
سنحاول فك طلاسم هذه اللعبة بالرسم على خريطة شطرنج موريتانية خيوطها أعقد من ذنب ضب، نكشف عبرها تفاصيل مؤامرة محبوكة لعشرية النهب.
يُدار المشهد بمناورة صامتة بين الملك القابع في مربع الانتظار، والوزير الذي برع تاريخياً في هندسة الدهاليز المعدنية، والذي لا يزال يتحرك كقطعة محورية وسط متاهات الرقعة لتأمين استمرار المسار. يتواطأ "اللاعبون" على إدارة أخطبوط مالي أُودعت أسراره لدى واجهات بشرية؛ من سيدات ورجال أعمال صعدوا كـ قطع مضافة خارج الحسبة التقليدية. وفي لحظة مدروسة، نُفذت مناورة التبييت مع الرخ؛ ليتحول جدار السجن إلى وسيط مرن يسمح بالعبور تحت غطاء التداوي، تمهيداً لإعادة معايرة الإحداثيات من الداخل.
وعلى أطراف الرقعة، تحتشد بيادق الهامش—تلك الهياكل الـ 22—تمارس "تعبئة الصفوف" في الخفاء؛ ليكونوا جدار الصمت المأجور. بينما يُحرك الملك السجين فيله في الزوايا الميتة لشرعنة الوقائع، ممهداً الطريق لـ ترادف الخيل القادم كـ "حصان طروادة" لاختراق الأسوار، والقفز فوق الحواجز لاسترداد كنوزه ومفاتحه التي ناءت بالعصبة أولي القوة عن حملها.
تضيع الأمانات في مصب الولاء القديم وجشع العودة، في انتظار النقلة الأخيرة التي سيحددها "رفيق الدرب"؛ معلناً "شاه مات"؛ فقد جاءت ساعةُ الصفر بقدوم حامي الثغور، حين دَوَى ضبحُ ترادفِ الخيل في مدار القصر الرمادي، ليقلبَ الطاولةَ بذكاءٍ على أكلة المال العام.. الرقعةُ نظيفة، ولا مكان للبيادق داخل القلعة.
بقلم: يحياوي محمد الأمين ولد يحيى



