من صفاة الرجل الناجح الوفاء والعطاء والصدق والأخلاق الحميدة كل هذه الصفاة قل ما تجتمع في أحد من زماننا هذا.لكنها اجتمعت في البرلماني الشيخ بوي ولد الشيخ تقي الله حيث نائب عن مقاطعة امرج .عرف الرجل في منطقة "كوش" إن الوفاء لمن أقوى الدلائل وأوضح البراهين على طيب أصل هذا الرجل ونبل اصله، هذا الوفاء بالتفاضل اللازم .والوفاء أن يفي الإنسان لمن يفي له، وهذا فرض لازم وحق واجب على لا يحيد عن ذلك إلا من جالس المحنثين أوصله غير نبيل لان الأصل لايتغير.ولولا أن مقالتي هذه لم أقصد بها الكلام في الأخلاق التي يتصف بها هذا الرجل العطيم وصفاته المطبوعة فيه ، وما يزيد من المطبوع بالتطبع وما يضمحل من التطبع بعدم الطبع، لزدت في هذا المكان ما يجب أن يوضع في مثله، ولكني إنما قصدت التكلم فيما رغبته من أمرفيه فقط، وهذا أمركان يطول جداً إذ الكلام في شخصه يتفنن ويتنوع كثيراً.ومن أرفع ما سمعته عنه من وفاء هذا الرجل في هذا المعنى، فقد تحدثت عنه قري ساني 1وساني 2والمزوزية.
والكركارية وامرج وعدل بكرو.وبعض القري الكثيرة حيث انجز لها ماعجز عنه الوزراء والمسؤلين الكبار من ابناء المنطقة.الماء والحوانيت وسياج المزارع .وفي هذا الرجل خصلة نادرة في غيره وهي الوفاء لمن غدر، وهذه فيه دون غيره لا ضعفاً وإنما ترفعا ويكل أمره إلى الله، وهذه خطة لا يطيقها إلا جلد قوي واسع الصدر، حر النفس، عظيم الحلم، جليل الصبر، حصيف العقل، ماجد الخلق سالم النية، ومن قابل الغدر بمثله فليس بمستاهل للملامة، ولكن الحال التي ذكرتها تفوقها جداً، وتفوتها بعدا، وغاية الوفاء في هذه الحال ترك مكافأة الأذى بمثله، والكف عن سيئ المعارضة بالفعل والقول، والتأني في جرحبل الصداقة ما أمكن ورُجيت الألفة،
وأرى والرأي لولي الأمر أن يطلق اسمه على معلم بارز تقديراً له وتعظيماً ليكون سبباً في سعادة المواطن
الياس محمد
.