ملك المغرب: لا فرق بين مسلم ويهودي .. وسنظل معتدلين (صورة)

أربعاء, 03/10/2018 - 02:46
ملك المغرب يطلب من حاخام يهودي "الصلاة من أجله" (صورةلعربي 21)

أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، أنه لا يوجد أي فرق في المغرب بين المواطنين المسلمين واليهود، لافتا إلى أنهم يشاركون بعضهم بعضا في الاحتفال بالأعياد الدينية، "كما يؤدي مواطنونا اليهود صلواتهم في بيعهم، ويمارسون شعائرهم الدينية في أمن وأمان، لاسيما خلال احتفالاتهم السنوية، وأثناء زياراتهم للمواقع الدينية اليهودية، ويعملون مع أبناء بلدهم من المسلمين من أجل صالح وطنهم الأم".
جاء ذلك خلال رسالة وجهها الملك إلى المشاركين في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان، التي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي للمملكة المغربية والمنظمة الدولية للفرنكفونية، من 10 إلى 12 أيلول/ سبتمبر الجاري بفاس، حول موضوع "سؤال الغيرية".
وأوضح الملك أن المسيحيين العابرين أو المقيمين في المغرب، "كان لهم على الدوام الحق في إقامة شعائرهم الدينية في كنائسهم، وكان من أجدادنا السلاطين من أهدى أرضا لبناء كنيسة ما تزال مفتوحة للمصلين إلى يومنا هذا"، لافتا إلى أن المجتمع المغربي "أبان عبر التاريخ، عن حس عال من التفاهم المشترك وقبول الآخر، في التزام ثابت، بضرورة الحفاظ على الذاكرة المشتركة للتعايش والتساكن بين أتباع الديانات الثلاث، خاصة خلال الحقبة الأندلسية".

 

اقرأ أيضا: ملك المغرب يطلب من حاخام يهودي "الصلاة من أجله" (صورة)
 

إلى ذلك أكد الملك أن النموذج المغربي الذي يتميز بتفرده على المستوى الإقليمي، من حيث دستوره، وطبيعة واقعه الثقافي، وتاريخه الطويل، الذي يشهد على تجذر التعايش، لاسيما بين المسلمين واليهود في أرضه، وانفتاحه على الديانات الأخرى، يستمد مرجعيته "من إمارة المؤمنين ومن المذهب السني المالكي، شهد جملة من الإصلاحات العميقة. فهو يستهدف تحصين المجتمع المغربي من مخاطر الاستغلال الإيديولوجي للدين، ووقايته من شرور القوى الهدامة، من خلال تكوين ديني متنور متشبع بقيم الوسطية والاعتدال والتسامح".
ولفت الملك إلى أنه "إذا كان كرم الضيافة من شيم المغاربة، فإنه يشمل أيضا كرم الروح، ففي بيئته ينشأ الاحترام وقبول الآخر، ويزدهر التنوع الثقافي. وقد جسدنا هذه الميزة، التي تجعل من المغرب بلدا متعددا ومتنوعا، في إطار الوحدة الوطنية، من خلال جملة من المبادرات على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية".
وشدد العاهل المغربي على أن تعايش الثقافات يرتبط ارتباطا وثيقا بثقافة الحوار، "فحوار الثقافات يقتضي أن تتفاهم الشعوب في ما بينها، عبر إقامة حوار صادق ودائم، وهو ما يطبع التجربة المغربية، حيث تجسد التعايش بين الثقافات من خلال وحدة المغرب، التي تشكلت بانصهار مكوناته العربية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية"، وفق تعبيره.
وأكد الملك في رسالته للمؤتمرين أن "المغرب كان دائما وسيظل ملتزما بنهج إسلام معتدل يقوم، بحكم جوهره، على المبادئ الكونية السامية، ومن ضمنها قيم التسامح والحوار. فالدين الإسلامي الحنيف يقوم على تقبل الآخر وعلى الوسطية، وينبذ الإكراه، ويحترم التعددية، تماشيا مع المشيئة الربانية، إذ يقول الله تعالى في سورة المائدة (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة)".
ودعا الملك محمد السادس المشاركين إلى "تعميق التفكير حول الحوار والتفاهم بين الحضارات، وإذكاء الوعي بالحاجة الملحة إليهما، فالعالم اليوم يستوجب أكثر من أي وقت مضى، التحلي بالمزيد من النزاهة واليقظة، والانخراط في بناء نظام جديد للسلم العالمي".
وعرف هذا اللقاء مشاركة وزراء وخبراء جامعيين من مختلف البلدان الناطقة باللغة الفرنسية ومنظمات دولية وإقليمية وجمعيات للشباب، وأخرى تدعو للنهوض بحقوق النساء، ومسؤولين سياسيين وعدد من مكونات المجتمع المدني، بغرض تبادل الرؤى حول إشكالية الحوار بين الثقافات والديانات.

 

المصدر: عربي21