ألقى محمد ولد عبد العزيز خطابا خلال افتتاح المؤتمر الرابع للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية التي تحتضنها العاصمة اللبنانية هذا نصه:
" بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
صاحب الفخامة العماد ميشل عون رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، رئيس قمتنا هذه
صاحب السمو،
أصحاب المعالي ممثلي الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية
صاحب المعالي السيد احمد أبو الغيط ألامين العام لجامعة الدول العربية
أيها السادة والسيدات
أود في البداية أن أتوجه بجزيل الشكر إلى أخي صاحب الفخامة العماد ميشل عون رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة وإلى الشعب والحكومة اللبنانيين على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وأن أهنئ فخامته على رئاسته للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة.
كما يطيب لي أن أنوه بالدور المحوري والفعال الذي نهض به خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال توليه رئاسة الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية خدمة للعمل العربي المشترك.
وأحيي الدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية على الجهود الطيبة التي بذلها وطواقم الجامعة العربية للتحضير الجيد لأعمال قمتنا هذه.
أيها السادة والسيدات
إن تخصيص قمة عربية للقضايا التنموية الاقتصادية والاجتماعية والحرص على انعقادها بشكل منتظم، يعكس اهتمامنا البالغ بهذه القضايا وقوة إرادتنا في تفعيل وتسريع وتيرة التكامل والاندماج الاقتصادي في منطقتنا العربية والذي لايزال دون مستوى تطلعات شعوبنا وما يتطلبه رفع التحديات التنموية الكبرى التي تواجهها، رغم النجاحات التي حققتها القمم السابقة ورغم ما بذل من جهود وأنجز من عمل ثمين.
وفي هذا السياق يتحتم على بلداننا العربية تأمين الانسجام بين هياكلها الاقتصادية والاستغلال الأمثل لما تزخر به من ثروات طبيعية هائلة ومصادر بشرية نوعية لبناء تكتل اقتصادي فعال يكون رافعة لتنمية مستدامة سبيلا لتوفير العيش الكريم لمواطنينا والازدهار في منطقتنا.
لقد أصبحت التكتلات الاقتصادية ضرورة تمليها خصوصيات الاقتصاد الدولي وإكراهات النظام العالمي الجديد، غير أن حظوظ أي تكتل اقتصادي في النجاح تظل بالدرجة الأولى رهينة بتوفر الأمن والاستقرار في حيزه الجغرافي، وهذا ما سيتوجب منا العمل على إرسائهما في منطقتنا العربية من خلال الإسراع في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يرتكز على القرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام،كما يتعين علينا دعم مبادرات إحلال السلم في اليمن وسوريا وليبيا بما يضمن لشعوبها الأمن والاستقرار ويحفظ لهذه الدول الشقيقة سيادتها ووحدتها الترابية.
أيها السادة والسيدات
إن تحقيق اندماج اقتصادي في عالمنا العربي يخلق تنمية مستدامة، يتطلب منا في المقام الأول الاستثمار في رأس المال البشري وبناء الإنسان العربي المنفتح على الثقافات العالمية والمتسلح بالعلوم المعاصرة وإطلاق طاقات الشباب وإشراكه في الحياة العامة وتمكين المرأة من لعب دورها كاملا.
ولن يتأتى ذلك إلا بإعطاء الأولوية للتعليم والاستثمار في البحث العلمي وتوفير عرض تكوين مهني عالي الجودة وهو ما سيساهم في تجاوز بلداننا العربية مرحلة اعتماد اقتصادياتها بالأساس على تصدير المواد الأولوية الخام ويمكنها من بناء صناعات تحويلية قادرة على المنافسة وذات قيمة مضافة عالية.
كما يتطلب تحقيق هذا الاندماج العمل على تحسين مناخ الاعمال لتشجيع التجارة البينية والاستثمارات المشتركة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
أيها السادة والسيدات
إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية إيمانا منها بضرورة تنمية وتطوير العمل الاقتصادي العربي المشترك لتؤكد من جديد إرادتها القوية في تعزيز التبادل البيني العربي واستعدادها الكامل للانخراط في كل ما من شأنه أن يسرع وتيرة العمل العربي المشترك على الصعيد التنموي الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا الإطار فقد أولينا في موريتانيا اهتماما خاصا بتشجيع الاستثمار ودعم الشراكة بين القطاع العام والخاص وترقية مواردنا البشرية عن طريق التحسن المضطرد لنوعية التعليم والتكوين المهني ومكافحة الفقر.
وأود في الختام أن أعبر لكم عن تقديرنا العالي وترحيبنا الخالص بتشريفكم لنا بقراركم احتضان الجمهورية الإسلامية الموريتانية للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها القادمة، وستعقد بإذن الله في عاصمتنا الاقتصادية نواذيبو وهي أيضا منطقة حرة.
والله اسأل أن يكلل أعمال قمتنا بالنجاح وأن يسدد خطانا جميعا على درب نهضة أمتنا العربية وازدهارها.
أشكركم والسلام عليم ورحمة الله وبركاته.