عين رئيس الغابون علي بونغو رئيسا جديدا للوزراء في محاولة على ما يبدو لتأكيد سيطرته على السلطة بعد أيام من فشل محاولة انقلاب ضده. وأعلن التلفزيون الرسمي أن بونغو عين جوليان كوغيه بيكاليه رئيسا للوزراء خلفا لإيمانويل إسوزيه غونديه الذي تولى المنصب منذ عام 2016. وشهدت فترة تولي إسوزيه غونديه لرئاسة الوزراء تراجعا في إنتاج النفط وأسعاره مما قلص العائدات وزاد من الديون وأثار مشاعر الاستياء في الدولة العضو في أوبك. ويتعافى بونغو في الخارج منذ شهرين من إصابته بجلطة. وجرى اعتقال أو قتل كل مدبري محاولة الانقلاب بعد ساعات من استيلائهم على محطة الإذاعة الوطنية.
خارج الغابون
ولد علي بونغو باسم ألان برنار بونغو في الكونغو برازافيل المجاورة في فبراير/شباط عام 1959. ويثور الجدل حول مولده وتقول الشائعات التي ينفيها إنه تم تبنيه من جنوب شرقي نيجيريا خلال حرب البيافرا. وكان الصغير ألان في المدرسة الابتدائية عندما تولى والده ألبرت برنار بونغو على السلطة في الغابون عام 1967. وفي سن التاسعة تم إرساله إلى مدرسة راقية بضواحي العاصمة الفرنسية باريس ولاحقا التحق بجامعة السوربون حيث درس القانون.
حكومة الغابون تعلن إحباط محاولة انقلاب عسكري
وفي عام 1973 أصبح ألان عليا بعد تحوله ووالده عمر للإسلام، وهما فقط من أقدم من الأسرة على هذه الخطوة. واعتبر الكثيرون أن هذه الخطوة كان هدفها جذب الاستثمارات من الدول المسلمة.
موسيقى وكرة
كان علي بونغو قد أظهر في شبابه المبكر اهتماما بكرة القدم والموسيقى التي ورث الاهتمام بها من والدته المغنية الغابونية بيشنس داباني، ففي عام 1977 أصدر ألبوما غنائيا باسم “إيه براند نيو مان” ، أنتجه تشارلز بوبيت مدير أعمال الفنان الأمريكي جيمس براون. وبعد 4 سنوات من هذا الألبوم تحول للسياسة فعمل وزيرا للخارجية لمدة 3 سنوات ثم وزيرا للدفاع وهو المنصب الذي احتفظ به 10 سنوات. ولم ينظر إليه الشعب باعتباره خليفة لوالده إلا بعد نجاحه في إعادة هيكلة الجيش. وعقب وفاة والده عام 2009، ترشح بونغو للرئاسة وفاز بـ 42 في المئة من الأصوات. وعندما فاز في انتخابات الرئاسة عام 2016 وجه له منافسه جان بينغ اتهامات بتزوير النتائج، وهو الأمر الذي نفاه الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم.
مزاعم فساد
ولم تكن المنظمات الحقوقية فقط التي انتقدت حكم بونغو بل اتهمت المعارضة أسرة بونغو بالفساد. فقد كشف تحقيق للشرطة الفرنسية استغرق 7 سنوات أن 39 عقارا ملكا لعائلة بونغو في فرنسا و9 سيارات فارهة ولكن التحقيق توقف عام 2017 لعدم توافر أدلة على “مكاسب غير مشروعة” يمكن توجيه اتهامات على أساسها، وقد نفت الأسرة بشدة اتهامات الفساد. كما يواجه بونغو انتقادات أيضا لدوره البارز في الحركة الماسونية التي يقود جناحها في الغابون علنا.
تنويع مصادر البلاد
وفي مواجهة هذه الانتقادات يدافع عنه أنصاره قائلين إنه يحاول تنويع مصادر البلاد عوضا عن اعتمادها على النفط الذي تراجعت عائداته حيث جعل هدفه تحول البلاد إلى التكنولوجيا المتقدمة وجذب الاستثمارات التي قام من أجلها بالعديد من الرحلات إلى الخارج. وكان في رحلة للسعودية في مؤتمر اقتصادي في أكتوبر عام 2018 عندما مرض ودخل المستشفى ثم توجه للمغرب في نوفمبر ومازال هناك. وربما يكون الغموض الذي يحيط بمرضه أحد أسباب محاولة الانقلاب الفاشل. وحتى هذه اللحظة يبدو أن خيوط السلطة مازالت في يده.