهيزها بجميع المعدات والوسائل الحديثة في إقليم خيبر بختونخوا وتستوعب 21 ألف طالب وطالبة ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك للنساء والأطفال والطوارئ في إقليم خيبر بختونخوا ومنطقة جنوب وزيرستان ومشروع شارع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الاستراتيجي جنوب وزيرستان وتتخلل مساره خمسة جسور علوية و64 مشروعاً لتوفير المياه النقية للسكان في أكثر من 64 قرية باكستانية.

 

وأشادت لين هيستيغس مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إسلام أباد في 12 مايو 2012 بمبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الإنسانية الكبيرة من خلال إطلاق المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان وتخفيف معاناة الشعب الباكستاني وتحسين ظروفهم الإنسانية خاصة في الأقاليم والقرى الباكستانية التي تعرضت للفيضانات. وقالت إن تجربة الإمارات في هذا الصدد تعتبر رائدة ومتميزة وإن المبادرات النبيلة والجريئة التي يضطلع بها المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان قد نجحت في فترة قصيرة في تسليم عدد من المشاريع التنموية والمدارس ومشاريع المياه والصحة وتشييد جسر الشيخ خليفة بن زايد بإقليم خيبر بختون اخوا على نهر سوات.

 

وتواصلت مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بإطلاق وتنفيذ عدد من المشاريع الإنسانية الحيوية على امتداد العالم منها مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التخصصي للأمومة والطفولة في جمهورية كازاخستان ومستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التخصصي بالدار البيضاء بالمملكة المغربية ومستشفى مركزي في جزيرة سقطرى في الجمهورية اليمنية وعيادة صحية في جمهورية فيتنام الاشتراكية وغرفة عمليات للجراحات الدقيقة بمستشفى الدمرداش بالقاهرة ومشروع (التحصين الغذائي) الذي تنفذه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بالتعاون مع مؤسسة (جين) العالمية في أفغانستان والذي يستهدف 15 مليون أفغاني هم نصف سكان البلاد ومركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للتعليم المهني بالسنغال ومركز خليفة بن زايد آل نهيان للتمريض في المالديف ومدرسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ومركز الشيخ خليفة للتعليم المهني في صيدا للبنات ومسجد الشيخ زايد في أفغانستان ضمن مشاريع إعادة إعمارها ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في اكسفورد ودعم مركز كارتر بمبلغ 10 ملايين دولار في حملته لاستئصال ما تبقى من حالات مرض (دودة غينيا) على مستوى العالم بحلول العام 2015 عدا المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة التي قدمها سموه للمتضررين من الكوارث الطبيعية في باكستان وإندونيسيا وتركيا والنزاعات المسلحة في الصومال وسوريا وليبيا ومسلمي الأقلية الروهينجيا في ميانمار.

 

وتسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 2 ديسمبر 2011 جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية للعام 2010/2011 التي حاز عليها سموه بعد أن رشحته المنظمات والمدن الإنسانية والخيرية في العالمين العربي والإسلامي والعديد من المنظمات والمؤسسات الدولية التي رأت في سموه نموذجاً عالمياً يحتذى في الخير والعطاء للإنسانية جمعاء. ويأتي فوز صاحب السمو رئيس الدولة بهذه الجائزة تتويجاً لما قدمه لوطنه والإنسانية جمعاء حيث امتدت أياديه البيضاء إلى أقصى بقاع الأرض..

 

وكان لسموه بصمات واضحة وجلية في مسيرة العمل الخيري والإنساني في عالمنا العربي والإسلامي.

 

وقدم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم بصفته رئيس مجلس إدارة مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة والرئيس الأعلى للجائزة الدرع التكريمية لصاحب السمو رئيس الدولة وكذلك وثيقة العهد والولاء والوفاء التي كان مركز راشد قد أعلن عنها في يونيو 2011 موقعة من المؤسسات والمراكز الإنسانية والخيرية في الدولة خاصة تلك التي تعنى بالطفولة وذوي الإعاقة. كما أهدى سموه النسخة الأولى الفاخرة من كتاب (خليفة بن زايد.. هكذا يكون العطاء) والذي يقع في 300 صفحة باللغتين العربية والإنجليزية.

 

 مكافحة الإرهاب ..

 

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ضمن التزامه بثوابت السياسة الخارجية في أكثر من مناسبة ومحفل نبذه للإرهاب بكافة صوره وأشكاله وأيا كانت مبرراته ودوافعه ووسائله. ودعا سموه إلى أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة هذه الآفة الخطيرة واجتثاثها والقضاء على مسبباتها وعدم رطبها بأي ثقافة أو دين.

 

وقال سموه في كلمته في اليوم الوطني الثالث والثلاثين في الأول من ديسمبر 2004.. "أننا ندعو لعالم يسوده العدل والإنصاف وروح المسؤولية والتضامن الفاعل في مواجهة المشكلات التي تواجه البشرية غير أن التصدي للإرهاب ينبغي ألا يغمض أعين العالم عن قضايا أكثر خطراً وإلحاحاً كالفقر والجوع والمرض والجهل والحروب والفساد والقمع والاحتلال والظلم الاجتماعي والمواجهة الحاسمة لمثل هذه القضايا حتى لا يستمر الإرهاب خطراً قائماً ودائماً فتلك هي أسباب وجوده والبيئة الصالحة لنموه وازدهاره وانتشاره". وأكد التزامه بوضع كل الإمكانيات للتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل التصدي للإرهاب. وقال.. "أننا نجدد أدانتنا ورفضنا لكل أشكال التعصب والكراهية والإرهاب لأنها جميعا تتنافى مع كل الأسس والقيم والأديان السماوية والإنسانية ونضع كل إمكانياتنا للتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل التصدي للإرهاب مهما كان مصدره وأسبابه وموقعه وقد أصدرنا أخيراً قانون مكافحة الجرائم الإرهابية الذي يتضمن عقوبات رادعة ضد مرتكبي الجرائم الإرهابية التي توقع الرعب بين الناس وتروعهم فى أمنهم واستقرارهم وحياتهم".

 

ودعا سموه في الأول من ديسمبر 2010 المجتمع الدولي إلى عدم الربط بين الإرهاب والإسلام. وقال سموه.. "إننا ومع إدانتنا للإرهاب بكل أشكاله نُعبر عن قلقنا من تنامي ظاهرة كراهية الإسلام داعين المجتمع الدولي إلى بذل الجهد للحيلولة دون استمرار الإساءة للدين الإسلامي أو إثارة الكراهية نحو الأقليات المسلمة".

 

وأشاد سموه في كلمته في اليوم الوطني السابع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2008 بما أنجزه التعاون الدولي على صعيد محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وقال.. إلا إننا لا نزال نعتقد بضرورة استمرار هذا الجهد وتطويره لا بالوسائل العسكرية والأمنية فقط بل من خلال العمل على حل القضايا المتفجرة حتى لا تبقى عرضة لاستغلال فئات ومجموعات إرهابية تحقيقاً لأجندات خاصة.

 

وأكد سموه أن دولة الإمارات والحمد لله تنعم بمستوى من الأمن والاستقرار تغبطها عليه الدول الأخرى. وقال في حديث لصحيفة (الحياة) في 28 يونيو 2008 إن هذا الأمن لا يتحقق بفعل ما نتخذه من احتياطات وإجراءات أمنية فقط بل بتوفير سبل العيش والكسب الشريف في أجواء من الاحترام لكل من يعيش على هذه الأرض بحيث تصبح بيئة الإمارات بيئة طاردة لكل من يحاول أن يعبث بأمنها واستقرارها أو يحاول الاعتداء على حرماتها.

 

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد دعا في العام 2006 إلى تنظيم مؤتمر دولي ترعاه الأمم المتحدة يهدف إلى تعزيز التفاهم بين الحضارات وإرساء قواعد التسامح مؤكداً سموه رفضه لمحاولات الاتهامات الباطلة وإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام.

 

 نهج التسامح والاعتدال..

 

ويؤمن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إيماناً راسخاً بقيم التسامح والاعتدال والتعايش الثقافي والحضاري ونبْذ عوامل الفرقة والتعصب بين الشعوب مما جعل من مجتمع دولة الإمارات نموذجاً رائداً للسماحة والتعايش الإنساني واحترام قيم وعقائد الآخرين وثقافاتهم. ودعا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في كلمته التي وجهها في افتتاح الدورة الاستثنائية الثانية لمؤتمر اتحاد المجالس البرلمانية لدول منظمة التعاون الإسلامي والتي عقدت في 19 نوفمبر 2011 بأبوظبي ممثلي الشعوب الإسلامية إلى مواجهة التهديدات والتحديات المتعددة التي تواجه الأمة الإسلامية. وقال سموه.. "إن أمتنا الإسلامية تستهدفها قوى الشر والطغيان بالإرهاب تارة وبالتعصب الأعمى والغلواء في الدين تارة أخرى مما يؤكد على أهمية دوركم كممثلين لشعوب الأمة الإسلامية في برامج حوار الحضارات وأهمية تنوير الرأي العام الإسلامي بصحيح الدين وشريعته السمحة المعتدلة.. إن العمل البرلماني الإسلامي يواجه اليوم تحديات متنامية ومتغيرات متسارعة تتطلب منه أن يكون على قدر المسؤوليات المنوط بها وبمستوى التوقعات والطموحات المرجو تحقيقها ولن يتأتي إلا من خلال تطوير الآليات وتحسين أداء المؤسسات وترجمة الأهداف إلى وقائع.. فنحن نعيش في عالم متشابك المصالح متعدد الثقافات وما لم نطور من وسائلنا فإننا سنعجز عن حماية مصالحنا والدفاع عنها ومواجهة من يحاول النيل منها أو التطاول عليها".

 

وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شئون الرئاسة لدى لقائه القاضي الدكتور عباس الحلبي رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي في 6 مارس 2012 بأبوظبي على الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات في نشر ثقافة التعايش السلمي وإعلاء قيم التسامح والعدل والمساواة واحترام العقائد والأديان لكافة أجناس البشر والتمسك بنهج المحبة والخير الذي اتبعه المغفور به الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه.

 

من جانب عبّر رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي عن تقديره لما تقوم به دولة الإمارات من دور في دفع الحوار بين مختلف الثقافات والأديان مؤكداً على أن اعتماد الحوار والانفتاح على الآخر يعزّز الاستقرار ويضمن الأمن.

 

وأشاد فضيلة الأمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في تصريحات في 10 مارس 2012 بالقاهرة بتجربة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في العيش والسلام والاستقرار. لافتاً إلى أن احتضان دولة الإمارات لأكثر من 190 جنسية عربية وإسلامية وصديقة وعدة عقائد وديانات في وطن واحد مؤشرات إيجابية لابد من الوقوف عندها وقفة إجلال واحترام وتقدير. وقال فضيلته إن وجود مجموعة كبيرة من الجمعيات الخيرية والإنسانية والإسلامية التي تخدم ساحات الخير والإنسانية بتجرد ومصداقية وشفافية تأكيد صريح على تبوّء الإمارات صدارة الدول الداعمة والراعية والمعززة لمسيرة السلام العالمي والتعايش السلمي.

 

وقدم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" دعماً للأزهر الشريف بقيمة 155 مليون درهم لتمويل المشروعات والبرامج التي ينفذها وذلك تقديراً واعتزازاً من سموه بالدور الذي يلعبه الأزهر كمركز إشعاع وتنوير وكمرجعية وسطية لشرح وتأكيد المبادئ الإسلامية السمحة القائمة على قيم التسامح وروح الوسطية. وبموجب مذكرة تفاهم تم التوقيع عليها في 4 يوليو 2012 بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة ووزارة شئون الرئاسة ستمول دولة الإمارات إنشاء مكتبة جديدة للأزهر الشريف تليق بمكانته وما تحويه مكتبته من نفائس المخطوطات التي تبلغ 50 ألف مخطوطة وكذلك المطبوعات على أحدث النظم المكتبية العالمية بالإضافة إلى تجهيز تأمين مقتنيات المكتبة الحالية من خلال أحدث نظم المراقبة والتأمين الإلكترونية وكذلك تمويل مشروع سكن لطلاب الأزهر يتناسب واحتياجات النمو في اعداد الطلبة الدارسين في الأزهر الشريف.

 

وثمّنت الكنيسة القبطية الأورثوذكسية بأبوظبي مكارم دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" والحنوّ على أبناء الجاليات المسيحية والسماح لهم ببناء الكنائس ودور العبادة الخاصة بهم لممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وأمان أسوة بإخوانهم المسلمين. وأكد القمص إسحاق الأنبا ييشسوى راعي كاتدرائية القديس الأنبا انطونيوس للأقباط الأرثوذكس المصريين بأبوظبي باسم نيافة الأنبا أبراهام مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى في الاحتفال بمناسبة شهر رمضان المبارك في 12 أغسطس 2012 أن سياسة التسامح الديني والتآخي التي تنتهجها الإمارات والتي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه قد أعلت من شأنها وسط الأمم وجعلتها في مقدمة الدول المحبة والراعية للسلام والأمن العالميين في وقد يشهد فيه العالم موجات من الغليان والتعصب والانفلات الأمني والاحتقان الطائفي.

 

وفاز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 16 أغسطس 2011 بجائزة شخصية العام الإسلامية 2011 التي تنظمها جائزة دبي للقرآن الكريم في دورتها الخامسة عشرة. وقال سموه.. إنه يقدر منحه هذه الجائزة التي تحمل دلالات ومعانٍ تعكس مدى حرصنا واهتمامنا كأمة إسلامية واحدة على صون ديننا الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعتدال والسلام والتآخي بين الشعوب. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي اعتزازه بتكريم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" كشخصية العام الإسلامية التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم باعتبار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رائدا من رواد العمل الخيري والإنساني ليس بالنسبة لشعبه وحسب بل تعدت عطاياه وأياديه البيضاء حدود الوطن الصغير والوطن العربي الكبير لتصل بلسماً إلى بقاع الدنيا تخفف آلام المعوزين والمنكوبين. وقال "ان أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" يستحق منا جميعاً كل التقدير والإعزاز والولاء ليس لأنه قائد فذّ حكيم فقط بل لأنه إنسان كريم معطاء تتجسد في شخصيته كل معاني الخير والكرم والأريحية وهو ما يتميز به سموه كانسان يرتاح للعطايا والخصال الحميدة".. مؤكدا سموه أن الجائزة ذهبت لأهلها فسموه أهل لكل شأن وطني وإنساني عظيم .

