الجيش الصهيوني يحرق الأطفال والنساء والشيوخ في الخيام ومراكز الإيواء

أربعاء, 16/10/2024 - 08:08

 في الوقت الذي يفرض الاحتلال الصهيوني حصارا وحشيا على مخيم جباليا ويفصل مناطق شمال قطاع غزة عن جنوبه لإجبار الأهالي على النزوح نحو ما يسميها "مناطق إنسانية"، تستهدف غاراته الدموية مراكز إيواء النازحين في باقي أرجاء القطاع، مثلما حدث في دير البلح التي عاشت ليلة رعب، بعدما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي خيام النازحين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى وأحرق العشرات من الفلسطينيين وهم أحياء.

عاش نازحون فلسطينيون في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة ليلة دامية بسبب غارات الاحتلال الإسرائيلي، ووثقت مقاطع مصورة شاركها ناشطون مشاهد قاسية من اللحظات الأولى بعد القصف الذي أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، حيث هزت انفجارات قوية ليل الأحد أرجاء مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مع سكون الليل ودون سابق إنذار، لتتلوها ألسنة لهب هائلة جراء قصف نفذته مقاتلة إسرائيلية على خيام للنازحين الفلسطينيين بساحة المستشفى.

وحولت نيران الاحتلال الصهيوني خيام النازحين إلى كتل نارية التهمت أجساد البشر والخيام ومقتنيات بسيطة للنازحين، مخلفة مشهدا مروعا ووجوها شاحبة من هول المشهد، وعمّ الخوف والهلع في صفوف النازحين والمرضى والطواقم الطبية والصحفيين المتواجدين داخل أسوار المستشفى، الذين هرعوا بسرعة لإخماد النيران وإجلاء المصابين من وسط النيران التي التهمت أجساد نازحين.

ومرة أخرى يؤكد الاحتلال الصهيوني، الذي صعد في الآونة الأخيرة من استهداف أماكن تواجد النازحين، أنه لا مكان آمنا في قطاع غزة، بعدما حولت غاراته الوحشية باحات المستشفى الذي كان ملجأ للعائلات النازحة من القصف والهجمات الصهيونية إلى كومة لهب ودمار، حيث امتدت النيران المشتعلة بفعل الغارات الصهيونية على نحو 30 خيمة، وحسب شهود عيان فقد انتشرت الحرائق انتشارا واسعا في الخيام كونها مصنوعة من النايلون والأقمشة سريعة الاشتعال، وقال الشهود إن الطواقم الطبية أخرجت عددا من الجرحى وبينهم نساء وأطفال وقد اشتعلت النيران في أجزاء كبيرة من ملابسهم، فيما ظلت النيران مشتعلة في الخيام 45 دقيقة قبل أن تنجح طواقم الدفاع المدني في السيطرة عليها.

وذكرت مصادر طبية أن القصف الإسرائيلي أسفر عن 4 شهداء بينهم امرأة وطفل ونحو 40 مصابا، وقد تفحمت جثامين الشهداء بالكامل، وأن أغلب الجرحى أصيبوا بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، كما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "القصف الإسرائيلي هو السابع من نوعه الذي يستهدف خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع قبل أكثر من عام". وأدان المكتب، في بيان له، بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال هذه المحرقة الجديدة داخل أسوار المستشفى، محملا إياه والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المحرقة والجرائم الممنهجة بحق المدنيين والنازحين في قطاع غزة.

من ناحيته، وصف عضو المكتب السياسي في حركة "حماس"، عزت الرشق، الاستهداف الإسرائيلي لخيام النازحين في دير البلح بأنه "محرقة نازية جديدة ينفذها الجيش الصهيوني بسلاح أمريكي ودعم وغطاء من العجز الدولي"، قائلا في منشور عبر "تليغرام": "دولة الاحتلال تحرق الأطفال والنساء والشيوخ في الخيام ومراكز الإيواء، هل هناك جريمة أدعى لتحرك دولي من هذه الإبادة المستمرة منذ عام؟". وأضاف: "نعلم يقينا أن المجتمع الدولي لن يتحرك وأن الكيان الصهيوني أمِن العقاب، ولكننا لن نمل من نداء أبناء أمتنا، هذا وقت تصعيد الفعل، كل بما يستطيع، المهم ألا تعتادوا المشهد ولا تألفوا المجازر بحق إخوانكم، ولا يظن العدو أن أهل غزة لا ظهر لهم