تتباين فترات الصيام في شهر رمضان باختلاف مناطق الكرة الأرضية، فهي تزيد عن 22 ساعة في الجزء الشمالي وتقل عن 10 ساعات في الجزء الجنوبي، وقد تصل إلى ما بين 15 و16 ساعة في منطقة الخليج وباقي دول الشرق الأوسط خلال فصل الصيف.
وعلى الرغم من أن فترة الصيام في منطقة الخليج أقصر بكثير من الدول الغربية إلا أنها تعتبر أصعب، نظراً لارتفاع درجات الحرارة والتي قد تصل إلى 50 درجة مئوية في الصيف، في حين يصل معدلها إلى 20 درجة مئوية في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية.
ومن المتواقع أن يواجه المسلمون في الخليج، خلال رمضان المقبل واحدًا من أصعب شهور الصيام نظراً لأنه يأتي في فترة اشتداد الحرارة وارتفاع معدلات الرطوبة وطول فترة النهار، إلا أن فترة صيامهم ستقل بنحو 7 ساعات عن فترة الصيام في الدول الإسكندنافية مثل السويد والدنمارك وآيسلندا ودول غربية أخرى.
ويتمتع المسلمون في الأرجنتين والدول الأخرى في جنوب الكرة بفترة صيام قصيرة نسبيا، إذا أنها لا تزيد على 9 ساعات نظرا لأن هذه المناطق تشهد فصل الشتاء وليس الصيف.
وفي أستراليا التي يوجد بها جالية مسلمة كبيرة، يصل فيها معدل فترة الصيام اليومية إلى نحو 10 ساعات أي أقل من نصف الفترة في السويد.
وقال رجل الدين محمود خلفي ” على المسلمين في الدول الغربية أن يصوموا طوال فترة النهار لأن هذا ما حض عليه الإسلام، وهي فترة طويلة لكن علينا اعتبار أن رمضان يأتي في فترة الشتاء أيضا عندما تكون فترة النهار قصيرة جدا ونصوم لعدة ساعات فقط”.
وأضاف خلفي المقيم في السويد “علينا أن نأخذ في الاعتبار أيضا ظروف المناخ، فعلى سبيل المثال الصيام في الخليج أو منطقة الصحراء الغربية يعتبر صعبا جدا للمسلمين، وهناك فوائد أخرى للصيام في مثل هذه المناطق الصعبة فهي تقوي إرادتك وصبرك وعزيمتك وإيمانك”.
وبحسب الشيخ عمر مصطفى رئيس “الجمعية الإسلامية” في السويد، “لا يزال هناك اختلاف بشأن كيفية صوم المسلم في الدول الغربية”.
وقال “هناك تفسيرات كثيرة من رجال الدين والمنظمات الإسلامية في هذا المجال ولا أعتقد علينا أن نصوم 24 ساعة في اليوم، علينا أن نتبع المنطق ونقرر”.
من جهته، أوضح الإمام عبد المنان رئيس “الجمعية الإسلامية” في شمال فنلندا أن “هناك مدرستين مختلفتين في موضوع الصيام في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية”، مشيرًا إلى أن “العلماء المصريين يقولون إنه في حال تجاوزت فترة الصيام 18 ساعة فعلينا أن نتبع توقيت مكة المكرمة أو المدينة أو أقرب مدينة إسلامية لناوأضاف “من جانب آخر يقول العلماء في السعودية إنه علينا اتباع التوقيت المحلي الذي نتواجد فيه بغض النظر عن طول فترة الصيام