شنت إسرائيل ضربات جوية على مواقع لحركة حماس في قطاع غزة بعد اعتراضها صاروخين أطلقا من القطاع، وهو ما يمثل تهديدا لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما تشكل الغارات تغيرا مهما في مسار الأحداث، إذ استهدفت مواقع حماس، وليس حركة الجهاد الإسلامي، لأول مرة منذ التصعيد الأخير بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة.
وكانت حماس في منأى عن الضربات منذ تصاعد العنف عقب اغتيال إسرائيل القيادي البارز في حركة الجهاد بهاء أبو العطا.
وتقول مصادر أمنية فلسطينية إنّ الضربات الإسرائيلية استهدفت موقعين لحماس شمالي القطاع؛ حيث يعيش مليونا فلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربات الجوية استهدفت موقعا عسكريا تابع لحماس، ومجمعا بحريا، إلى جانب "بنى تحتية إرهابية".
كما جاء في بيان صادر عن الجيش أنه اعترض بنجاح صاروخين أطلقا من القطاع باتجاه مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل.
وفي تصعيد لها ردت حركة الجهاد الإسلامي على تلك الضربة بإطلاق فوري لصاروخ على إسرائيل، ما تسبب بإطلاق صفارات الإنذار.
هدنة هشة
بدأ التصعيد بين إسرائيل وفصائل مسلحة في غزة يوم الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد مقتل بهاء أبو العطا مع زوجته في غارة إسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن أبو العطا كان مسؤولا عن "عدد من الهجمات الإرهابية من قطاع غزة في العام المنصرم"، ووصفه بأنه "قنبلة موقوتة".
وأطلق الجيش الإسرائيلي سلسلة ضربات استهدفت، على حد قوله، عناصر من حركة الجهاد الإسلامي في غزة، متجنبا ضرب مواقع لحركة حماس التي أبرمت منذ أشهر اتفاق تهدئة مع إسرائيل.
حتى أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دوناتان كونريكوس، قال: "أردنا إبقاء حماس خارج المعارك".
وأسفرت مواجهات استمرت يومين عن 34 قتيلا في قطاع غزة، وعشرات الجرحى على الجانب الإسرائيل.
وأطلق مسلحون فلسطينيون 450 صاروخا تجاه إسرائيل، قبل أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حركة الجهاد وإسرائيل دخل حيز التنفيذ صباح الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني.
لكن وقف إطلاق النار هذا يبقى هشا، إذ شن الطيران الإسرائيلي غارات على غزة يوم الجمعة ردا على إطلاق صواريخ من القطاع بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ.