( قصة تنشر لأول مرة ) الحارس الشخصي الذي باع " الزعيم " وقيمة المبلغ الذي تقاضاه ثمنا للخيانة ( تفاصيل )

أحد, 23/12/2018 - 12:05

في 13 ديسمبر 2003 تمكنت قوات الاحتلال الأمريكية من إلقاء القبض على الرئيس العراقي صدام حسين بعد شهور من اجتياحها بغداد، ونشر اليوم تقريران عن وقائع القبض على صدام، وتحديدًا عن حارسه الشخصي محمد إبراهيم الذي دل القوات الأمريكية على مكان اختباء صدام.

باع صدام بـ25 مليون دولار

وتحت عنوان "خائن عراقي باع صدام حسين بـ25 مليون دولار" يستعرض تقرير على موقع صحيفة "اليوم السابع"، رواية أمريكية وردت في كتاب (استجواب الرئيس) لـ جون نكسون، والذي يعد أول من التقى الرئيس العراقي بعد وقوعه في الأسر".

وحسب "اليوم السابع"، يقول مؤلف الكتاب (كانت القوات الأمريكية قد استطاعت القبض على محمد إبراهيم عمر المسلط يوم 12 ديسمبر 2003، وكان محمد إبراهيم هو رئيس حراس صدام الشخصيين خلال فترة فراره، وسرعان ما انهار وبسهولة بعد أن حاول التأكيد أنه لا يعرف مكان وجود صدام، غير أن إغراء الجائزة (25 مليون دولار) قد تفوق على الولاء الشخصي، فقاد أفراد القوات الخاصة إلى مخبأ صدام حسين.

ويتابع الكتاب: "قاد محمد إبراهيم القوات الخاصة إلى المزرعة ذاتها التي كان صدام قد اختبأ فيها في عام 1959 في أعقاب اشتراكه في المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الذي قاد الانقلاب الذي أسفر عن مقتل الملك فيصل الثاني والقضاء على النظام الملكي الهاشمي الذي حكم العراق مدة سبعة وثلاثين عامًا".

شهادات عن الساعات الأخيرة

أما موقع "سكاي نيوز عربية" فقدم تقريرًا بعنوان "في ذكرى القبض على صدام حسين .. شهادات عن الساعات الأخيرة"، وفيه كشف عدد من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في عملية القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الثالث عشر من ديسمبر عام 2003، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل اعتقاله، وكيف تمت العملية، وكلمات صدام الأولى.

عرض لحارس صدام الشخصي

وحسب موقع "سكاي نيوز"، عاد الرقيب الأول إريك مادوكس بالذاكرة إلى يوم 12 ديسمبر من عام 2003، عندما نجحت القوات الأمريكية في إلقاء القبض على الحارس الشخصي لصدام، محمد إبراهيم، وقال: "تمكنت من التعرف على إبراهيم مباشرة، لأنني كنت أعلم كيف يبدو بالضبط، لأنه يمتلك ذقنًا تشبه ذقن الممثل جون ترافولتا، وعندما نزعت غطاء الرأس عنه قلت له (أنت محمد إبراهيم.. كنت أتطلع لرؤيتك)، ثم نظر إلي وقال (كنت أتطلع لرؤيتك أيضًا)".

وأضاف: "عرضي له كان كالتالي (صدام أشركك في الموضوع، هو السبب في أن 40 من أفراد أسرتك في السجن الآن. خذنا إلى صدام وسأخلي سبيل الأربعين كلهم)".

وأشار مادوكس إلى أن إبراهيم أوحى بأنه يعلم مكان صدام لكنه كان مترددًا في البوح بالتفاصيل، مضيفًا: "كان يتوجب علي أن ألحقه بطائرتي من بغداد، لذا قلت له (أنت إرهابي أليس كذلك؟ لذا لن يتركوك ترحل، عندما أذهب فإن فرصتك ستنتهي. عندما تغير رأيك سيتعين عليك أن تجعلهم يأتون إليك، اضرب على جدران الزنزانة وتصرف بجنون!)".

 

اتفاق مع محمد إبراهيم

 

لاحقًا وقبل وصوله إلى المطار، قال مادوكس إنه تلقى اتصالاً يفيد بأن إبراهيم يحاول الانتحار بضرب رأسه في جدران الزنزانة، مما دفعه إلى العودة والاتفاق مع إبراهيم على أن يأخذهم إلى موقع اختباء صدام.

وفي 13 ديسمبر 2013، قال الميجور مايكل راوهت، إن زميله أبلغه بأن إبراهيم مستعد للتعاون، لافتًا إلى أن صدام يختبئ في تكريت أو على "الضفة الأخرى من النهر".

 

بداية العملية

من جانب آخر، كشف المترجم في الجيش الأمريكي، سمير، كيف بدأت عملية القبض على صدام تحت الأرض، قائلاً: "في الساعة الواحدة مساء أحضروا إبراهيم لنا وقد أرانا على خريطة، الموقع الذي من المفترض أن صدام يختبئ فيه".

كما تحدث الكولونيل جيمس هيكي عن تفاصيل العملية، قائلاً: "قبل الخامسة مساءً، قال زميل لي في الجيش (لم يتم الكشف عن هويته) إنه يعتقد أن صدام موجود في الدور".

يُذكر أن الدور هي مدينة من مدن محافظة صلاح الدين، وتقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وفي الوسط تقريبًا بين سامراء وتكريت.

