التراد شاب من اهل امبود ولد و ترعرع في امبود لكن احلامه كانت اكبر من امبود بل أكبر من ولاية كيهيدي بل و اكبر من جمهورية موريتانيا بل و أكبر من أفريقيا قاطبة .
لم يكن التراد يلعب مع اقرانه أثناء طفولته أنذاك في امبود بل كان يجلس بعيدا عن اقرانه و يراقبهم من بعيد و هم يطاردون الحمير و يلعبون ( ديدوح و سماريه ) فلكل انسان حظ من احلامه فهم كانو يحلمون فقط انهم عندما يكبرون سيشترون عربة ( شاريت ) و يبدأون عليها العمل و يعيشون حياتهم كأي مواطن امبودي بينما كان هو يحلم بالعيش الرغيد في كنف غجرية في قلب مدريد .
نعم كبر التراد و صار عمره 15 سنة و بدأ يخطط للذهاب فالطريق قصير لكنه وعر و خطير ، باع عربة "شاريت" والده سيد أحمد لاهل امبيرك و باع الحمار لأهل ديدة و صعد الجبل و بات ليلته الأولى يراقب المدينة و يودعها فالتراد عازم على السفر و لا عودة الى بعد تحقيق الحلم .
و في صباح يوم 13 يونيو 2006 شد الرحال متجها الى انواكشوط و عند وصوله بات ليلته الأولى عند الكيل الثامن في توجنين في إحدى "الكزرات" هناك و في الصباح الباكر دخل العاصمة يبحث عن عمل ظلت رحلة البحث عن العمل خمسة ايام ليجد عملا عند اسرة في تنسويلم كعامل منزلي عمل عندهم 7 اشهر كان يجمع رواتبه حيث حصل على مبلغ مئة الف اوقية فاستقال من ذالك العمل و اتجه الى انواذيب و بدأ رحلة العمل من جديد حصل على عمل في الربينة الرابعة و بعد شهرين تركه لأنه تعرف على بيظانية بطرونة في حي "سكوجيم" و ستعطيه راتبا اكبر من راتبه وستذهب به معها في العطلة الصيفية الى المغرب فلم يكن الراتب مغريا له فدراهم الدنيا عنده لا تسوى عنده مثقال ذرة من حلمه عمل معها و بدأت تعد له أوراقه و في صيفة 2007 دخل التراد المغرب ليبدأ من هنالك حياته الجديد لم يعمل مع بطرونته سوى شهر و نصف حتى ترك العمل و ذهب ليجد عملا جديدا لنفسه فقد تعرف على شباب من مالي و السينغال و كوديفوار فهم يؤجرون منزلا هنالك و يسكنون فيه و لديهم نفس الأحلام و نفس المعانات دخل معهم و التحق بالعمل في مصانع الصردين و اصبح يضرب معهم الطابة الى سنة 2013 حيث انتهت تأشرة دخوله و انتهت صلاحية جواز سفره و قد اعد العدة لذالك جميعا حيث وجد تاجرا اخرج له اوراق مغربية بمبلغ اتفق عليه معه و اخرج له جواز سفر مغربي و اصبح مواطنا مغربيا و دفع ملفه للقنصلية الاسبانية يريد التأشرة و حصل عليه سنة 2014 بعد الكثير من الرشوات و المتابعات و شد الرحال و ركب باص سيبراتور المتجه نحو فرنسا مرورا باسبانيا و الى مدريد حيث هنا سيبدأ التراد حياته الجديدة حيث الماء و الخضراء و الخد الحسن .
و بعد سنة من البحث عن العمل و بعد ان اصبح يسمع اللغة الاسبانية و يفهمها وجد عملا في مزرعة لإحدى الإسبانيات براتب مريح فعمل معها و كانت تراقبه فهو يعمل بجد و يسمع اكثر مما يتكلم فلفت انتباهها و ظلت تراوده حتى تزوج بها و اعطته إدارة المزرعة و اصبح يدير جميع اعمالها و تعيش معه في سلام .
#طريق_النجاح
#يالله_لي_مكد_اخنافر
من صفحة المدون الموريتاني: الشيخ مناني على فيسبوك