لمحة قصيرة عن خلفيات الأزمة السياسية في الغابون

اثنين, 07/01/2019 - 12:13

كانت جمهورية الغابون من أكثرالبلدان الأفريقية أستقرارا وأمنا وازدهارا , حتي أصبح العديد من الدول الأفرقية يستفيد من تجربتها الأمنية والسياسية ,

الأن استيقظ سكان الغابون، فجر اليوم الاثنين، على محاولة انقلابية نفذها جنود شبان بهدف الإطاحة بنظام الرئيس علي بونغو، الموجود خارج البلاد في فترة نقاهة بعد أزمة صحية كادت تودي بحياته، ولكن هذه المحاولة الانقلابية ليست سوى أحد أعراض الأزمة السياسية التي تمر بها الغابون منذ عدة سنوات.

الغابون تقع في غرب وسط أفريقيا، وتطل على خليج غينيا، وهي واحدة من أغنى البلدان الأفريقية بالنفط والخشب، استقلت عن فرنسا عام 1960، ومنذ ذلك الوقت حكمها ثلاثة رؤساء فقط، من أشهرهم « عمر بونغو » الذي حكم من 1967 وحتى 2009، ليتولى الحكم نجله « علي بونغو »، الذي كان يشغل عدة مناصب حكومية خلال عهد والده.

في أعقاب الانتخابات التي فاز بها « علي بونغو » عام 2009، طعنت المعارضة في النتائج، ووقعت أعمال عنف ونهب، كما أضرمت النيران في مبنى القنصلية الفرنسية بمدينة « بورت جنتيل »، وذلك بسبب اتهام فرنسا بأنها تدعم « آل بونغو ».

في الانتخابات الرئاسية الأخيرة (2016) واجه « بونغو » منافسة قوية من طرف المعارضة التي رشحت السياسي والدبلوماسي « جان بينغ »، ولكن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أعلنت فوز « بونغو » بفارق خمسة آلاف صوت فقط، لتعلن المعارضة رفضها للنتائج وتدخل البلاد في موجة عنف قوية.

وقع عدة قتلى، أغلبهم من الشباب، خلال مواجهات بين المحتجين والحرس الرئاسي، كما اعتقل المئات، ولكن « بونغو » سيطر على الوضع ودعا إلى « حوار وطني » ينهي الأزمة، مبدياً استعداده للتشاور مع المعارضة، ولكنه في الوقت ذاته رفض أي نشاط قد يهدد الأمن العام للبلاد.

في غضون ذلك أكدت المحكمة العليا فوز « بونغو » بنسبة تجاوزت بقليل 50 في المائة من الأصوات المعبر عنها، بينما صادق البرلمان الأوروبي على قرار يصف الانتخابات الرئاسية في الغابون بأنها كانت « تنقصها الشفافية »، وأنها « تثير الكثير من الشكوك »

كل ذلك لم يمنع « بونغو » من أداء اليمين الدستوري رئيساً للبلاد في ولاية رئاسية ثانية، كما حقق حزبه نصراً ساحقاً في الانتخابات التشريعية التي أعلنت نتائجها في شهر أكتوبر من العام الماضي.

ولكن في نهاية أكتوبر الماضي تعرض « بونغو » لجلطة في الدماغ عندما كان في زيارة للمملكة العربية السعودية، ليفتح اختفاءه عن الأنظار الباب أمام الشائعات والحديث عن خطط لانتقال السلطة.

تحسن الوضع الصحي للرجل، وغادر السعودية متوجهاً إلى المغرب حيث يقضي فترة نقاهة قبل العودة إلى استلام مهامه كرئيس لجمهورية الغابون، بلد كان إلى وقت قريب من أكثر بلدان أفريقيا استقراراً.