 

 كلنا خليفة..

 

وجسّدت لوحة المجسم البشري (كلنا خليفة) التي شكّلها الآلاف من المواطنين والمقيمين في الأول من فبراير 2012 بتلاحم أجسامهم في أضخم تظاهرة وطنية مدى حب ووفاء وولاء شعب الإمارات لقائد مسيرة العطاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وعبّرت بصدق وعفوية عمق التلاحم الوطني بين الشعب الوفي والقيادة المخلصة المعطاء.

 

وتم تنظيم هذه المبادرة ضمن فعاليات الملتقى الوطني للتلاحم المجتمعي تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية والرئيسة الأعلى لمجلس للأمومة والطفولة وكذلك تزامناً مع الاحتفالات بيوم الإمارات للتطوع وترجمة لرؤية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بترسيخ ثقافة العطاء والعمل التطوعي الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ضمن التوجه العام للحكومة بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز التلاحم المجتمعي في الدولة.

 

وفي اتجاه متصل يعكس عمق التلاحم الوطني والتناغم والانسجام بين القيادة الحكيمة لتحقيق عزة ورفعة الوطن ورفاه ورخاء المواطن أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في لقائهما في 23 فبراير 2012 بالحرص الكبير لصاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" في رفع مستوى حياة المواطنين وتأمين سبل العيش الكريم لهم ولأبنائهم والذي يتجسد في النهج الراسخ في رؤية قيادتنا الرشيدة التي تضع دوماً مصالح الشعب وقضايا المواطنين في صدارة الأولويات والاهتمامات مؤكدين ان ما يربط قيادة دولة الامارات بشعبها الوفي هو روح الأسرة الواحدة القائمة على المحبة والوئام والوفاء والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن

طن والمستقبل المشرق لأجيالنا المتعاقبة".

ويُعد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من القيادات التاريخية الفذة المشهود لها بالعطاء والبذل على مدى 45 عاما من العمل الوطني في خدمة الوطن والمواطن منذ أن شارك وهو في صباه إلى جانب والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مرحلة التأسيس لبناء نهضة الوطن ومواكبة مسيرة التقدم في العالم.. وأنجز بهمة وكفاءة ودرجة عالية من المسؤولية الوطنية كافة المهام التي أوكلت إليه في مختلف المناصب الرئيسية التي شغلها خلال مراحل بناء نهضة إمارة أبوظبي ومن ثم دولة الإمارات العربية المتحدة حيث ترك بصمات واضحة للمنجزات التي تحققت والتي أصبحت تُمثل اليوم شواهد ومعالم بارزة لتقدّم الإمارات وازدهارها.

 

كما امتلك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تجربة تاريخية ثرية وخبرة واسعة اكتسبها من معايشته وملازمته عن قرب لوالده مؤسس الدولة خلال مختلف مراحل العمل الوطني فتشرب بما يتمتع به القائد من تفرد في القيادة والزعامة وحنكة وحكمة في مباشرة مسؤوليات الحكم حيث أكد سموه في حديث صحفي في العام 1990.. "كان والدي المعلم الذي أتتلمذ على يديه كل يوم وأترسّم خطاه وأسير على دربه واستلهم منه الرشد والقيم الأصيلة والتذرع بالصبر والحلم والتأني في كل الأمور".

 

واعتمد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في قيادته لمقاليد الحكم نهجاً متفرداً يستند على استراتيجيات محددة الغايات والأهداف والمقاصد وعلى منهجية علمية وخطط مؤسسة مبرمجة وعطاء سخي في العمل الوطني لإعلاء صروح الإنجازات الهائلة التي تحققت في مرحلة التأسيس.. وأطلق سموه في خطابه في العيد الوطني الرابع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2005 برنامج (التمكين) السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي.. وحدد سموه مرحلة التمكين السياسي بفتح المجالات كافة أمام المشاركة الشعبية لأبنائه المواطنين وبناته المواطنات بإعلان تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للسلطة التنفيذية وليكون أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطن لتترسخ قيم المشاركة الحقّة ونهْج الشورى من خلال مسار متدرج منظم يبدأ بتفعيل دوره عبر انتخاب نصف أعضائه.

 

وتم بالفعل إنجاز هذه المرحلة التاريخية بنجاح بإجراء انتخابات حرة مباشرة لنصف أعضاء المجلس في دورتين متتاليتين في العام 2006 والعام 2011 بمشاركة فاعلة للمرأة –لأول مرة- أسفرت عن فوز مرشحة واحدة في كل دورة.

 

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لدى استقباله معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي المنتخب وعدداً من أعضائه في 17 يناير الماضي حرصه على تعزيز دور المجلس ودعمه للمشاركة الفاعلة في تطوير العمل الوطني وبناء دولة القانون والمؤسسات وترسيخ نهج الشورى بما يتماشى ويراعي خصوصية عادات وتقاليد شعب الإمارات وتراثه ومكونات نسيجه الاجتماعي والثقافي.

 

كما حدد سموه أهداف مرحلة التمكين في المجالات الأخرى قائلاً.. "إننا اليوم على مشارف مرحلة جديدة غايتها تكريس مبادئ سيادة القانون وقيم المساءلة والشفافية وتكافؤ الفرص وتحقيقا لهذا فإن المرحلة الجديدة تتطلب إعادة بناء وإعادة ترتيب وإعادة تأهيل للنظم والهياكل الحكومية القائمة من حيث بنيتها ووظيفتها. وقال سموه.. "ولقد شرعنا بالفعل في التهيئة لمرحلة التمكين بسَنِّ التشريعات واتخاذ الإجراءات المنظمة لما هو قائم من الدوائر والمؤسسات والأنشطة والعلاقات بضبط المترهل منها وتقويم المعوجّ ودفع الباطل والتخلص من المُعوق والتحرر من عبء ما انقطع منه الرجاء وتحسين الإنتاج والخدمات وتوجيه الجهد دعما وتطويرا وتحفيزا للمؤسسات والهياكل والأنشطة والكوادر الواعدة تهيئة للظروف المؤهلة لانطلاق واع نحو آفاق القرن الحادي والعشرين داعياً سموه المؤسسات السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني إلى أن تتحمل مسؤولياتها في غرس قيم العمل داخل المجتمع وتغيير النظرة السلبية المرتبطة بالعمل المهني واليدوي والتأكيد على مفهوم العمل باعتباره مسؤولية وقيمة إنسانية حضارية ودينية.

 

وأكد سموه أهمية دور القطاع الخاص في التنمية والنهضة .. مشيراً إلى أنه يستحوذ على 43 في المائة من الاستثمارات المنفذة في الدولة خاصة في الصناعات التحويلية والتجارة والعقارات وغيرها.. وقال "إننا ننظر للقطاع الخاص كشريك أساسي للدولة في خططها للنهوض بالمجتمع والارتقاء بحياة المواطنين ومواجهة التحديات الجدّية التي تطرحها التطورات العالمية على مختلف الأصعدة.. وستستمر الدولة في سياستها المشجعة لهذا القطاع ليتمكن من إنشاء المشروعات القادرة على توفير المزيد من فرص العمل ودفع عجلة الإنتاج وزيادة الصادرات والإقلال من الواردات وخاصة السلع الاستهلاكية التي يمكن إنتاج مثيلاتها محلياً ".

 

وقد أجمع المجلس الأعلى للاتحاد ومجلس الوزراء على اعتبار هذا الخطاب بما احتواه من ملامح ومعالم استراتيجية شاملة خطة وطنية متكاملة ووثيقة عمل للمرحلة المقبلة.

 

 استراتيجية المستقبل..

 

وأطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في قيادته للمسيرة الاتحادية في العام 2007 "استراتيجية المستقبل" ومبادرة الهوية الوطنية.. وقال سموه في خطابه في اليوم الوطني السادس والثلاثين في الأول من ديسمبر 2007.. "إن العام المنصرم شهد منعطفاً هاماً في طريق التمكين السياسي وتعميق الممارسة الديمقراطية بانعقاد المجلس الوطني في فصله التشريعي الرابع عشر فكان نصف أعضائه من العناصر المنتخبة فيما تبوأت المرأة أكثر من 22 في المائة من مقاعده التي تضاعف عددها بما أضفى على التجربة ثراء وحيوية وما زلنا على عهدنا قبل عامين أن نصل بالتجربة الديمقراطية إلى مقاصدها بتوسيع نطاق المشاركة وتعزيز دور المجلس الوطني كسلطة تشريعية ورقابية".

 

ودعا سموه إلى استثمار كافة الطاقات الوطنية بما في ذلك طاقات المرأة الإماراتية التي قال سموه.. "إنها أثبتت نجاحاً في كل المناصب التي شغلتها والمواقع التي احتلتها".

 

وحدّد سموه مقاصد وأهداف استراتيجية المستقبل التي أطلقها في ذلك العام وقال "إننا ننطلق بإرادة قوية وخطى واثقة حشداً للموارد والطاقات استجابة لاستحقاقات مرحلة حددنا معالمها في مثل هذا اليوم قبل عامين وتبنتها الحكومة وثيقة عمل وطني وترجمتها إلى إستراتيجية حكومية شاملة تنطلق من رؤى واضحة وأهداف واقعية تأسيساً لمرحلة جديدة غايتها الإنسان ونهجها التعاون والتنسيق بين كل ما هو اتحادي ومحلي وتحديث آليات صنع القرار ورفع كفاءة الأجهزة الحكومية وفاعليتها وقدرتها وتقوية أطرها التشريعية والقانونية والتنظيمية وتنمية القدرات البشرية والارتقاء بمستوى الخدمات" مؤكداً سموه.. "إنها إستراتيجية للمستقبل إلا أن معيار الجدارة ليس بما تضمنته من رؤى وأفكار ولا بما سيخصص لها من موارد وأموال وإنما بالقدرة على الالتزام بموجهاتها وتجسيد مبادئها وتعظيم الثقة في العنصر المواطن وتحمّل كل قطاع لمسؤولياته وواجباته.. فمقاصد الاستراتيجية لن تتحقّق دون برامج حقيقية لتطوير قيادات وطنية شابة قادرة على ممارسة المسؤولية وغاياتها لن تكتمل إلا إذا عمل القطاع الخاص كشريك كامل في عملية التنمية الوطنية. فنحن في دولة المؤسسات نتطلع لدور أكثر وضوحاً وفعالية لهذا القطاع.. دور إطاره المسؤولية نحو المجتمع وغايته خلق المزيد من فرص العمل المشجعة والجاذبة للشباب المواطنين ونقل المعرفة واستيعاب التكنولوجيا الحديثة وتوفير بيئة عمل صحية آمنة وضمان حقوق العمال والرقي بجودة المنتجات والخدمات.. فجميعنا -سواء انتمينا للقطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو مؤسسات النفع العام- شركاء في الحفاظ على هذا الوطن وتعزيز مسيرته وصون هويته وحماية مكتسباته.

 

ووجّه سموه في خطابه باعتماد العام 2008 عاماً للهوية الوطنية. وقال..

 

"إننا نتطلع إلى مشروع حضاري شامل يستوعب الحديث دون إخلال بالأصيل بما يحفظ للوطن وجوده وللمواطن هويته وللمجتمع تماسكه فلا تساهل ولا تهاون مع كل ما يهدد قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ولغتنا الوطنية التي هي قلب الهوية الوطنية ودرعها وروح الأمة وعنصر أصالتها ووعاء فكرها وتراثها ومن هنا كان علينا أن نواجه آثار العولمة السلبية وخلل التركيبة السكانية فإن أي مساس بالهوية هو مساس بالوطن وانتهاك لحرماته. وضمن هذا فإننا نوجه باعتماد العام الاتحادي الجديد عاماً للهوية الوطنية بتعزيز عناصرها وتعميق مكوناتها وتكريس ممارساتها وتحديد مهدداتها" مؤكداً..

 

"إن من لا هوية له لا وجود له في الحاضر ولا مكان له في المستقبل".

 

وأعرب سموه عن حرصه ومتابعته باهتمام بالغ للجهود الجادة المبذولة على الصعيدين الاتحادي والمحلي للارتقاء بالعملية التعليمية في جميع مكوناتها بما يوائم بين مخرجاتها ومتطلبات التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد مشيداً بما أطلق من مبادرات تعليمية وتربوية لتعظيم مكانة التعليم المهني والفني وتنويع تخصصاته ومساراته إعدادا لكوادر وطنية مهنية شابة قادرة على المنافسة وتلبية احتياجات القطاعات الصناعية الاستراتيجية الكبرى بما يعزز من القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني ويلبي الاحتياجات المتنوعة والمتجددة لسوق العمل.

 

وقال سموه.. " إن ما حصدناه من خير وثمر خلال السنوات الماضية يجعلنا أكثر اطمئناناً وأكبر ثقة بقدرة شعبنا على الوصول بالاستراتيجيات والخطط إلى غاياتها وأهدافها المنشودة فكما تبوأت دولتنا مواقع الصدارة عربياً وإقليمياً في مؤشرات الرفاهية والتنمية الاجتماعية والتنافسية الاقتصادية والترويج السياحي وجذب الاستثمارات واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات وغيرها فإننا على ثقة بقدرة شعبنا على تقديم نموذج يحتذى في الإدارة الرشيدة والممارسة السياسية الواعية".

 

 مشروع النهضة..

