شكل إعلان المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزوانى تشكلة حملته ، لحظة تحول فى نظرة الداعمين له ، بين قلق من مسار متحكم فيه، ووجل من تهميش سيطاله مع بداية المرحلة الجديدة.
وزاد من توتير الأجواء حجم الإقصاء الذى تعرضت له أحلاف سياسية وازنة ووقبائل فاعلة فى المشهد السياسى بحكم اختلاط الحزبية والقبيلة، وهيمنة الأخيرة على توجه الناخبين الحزبية والقبيلة، وهيمنة الأخيرة على توجه الناخبين.
وقد ساهمت أخطاء الداعمين له فى إرباك المشهد، بعدما تعاملت لجانه بحرفية مع اللوائح المفرج عنه، وطرحت معايير إقصائية للكتل السياسية الداعمة له، بحكم اعتماد معيار المنتخبين كمحدد لعضوية اللجان، دون الإنتباه للقوى الأخرى التى كانت فاعلة للمشهد بحكم سيطرتها على المجال التنفيذى وتركها للتمثيل الانتخابى لبعض منافسيها.
يعتمد المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزوانى على شخصية تمتاز بالثقة والكفاءة (الوزير السابق محمد أحمد ولد محمد الأمين)، لكن سنوات المنفى الوظيفى تركت بصمتها على النظرة الحالية للطبقة السياسية المتجددة، وحالت دون النظر بتوازن إلى النخبة الداعمة للمرشح والتعامل معها بقدر من الحيطة والحذر.
خسر ولد الغزوانى قبل الدخول فى الحملة خبرة أبرز رموز الحزب خلال العشرية الأخيرة، بعدما غادر رئيس حزب الاتحاد سيدى محمد ولد محم قمرة القيادة فى اللحظة الخطأ للحزب، ضمن مشهد عكس ارتباك الداعمين للرئيس وضعف التخطيط للأحداث الكبيرة.
أعتمد المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزوانى لوائح حملته فثارت أعراق وأمتعضت قبائل وأظهر الشباب انزعاجه ، وكشفت الساحة الداخلية للأغلبية دون عناء خطورة ماتم إقراره، ومخاطر الإسنمرار فى نفس الرؤية دون تدبير أو احتواء للمتذمرين من شرق البلاد لغربها.
دفع المرشح محمد ولد الغزوانى بأحد أبرز أصدقائه للواجهة من أجل تدارك الموقف وترتيب الأمور الداخلية وضبط إيقاع الحملة ، قبل المغادرة فى جولته الداخلية، فكان منصب المدير العام المساعد من نصيب مهندس اتفاق العاصمة السينغالية دكار ومدير حملة 2009 التى كانت أشرس حملة يخوضها الرئيس محمد ولد عبد العزيز ورفيقه محمد ولد الغزوانى من أجل تثبيت معالم الحكم الذى خططا له، قبل الإنقلاب وبعده.
تمكنت إدارة الحملة خلال الأيام القلية من اصدار سلسلة من المذكرات الرامية الى رتق الخرق، وإعادة التوازن وتعويض المنسيين والمكسورة خواطرهم بفعل التهميش، رغم ما اظهروه من دعم وما سطروه من مواقف علنية خلال الأشهر الأخيرة.
يقول أنصار المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد إن الحملة استعادت توازنها، وإن الانسجام بين المدير ومساعده بحكم التجربة، ورغبة المرشح فى احتواء الجميع، بيد أن فاعلية الحملة وقدرتها على الظهور بقوة فى ظل الصراع الدائر سيحدد ملامح التحول الذى أحدثته الإجراءات الأخيرة، وهل كانت كافية لترتيب البيت الداخلى؟ أم أن حملة المرشح تحتاج إلى المزيد من الجهود؟