يوم 17 يونيو الماضي، كانت الذكرى 42 لوفاة محمد بن عرفة، أحد أفراد الأسرة العلوية الذي حكم المغرب لسنتين، ما بين 1953 و1955، بمساعدة من فرنسا ورفض مغربي رسمي ما زال متواصلا إلى اليوم.
1. قادته فرنسا للحكم:
محمد بن عرفة كان أحد أفراد الأسرة العلوية الحاكمة في المغرب. لذلك لم تجد السلطات الفرنسية أفضل منه لوضعه على العرش بعد نفي السلطان محمد بن يوسف.
لم يدرك بن عرفة، كما يشير إلى ذلك المؤرخ السابق للمملكة المغربية، حسن أوريد، خطورة الخطوة التي سيقدم عليها، إذ "جلس على كرسي العرش فرحا غير واع بالمناورات التي حيكت ضده في الخفاء، والتي قادها الباشا الكلاوي وعبد الحي الكتاني اللذان فكرا في تنصيبه سلطانا".
"لم يكن بن عرفة على علم بقيمة السلطة التي صارت بين يديه، فكان يوافق على قرارات يصدرها مكانه الباشا الكلاوي، ولعل هذا ما يفسر إطلاق لقب السلطان الدمية عليه"، يردف المتحدث.
2. تعرض لمحاولات اغتيال:
تعرض بن عرفة، وفق حسن أوريد، لمحاولات اغتيال عديدة، أولها عندما قفز عليه علال بن عبد الله حينما كان على متن سيارته في موكب رسمي، وحاول طعنه بسكين، غير أن حارس بن عرفة أوقف بن عبد الله وقتله.
تكررت عملية اغتيال أخرى سنة 1954 في مراكش، لكن محاولتهم باءت بالفشل، إذ تعرضبن عرفة لإصابة بسيطة في اليد.
3. الهروب إلى طنجة:
بعد عودة محمد الخامس من المنفى، وإعلانه استقلال البلاد سنة 1955، هرب بن عرفة إلى طنجة واستقر بها، وفق ما يؤكده الباحث في التاريخ، محمد حاسين.
اختيار بن عرفة لطنجة كان بسبب وضعها كمنطقة دولية غير خاضعة لسلطة سياسية محددة، لكن الأمور سرعان ما تغيرت وصارت طنجة تحت سلطة المغرب، فهرب من البلاد التي تربع على عرشها سنتين قاصدا فرنسا.
منح الفرنسيون مكانة معتبرة للسلطان السابق، فأعطوه بيتا فاخرا في مدينة نيس، وبقوا سندا له طيلة إقامته بفرنسا، كما يقول الباحث محمد حاسين.
4. مُنع دفنه في المغرب:
لم ينس ملك المغرب، الحسن الثاني، ما فعله محمد بن عرف بأبيه، إذ رفض عودته إلى المغرب رغم استعطافه من طرف شخصيات فرنسية نافذة، في حين سمح لبنات بن عرفة بالبقاء في البلاد وزيارة القصر الملكي.
محمد الخامس والحسن الثاني
محمد الخامس والحسن الثاني
كره الحسن الثاني لبن عرفة، وفقا للباحث في التاريخ المعاصر، محمد حاسين، ظهر أكثر حينما رفض دفنه في المغرب سنة 1976، وقال لمن توسطوا له في طلب الدفن: "حتى لو أردت أن أدفنه فأرض المغرب لن تقبل".
5. نقل رفاته إلى فاس:
بعدما تم الاحتفاظ به سنتين في مسجد بفرنسا، قبل الملك الحسن الثاني في الثمانينات، وبعد وساطة قادها مسؤولون كبار في الدولة، نُقل رفاة محمد بن عرفة إلى مدينة فاس.
وبحسب الباحث في التاريخ محمد حاسين، فإن وزير الداخلية في عهد الحسن الثاني، إدريس البصري، تكلف بإجراءات النقل، فدفن بن عرفة من جديد في قبر مهجور لا يحمل أي اسم ولا صفة ولا نسب.
المصدر: أصوات مغاربية