 

وأطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في افتتاحه لدورة المجلس الوطني الاتحادي في 12 فبراير 2007 "المشروع النهضوي" لدولة الإمارات في إطار استراتيجية التمكين ومقاصده وهو المشروع الذي يجسد آماله وطموحاته لإخوانه وأبنائه المواطنين ويُعبر عن نظرة ثاقبة في تحويل الرؤية التطويرية لمرحلة التمكين إلى استراتيجيات عمل وقيم سلوكية يمارسها المواطن في حياته اليومية.

 

وأكد سموه في هذا الصدد.. "إن آمالنا لدولتنا لا سقف لها وطموحاتنا لمواطنينا لا تحدّها حدود وان قمة ما نسعى له من المشروع النهضوى الذي نأمله لدولتنا هو تحويل الرؤية التطويرية بما تتضمنه من معان ومبادئ ومفاهيم إلى استراتيجيات عمل وقيم سلوكية يمارسها المواطن في حياته اليومية وينتصر لها ويدافع عنها ويصون مكتسباتها وهذه غاية التمكين وقمة المسئولية والولاء".

 

ونوّه سموه إلى الإنجاز التاريخي في تعزيز المسيرة الاتحادية والذي تمثل في خوض أول تجربة انتخابية في تاريخ المجلس الوطني الاتحادي وشكّل منعطفاً مهماً في مسيرة الوطن. وقال سموه.. "إن توقّعاتنا للمستقبل تزداد يقيناً ونحن نستقبل عهداً جديداً يعكس رؤى وطنية طموحة لمرحلة آخذة في التشكل تدرجاً تكريساً لمبادئ أعلنا عنها واعتمدها المجلس الأعلى للاتحاد ومجلس الوزراء ميثاق عمل وخريطة طريق لمرحلة سمتها الشورى وسيادة القانون ونهجها تحديد المسئوليات وتفويض السلطات والمساءلة وغايتها إقامة العدل وتمكين كل أفراد هذا المجتمع من الإسهام الفاعل والمشاركة الايجابية في صنع المستقبل".

 

وأكد سموه.. "إن مشروع التطوير الطموح الذي نستشرفه لدولتنا اليوم هو مشروع نهضوي واسع الأفق لا يختزل الحياة في اقتصادها على أهميته وإنما يتجاوز ذلك للأخذ بالأبعاد الثقافية والمجتمعية والمعنوية والنفسية.

 

فالتنمية إلى جانب دورها في تعزيز الإنتاجية ودفع النمو وتحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة فان نجاحها الفعلي يقاس بقدرتها على تعزيز قدرات الإنسان وتمكينه من عيش حياة أكثر أمناً واحتراماً وحرية ومشاركة وعطاء في بيئة خالية من التهديد والمخاطر وهذا هو جوهر التحول المنشود وهذا هو مقصد التمكين".

 

ويؤمن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بأن الإنسان يُمثّل ركيزة أساسية في المشروع النهضوي لتحقيق الرفاهية والرخاء ويقول.. "إن الرفاه الذي نتطلع له لا يمكن تحقيقه أو ضمان استمراره دون إنسان منتم ماهر منتج مثقف ملتزم بالقيم والمُثل والأخلاق معتدّ بعقيدته معتز بدولته وخصوصيته قادر على قبول الآخر والانفتاح على ثقافته. فالوطن دون مواطن لا قيمة له ولا نفع منه مهما ضمت أرضه من ثروات وموارد والمواطنة في حدّ ذاتها ليست امتيازاً إذا لم يقترن الانتساب للدولة بولاء مخلص وانتماء صادق وعطاء متفان والحفاظ على مكتسبات الوطن والفخر بتاريخه ورموزه فهذه هي المواطنة الحقة كما ينبغي أن تكون".

 

ويؤكد سموه على الدور المحوري للقطاع الخاص في المشروع النهضوي وضرورة العمل على تقوية هذا القطاع وتعزيز دوره وتعظيم حصته بما يؤهله لدعم الأنشطة المجتمعية كافة والمشاركة في تنفيذ المشروعات العملاقة. ويرى سموه.. "إن القطاع الخاص القوي والقادر شريك اقتصادي كامل وفصيل وطني متقدم له دوره الرئيسي في تحريك عجلة الاقتصاد وقيادة التحولات التي يشهدها الوطن".

 

وجدّد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في خطابه في اليوم الوطني السابع والثلاثين عزمه على تعزيز خطى التمكين السياسي. وأكد حرصه على الاستمرار في ترسيخ العملية الديمقراطية وتطويرها حتى نصل بها إلى مستوى ما نطمح إليه من مشاركة وقال.. "إننا نتطلع إلى مزيد من المشاركة الشعبية في هذا الجهد إيماناً منا بأهمية بناء علاقة تفاعلية بين قطبي كياننا السياسي وهرمنا الاجتماعي".

 

وأكد سموه.. "إن المسيرة الاتحادية حقّقت خلال السبعة والثلاثين عاماً الماضية إنجازات كثيرة جسّدت آمالاً كباراً وغطّت مجالات كثيرة من حياتنا ناقلة الدولة والمجتمع والفرد إلى القرن الحادي والعشرين وهم مسلحون بالقدرة على مواجهة تحدياته واستحقاقاته" ولكنه حذّر من الشعور بالرضا عما تحقّق في وطننا وقال.. "يجب ألا يكون باعثاً على الاسترخاء بل حافزاً دائماً لمزيد من البذل والعطاء تعزيزاً لما تَحقق للمواطنين من مكتسبات وضماناً لمزيد من الإنجازات وتعظيماً لآمالنا وآمال الأجيال القادمة من بعدنا في عيش كريم وحياة مستقرة آمنة".

 

ودعا سموه إلى الاستمرار في العمل على تعزيز الهوية الوطنية وقال..

 

"عندما دعونا في العام الماضي إلى جعل عام 2008 عاماً للهوية الوطنية لم نهدف إلى ربط هويتنا الوطنية بجدول زمني لأن الهوية ليست شعاراً لمرحلة بل هي إطار جامع يكون فيه موروثنا الثقافي والحضاري بوصلة تُوجه تفاعلنا مع محيطنا وتحدد الاتجاه الذي يحفظ لنا خصوصيتنا ومقومات شخصيتنا. لقد كان هدفنا هو تحفيز المبادرات وتحديد الوسائل والآليات التي تساعد على تنمية مكونات هويتنا بالشكل الذي يحميها من العبث ويحصنها من التشويه, وصولاً إلى توفير الطمأنينة التي ينشدها المواطنون لأنفسهم ويرجونها لأبنائهم من بعدهم". ودعا سموه في هذا الخصوص إلى تنمية القدرة الوطنية وزيادة حضورها في مختلف المواقع والمفاصل الاجتماعية والاقتصادية وقال..

 

"إن ذلك يتطلب العمل على وضع إطار تشريعي واعتماد برامج واضحة والتصدي لكل ما يهدد نسيج المجتمع في عقيدته ولغته وموروثه الاجتماعي والثقافي".

 

 المقاصد والغايات في مسيرة التمكين..

 

وتعهّد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في ولايته الثانية التي حظي فيها على إجماع تزكية إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وتأكيدهم على ثقتهم المطلقة في قيادته الحكيمة للمسيرة الاتحادية وولاء أبناء الوطن وحبهم الصادق له وتلاحمهم والتفافهم حول زعامته تعهّد بتنفيذ استراتيجيات جديدة طموحة لتعزيز برامج التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي كان سموه قد أطلقها في ولايته الأولى.

 

وأعلن سموه في خطابه في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009 برامج عمل ورؤى جديدة لمرحلة العمل الوطني المقبلة تقوم على توظيف كامل القدرات الوطنية وتفعيل سياسة التوطين والإحلال والاستمرار في تطوير البنية التحتية في المناطق الأقل نمواً والارتقاء بالخدمات فيها والاستمرار في تطوير عمليات البنية التحتية للاقتصاد الوطني وإصلاح السياسات الاقتصادية والمالية التي تحكم سوق العمل وربط سياسات التعليم والتدريب بسوق العمل وتعزيز التلاحم المجتمعي بما يُرسّخ قيم التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية وإعادة إحياء الدور المحوري للأسرة وتمكينها في التنشئة والتوعية والضبط والرقابة محدداّ سموه بشكل قاطع مقاصد وغايات مرحلة العمل الوطني المقبلة بقوله.. "إننا اليوم وبعد مضي خمس سنوات على تولينا مسئولية رئاسة الدولة على يقين بان إطلاق الاستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات –على أولويتها وأهميتها وضرورتها- ليست غاية في حدّ ذاتها ولا هي مقصد في نفسها.. فالغاية هي بناء القدرة الوطنية والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع والمنافسة".

 

 أهداف طموحة لمرحلة العمل الوطني المقبلة..

 

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في كلمته في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2010 "إن وطننا في رخاء وقوة وأمن" وحدد حزمة من الأهداف والمقاصد التي تعمل الدولة على إنجازها في إطار "مشروع النهضة: في مرحلة العمل الوطني المقبلة. وقال سموه.. "إننا ماضون على أساس من أفضل الممارسات في بناء الدولة وأطرها المؤسسية والقانونية مؤسسين لاقتصاد حر قوي متنوع وبنية تحتية متطورة وتنمية اجتماعية مستدامة وتتحرك مؤسساتنا الثقافية والاجتماعية في ثقة تعزيزا للهوية الوطنية وبناء للإنسان على أرض الوطن العزيز فالإنسان هو الثروة الحقيقية للأمم وهو أساس نهضة الدول" مؤكداً سموه.. "إن قيم الاتحاد ومبادئه ستظل هادياً ونبراساً لكل الأجيال ومشروعا لنهضة وطنية مستدامة وشراكة فاعلة بين الوطن ومواطنيه". كما حدد سموه الغايات التي تسعى الدولة إلى تحقيقها في هذه المرحلة ومن أهمها..

 

الالتزام بالثوابت التي نص عليها دستور الإمارات وتعزيز الاتحاد والوحدة والتضامن وتحقيق التنمية الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة وفق رؤية وطنية شاملة ومستدامة غايتها توفير التعليم الجيد والمسكن اللائق والمستويات العالية من العناية الصحية وتوفير نظام رفاه اجتماعي لجميع المواطنين والارتقاء بالخدمات الحكومية العامة وتنفيذ برامج لتطوير الاقتصاد باتخاذ التخطيط الاستراتيجي منهجاً والتنافسية غايته وتحديث التشريعات وتنظيم سوق العمل ودعم التوطين وتوسيع مشاركة القطاع الخاص وتحقيق التكامل بين كل ما هو اتحادي ومحلي في التخطيط والتنفيذ وتمكين المرأة وحماية الأمومة والطفولة ودعم الشباب ورعاية المسنين والقُصر والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والنهوض بالمناطق النائية بما يحقق التوازن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الدولة والتأسيس لحياة ثقافية مجتمعية غنية تساوي بين المواطنين في الحق والواجب وتتيح لهم فرص المشاركة في صنع السياسات واتخاذ القرارات مع التزام كامل بالتقاليد وقوانين الدولة.

 

وشدد صاحب السمو رئيس الدولة في هذا الخصوص على ضرورة تكريس ثقافة العمل وتقدثيسه. وقال سموه.. "إن إتقان العمل مسؤولية وأمانة به يتحقق التميز ونواجه التحديات ونتصدى للمشكلات ونحدث التغيير وندرك المستقبل فالأمم لا تعيش فوضى والحضارات لا تبنى صدفة وإنما بتقديس العمل وبناء القدرات الوطنية وتعزيزها في مجالات البحث والتطوير وإنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها" مضيفاً.. "إن تكريس ثقافة العمل وأخلاقياته والحض على إجادته وإتقانه لن تكون دون تعميق قيم المواطنة والانتماء للوطن والإعلاء من شأن الأسرة وتمكينها والحفاظ على كيانها وصون ثقافتها فهي نواة المجتمع وأساس الدولة ومصدر الأخلاق بها تبنى القيم الفاضلة وينشأ المواطن الصالح".

 

 مشروع العشرية الاتحادية الخامسة..

 

وأطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في كلمته في اليوم الوطني الأربعين في الأول من ديسمبر 2011 مشروع العشرية الاتحادية الخامسة ويتمثل في تمكين المواطن مؤكداً.. "إن الاتحاد الذي نحتفل بذكراه اليوم هو مسئولية اجتماعية وجماعية وهو مشروع نهضة وبرنامج عمل مستمر".

 

وقال سموه.. " إن الحفاظ على روح الاتحاد يتمثل في تمكين المواطن وهو الأولوية الوطنية القصوى والرؤية المستقبلية الموجهة لجميع الإستراتيجيات والسياسات التي ستعتمدها الدولة في قطاعاتها كافة خلال السنوات العشر القادمة فتمكين المواطن هو مشروعنا للعشرية الاتحادية الخامسة مشروع نؤسس به لانطلاقة وطنية أكبر قوة وثقة مشروع مرتكزاته إنسان فاعل معتز بهويته وأسرة متماسكة مستقرة ومجتمع حيوي متلاحم يسوده الأمن والعدل يعلي قيم التطوع والمبادرة ونظام تعليمي حديث متقدم وخدمات صحية متطورة واقتصاد مستدام متنوع قائم على المعرفة وبنية تحتية متكاملة وبيئة مستدامة وموارد طبيعية مصانة ومكانة عالمية متميزة".

 

ووجّه سموه في كلمته القيادات إلى أن تصغي لأصوات الناس وتأخذها في الاعتبار والحكومات إلى أن تهتم بما يحقق التواصل الفعال مع المواطن.

 

وقال في هذا الصدد.. " إننا نتقدم بثقة نحو عقد يقوده أبناء وبنات الوطن وكلمتي للقيادات كافة هي: أصغوا إلى أصوات الناس خذوها في الاعتبار وأنتم تخططون وتضعون الأهداف وتتخذون القرارات’ ففي عالم تتنوع فيه وسائل الاتصال الجماهيري وأدوات التواصل الاجتماعي أصبح من الضرورة أن تهتم الحكومات بما يحقق التواصل الفعال مع المواطن في كل مكان والاستماع لصوته والتعرف على توجهاته والاستجابة لتطلعاته التي تتطلب منا الانتباه وتستحق الاستماع مؤكداً على أن توسيع المشاركة الشعبية توجه وطني ثابت وخيار لا رجوع عنه اتخذناه بكامل الإرادة وسنمضي في تطويره تدرجاً بعزم وثبات تلبية لطموحات أبناء شعبنا في وطن يتشاركون في خدمته وتطوير مجتمعه".

