قبل الشروع في فرز المرشحين للأنتخابات الرئاسية المقبلة جرت في الأشهر الأخيرة مداولات كثيفة داخل موريتانيا كما خارجها للبحث في مرشح قوي يضمن النهج الذي سلكه الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز في عواصم كبرى، في مقدمها باريس وواشنطن. الرياض وابوطبي .الرباط. والجزائر. وحتى موسكو، انشغلت في تفحص الاحتمالات البديلة على رأس السلطة في هذا البلد، ذلك أن استقرار موريتانيا بات بنيويا في ارتباطه باستقرار شمال أفريقيا وجنوب الصحري .
عرضت المداولات في قلب العواصمة للخيارات المتاحة. وعرضت أجهزة المخابرات الدولية تقارير حول الوضع الداخلي عامة وذلك المتعلق بالطبقة الحاكمة خاصة. وكان أن انتهى الضجيج الذي كان يطالب بمأمورية ثالثة تعتبر خارج السياق الدستوري. وخلف الغرف المغلقة ازيل الستارعن ترشح الفريق ولد الغزواني الذي يعتبر قريب من كل هذه العواصم الغربية والعربية .دون أن تمنح وقتا إضافيا لإنتاج البديل في الأغلبية ، وهو وقت تحتاجه موريتانيا ، كما فرنسا والاتحاد الأوروبي، كذلك الولايات المتحدة في الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي.لفرز رجل .قوي يمكن ان يسيطر امنيا علي هذه المنطقة التي تحتاج الي من يؤمنها من قوارب الموت التي تغزوها بين الفينة والأخري. والظاهر أيضاً أن خارطة طريق سرية، قد لا تكون عواصم أجنبية بعيدة عنها، قد أفرجت عما كان ضجيجا خلفيا وإشاعة رمادية،.
تتحدث المعلومات أن العواصم، وخصوصا باريس، اشترطت لتغطية ترشح غزواني ، من اجل ان ، يطمئن الموريتانيين ، كما المعنيين في الإقليم والعالم بشأن استمرارية الدور الذي لعبه سلفه ، ولو صورية ورمزية، لرأس الحكم، على نحو يبعد شبح الفوضى والسيناريوهات السوداء التي تسربها حالة الغموض وغياب الشفافية التي تتسم بها إدارة البلاد..
وابعاد البلاد من ما أطلق عليه "الربيع العربي"، فقامت البراكين المدمرة في سوريا وليبيا واليمن.. وتونس ومصر إلخ، فإن الموريتانيين لم يعرفوا تلك البراكين قبل ذلك دون أن يعترف العالم بمعركة البلاد ضد الإرهاب، ودون أن يكون للاحتراب الداخلي أي ظلال على المشهدين العربي والدولي العام
. كانت بعض العواصم تدفع باتجاه تنواب ديمقراطي من داخل المعارضة بإمكانه مجاراة شروط المشهد الدولي. وكان خبراء الشأن يراقبون بدهشة سقوط الرؤوس الكبرى برشاقة وحذق دون أي ممانعة تذكر من قبل مؤسسة الجيش الذي يسيطر علي المشهد السياسي وهو من يصنع الرؤساء في موريتانيا . فإذا ما استكانت مراكز القوى التقليدية الكبرى في البلاد لإرادة هذا الرئيس، فإن رعاية العواصم الكبرى للمرشح ولد الغزواني قد يكون سببها أن للرئيس (وظلاله) مهام لم تنجز بعد.
الياس محمد