وأشار هيكي إلى أن زميله أخبره بأن إبراهيم تحدث عن مكان بالقرب من النهر، وتابع: "عندها عرفت الموقع بدقة. لقد كان في شمال غربي المدينة، بالقرب من مزرعة عائلة قيس، حيث وقع تبادل لإطلاق النار قبل بضعة أشهر".

 

ألف جندي

وشملت عملية القبض على صدام نحو ألف جندي أمريكي، بحسب موقع "esquire"، وتم خلالها الإغارة على عدد من المزارع في المنطقة خلال الوقت نفسه.

وبيّن سمير: "قررنا أخذ إبراهيم في سيارة مدنية، كنت أنا وهو ومجموعة من الجنود حيث خرجنا من تكريت باتجاه الدور، ولدى وصولنا إلى الطريق الرئيس الذي يصلنا إلى المزرعة، قال إبراهيم إنهم سيعلمون أننا هنا إذا استمررنا في القيادة"، مما دفع الجنود للترجل.

 

3 مواقع محتملة

كما قام إبراهيم بتوفير معلومات عن 3 مواقع من المحتمل أن يكون صدام فيها داخل المزرعة، وبعد تفتيش الجنود للموقعين الأول والثاني وعدم العثور على شيء، تركز البحث على الموقع الثالث، وهو بيت قديم في المزرعة، حسب ما ذكر السارجينت ميجور لاري ويلسون.

وتابع سمير: "عندما وصلنا إلى المزرعة قبضنا على رجلين كانا يحرسان صدام (في إشارة إلى علاء وقيس نامق اللذين أخفيا صدام لأشهر)، ولم نتمكن من الحصول على أي معلومات منهما، لذا قررنا إحضار إبراهيم إلى الموقع".

 

حفرة تحت الحصيرة

واسترسل مادوكس بذكر مزيد من التفاصيل، قائلاً :"بدأ إبراهيم بالصراخ على صاحب المزرعة قيس نامق، كي يرينا موقع صدام، لكن قيس رد بالقول إنه لا يعرف شيئًا".

وأضاف راسل بدوره: "كانوا يضغطون عليه لمعرفة مكان صدام، إلى أن حرك إبراهيم قدمه، مشيرًا إلى حصيرة على الأرض وقال إنه هنا".

وفي تمام الساعة 8:25 مساء، تم اكتشاف الحفرة التي اختبأ صدام بداخلها.

 

لا تطلقوا النار

وقال سمير: "عندما فتحنا الغطاء، بدأ بالصراخ قائلاً (لا تطلقوا النار، لا تطلقوا النار)، بينما صرخت أنا مطالبًا إياه بالخروج. أخيرًا وضع صدام يدًا في الهواء ثم الأخرى، وأمسكت بيديه وساعدت في إخراجه".

وأوضح: "عرفت أنه هو من صوته، لقد ترعرعت في العراق وكنا نشاهد صدام على التلفاز كل يوم، لكنني لم أتمكن من التعرف على شكله لأنه كان مختلفًا، لقد كان هناك الكثير من الشعر على وجهه".

 

بوش يرسل تحياته

أما راسل فاستذكر اللحظة بالقول: "الرجل قال أنا صدام حسين، أنا رئيس العراق وأنا مستعد للتفاوض، ليرد عليه أحد الجنود بالقول (الرئيس بوش يرسل تحياته)".

وكانت الحفرة التي اختبأ فيها صدام بعمق نحو مترين، وتتسع لشخصين، واحتوت على مروحة للتهوية وضوء فلوريسنت.

حديث في الزنزانة

وبعد وصول صدام إلى مقر القوات الخاصة الأمريكية، طُلب من الطبيب العسكري مارك غرين، إمضاء الليلة مع صدام في الزنزانة.

وعن مجريات اللقاء، قال غرين: "بعد أن طلب مني أن أبقى معه، أخذت معي مجلة معتقدًا أنني سأقرأ بينما ينام هو، لكنه لم يستطع النوم، وأشار إليّ كي أقيس ضغط الدم لديه".

وتابع: "خلال قيامي بذلك، قال لي من خلال المترجم (أردت أن أكون طبيبًا عندما كنت طفلاً، لكن السياسة استحوذت على قلبي)"، وأشار غرين إلى أن هذه الجملة أطلقت محادثة بينهما استمرت لنحو 5 ساعات ونصف الساعة.

صدام يغطي رأسه

وأشار غرين إلى أنه بحلول الصباح، طلب منه رئيسه أن يقوم بتسجيل المحادثة التي يجريها مع صدام، لذا أحضر كاميرا وقام بتشغيلها، ولكن ما إن ظهر الضوء الأحمر الذي يدل على أنها تعمل، حتى قام صدام بالاستلقاء وتغطية رأسه ولم ينطق بكلمة أخرى.

وفي 30 يونيو من عام 2004، تم تسليم صدام حسين و11 مسؤولاً كبيرًا في حزب البعث، إلى السلطات العراقية في إطار نقل السلطة من الولايات المتحدة إلى الحكومة العراقية المؤقتة.

محكمة

وحكمت محكمة عراقية في نوفمبر 2006 على صدام حسين بالإعدام شنقًا، بعد أن وجدته مذنبًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتم إعدام صدام في 30 ديسمبر من العام نفسه