 

كما أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" على هذا التوجه والرؤية في مشروع العشرية الاتحادية الخامسة في كلمته التي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس الوطني الاتحادي في 6 نوفمبر 2012.. "إن انعقاد الدورة الجديدة للمجلس يتواكب مع الجهود المخلصة التي يبذلها أبناء وطننا الغالي في مسيرة تحقيق رؤية الامارات 2021 متسلحين بالعزم والتصميم ومستلهمين ميراث الآباء والأجداد ومستندين إلى برنامج شامل للعمل الوطني وخطة استراتيجية متكاملة للحكومة الاتحادية. وقال سموه.. "لقد شهد مجلسكم تطوراً نوعياً على صعيد ترسيخ تجربته في توسيع المشاركة السياسية بإجراء الانتخابات الثانية في 24 سبتمبر 2011 والتي جسدت إحدى المراحل المتدرجة لبرنامج التمكين الذي أطلقناه في العام 2005 لتعزيز المشاركة وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وإن مجلسكم اليوم قد تعاظم دوره ومسؤولياته وبات اكبر تمثيلاً وقدرة على صيانة المكتسبات وتعزيز المسيرة الاتحادية المباركة التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والمغفور لهما بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم وأصحاب السمو أعضاء المجلس الاعلى للاتحاد حكام الإمارات". كما أكد سموه عزمه المضي بثبات نحو الوصول بالتجربة السياسية إلى مقاصدها وقال.. "إننا نمضي بثبات نحو الوصول بالتجربة السياسية الإماراتية إلى مقاصدها وتحقيق التنمية المنشودة وتوسيع نطاق المشاركة ومتطلعين إلى الدور المحوري المناط بمجلسكم الموقر كسلطة مساندة ومرشدة وحريصين على تفعيل مشاركته في دعم الحكومة وسياساتها بالرؤى والأفكار المبدعة والمبتكرة على كافة الأصعدة". وشدد صاحب السمو رئيس الدولة على الالتزام بالدستور وصون الحقوق والحريات وقال.. "لقد حرص دستور دولة الامارات على صون جميع الحقوق والحريات على ارض الدولة وقد عملت السلطات في الدولة على احترام هذه الحقوق والحريات مما جعل دولة الامارات جنة للمواطن والوافد على حد سواء حيث تمتع الجميع فيها بأرقى مستويات العيش والأمن والأمان في مجتمع خال من التفرقة والإجحاف مؤكداً سموه "وإننا ملتزمون بأن نمضي قدماً بما رسمه واضعو الدستور ليظل صون الحقوق والحريات أهم ركائز عمل السلطة السياسية بجميع مؤسساتها وهذا كله في إطار احترام عقيدتنا الإسلامية واعرافنا وعاداتنا في مجتمع الامارات العربية المتحدة. وأشار صاحب السمو رئيس الدولة بقدرات المرأة ومشاركتها الفاعلة في التنمية وقال.. "لقد حظيت المرأة خلال مسيرتنا بكل مساندة ودعم وقد أثبتت التجربة ان المرأة الإماراتية قدر المسئولية في جميع المناصب التي تولتها.. وإنني أدعو بناتي إلى التحلي بذات الاندفاع والثقة التي رافقت المرأة الإماراتية في ظل ما تحظى به من تشجيع وتأييد من قبل القيادة السياسية وبما يتلاءم مع متطلبات تفعيل المشاركة والتنمية السياسية في الدولة.

 

وقد فازت دولة الإمارات العربية المتحدة في الاجتماع الذي عقدته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شهر نوفمبر 2012 بعضوية مجلس حقوق الإنسان الدولي من مطلع العام 2013 ولمدة ثلاث سنوات بحصولها على 184 صوتاً تُمثل أعلى نسبة تصويت بين 21 دولة تنافست لشغل 18 مقعدا شاغراً في المجلس.

 

ويعكس هذا الفوز احترام وتقدير المجتمع الدولي لما حققته دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" من إنجازات تنموية عظيمة وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها والمقيمين على أرضها وصون حقوقهم الأساسية وصيانة وتعزيز الحريات وحماية حقوق المرأة والطفل.

 

 مبادرات تطوير البنية التحتية..

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بعد أن اطلع على ما عرضه عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بعد جولته التفقدية لعدد من المناطق النائية بتنفيذ بنية تحتية شاملة في جميع أنحاء الدولة وذلك انطلاقاً من حرصه على توفير كل مقومات الرعاية لأبنائه المواطنين وتسخير الإمكانيات اللازمة من أجل توفير حياة أفضل لهم وضمان أعلى مستويات الجودة في البنية التحتية في جميع أنحاء الإمارات.

 

ووجّه سموه بتخصيص 16 مليار لتنفيذ المبادرة التي أطلقها لتطوير البنية التحتية والمرافق الخدمية في كافة مناطق الدولة بهدف دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي في هذه المناطق لتواكب ما شهدته دولة الإمارات من تطور حضاري وعمراني وذلك انطلاقاً من رؤية سموه بان هذا التطور لا يمكن أن يحقق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية المرجوة منه دون توفير بنينة تحتية تتوافق معه وتدعمه. ودعا سموه الحكومة إلى أن توجه اهتماماً خاصاً واستثنائياً للنهوض بالمناطق النائية بما يحقق التوازن في البنية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى الدولة.

 

وقد تجاوز الإنفاق على هذه المشاريع حتى نهاية العام الماضي 7 مليارات درهم وأنجزت لجنة متابعة وتنفيذ مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لتطوير البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة برئاسة معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شئون الرئاسة عدداً كبيراً من المشاريع الاستراتيجية التنموية والخدمية والخدمية والتي شملت الآلاف من الوحدات السكنية من بينها مدن سكنية جديدة وشبكة واسعة من الطرق الداخلية والخارجية والمستشفيات والمراكز الصحية والسدود والموانئ ومراكز التوحد والتأهيل الصحي والمساجد والمدارس ومراكز الدبلوم المهني وشبكات الصرف الصحي.

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 2 مارس 2011 بزيادة الاستثمارات في المناطق الشمالية من الدولة في قطاع الماء والكهرباء لتصل إلى خمسة مليارات و(700) مليون درهم بعد متابعة نتائج الجولة الميدانية التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة..

 

تنفيذا لتوجيهات سموه بهدف الوقوف عن كثب على احتياجات المواطنين من الخدمات الأساسية والتحقق من التزام المؤسسات الحكومية المعنية بالوفاء بهذه الاحتياجات في مختلف القطاعات بما في ذلك مشاريع البنية الأساسية.

 

وأمر صاحب السمو رئيس الدولة بتوصيل الكهرباء إلى البنايات والمحال التجارية الخاصة بالمواطنين في الإمارات الشمالية وأن تتولى هيئة مياه وكهرباء أبوظبي تصدير الطاقة الكهربائية المطلوبة للهيئة الاتحادية للكهرباء والماء والمقدرة بحوالي ألف و(300) ميجاوات وبإنشاء خط مياه رئيسي يمتد من مدينة كلباء إلى مدينة دبا مروراً بمدينتي الفجيرة وخورفكان بطول (100) كيلومتر بتكلفة (900) مليون درهم. ويوفر هذا الخط (23) مليون جالون يوميا لمدينة الفجيرة وحوالي خمسة ملايين جالون يومياً لمدينة دبا وخمسة ملايين جالون يومياً لكل من خورفكان وكلباء إضافة إلى توفير حوالي ثلاثة ملايين جالون يومياً لمنطقة ضدْنا.

 

كما أمر صاحب السمو رئيس الدولة بإنشاء خط مياه رئيسي بطول (60) كيلومتراً لتزويد إمارة أم القيوين بطاقة قدرها (18) مليون جالون يومياً بتكلفة (300) مليون درهم على أن يتم توفير هذه الاحتياجات عبر محطات هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في إمارة الفجيرة.

 

ووجّه كذلك أن تتولى هيئة مياه وكهرباء أبوظبي تصدير الطاقة التي تحتاجها إمارة الشارقة والمقدرة بـ(700) ميجاوات وإنشاء محطة تحويل رئيسية جهد (400 ك. ف) في مدينة الشارقة بتكلفة (500) مليون درهم إضافة إلى تزويد إمارة الشارقة بكمية إضافية من المياه قدرها (10) ملايين جالون يومياً لتلبية احتياجات المواطنين.

 

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قد أمر في وقت سابق بإنشاء خط مياه رئيسي لتوصيل المياه إلى إمارة رأس الخيمة بطول (36) كيلومتراً بتكلفة (158) مليون درهم وبإنشاء محطتي كهرباء جهد (132 ك. ف) في كل من كلباء وخورفكان بتكلفة (220) مليون درهم وربطهما بشبكة هيئة مياه وكهرباء أبوظبي.

 

كما أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 13 أبريل 2011 انطلاقاً من حرصه على توفير وتأمين كافة الخدمات والاحتياجات الأساسية للمواطنين والمقيمين في جميع أنحاء الدولة بما يكفل الحياة الكريمة والاستقرار المعيشي لهم واستكمالاً لتوجيهات سموه بتطوير مشاريع البنية التحتية في مختلف أنحاء الإمارات أمراً بتزويد منطقة المدام في إمارة الشارقة باحتياجاتها من المياه والتي تقدر بـ5ر2 مليون جالون يومياً وذلك من الخط الرئيسي لنقل المياه من الفجيرة إلى العين والعائد لهيئة مياه وكهرباء أبوظبي. ويقدر عدد الوحدات السكنية في منطقة المدام بحوالي 900 وحدة سكنية موزعة على 42 شعبية ويسكنها حوالي عشرة آلاف نسمة. وقد تم توجيه الهيئة الاتحادية للماء والكهرباء بإنشاء شبكات توزيع في كافة الشعبيات في منطقة المدام بحيث تكون جاهزة خلال سنتين بتكلفة 180 مليون درهم. ويشمل هذا المشروع أيضاً بناء خزان مياه بطاقة 4 ملايين جالون وإنشاء خطوط نقل يتراوح قطرها ما بين 400مم و300مم وبطول يصل إلى 80 كيلومتراً وخطوط توزيع بطول 150 كيلومتراً.

 

وكان مجلس الوزراء قد ثمّن في اجتماعه في 23 مارس 2008 برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة بتخصيص 16 مليار درهم لتطوير البنية التحتية. وأكد أن هذه المبادرة تُعبر عن حرص صاحب السمو رئيس الدولة على توفير الحياة الكريمة ورفع المستوى الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي للموطنين في كافة أرجاء هذا الوطن. كما أشاد المجلس الوطني الاتحادي في بيان له بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بتنفيذ بنية تحتية شاملة في جميع أنحاء الدولة.

 

 إعفاء الطلبة المواطنين والمقيمين من الرسوم الدراسية..

 

وتم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 15 أغسطس 2012 إعفاء جميع الطلبة المقيمين في المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي من الرسوم الدراسية المتأخرة للثلاث سنوات الماضية وذلك في إطار حرص سموه على دعم العملية التعليمية وتوفير التعليم لكل طالب على أرض الوطن وتخفيف الأعباء عن أولياء الأمور من المواطنين والمقيمين على حد سواء وتوفير الحياة الكريمة والاستقرار الاجتماعي والنفسي لهم. وبلغ عدد المستفيدين من هذه المكرمة من الطبة المقيمين 15 ألفاً و750 طالب وطالبة والرسوم المستحقة غير المسددة نحو 192 مليون درهم.

 

وكانت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية قد أطلقت في شهر سبتمبر 2011 وللعام الرابع على التوالي مشروعها الإنساني الرائد بعنوان "المساعدات العينية للطلبة للعام الدراسي 2011/2012 والذي يستفيد منه 27 ألفاً و215 طالباً وطالبة يدرسون في 650 مدرسة في كافة أنحاء الدولة.

 

ويرمي هذا المشروع إلى إطلاق مبادرات دورية ومنتظمة لدعم التعليم داخل الدولة وخارجها ومساعدة الطلاب على تذليل العوائق المادية التي تحول أحياناً كثيرة دون تمكنهم من مواصلة تحصيلهم العلمي. وشمل المشروع أبناء الوافدين بالدولة الذين بلغ عدد من استفادوا من هذه المبادرة 8 آلاف طالب وطالبة على مستوى الدولة إضافة إلى طلاب في عدد من الدول في العالم.

 

وكان سموه قد وجّه أيضاً مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في العام الدراسي (2007/2008) بتحمل الرسوم الدراسية للطلبة المواطنين في المدارس النموذجية والوافدين في المدارس الصباحية والمسائية في الدولة. كما حرص سموه على تكريم الطلبة والطالبات المتفوقين من الأوائل في الصف الثاني عشر من المواطنين والمقيمين على مستوى الدولة وتقديم مِنح دراسية لهم للالتحاق بالجامعات و20 ألف درهم لكل طالب وطالبة ممن يشملهم التكريم.

 

 قرارات متلاحقة لتسوية قروض المواطنين..

 

ووضع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في مختلف مراحل العمل الوطني تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتوفير متطلبات الحياة الكريمة وتحقيق الرخاء والرفاه للمواطنين في أولوية مقاصد الاستراتيجيات التي أطلقها وفي مقدمة اهتماماته.

 

وعكست القرارات المهمة التي أصدرها سموه في 30 نوفمبر 2011 ومن بينها إنشاء صندوق برأسمال 10 مليارات درهم لدراسة ومعالجة قروض المواطنين من ذوي الدخل المحدود وإجراء تسويات للقروض الشخصية المستحقة بالتنسيق مع المصرف المركزي والمصارف الدائنة نبض وأحاسيس سموه لمعاناة أبنائه المواطنين وهمومه وانشغاله بقضاياهم.

