المشائخ الموازين الأصيلين للقبيلة وصمام أمان للدولة ورمزيتها التاريخية/ الياس محمد

ثلاثاء, 20/05/2025 - 22:35

يعتبر دورالقبيلة من اهم الادوار التي تتأست عليها الدولة الموريتانية الحديثة حيث ساهم الدورالايجابي الذي لعبه مشايخ القبائل في تأسيس الدولة,في مؤتمر ألاك التاريخي. ومن ذالك الوقت ومشايخ القبائل يعلم الجميع حجم درهم عبرجميع الحقب التاريخية التي مرت بها الدولة الموريتانية.

لكن هذه المشايخ لم تسلم من بطش بعض الانظمة العسكرية  و محاولة إضعاف دورهم وتشويههم ا لصبحو غير فاعلين ولا يقومو بدورهم  سهل سحب البساط منهم فترات من الزمن لكن  هذا ما لاحظته القبيلة حيث عمل نظام ولد عبد العزيزالسابق على تدمير بنية القبيلة وتشويهها وإلصاق كل عيب وتخلف بها متناسياً ما تحمله من منظومة متكاملة من الأخلاق الحميد والقيم الرفيعة، كما عمد النظام إلى إضعاف العلاقة بين الشيخ و قبيلته بخلق مشائخ موازين للمشائخ الأصيلين للقبيلة ما أدى إلى نشوء علاقة هشة بين الشيخ المفروض على القبيلة وأفرادها الذين لم يتقبلوا هذا الفرض عليهم، كما عملت الحزبية على تشويه دور القبيلة والسخرية بعاداتها الحميدة و تلقين الفرد القبلي مفاهيم تتعالى على مفردات القيم والعادات القبلية وتنظر إليها كنوع من التخلف والتبعية.

كل ما قام به هذا النظام من تفكيك للقبيلة عبر أدواته في الداخل لم يمنع القبيلة من ممارسة دورها الوطني في الحفاظ على الوطن في أزماته وامنه واستقراره بل ومصيره، فعند ما تظهر مشاكل امنية اوسياسية تهدد وحدة االبلد يبرز دورالقبيلة وزعيمها التاريخي ولم تجد الدولة بدا من التعامل معه لتهدئة الخواطر وبسط الامن والامان في حوزتها الجغرافية.

  النظام السابق وما تلى ذلك من أحداث أفضت إلى  انتخاب الريئس محمد ولد الشيخ الغزواني أنقذ موريتانيا من مستنقع أسوأ من المستنقع السوداني وأن ينهار بشكل مأساوي،

ولكن الدهشة أصابت كل المراقبين عندما استمرت الحياة بشكلها الطبيعي واستمرت القبيلة في عملها الايجاب المتناغم مع وحدة البلد ولم يشهد المجتمع حركة نهب أو انفلات أمني أو انتشار للجريمة، وكان ذلك بسبب حفاظ القبيلة على دورها في ضبط الأمن في مناطقها وتشبع المواطن الموريتاني بالأخلاق والقيم التي تحرم عليه الاعتداء على حياة أو ممتلكات الغير، وهذه يد بيضاء للقبيلة الموريتانية في أحلك مراحل موريتانيا سواداً وأشدها قتامة.

كما كان للقبيلة الموريتانية دوراًمهماً في وأد فتن عديدة  حيث وقفت على وجه الخصوص قبائل الحوض الشرقي والغربي موقفاً تاريخياً إلى جانب الوطن وأثبتت وعيها العالي والكبير للانحياز للوطن ومصلحته وأمنه واستقراره غير منجرة وراء العصبية أو الاغراءات أو تهديدات البعض..

لذلك ولكل ما سبق فإن الحديث عن تفعيل دور القبيلة من نظرة واقعية يعتبره البعض ظلماً لها وانكاراً لدورها الذي قامت به خلال تاريخها وما ينبغي فعله اليوم هو العمل على تفعيل دورالمشايخ التاريخية بشكل أكبر حتي يستعادو دورهم التاً ريخي ونشاطهم المئازر للدولة والمكمل لهيبتها وقوتها..