قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت وقف خطيب مسجد عن الخطابة بسبب مبالغته بمدح النبي محمد (ص)، والترضي على والدته آمنة بنت وهب، وأثار القرار جدلًا بين نشطاء كويتيين تداولوا وثائق تُظهر نص القرار.
وقال الدكتور بسام الشطي الذي نشر صورة الإمام الموقوف، ووثائق القرار:”الإجراءات التي قامت وتقوم بها وزارة الأوقاف عادلة، وهناك لجنة فنية تستمع للخُطب وتقيّمها من أجل تصحيح الأخطاء والتجاوزات، والارتقاء بالمستوى العام…وهناك لجنة المناصحة من خيرة طلبة العلم، وهدفها الاستماع من الخطباء لحججهم وأدلتهم، ويكون هنالك حوار علمي من أجل دحض الشبهات…”.
وكتب الدكتور دغش العجمي:”لا يتضايق مسلم من مدح النبي ﷺ فهو أهل لكل مدح، لكن أبيات البوصيري ليست مدحًا له ﷺ بل هي غلو مذموم ، وفيها ما تشمئز منه نفوس الموحدين العابدين لله”.
وفي المقابل، قال صالح أحمد عاشور:”كلّمت وزير الأوقاف د. فهد العفاسي عن إيقاف الخطيب فهد الكندري، وكان متجاوبًا، وطلب إلافادة والتحقيق بالموضوع، وسأتابعه لأنه لا يمكن القبول بهذه الملاحظة بمدح أشرف خلق الله، وأعظمهم درجة إلا بوجود أشخاص عقيدتهم باطلة ومنحرفة”.
وعلَّق الباحث سعد بن ثقل العجمي، قائلًا:”إيقاف الشيخ الفاضل فهد الكندري بدعوى مغالاته بمدح سيدنا محمد ﷺ والثناء عليه، هذا الإيقاف وصمة عار على جبين وزارة الأوقاف الكويتية، وعلى نواب الأمة من شتى المشارب والمذاهب أن ينتصروا لحرية الرأي، ويحررّوا بيوت الله من الجفاة الغلاة، وطغيانهم الفكري.”
ونقلت صحيفة “الراي” المحلية عن الشيخ فهد الكندري قوله”إن الوزارة أوقفته عن الخطابة بسبب “المغالاة بمدح النبي، والثناء عليه، والترضي على آمنة بنت وهب أُم النبي عليه السلام”.
وأضاف أن الوزارة أوقفته عن الخطابة دون إجراء تحقيق لمعرفة حقيقة ما حصل في الخطبة، مضيفًا:”في الجمعة التالية وجهت إفادة ثانية عن مدح النبي تتعلق أيضًا بقصيدة (البردة)”.
وأوضح:”استفسرت عن المواضع التي قِيل إن فيها مغالاة في المدح، ولم أتلقَّ جوابًا”، مشيرًا فيما تعلق بالترضي على أُم الرسول إلى أنهم قالوا له “إنها لم تدرك الإسلام، لكن هناك قولًا عند جمهور العلماء بنجاة (أهل الفترة)، ومنهم ورقة بن نوفل، وقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل، الذين ترحّم عليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وشهد لهم بالجنة”.
وبشأن خطبة “البردة”، أوضح الكندري قائلًا:”ذكرت 3 أبيات من قصيدة البردة للإمام البوصيري والتي تعد أكثر قصيدة عربية مخدومة من خلال 150 شرحًا، 70 منها باللغة العربية، والبقية بلغات العالم المختلفة، ولا يوجد أحد منهم، قال إن أبياتها فيها غلو”.
وتطرق الكندري إلى ما قِيل إنها “مغالاة” بمدح النبي -عليه الصلاة والسلام- ولفت إلى أن “ما ذُكر في الخطبة أحاديث صحيحة، ومنها (حديث الشفاعة) والذي ناسب الأبيات التي قِيلت، وفي الحديث جميع الأنبياء يلوذون بالنبي، ومحمد -عليه الصلاة السلام- يقول أنا لها، فأين المغالاة في ذلك؟”.
وقال الكندري إنه سيتقدم بـ”تظلّم، وخلال 60 يومًا سيُقيم دعوى جزائية، لأن اتخاذ عقوبة الإيقاف من دون تحقيق وتبيان الحقائق بمثابة العقوبة”.
وعن وجود خلاف بين المنتمين للمذاهب الأربعة أدَّى إلى رفض الأطروحات المخالفة، أوضح الكندري أن “الأوقاف ملتزمة بما جاء في المذاهب الأربعة، وما يقوله جمهور العلماء منهم، إلا أن الإلزام بكلام مشايخ تابعين لمدرسة فكرية معينة لا يتسق ووجود لجنة للإفتاء في الكويت”.
وشدد الكندري على أنه لم يخالف ميثاق المسجد، وأنه “ملتزم به تمامًا، وفي المقابل هناك خطباء محسوبون على أسماء معيّنة قد خالفوا الميثاق دون أن يتم إيقافهم”، مشيرًا إلى أنه “قبل فترة يسيرة خالف أحد الأئمة ميثاق المسجد بالحديث عن شأن داخلي لأحد دول الخليج، واكتفت الوزارة بتوجيه تنبيه له بعدم تكرار المخالفة”، داعيًا إلى إيجاد مسطرة واحدة، ومنهج للأحكام والمسائل الشرعية التي ترغب الوزارة بتبنّيها.