 

وتنفيذاً لهذا الأمر السامي تم تشكيل (اللجنة العليا لصندوق معالجة ديون المواطنين المتعثرة) برئاسة معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شئون الرئاسة وتضم في عضويتها ممثلين لوزارة شئون الرئاسة وديوان سمو ولي عهد أبوظبي ودائرة مالية أبوظبي والمصرف المركزي ودائرة القضاء بأبوظبي.

 

وأجرى الصندوق بالتعاون مع المصرف المركزي مسحاً شاملاً لمديونيات المواطنين المتعثرة ووقع اتفاقيات مع عدد من البنوك بشأن آليات تسوية هذه القروض حيث يتولى الصندوق تسوية جزء من المديونيات ويتم جدولة الجزء الثاني للتسديد بأقساط شهرية من راتب المستفيد مع الإعفاء من الفوائد المترتبة على الديْن.

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 25 يناير 2012 بناء على توصية من اللجنة العليا لصندوق معالجة ديون المواطنين بمعالجة وتسوية كافة قضايا القروض الشخصية المتعثرة للمواطنين ممن تقل مديونياتهم عن مليون درهم سواء كانوا موقوفين على ذمة قضايا أو صدرت بحقهم أحكام ويقومون بتسوية مديونياتهم عبر جداول تسديد حددتها المحاكم. وبلغ عدد المواطنين المستفيدين ستة آلاف و(830) مواطنا بإجمالي مبالغ متصلة بتسوية مديونياتهم تصل إلى حوالي ملياري درهم حيث سيتم الإفراج عن الموقوفين منهم وتسوية ديون من بحقهم أحكام سداد وذلك وفقاً لآلية تسديد محددة تتضمن خصم ما نسبته (25) في المائة من الراتب الشهري مع تعهد المستفيد بعدم الاقتراض مرة أخرى إلى أن يتم معالجة الديْن.

 

كما أمر سموه في 20 مايو 2012 بناء على توصية أخرى من اللجنة العليا لصندوق معالجة ديون المواطنين المتعثرة بمعالجة وتسوية كافة قضايا القروض الشخصية المتعثرة للمواطنين ممن تقل مديونياتهم عن خمسة ملايين درهم سواء كانوا موقوفين على ذمة قضايا أو صدرت بحقهم أحكام و يقومون بتسوية مديونياتهم عبر جداول تسديد حددتها المحاكم. وبلغ عدد من شملهم هذا القرار والموقوفين منهم أو من صدرت بحقهم أحكام 60 مواطناً ويصل إجمالي المبالغ المستحقة عليهم حوالي 8ر68 مليون درهم. وأكد معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس اللجنة العليا للصندوق أن هذا الأمر يجسد مدى حرص سموه على تهيئة أسباب العيش الكريم لأبنائه المواطنين وتوفير مقومات الاستقرار الأسري لهم. وأشار إلى أن الصندوق يواصل العمل لإتمام معالجة وتسوية كافة القروض المتعثرة وفق أولويات تأخذ بعين الاعتبار حجم الشرائح المستفيدة وحجم القروض الخاصة بكل شريحة وطبيعة القروض والحالات المتعثرة.

 

وأوضح أن معالجة أوضاع المواطنين الذين تقل مديونياتهم المتعثرة عن 5 ملايين درهم تُمثل المرحلة الثانية لتنفيذ مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة لمعالجة مديونيات المواطنين المتعثرة حيث كان الصندوق قد بدأ في المرحلة الأولى بمعالجة أوضاع المواطنين المتعثرين في تسديد قروض تقل عن مليون درهم وسيتم معالجة هذه المديونيات الخاصة بالمرحلة الثانية وفق الأولويات التي حددها الصندوق عند معالجته مديونيات المرحلة الأولى بحيث تشمل أولاً الموقوفين على ذمة قضايا مديونيات متعثرة ويليهم من صدرت بحقهم أحكام قضائية ن ومن ثم من تنظر المحاكم قضايا مرفوعة عليهم وبعد ذلك من فتحت بلاغات بشأنهم في مراكز الشرطة في الدولة ومن ثم بقية المتعثرين في السداد ممن يتقدمون بطلبات تسوية لمديونياتهم.

 

ويتم في معالجة المديونيات تطبيق الآلية التي اعتمدها الصندوق والتي تقوم على تسوية القروض المتعثرة قبل إنشاء الصندوق أي قبل الثاني من ديسمبر 2011 وذلك بالتنسيق مع البنوك والجهات الدائنة على أن يتم تسديد مبالغ التسوية من قِبل المستفيد بدون فوائد وعلى فترات طويلة وبأقساط لا تزيد عن 25 في المائة من الراتب أو الدخل الشهري الثابت للمستفيد.

 

وتلقى صندوق معالجة قروض المواطنين حتى شهر نوفمبر 2012 (1247) طلباً من البنوك الدائنة وقام بتسوية 500 منها ودفع المبالغ المترتبة عليهم والتي بلغ إجماليها 300 مليون درهم كما تم الإفراج وبتوجيهات سامية عن 127 شخصاً ممن عليهم ديون شخصية سواء أفراد أو شركات بقيمة إجمالية بلغت 122 مليون درهم منهم 83 متعثراً في أبوظبي و24 في دبي و11 في رأس الخيمة و5 في الشارقة و3 في الفجيرة ومتعثر واحد في عجمان. فيما تلقت اللجنة القانونية 32 طلباً خارجياً من أشخاص متعثرين وعليهم قضايا وأوامر قبض بعضهم خارج الدولة وتمت دراسة بعض الحالات ورفعها للجنة العليا للصندوق حيث بلغ العدد الكلي للدائنين 522 تم إنهاء إجراءات 263 حالة منهم وبلغ عدد البنوك الدائنة للأشخاص المفرج عنهم 88 بنكا منهم 46 في أبوظبي و 34 في دبي.

 

كما استفاد من القرار الذي أصدره صاحب السمو رئيس الدولة والخاص بقضايا شيكات الضمان المرفوعة من قبل البنوك وشركات التمويل ضد المواطنين 290 مواطناً على مستوى إمارة أبوظبي. وتضمنت الإجراءات التنفيذية لقرار حسر الحماية الجنائية عن هذه الشيكات الإفراج عن كل من كان مسجوناً على ذمة هذه القضايا وحفْظ القضايا المتعلقة بالأشخاص المحكومين غيابياً بالإضافة إلى وقْف كافة الإجراءات السابقة وإعطاء المستفيدين من القرار "كف بحث" حتى لا يتعرضوا لأية إجراءات مستقبلية بالنسبة للقضايا التي حفظت بموجب القرار.

 

وأصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في إطار حرصه على توفير كل ما من شأنه تحسين نوعية الحياة للمواطنين والمقيمين وتحقيق الاستقرار لهم ولأسرهم قراراً في 3 نوفمبر 2011 بمناسبة اليوم الوطني الأربعين بزيادة رواتب جميع موظفي الحكومة الاتحادية اعتباراً من مطلع العام 2012 بنسب تراوحت بين 35 و45 في المائة ومنح علاوة خاصة بنسبة 100 في المائة من الراتب الأساسي أعضاء السلطة القضائية وعلاوة فنية بنسبة 10 في المائة تضاف إلى علاوة بدل طبيعة العمل للعاملين في وزارة الصحة وكذلك العاملين في مجال التدريس بوزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى زيادة قدرها 20 في المائة من مخصصات الإعانات الاجتماعية لبعض الحالات التي تحص على إعانات من وزارة الشؤون الاجتماعية.

 

وبلغ عدد المستفيدين من هذا القرار 90 ألفاً و670 من المواطنين والمقيمين من العاملين المدنيين في الحكومة الاتحادية بالإضافة إلى 31 ألفاً و564 من مستحقي الإعانات والمساعدات الاجتماعية إضافة إلى ذلك أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قراراً برفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين من القوات المسلحة والحكومة الاتحادية إلى عشرة آلاف درهم شهرياً اعتباراً من يناير 2012 حيث طبق هذا القرار على أكثر من 21 ألفاً و512 متقاعداً.

 

 منح الجنسية لأبناء المواطنات المتزوجات من أجانب ..

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني الأربعين في لفتة إنسانية نبيلة تعكس حرصه البالغ في رعاية مختلف فئات المجتمع وإتاحة الفرص أمامهم للاندماج بفاعلية في المجتمع وتكريس قِيم المواطنة والانتماء في نفوسهم وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأسري الكامل لهم ولأبنائهم أمر سموه الوزارات الحكومية والجهات المختصة ذات الصلة بأن يتم معاملة أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب أسوة بالمواطنين. كما يقضي الأمر بمنح أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب الحق في التقدم للحصول على جنسية الدولة حال بلوغهم سن الثامنة عشرة.

 

وتم تشكيل لجنة لتنفيذ الأمر السامي لصاحب السمو رئيس الدولة حيث كلفت اللجنة وزارة الداخلية بحصر جميع الفئات المستحقة من أبناء المواطنات والمستوفية لشروط اكتساب الجنسية وإعداد قوائم نهائية بذلك ورفعها إلى وزارة شئون الرئاسة.

 

وقد رفعت اللجنة إلى صاحب السمو رئيس الدولة في شهر يناير 2012 كشوفاً بأسماء 1117 من أبناء المواطنات ممن استوفوا الشروط التي تؤهلهم لاكتساب جنسية الدولة وذلك لاستكمال الإجراءات والخطوات القانونية المتبعة. كما رفعت كشوفاً بدفعة أخرى بأسماء 930 من أبناء المواطنات إلى صاحب السمو رئيس الدولة في شهر أبريل 2012.

 

وبدأت وزارة الداخلية في شهر مايو 2012 تسليم جنسية الدولة على دفعات للمستحين من أبناء وبنات المواطنات المتزوجات من أجانب حيث تم تسليم 53 مستحقا ومستحقة لجنسية الدولة في أبوظبي و22 في رأس الخيمة و56 في إمارات دبي والشارقة وعجمان.

 

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" أصدر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شئون الرئاسة في 25 يوليو 2012 قراراً بتوسيع إطار عمل اللجنة الخاصة بمتابعة تنفيذ توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بتجنيس أبناء المواطنات بحيث يشمل فئة (غير محددي الجنسية).

 

وأوصت اللجنة بعد مناقشتها لعدد من المسائل المتصلة بتنفيذ القرار في إطاره الجديد وما قامت به وزارة الداخلية من إجراءات بشأن هذا الملف بمعاملة هذه الفئة معاملة المواطن في مجالي التعليم والخدمات الصحية وإتاحة المجال لهم للمشاركة في جميع الأنشطة الرياضية على أن يتم التوصية بمنح الجنسية لمن تظهر الدراسة استيفاءه للشروط اللازمة للحصول عليها وفق الإجراءات والخطوات القانونية المتبعة.

 

وتم بمتابعة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تكليف لجنة خاصة لمقابلة أبناء المواطنين المولودين خارج الدولة من أمهات أجنبيات حيث قامت هذه اللجنة بجولات مكوكية لعدد من الدول العربية ومنطقتي شرق وجنوبي القارة الآسيوية شملت كلا من الهند واندونيسيا والفلبين وباكستان لتقصّي أوضاع أبناء المواطنين في هذه الدول.

 

كما أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 17 نوفمبر 2012 بتسديد نفقات العلاج والتعليم لفئة أبناء المواطنات ممن تنطبق عليهم شروط الاستحقاق في المدارس الحكومية. وأوضحت لجنة تنفيذ توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بشأن أبناء المواطنات والذين قاموا بتصويب أوضاعهم القانونية في الدولة بأنها باشرت بتجهيز مكتب لاستلام طلبات الذين تنطبق عليهم شروط الاستحقاق والذي باشر العمل في استلام هذه الطلبات اعتباراً من يوم 18 نوفمبر 2012.

 

 بناء الإنسان.. وإطلاق الطاقات البشرية المواطنة..

 

ووضع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بناء الإنسان وإطلاق طاقات الموارد البشرية المواطنة في مقدمة أولويات استراتيجيات مختلف مراحل العمل الوطني لقناعة سموه الراسخة.. "إن الوطن دون مواطن لا قيمة له ولا نفع منه مهما ضمت أرضه من ثروات وموارد". وأكد سموه في كلمته في اليوم الوطني الرابع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2005.. "إن الدولة قد حرصت منذ قيامها في الثاني من ديسمبر 1971 على تسخير كل الإمكانيات المتاحة لتنمية الإنسان باعتبار ذلك ضرورة وطنية فوفرت كل الإمكانيات لبناء المواطن القادر والمؤهل والصالح وركزت على النهوض بالمرأة وتمكينها لتضطلع بدورها الطبيعي كمشارك فاعل في عملية التنمية الشاملة". وأضاف سموه.. "لقد أكدنا دائماً أن الإنسان هو هدف التنمية وغايتها وأنه في الوقت ذاته أداتها ووسيلتها.. وبقدر ما تكون هذه الأداة فاعلة ماهرة تكون قادرة على تحقيق التنمية.. وسنستمر في العمل على النهوض بمواردنا البشرية وتطوير قدراتها العلمية ومهاراتها الفنية وخبراتها التقنية وذلك بتوفير وتطوير بُنية تعليمية تستجيب لاحتياجات التنمية الشاملة في مختلف جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسكانية وسنعزز دور المعرفة ورأس المال البشري في تطور الاقتصاد وتقدم المجتمع وفي توثيق الربط بين العملية التعليمية والحاجات التنموية والأمنية وذلك تهيئةً لمناخ ملائم لإعداد إنسان مُبدع مُعتز بهويته قادر على البذل والعطاء والإسهام بفاعلية في صناعة المستقبل".

 

وحدد صاحب السمو رئيس الدولة في كلمته في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009 الغايات والمقاصد من إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع. وقال.. "إننا اليوم وبعد مضي خمس سنوات على تولينا مسؤولية رئاسة الدولة على يقين بأن إطلاق الإستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات -على أولويتها وأهميتها وضرورتها- ليست غاية في حد ذاتها ولا هي مقصد في نفسها فالغاية هي بناء القدرة الوطنية والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع والمنافسة".

