يعود «المهرجان الوطني لمدائن التراث" ، في دورة جديدة كإضافة نوعية على التراث الشعبي الموريتاني، في مدينة شنقيط التاريخية.
إنه «رحلة رائعة في قلب عجائب موريتانيا الثقافية»، تبدو فيه مدينة شنقيط التاريخية إلى «مكان الكنوز والعجائب ".
المهرجان، الذي تنظّمه وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، وبتدخل من عدد من القطاعات الوزارية في مكونته التنموية.
وقد شدّد المنظمون على أنّ قوة المهرجان تكمن في قدرته على الاحتفاء بالكثير من «جوانب الهوية الثقافية الموريتانية ؛ من الريف إلى الصحراء، وإلى ساحل المحيط الأطلسي، فتُمثَّل كل منطقة في البلاد وتُكرّم، ما يوفر للمشاهدين بانوراما مذهلة لتنوع التراث الموريتاني وثرائه.
ويهدف المهرجان إلى توفير فرصة ثقافية واسعة للجمهور في شنقيط وجميع الموريتانيين، وكذلك للزوار الأجانب، بغرض جعل المدينة وجهة سياحية وبوصلة للفنون والثقافات.
وتُعدّ هذه النسخة من أهم نسخ مدائن التراث وأكثرها غنى من حيث المواد العلمية والفنية، وقد سلطت الضوء على جوانب مهمة من تراثنا الشعبي من مختلف المناطق ، فضلاً عن أنها تشكّل مناسبة لتثمين الموروث الثقافي الموريتاني، وفرصة لإنعاش القطاع السياحي في المدينة التاريخية؛ علماً أنّ هذا المهرجان ، وفق مراقبين، حافظ على إشعاعه، في الوقت الذي لم تستطع فيه مهرجانات أخرى أن تضمن لنفسها سمعة ومكانة على مستوى المتابعة والحضور الجماهيري والترويج الإعلامي.
فقد أصبح يشكّل، وفق متابعين، نموذجاً للوحدة و التنوع، من خلال تقديم ثقافة قوامها ثلاثة مكونات أساسية: وطنية وعربية وإفريقية.
مثلت الفنون الشعبية في مهرجان شنقيط النسخة 13 قيمة ثقافية رفيعة وتعد ذات أهمية كبرى، بالنظر إلى عراقتها وتنوع تعبيراتها بتعدد مناطق البلد ، فضلا عن طابعها الحي وارتباطها المباشر بقطاع اقتصادي حيوي هو السياحة الثقافية، التي تعتبر مدينة شنقيط رافعتها الاقتصادية.
ولم يكن انتقاد البعض لهذه النسخة دليلا على الفشل، بقدر ما عبر عن حجم التطلعات والآمال المعلقة عليها، باعتبار الوزير السيد الحسين ولد مدو أحد القامات الثقافية والإعلامية في البلد ويعول عليه كثيرا في إخراج قطاع الثقافة والإعلام من قاع الفشل والترهل الذي عانى منه طيلة الفترات السابقة.
ويعد مهرجان مدائن التراث في شنقيط هذه النسخة، متحف حي وسجل تاريخي فني ترك بصمات مضيئة وتأثيرات عربية وافريقية ، تبدو بشكل متمايز أو في صيغ امتزاج حضاري متعدد الألوان ابهر الكثير من المراقبين ..
وعلى مدى ثلاثة ليالي ، قدمت عشرات الفرق الفولكلورية وصلاتها، وإيقاعاتها وأهازيجها، بحضور حشود من الجماهير المحلية والأجنبية التي توافدت على المدينة من كل أنحاء الوطن.
عروض ساحرة قدمتها فرق شعبية بكل عفوية وإتقان، وهي شاهدة على المجهود الكبير الذي بذل من حيث الإعداد الجيد لمنصة السهرة والمعرض وأماكن العروض العلمية، وإصدار نشرة يومية تتضمن أخبار المهرجان، ومسابقة يومية سيعلن عن الفائزين فيها في ختام المهرجان.