من الأرشيف الفرنسي: الديبلوماسية الموريتانية في القرن 19.. الشيخ سيدي البكاي وسينلوي نموذجاً (صور)

ثلاثاء, 29/01/2019 - 10:39

أوردت أسبوعية لوموند إلستريه الفرنسية (Le Monde Illustré) في عددها 378 الصادر بتاريخ 9 يوليو 1864 تقريرا في غاية الأهمية عن بعثة دبلوماسية موريتانية برئاسة القطب الوالي صالح المجاهد الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي أحمد البكاي قادمة من تنبكتو من طرف الشيخ سيدي أحمد البكاي بن الشيخ سيدي محمد الخليفة بن الشيخ سيدي المختار الكنتي.

وتأتي هذه البعثة في سياق التحركات التي كان الشيخ سيدي أحمد البكاي يجريها أثناء الحرب التي كانت عرفتها منطقة الساحل في سبعينات القرن التاسع عشر جراء توسع إمبراطوريه الحاج عمر الفوتي شرقا واستيلائها على الكثير من أراضي دولة ماسنة الفلانية حلفاء الشيخ سيدي البكاي حينئذ.

فقد كان للشيخ سيدي أحمد البكاي دور كبير في محاولة الوقوف في وجه تلك الحروب كما كان له تواصل دبلوماسي مع الأتراك العثمانيين بليبيا ومع السلطان المغربي عبد الرحمن بن هشام ومع الفرنسيين بسينلوي فضلا عن تواصله مع الممالك الاسلامية بافريقيا، مما يعطي صورة عن التاريخ الدبلوماسي لهذه البلاد.

وهذا نص التقرير:

أصبحت العلاقات بين مستعمرة السنغال وقبائل الصحراء أكثر اطرادا، فهذا سيدي محمد بن الشيخ سيدي أحمد البكاي الكنتي زعيم تنبكتو في زيارة لسينلوي للحديث مع الوالي الفرنسي في هذه المدينة.

ويعرف عن كنتة أنهم قريشيون من بني أمية فهم سلالة سيدي عقبة بن نافع فاتح إفريقية ونزيل القيروان كما أن هذه القبيلة موزعة في جميع أرجاء الصحراء من توات بالجزائر حتى تنبكتو بأزواد مرورا بآدرار وتكانت.

وعرف عن هذه القبيلة أن أبناءها زوايا لكنهم يحملون السلاح وقد خاضوا معارك مع أولاد بوردة في ولاتة ومع أهل سيدي محمود في تكانت.

في سنة 1826 تدخل الشيخ سيدي المختار الكنتي في واحة المبروك لفض نزاعات بين بعض السكان وأغلبهم من غدامس، وقد كان تأثيره الديني الواسع سببا في حماية هؤلاء الغدامسيين من ظلم إفلان ماسنة.

وتأثير الشيخ سيدي المختار بتنبكتو أوسع وأشهر من أن يوقف عند حده.

تولى الشيخ سيدي محمد الخليفة مكان أبيه في قيادة الحضرة الكنتية والآن يقود هذه الحضرة حفيده الشيخ سيدي أحمد البكاي الذي جاء ابنه الشيخ سيدي محمد لزيارة سينلوي.

ونحن نعرف أن الشيخ سيدي أحمد البكاي يساند هذه الأيام إفلان ماسنة في حربهم المستعرة ضد كتائب الحاج عمر الفوتي الذي يحاول جاهدا إقامة إمبراطورتيه الزنجية الإسلامية بأعالي نهر النيجر.

وقد عاد وفد الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي أحمد البكاي إلى تنبكتو يوم 14 مايو 1864 وفي رفقتهم ملازم الصبايحية بيرو (Le Lieutenant de Spahis Perraud)  بهدف اصطحاب أحد أبناء الشيخ سيدي أحمد البكاي نحو الجزائر.

نص تقرير أسبوعية لوموند إلستريه الفرنسية (le monde illustré )في عددها 378 الصادر بتاريخ 9يوليو 1864 عن زيارة وفد تنبكتو

Wali Saleh Mujahid Cheikh Sidi Mohammed Bin Cheikh Sidi Ahmed Al-Bakai Bin Cheikh Sayyid Amhamed Al-Khalifa Al-Kinti Ibn Al-Cheikh Al-Kabeer Cheikh Sayed Al-Moukhtar Al-Kinti kounta

الوفد الذي رافق الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي أحمد البكاي الكنتي إلي مدنية سنيلوي