 

مؤكداً سموه.. "وفي ظل الواقع السكاني الذي ندرك أبعاده والانفتاح الثقافي الذي نعيش آثاره فإن إطلاق الطاقة البشرية المواطنة هو رهان وجود وشرط بقاء ومقصد قوة وضرورة أمن.. وهو أولوية تتطلب منا العمل على عدة جبهات أكثرها إلحاحا في الوقت الراهن الحاجة إلى تعميق مفهوم الأسرة وإعادة إحياء دورها المحوري في التنشئة والتوعية والضبط والرقابة..

 

فالأسرة السوية هي أساس المجتمع القويم فيها يتعلم النشء التراحم والتلاحم وحب الوطن ومنها يتشربون الأخلاق والقيم وعبْرها يتمثلون عادات المجتمع وتقاليده نهجاً وسلوكاً فيحترمون نظمه ويلتزمون قوانينه وبذلك يكون الفرد المسؤول المنتمي والمجتمع الآمن المستقر.

 

كما دعا سموه في هذا الصدد أبناءه المواطنين إلى تقديس العلم مؤكداً..

 

"إن العمل هو المعيار الحقيقي للمواطنة وهو دليل الإخلاص والولاء وبه يتمايز الناس. فبالإرادة القوية والقدرة العالية والإنجاز الفائق نتشارك جميعاً مسؤولية بناء هذا الوطن تعزيزاً لسيادته وصوناً لمكتسباته وبناءً لمستقبله". ووجّه سموه المؤسسات السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني إلى أن تتحمل مسؤولياتها في غرس قيم العمل داخل المجتمع وتغيير النظرة السلبية المرتبطة بالعمل المهني واليدوي والتأكيد على مفهوم العمل باعتباره مسؤولية وقيمة إنسانية حضارية ودينية.

 

وأكد سموه في خطابه في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2010.. " إن تقديس العمل وإتقان أدائه مطلب أمن وضرورة حياة وهو مشروع نهضة واستنهاض به نستكمل ما بدأه الرواد الآباء المؤسسين ومن خلاله نطور قوة عمل وطنية كفؤة ماهرة ونعيد هيكلة اقتصادنا الوطني بما يحرك مكامن القوة الوطنية فيه وبهذا نصحح اختلالات سوق العمل ونهيئ لمجتمع متوازن في تركيبته متلاحم قوي في بنيته متماسك نابض بالحياة".

 

وقال سموه.. "إن إتقان العمل مسؤولية وأمانة به يتحقق التميز ونواجه التحديات ونتصدى للمشكلات ونحدث التغيير وندرك المستقبل فالأمم لا تعيش فوضى والحضارات لا تبنى صدفة وإنما بتقديس العمل وبناء القدرات الوطنية وتعزيزها في مجالات البحث والتطوير وإنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها" وشدد سموه على "إن تكريس ثقافة العمل وأخلاقياته والحض على إجادته وإتقانه لن تكون دون تعميق قيم المواطنة والانتماء للوطن والإعلاء من شأن الأسرة وتمكينها والحفاظ على كيانها وصون ثقافتها فهي نواة المجتمع وأساس الدولة ومصدر الأخلاق بها تبنى القيم الفاضلة وينشأ المواطن الصالح ولن تتحقق إلا بتقويم أمين لسياسات التعليم واستراتيجياته ومناهجه بناء لنظام قائم على إنتاج المعرفة ومعايير التميز والإبداع هدفه تنمية رأس المال البشري بجعله أكثر انسجاما واستجابة للتحديات مرجعيته خصوصية المجتمع وثقافته ولغته وهويته الوطنية إن العمل المتقن هو الطريق نحو بناء القدرات البشرية القادرة على تحقيق التنمية المستدامة بما يمكننا من البقاء والاستمرار والمنافسة".

 

 صندوق خليفة لتمكين المواطنين..

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في إطار حرصه لدعم وتكريس سياسة التمكين التي أطلقها كنهج ثابت لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير سبل العيش الكريم وتأمين الاستقرار المعيشي لأبنائه المواطنين أمر بإنشاء (صندوق خليفة لتمكين المواطنين) بهدف توفير الموارد المالية اللازمة لدعم برامج وسياسات تشجع المواطنين على الالتحاق بسوق العمل خاصة القطاع الخاص وتمكينهم من استغلال فرص العمل التي يتيحها لهم هذا القطاع وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ حزمة من الحوافز التي تساهم في تحقيق هذا الهدف. وناقش مجلس الوزراء في 27 فبراير 2011 برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي آليات ومجالات عمل الصندوق والخطوات التنفيذية اللازمة لبدء نشاطه في أقرب وقت تحت إشراف هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية (تنمية).

 

وتشمل حزمة الحوافز التي يوفرها الصندوق صرف مزايا مالية للمواطن عند التحاقه بالعمل في القطاع الخاص بما يقلص الفجوة بين الأجر في القطاعين الخاص والعام وتخصيص مبالغ مالية لأصحاب العمل تغطي نسبة مئوية من الأجر الذي يتقاضاه المواطنون العاملون في مؤسسات القطاع الخاص في السنة الأولى وتمويل جزء من تكاليف تدريب وتأهيل الموظف المواطن عند التحاقه بالعمل في السنة الأولى فضلاً عن المساهمة في برامج تدريبية طويلة وقصيرة المدى للباحثين عن عمل. كما سيتم استخدام موارد الصندوق في دعم سياسات وبرامج موجهة لخلق وظائف على المستويين المحلي والاتحادي ودعم وتمويل مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمويل التخصصات الجامعية المتوافقة مع احتياجات سوق العمل في الدولة.

 

 صندوق خليفة لتطوير المشاريع ..

 

وفي إطار حرصه واهتمامه بتوظيف وتنمية طاقات الموارد البشرية المواطنة ورفع مستوى الرفاه الاجتماعي للمواطنين أنشا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (صندوق خليفة لتطوير المشاريع) الذي تم تدشينه في الثالث من يونيو 2007 برأسمال ملياري درهم. ويهدف الصندوق إلى خلق جيل من رواد الأعمال المواطنين وغرس وتعميق ثقافة الاستثمار في أوساط الشباب المواطنين إضافة إلى دعم وبلورة الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في الدولة. ويوفر الصندوق برامج متكاملة وشاملة تلبي احتياجات ومتطلبات المستثمرين الشباب. ومول الصندوق منذ تأسيسه وحتى شهر أغسطس 2012 أكثر من 410 مشاريع بقيمة 702 مليون درهم. وفي سياق جهوده لتهيئة المناخ الاستثماري الملائم وتعزيز قدرات المستثمرين الشباب من المواطنين بادر الصندوق باستحداث نظاما لخدمات الدعم والمساعدة تشمل التدريب والتطوير وإعادة التأهيل وتوفير البيانات والخدمات الاستشارية إضافة إلى تطوير مبادرات عدة في مجال التسويق. كما يوفر الصندوق حلولا تمويلية متنوعة بفوائد مخفضة للمشروعات المجدية التي تصب في خدمة الاقتصاد الوطني حيث قام بطرح برامج "خطوة وبداية وزيادة" لتغطي شرائح المشروعات كافة إضافة إلى طرح عدد من المبادرات مثل صوغة الموجه لذوي الحرف اليدوية والتراثية والردة الموجه إلى نزلاء المراكز الإصلاحية وإشراق الموجه إلى المتعافين من الإدمان من نزلاء المركز الوطني للتأهيل وبرنامج أمل الموجه لذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وكان الصندوق قد أطلق في العام 2011 برنامج "تصنيع" الذي يهدف إلى توفير قنوات تمويلية للمشاريع الصناعية حيث بلغت قيمة التمويلات عبر هذا البرنامج الحديث نحو 55 مليون درهم. كما أطلق الصندوق بالتعاون مع بنك أبوظبي الوطني في 20 مايو 2012 صندوق (امتياز) للاستثمار المباشر في رؤوس أموال المشاريع الصغيرة والكبيرة بقيمة 80 مليون درهم بالتساوي بينهما حيث يتوقع أن يستقطب هذا الصندوق الاستثماري نحو 500 مليون درهم.

 

وافتتح الصندوق فروعاً له في كل من إمارات رأس الخيمة والفجيرة وعجمان تنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بمد مظلة خدماته لتشمل أبناءه المواطنين في كافة إمارات الدولة. حيث موّل 26 مشروعاً في كل من عجمان ورأس الخيمة والفجيرة ودرّب أكثر من 700 مواطن في مجال ريادة الأعمال.

 

 تمكين المرأة..

 

وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في إطار استراتيجية المشروع النهضوي الذي أطلقه على تمكين المرأة في جميع المجالات وعلى المستويات كافة لتكون شريكاً فاعلاً في بناء الوطن.

 

وأكد سموه.. "إن الدولة ركزت منذ قيامها في الثاني من ديسمبر 1971 على النهوض بالمرأة وتمكينها لتضطلع بدورها الطبيعي كمشارك فاعل في عملية التنمية المستدامة". وقال في حديث آخر في 9 ديسمبر 2009.. "إننا ننظر للمرأة كمكون رئيس من مكونات المجتمع الإماراتي وهي شريكة للرجل في كل مواقع العمل.. وما وصلت إليه المرأة الإماراتية في الآونة الأخيرة لم يكن تطورا مفاجئا بل هو تتويج لمسيرة طويلة رسم خطوطها القائد المؤسس الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي حرص على تشجيع المرأة وتمكينها من ممارسة حقوقها جنبا إلى جنب مع الرجل.. ولقد أثبتت المرأة الإماراتية أنها أهل لثقتنا وثقة شعبنا واستطاعت في كل المواقع التي احتلتها أن تترك بصمة واضحة تجعلنا على ثقة بأنها ستحقق مزيدا من الإنجازات والمكاسب التي تعطي لمشاركتها في الحياة العامة مضمونا حقيقيا وبعدا اجتماعياً". كما أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في الأول من ديسمبر 2004 أن الدولة عملت على تمكين المرأة للقيام بدورها في خدمة المجتمع ووضعت التشريعات والقوانين التي تكفل لها حقوقها الدستورية وتتيح لها فرصة المشاركة في المؤسسات التشريعية والتنفيذية ومواقع اتخاذ القرار مما يؤهلها للنهوض بمسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف ميادين العمل الوطني في إطار الحفاظ على هوية مجتمعنا الإسلامية وتقاليده العربية الأصيلة. وقال سموه إن المرأة حققت تقدماً وحضوراً فاعلاً في مختلف الميادين المحلية والعالمية وتعزّز دورها في خدمة المجتمع وارتقت مكانتها لتشغل ارفع المناصب التنفيذية مؤكداً سموه.. "إننا سنواصل العمل على نهج القائد في توفير كل الدعم والمساندة للمرأة وإتاحة كل الفرص أمامها للمشاركة في مختلف مجالات العمل الوطني".

 

وثمّن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المشاركة الإيجابية للمرأة في العمل البرلماني والممارسة الديمقراطية وقال سموه في افتتاح الدورة الرابعة للمجلس الوطني الاتحادي في 21 أكتوبر 2009.. "إن مسيرة المشاركة والعمل البرلماني في الامارات كانت على الدوام مسيرة واعية نابعة من ظروفنا واحتياجاتنا وقد استطاعت هذه التجربة أن تعطي نموذجا خاصا في الممارسة الديمقراطية لا أدل عليه من المشاركة الواسعة للمرأة في عضوية المجلس الوطني الاتحادي ومناقشاته حيث كان لمشاركتها في الحياة البرلمانية مضمونا حقيقيا وبعدا فعليا كما أن إيماننا بالمشاركة كفكرة وحرصنا على توفير كل أسباب الممارسة لها يجعلنا واثقين بأن تجربتنا البرلمانية ستمضى إلى الأمام وتتطور مع الأيام لما فيه خير الوطن ومصلحة المواطنين".

 

وعبّر سموه عن ارتياحه لما حققته المرأة من نجاحات في تفعيل سياسات تمكينها. وقال سموه في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009 "إن ذلك يؤكد ثقتنا المطلقة في إمكانياتها كفاعل أصيل في كل مجالات العطاء والعمل وقد أثبتت التجربة كفاءتها وقدرتها في كل ما تولت من مهام ومسؤوليات".

 

وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة في كلمته في الاحتفال باليوم الوطني الأربعين عن سعادته لتمتع المرأة بكامل حقوقها. وقال سموه.. "لقد جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية مُلحة وبفضل هذا التخطيط السليم أصبح لدولتنا سجلّ متميز في مجال حقوق المرأة فهي تتمتع بكامل الحقوق وتمارس الأنشطة جميعها دون تمييز مؤكداً.. "إن الأبواب جميعاً مفتوحة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور".

 

 السياسة الخارجية.. والدبلوماسية الإنسانية..

 

وتبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل ثبات نهج سياساتها الخارجية وعطائها السخي في مجال الدبلوماسية الإنسانية مكانة مرموقة في العالم.

 

وأكسبها حضورها الإيجابي الفاعل إقليمياً ودولياً ومبادراتها العديدة على صعيد الدبلوماسية الإنسانية احترام المجتمع الدولي. وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في هذا الصدد..

 

"إن المكانة المرموقة والاحترام الكبير الذي تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الخارجي هو ثمرة المبادئ الثابتة لسياستنا الخارجية التي وضع نهجها ومرتكزاتها القائد الوالد الشيخ زايد طيب الله ثراه والتي تقوم على التزام الدولة بانتمائها الخليجي والعربي والإسلامي وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها مع جميع دول العالم ومراعاة حسن الجوار واحترامها سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية واللجوء إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية".

 

وقال سموه.. " لقد أثبتت الأيام سلامة النهج الذي اتبعناه خلال العقود الماضية وسنظل عليه منتهجين سياسة خارجية متوازنة آخذة بالانفتاح طريقاً وبالصداقة مبدأ وبمصالح الدولة هدفاً.. سياسة خارجية غايتها تأكيد سيادة الدولة وصيانة كيانها وحماية أمنها متخذين من الجيران أصدقاء وشركاء ساعين إلى توثيق أواصر التعاون بالدول الخليجية والعربية والإسلامية والتكتلات الاقتصادية مؤكدين إيماننا المطلق بضرورة وأهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجدواه السياسية والأمنية والاقتصادية وسنعمل جاهدين على أداء دورنا في دفع مسيرته وتفعيل منظومته والتزام قراراته".

 

مؤكداً سموه.. "الاستمرار في بذل الجهود تحقيقا لبيئة إقليمية قائمة على السلام والاستقرار والثقة المتبادلة والكسب المشترك مقدمين يد العون لكل شقيق وصديق واقفين إلى جانب الحقوق المشروعة للدول والشعوب داعمين الجهد الأممي والإقليمي لمواجهة الإرهاب والتطرف والجهود الدولية لفض النزاعات وإخماد بؤر التوتر وتحمل الالتزامات المترتبة عليها والمساهمة في تطوير نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً".

 

ووظف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان السياسة الخارجية لتكون أحد الأذرع الرئيسية للعمل الإنساني وقال سموه في هذا الخصوص.. "إن الدبلوماسية الإنسانية هي أحد الأعمدة الرئيسية لسياستنا الخارجية وإن دولتنا ستستمر في الاضطلاع بدورها المحوري في مساندة الجهود الدولية لمواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة وأن تستمر نموذجاً عالمياً يحتذى في تقديم الاستثمارات والمِنح والقروض الميسرة للدول النامية بما يحقق لها نمواً اقتصادياً مستداماً ويوفر لها الاستقرار ويضمن لأبنائها المزيد من فرص العمل. مؤكداً حرصه على تحويل العمل الخيري الإماراتي إلى عمل مؤسسي يكون له طابع الاستدامة قائلاً.. " ومن منطلق مسؤوليتنا ومتابعتنا للأوضاع الإنسانية الصعبة في العديد من مناطق العالم فإن المبادرات الإماراتية في مجال العمل الخيري أصبحت لتعددها ونطاق انتشارها مكوناً أساسياً من مكونات عملنا الخارجي. فإلى جانب مبادرات الإغاثة العاجلة للتخفيف عن المنكوبين من ضحايا الكوارث الطبيعية والحوادث المأساوية والأزمات الطارئة عملنا على تحويل العمل الخيري الإماراتي إلى عمل مؤسسي حتى يكون لهذا العمل الفعالية وطابع الاستدامة".

 

وأكد سموه الشراكة المتميزة لدولة الإمارات مع العالم في مجال العمل الإنساني. وقال.. "إن دولة الإمارات وفي سياق مسؤولياتها الدولية تسعى بشكل دؤوب لتعزيز وتنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإنمائية للدول النامية فضلا عن مساهماتها في الجهود الدولية لحفظ السلام وإعادة الإعمار ومواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة وهو ما يؤكد شراكتها المتميزة في ضمان صيانة السلم والأمن الدوليين وإسهامها الفاعل في مختلف أنشطة الأمم المتحدة وبرامج وكالاتها المتخصصة مقدمة مساعدات بلغت قيمتها مليارات الدولارات".

 

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لقائه مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في 28 سبتمبر 2012 في نيويورك عن تقديره والمنظمة الدولية للجهود والدور المهم الذي تقوم به دولة الإمارات في مجالات دعم عمل وأنشطة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما فيها المجالات الإنسانية. وقال إنه يأمل في أن يتواصل هذا الدور الإماراتي ومساهماته لاسيما في مجالات دعم برامج وخطط المساعدات الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة في المناطق المنكوبة.

 

وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 18 أبريل 2012 بالدور الإنساني الرائع لدولة الإمارات في تحسين الحياة وصون الكرامة الإنسانية حول العالم. وثمّنت السيدة سي كادوكوي مسؤولة الحماية بالمفوضية مبادرات الإمارات وإسهاماتها الكبيرة في مجال العمل الإنساني ووصفتها بالجريئة والنبيلة. وقالت إن الإمارات تتبوأ مراكز متقدمة في العمل الإنساني على المستوى الدولي.

 

وأكدت الأمم المتحدة أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تساهم بقوة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة عبر مشاريعها التنموية حول العالم. وقالت الدكتورة اليسار سروع ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية في الإمارات في 30 سبتمبر 2010 إن الإمارات تضطلع بدور حيوي في الحد من وطأة المعاناة وصون الكرامة الإنسانية في الدول النامية وأعربت عن تقديرها للجهود الإنسانية التي تبذلها الدولة حالياً في باكستان لدرء المخاطر الناجمة عن كارثة الفيضانات وحماية المنكوبين من تداعياتها المأساوية.

 

 ريادة في العمل الإنساني ..

 

ويُعد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة من الرواد في العطاء الإنساني من خلال مبادراته العديدة المتلاحقة في كل ميادين ومجالات وساحات العمل الخيري والإنساني على صعيد الداخل وعلى امتداد العالم. ويؤمن سموه بان العمل الإنساني مسئولية أخلاقية وواجب يجسد التعاضد والتآزر بين الشعوب والأمم.

 

وأنشأ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان انطلاقاً من هذه الرؤية في العام 2007 (مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية) لتكون منظمة عون رائدة لخدمة الإنسانية على المستوى العالمي عدا المبادرات الشخصية الرائدة والمِنح التي أعلنها سموه لدعم اقتصاديات الدول النامية وتعزيز مرافق الخدمات فيها. وتضمنت بناء المستشفيات والمراكز والمدارس والجامعات والمساجد ودور رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ومشاريع المياه والكهرباء والبنية الأساسية والتطوير والتي تم إنجاز العديد منها ويجري العمل حالياً في بعضها الآخر وشملت العشرات من الدول من بينها سلطنة عمان والبحرين ومصر والمغرب وفلسطين وجيبوتي وسوريا ولبنان واليمن والصومال وسيشيل والسنغال وكازاخستان وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وهاييتي وفيتنام وتركمانستان والصين والفليبين وغيرها من الدول على امتداد العالم.

 

وأكد بيتر فورد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة في 14 أغسطس 2012 أن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الإنسانية واحدة من أكثر مقدمي الدعم للوكالة في المنطقة وأنها تُعد الداعم الحقيقي للاجئين الفلسطينيين في غزة من خلال المبادرات الإنسانية التي تتبناها لمساعدتهم على تجاوز المحن التي يعانون منها مشيرة إلى أنها نفّذت بالشراكة مع المؤسسة عدداً من المشاريع الإنسانية الحيوية.

 

وتمكنت المؤسسة على حداثتها من الوصول بمساعداتها النوعية في مجالات الإغاثة الإنسانية والتنموية والخيرية إلى نحو 40 دولة حول العالم. وقد أشاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) كذلك بالمبادرات والمشاريع الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بشكل خاص على الساحة الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية وخاصة جهودها في مكافحة الفقر والجوع والإغاثات الطارئة وتنمية المجتمعات الضعيفة التي تواجه الكثير من التحديات ومن أهمها التعليم والصحة. وقال "إن المؤسسة أصبحت معْلماً بارزاً في ساحات العطاء الإنساني بفضل مشاريعها الإنسانية المتميزة".

 

 دعم ومساندة الشعب اليمني..

 

وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 3 يونيو 2012 باعتماد (500) مليون درهم لشراء وتوزيع مواد غذائية متنوعة للشعب اليمني الشقيق بصورة عاجلة وذلك انطلاقاً من مشاعره الأخوية تجاه الشعب اليمني الشقيق وحرص سموه على تخفيف معاناته الحياتية في الظروف الصعبة التي يمر بها وتوفير احتياجاته الأساسية من السلع والمواد الغذائية حتى يتمكن من اجتيازها واستكمال مرحلة البناء الجديدة بما يؤمن له الأمن والاستقرار والرخاء. وكلف صاحب السمو رئيس الدولة (مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية) بشراء هذه المواد من الأسواق المحلية في اليمن بهدف تنشيط الاقتصاد وإنعاش السوق المحلية و تشمل الأرز و الطحين والسكر والزيت وحليب الأطفال والمعلبات الغذائية وغيرها من المواد والاحتياجات الضرورية.

 

ووجه صاحب السمو رئيس الدولة المؤسسة بتقديم هذه المساعدات مباشرة إلى الشعب اليمني من خلال إقامة منافذ للتوزيع في مختلف مناطق اليمن لضمان وصولها في أسرع وقت إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع اليمني ويكفل تخفيف معاناتهم الحياتية".

 

وتواصل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية عملها بنجاح في مساندة الشعب اليمني بعد أن أقامت منافذ للتوزيع في مختلف محافظات اليمن ومناطقها النائية. وتمكنت من الوصول إليها وتوزيع عشرات الآلاف من الطرود الغذائية التي تشتمل على الأرز والسكر والطحين وزيوت الطبخ والحليب وغيرها حيث تكفي السلة الغذائية الواحدة أسرة تتكون من خمسة إلى ثمانية أشخاص لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور.

 

وتجاوباً مع هذه المبادرة النبيلة لصاحب السمو رئيس الدولة نظمت هيئة الهلال الأحمر بالتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية حملة (سندهم) لجمع تبرعات لدعم ومساندة الأوضاع الإنسانية في اليمن حيث تمكنت الهيئة من إقامة جسر جوي لتكثيف الجهود الإنسانية للتخفيف من معاناة أبناء الشعب اليمني. وتمكنت الهيئة حتى 14 أغسطس 2012 من إرسال خمس طائرات تحمل كل واحدة نحو 40 طناً من المواد الغذائية الضرورية والملابس وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي شملت مواد رمضان وملابس العيد للأطفال.

 

وأشاد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية في لقاء مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في 11 نوفمبر 2012 بأبوظبي بدور دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الداعم والمساند لبلاده.. مُثمنا مواقف الإمارات المشرفة والنبيلة والتي تنم عن حرص قيادتها وحكومتها الرشيدة على الوقوف إلى جانب اليمن خلال المرحلة الراهنة التي تُشكل مُنعطفاً هاماً في تاريخها. وأعرب عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على ما يقدمه من مساعدات إنسانية وتنموية متواصلة للشعب اليمني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

 

كما أشاد جيرت كابليري ممثل منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في اليمن في 15 يوليو 2012 بجهود دولة الإمارات في دعم الأوضاع الإنسانية في اليمن مؤكداً أن مبادرات الإمارات على الساحة اليمنية تُعزز المساعي الرامية لتخفيف حدة المعاناة الناجمة عن نقص الغذاء وتداعياته على أوضاع اليمنيين في مختلف المحافظات وتسهم بقوة في درء المخاطر, خاصة المحدقة بالطفولة في اليمن.

 

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد أمر في العام 2011 بإرسال 40 ألف طن من وقود الديزل منحة لليمن وذلك مساهمة من الإمارات في تخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي.

 

كما أمر سموه في 26 مايو 2008 بشراء 500 ألف طن من القمح وتقديمه هدية من سموه للشعب اليمني الشقيق مساهمة منه في تخفيف أعبائهم المعيشية الناتجة عن ارتفاع أسعار القمح في الأسواق العالمية.

 

 المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان..

 

وأطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في مطلع العام 2011 مبادرة المشروع الإماراتي لمساعدة أبناء الشعب الباكستاني الصديق ويشتمل على تنفيذ عدد كبير من المشاريع التنموية والتعليمية والصحية والطرق والجسور ومشاريع المياه وغيرها بتكلفة تتجاوز 100 مليون دولار.

 

وقد أنجزت إدارة المشروع الإماراتي حتى نهاية العام 2011 نحو 124 مشروعا من المشاريع التعليمية والصحية والجسور والطرق والمياه لتنمية منطقة جنوب وزيرستان من أهمها جسر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بوادي سوات و40 مدرسة وكلية ومعهد تم تجهيزها بجميع المعدات والوسائل الحديثة في إقليم خيبر بختونخوا وتستوعب 21 ألف طالب وطالبة ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك للنساء والأطفال والطوارئ في إقليم خيبر بختونخوا ومنطقة جنوب وزيرستان ومشروع شارع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الاستراتيجي جنوب وزيرستان وتتخلل مساره خمسة جسور علوية و64 مشروعاً لتوفير المياه النقية للسكان في أكثر من 64 قرية باكستانية.

 

وأشادت لين هيستيغس مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إسلام أباد في 12 مايو 2012 بمبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الإنسانية الكبيرة من خلال إطلاق المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان وتخفيف معاناة الشعب الباكستاني وتحسين ظروفهم الإنسانية خاصة في الأقاليم والقرى الباكستانية التي تعرضت للفيضانات. وقالت إن تجربة الإمارات في هذا الصدد تعتبر رائدة ومتميزة وإن المبادرات النبيلة والجريئة التي يضطلع بها المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان قد نجحت في فترة قصيرة في تسليم عدد من المشاريع التنموية والمدارس ومشاريع المياه والصحة وتشييد جسر الشيخ خليفة بن زايد بإقليم خيبر بختون اخوا على نهر سوات.

 

وتواصلت مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بإطلاق وتنفيذ عدد من المشاريع الإنسانية الحيوية على امتداد العالم منها مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التخصصي للأمومة والطفولة في جمهورية كازاخستان ومستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التخصصي بالدار البيضاء بالمملكة المغربية ومستشفى مركزي في جزيرة سقطرى في الجمهورية اليمنية وعيادة صحية في جمهورية فيتنام الاشتراكية وغرفة عمليات للجراحات الدقيقة بمستشفى الدمرداش بالقاهرة ومشروع (التحصين الغذائي) الذي تنفذه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بالتعاون مع مؤسسة (جين) العالمية في أفغانستان والذي يستهدف 15 مليون أفغاني هم نصف سكان البلاد ومركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للتعليم المهني بالسنغال ومركز خليفة بن زايد آل نهيان للتمريض في المالديف ومدرسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ومركز الشيخ خليفة للتعليم المهني في صيدا للبنات ومسجد الشيخ زايد في أفغانستان ضمن مشاريع إعادة إعمارها ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في اكسفورد ودعم مركز كارتر بمبلغ 10 ملايين دولار في حملته لاستئصال ما تبقى من حالات مرض (دودة غينيا) على مستوى العالم بحلول العام 2015 عدا المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة التي قدمها سموه للمتضررين من الكوارث الطبيعية في باكستان وإندونيسيا وتركيا والنزاعات المسلحة في الصومال وسوريا وليبيا ومسلمي الأقلية الروهينجيا في ميانمار.

 

وتسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 2 ديسمبر 2011 جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية للعام 2010/2011 التي حاز عليها سموه بعد أن رشحته المنظمات والمدن الإنسانية والخيرية في العالمين العربي والإسلامي والعديد من المنظمات والمؤسسات الدولية التي رأت في سموه نموذجاً عالمياً يحتذى في الخير والعطاء للإنسانية جمعاء. ويأتي فوز صاحب السمو رئيس الدولة بهذه الجائزة تتويجاً لما قدمه لوطنه والإنسانية جمعاء حيث امتدت أياديه البيضاء إلى أقصى بقاع الأرض..

 

وكان لسموه بصمات واضحة وجلية في مسيرة العمل الخيري والإنساني في عالمنا العربي والإسلامي.

 

وقدم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم بصفته رئيس مجلس إدارة مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة والرئيس الأعلى للجائزة الدرع التكريمية لصاحب السمو رئيس الدولة وكذلك وثيقة العهد والولاء والوفاء التي كان مركز راشد قد أعلن عنها في يونيو 2011 موقعة من المؤسسات والمراكز الإنسانية والخيرية في الدولة خاصة تلك التي تعنى بالطفولة وذوي الإعاقة. كما أهدى سموه النسخة الأولى الفاخرة من كتاب (خليفة بن زايد.. هكذا يكون العطاء) والذي يقع في 300 صفحة باللغتين العربية والإنجليزية.

 

 مكافحة الإرهاب ..

 

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ضمن التزامه بثوابت السياسة الخارجية في أكثر من مناسبة ومحفل نبذه للإرهاب بكافة صوره وأشكاله وأيا كانت مبرراته ودوافعه ووسائله. ودعا سموه إلى أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة هذه الآفة الخطيرة واجتثاثها والقضاء على مسبباتها وعدم رطبها بأي ثقافة أو دين.

 

وقال سموه في كلمته في اليوم الوطني الثالث والثلاثين في الأول من ديسمبر 2004.. "أننا ندعو لعالم يسوده العدل والإنصاف وروح المسؤولية والتضامن الفاعل في مواجهة المشكلات التي تواجه البشرية غير أن التصدي للإرهاب ينبغي ألا يغمض أعين العالم عن قضايا أكثر خطراً وإلحاحاً كالفقر والجوع والمرض والجهل والحروب والفساد والقمع والاحتلال والظلم الاجتماعي والمواجهة الحاسمة لمثل هذه القضايا حتى لا يستمر الإرهاب خطراً قائماً ودائماً فتلك هي أسباب وجوده والبيئة الصالحة لنموه وازدهاره وانتشاره". وأكد التزامه بوضع كل الإمكانيات للتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل التصدي للإرهاب. وقال.. "أننا نجدد أدانتنا ورفضنا لكل أشكال التعصب والكراهية والإرهاب لأنها جميعا تتنافى مع كل الأسس والقيم والأديان السماوية والإنسانية ونضع كل إمكانياتنا للتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل التصدي للإرهاب مهما كان مصدره وأسبابه وموقعه وقد أصدرنا أخيراً قانون مكافحة الجرائم الإرهابية الذي يتضمن عقوبات رادعة ضد مرتكبي الجرائم الإرهابية التي توقع الرعب بين الناس وتروعهم فى أمنهم واستقرارهم وحياتهم".

 

ودعا سموه في الأول من ديسمبر 2010 المجتمع الدولي إلى عدم الربط بين الإرهاب والإسلام. وقال سموه.. "إننا ومع إدانتنا للإرهاب بكل أشكاله نُعبر عن قلقنا من تنامي ظاهرة كراهية الإسلام داعين المجتمع الدولي إلى بذل الجهد للحيلولة دون استمرار الإساءة للدين الإسلامي أو إثارة الكراهية نحو الأقليات المسلمة".

 

وأشاد سموه في كلمته في اليوم الوطني السابع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2008 بما أنجزه التعاون الدولي على صعيد محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وقال.. إلا إننا لا نزال نعتقد بضرورة استمرار هذا الجهد وتطويره لا بالوسائل العسكرية والأمنية فقط بل من خلال العمل على حل القضايا المتفجرة حتى لا تبقى عرضة لاستغلال فئات ومجموعات إرهابية تحقيقاً لأجندات خاصة.

 

وأكد سموه أن دولة الإمارات والحمد لله تنعم بمستوى من الأمن والاستقرار تغبطها عليه الدول الأخرى. وقال في حديث لصحيفة (الحياة) في 28 يونيو 2008 إن هذا الأمن لا يتحقق بفعل ما نتخذه من احتياطات وإجراءات أمنية فقط بل بتوفير سبل العيش والكسب الشريف في أجواء من الاحترام لكل من يعيش على هذه الأرض بحيث تصبح بيئة الإمارات بيئة طاردة لكل من يحاول أن يعبث بأمنها واستقرارها أو يحاول الاعتداء على حرماتها.

 

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد دعا في العام 2006 إلى تنظيم مؤتمر دولي ترعاه الأمم المتحدة يهدف إلى تعزيز التفاهم بين الحضارات وإرساء قواعد التسامح مؤكداً سموه رفضه لمحاولات الاتهامات الباطلة وإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام.

 

 نهج التسامح والاعتدال..

 

ويؤمن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إيماناً راسخاً بقيم التسامح والاعتدال والتعايش الثقافي والحضاري ونبْذ عوامل الفرقة والتعصب بين الشعوب مما جعل من مجتمع دولة الإمارات نموذجاً رائداً للسماحة والتعايش الإنساني واحترام قيم وعقائد الآخرين وثقافاتهم. ودعا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في كلمته التي وجهها في افتتاح الدورة الاستثنائية الثانية لمؤتمر اتحاد المجالس البرلمانية لدول منظمة التعاون الإسلامي والتي عقدت في 19 نوفمبر 2011 بأبوظبي ممثلي الشعوب الإسلامية إلى مواجهة التهديدات والتحديات المتعددة التي تواجه الأمة الإسلامية. وقال سموه.. "إن أمتنا الإسلامية تستهدفها قوى الشر والطغيان بالإرهاب تارة وبالتعصب الأعمى والغلواء في الدين تارة أخرى مما يؤكد على أهمية دوركم كممثلين لشعوب الأمة الإسلامية في برامج حوار الحضارات وأهمية تنوير الرأي العام الإسلامي بصحيح الدين وشريعته السمحة المعتدلة.. إن العمل البرلماني الإسلامي يواجه اليوم تحديات متنامية ومتغيرات متسارعة تتطلب منه أن يكون على قدر المسؤوليات المنوط بها وبمستوى التوقعات والطموحات المرجو تحقيقها ولن يتأتي إلا من خلال تطوير الآليات وتحسين أداء المؤسسات وترجمة الأهداف إلى وقائع.. فنحن نعيش في عالم متشابك المصالح متعدد الثقافات وما لم نطور من وسائلنا فإننا سنعجز عن حماية مصالحنا والدفاع عنها ومواجهة من يحاول النيل منها أو التطاول عليها".

 

وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شئون الرئاسة لدى لقائه القاضي الدكتور عباس الحلبي رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي في 6 مارس 2012 بأبوظبي على الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات في نشر ثقافة التعايش السلمي وإعلاء قيم التسامح والعدل والمساواة واحترام العقائد والأديان لكافة أجناس البشر والتمسك بنهج المحبة والخير الذي اتبعه المغفور به الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه.

 

من جانب عبّر رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي عن تقديره لما تقوم به دولة الإمارات من دور في دفع الحوار بين مختلف الثقافات والأديان مؤكداً على أن اعتماد الحوار والانفتاح على الآخر يعزّز الاستقرار ويضمن الأمن.

 

وأشاد فضيلة الأمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في تصريحات في 10 مارس 2012 بالقاهرة بتجربة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في العيش والسلام والاستقرار. لافتاً إلى أن احتضان دولة الإمارات لأكثر من 190 جنسية عربية وإسلامية وصديقة وعدة عقائد وديانات في وطن واحد مؤشرات إيجابية لابد من الوقوف عندها وقفة إجلال واحترام وتقدير. وقال فضيلته إن وجود مجموعة كبيرة من الجمعيات الخيرية والإنسانية والإسلامية التي تخدم ساحات الخير والإنسانية بتجرد ومصداقية وشفافية تأكيد صريح على تبوّء الإمارات صدارة الدول الداعمة والراعية والمعززة لمسيرة السلام العالمي والتعايش السلمي.

 

وقدم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" دعماً للأزهر الشريف بقيمة 155 مليون درهم لتمويل المشروعات والبرامج التي ينفذها وذلك تقديراً واعتزازاً من سموه بالدور الذي يلعبه الأزهر كمركز إشعاع وتنوير وكمرجعية وسطية لشرح وتأكيد المبادئ الإسلامية السمحة القائمة على قيم التسامح وروح الوسطية. وبموجب مذكرة تفاهم تم التوقيع عليها في 4 يوليو 2012 بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة ووزارة شئون الرئاسة ستمول دولة الإمارات إنشاء مكتبة جديدة للأزهر الشريف تليق بمكانته وما تحويه مكتبته من نفائس المخطوطات التي تبلغ 50 ألف مخطوطة وكذلك المطبوعات على أحدث النظم المكتبية العالمية بالإضافة إلى تجهيز تأمين مقتنيات المكتبة الحالية من خلال أحدث نظم المراقبة والتأمين الإلكترونية وكذلك تمويل مشروع سكن لطلاب الأزهر يتناسب واحتياجات النمو في اعداد الطلبة الدارسين في الأزهر الشريف.

 

وثمّنت الكنيسة القبطية الأورثوذكسية بأبوظبي مكارم دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" والحنوّ على أبناء الجاليات المسيحية والسماح لهم ببناء الكنائس ودور العبادة الخاصة بهم لممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وأمان أسوة بإخوانهم المسلمين. وأكد القمص إسحاق الأنبا ييشسوى راعي كاتدرائية القديس الأنبا انطونيوس للأقباط الأرثوذكس المصريين بأبوظبي باسم نيافة الأنبا أبراهام مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى في الاحتفال بمناسبة شهر رمضان المبارك في 12 أغسطس 2012 أن سياسة التسامح الديني والتآخي التي تنتهجها الإمارات والتي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه قد أعلت من شأنها وسط الأمم وجعلتها في مقدمة الدول المحبة والراعية للسلام والأمن العالميين في وقد يشهد فيه العالم موجات من الغليان والتعصب والانفلات الأمني والاحتقان الطائفي.

 

وفاز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في 16 أغسطس 2011 بجائزة شخصية العام الإسلامية 2011 التي تنظمها جائزة دبي للقرآن الكريم في دورتها الخامسة عشرة. وقال سموه.. إنه يقدر منحه هذه الجائزة التي تحمل دلالات ومعانٍ تعكس مدى حرصنا واهتمامنا كأمة إسلامية واحدة على صون ديننا الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعتدال والسلام والتآخي بين الشعوب. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي اعتزازه بتكريم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" كشخصية العام الإسلامية التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم باعتبار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رائدا من رواد العمل الخيري والإنساني ليس بالنسبة لشعبه وحسب بل تعدت عطاياه وأياديه البيضاء حدود الوطن الصغير والوطن العربي الكبير لتصل بلسماً إلى بقاع الدنيا تخفف آلام المعوزين والمنكوبين. وقال "ان أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" يستحق منا جميعاً كل التقدير والإعزاز والولاء ليس لأنه قائد فذّ حكيم فقط بل لأنه إنسان كريم معطاء تتجسد في شخصيته كل معاني الخير والكرم والأريحية وهو ما يتميز به سموه كانسان يرتاح للعطايا والخصال الحميدة".. مؤكدا سموه أن الجائزة ذهبت لأهلها فسموه أهل لكل شأن وطني وإنساني عظيم .

 

 كلنا خليفة..

 

وجسّدت لوحة المجسم البشري (كلنا خليفة) التي شكّلها الآلاف من المواطنين والمقيمين في الأول من فبراير 2012 بتلاحم أجسامهم في أضخم تظاهرة وطنية مدى حب ووفاء وولاء شعب الإمارات لقائد مسيرة العطاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وعبّرت بصدق وعفوية عمق التلاحم الوطني بين الشعب الوفي والقيادة المخلصة المعطاء.

 

وتم تنظيم هذه المبادرة ضمن فعاليات الملتقى الوطني للتلاحم المجتمعي تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية والرئيسة الأعلى لمجلس للأمومة والطفولة وكذلك تزامناً مع الاحتفالات بيوم الإمارات للتطوع وترجمة لرؤية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بترسيخ ثقافة العطاء والعمل التطوعي الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ضمن التوجه العام للحكومة بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز التلاحم المجتمعي في الدولة.

 

وفي اتجاه متصل يعكس عمق التلاحم الوطني والتناغم والانسجام بين القيادة الحكيمة لتحقيق عزة ورفعة الوطن ورفاه ورخاء المواطن أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في لقائهما في 23 فبراير 2012 بالحرص الكبير لصاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" في رفع مستوى حياة المواطنين وتأمين سبل العيش الكريم لهم ولأبنائهم والذي يتجسد في النهج الراسخ في رؤية قيادتنا الرشيدة التي تضع دوماً مصالح الشعب وقضايا المواطنين في صدارة الأولويات والاهتمامات مؤكدين ان ما يربط قيادة دولة الامارات بشعبها الوفي هو روح الأسرة الواحدة القائمة على المحبة والوئام والوفاء والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن