لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أحاول فيها أن أكتب عن قائد عملاق, وسياسي لايشق له غبار ودرع صلب من دروع الوطن, لقد حاولت مرات عديدة أن أكتب خواطرعن السمات البارزة التي يتسم بها هذا الرجل ,وعن الإنجازات التي صنعها في فترة قيادته لقيادة الجيوش الموريتانية علي مدي عقد من الزمن , حيث أبهرت العدوقبل الصديق.لكنني كنت أشعر بأني لست في مقام الكتابة عن شخص أعطى الوطن أغلى ما يملك, ووقف إلى جانب الحق كالطود الشامخ الذي لا تزيده الأيام إلا ثباتاً ورسوخاً, عندما صارالريئس عزيز ضريح الفراش أقرب إلي الموت من الحياة في حادثة" اطويلة المشهودة " واستلم هو قيادة البلد حتي شفي الرجل وعاد لسلطة في هدوء تام . رغم الكثير من المحاولات لتأثيرعليه لسيطرة عل يمقاليد البلد. لكن هذه المرة أبى قلمي إلا أن يغامر بما تجود به ذاكرته ليخوض بحراً من بحار الشجاعة، ويكتب عن عملاق من عمالقة,السياسة ,والأدب,والثقافة ,والفقه,وسليل اسرة من أعلام موريتانيا الشامخة, ليكتب عن القائد العظيم, والرمز الحكيم, عن قائد بوزن دولة, ورجل بحجم شعب, وعسكري بعقلية سياسي, عن مناضل جسور, ووطني غيور, عرفته موريتانيا حكيماً سديد الرأي موفق المشورة.حليم في طبعه خلوق في أسلوبه..
ليست الصفات المذكورة آنفاً إلا لرجل واحد في موريتنايا , ولا تنطبق إلا على شخصية عرفها القاصي والداني ممن يتتبعون تاريخنا المعاصر, شخصية هي عصارة ناضجة من تجارب الحياة, ودرع من دروع الوطن , لا تزيدها الأيام إلا صلابة في الموقف, وإخلاصاً لوطن لم يتاجر في قضاياه يوماً من الأيام, شخص تمنحه الأيام مع بزوغ كل فجر جديد, شهادة وفاء ووثيقة عرفان, وتضع على صدره وسام شرف لمواقفه التي لا ينكرها إلا جاحد, أو صاحب حقد بعينيه رمد لا يرى إلا ما يوافق هواه, ويخدم مصالحه.
سيد المقام, وصاحب السطور المقصود هو الريئس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي سيظل سيمفونية فخر يعزف عليها كل الموريتانيين ومرجعية عليا لقوى التغيير وحامي الضعفاء ,من الظلم والقهري والطغيان .إنه ذلك الشخص الذي يدور مع مصلحة الوطن أينما دارت, ولا غرو في ذلك فتغليب مصلحة الوطن على مصالح الأشخاص, وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة, سمةٌ تعلمها من قيم الأسرة التي تعلم فيها الكثير والكثير.
إنه بالفعل رجل من زمن فريد, من زمن الشخصيات الكبيرة التي يشعر معها المرء بالأصالة والقيم والمبادئ الإنسانية, إنه أخ وأب وقائد روحي لجميع الموريتانيين..
وإن أهم مايميز الريئس غزواني أنه رجل لا يفرط بالثوابت الوطنية, وانه شخص استطاع أن يشق طريقه في مختلف الظروف السياسية، وأن يبحر ويتخطى الأمواج والعواصف, وقد تظل الكلمات التي تكتب نفسها عنه, حائرة وعاجزة عن أن تخوض بحر شجاعته, وتغوص أعماقه لتستخرج منه درة ثمينة المقال, يُلخص بها الرجل بأقل وصف وأبلغ تعبير, وأصدق عبارة.
يكفي ان يقف المرء أمام الأحداث الكثيرة التي مر بها البلد وخرج منها الرجل دون أن يذكره أحد بسوء سواءا معارضا أم غيرذالك. ومحباً لوطنه, حامياً حماه .
ليس المقام ولا الموقف مقام استعراض لكل مواقف الرجل النبيلة تجاه الوطن, فهي أكبر من أن يكتب عنها شخص مثلي، وهي أوسع أن تتسع لها مجلدات ناهيك عن كتاب, لأن الحديث عن مواقف غزواني يعني الحديث عن وطن
كان إعلان تأييد ترشحه لقيادة موريتانيا خطوة رائعة انتظرناها بلهفة عارمة فكتبت على صفحتي بالفيس بوك مانصه " أهلاً أيها الممتطي صهوة العز, يامن لا تحب العيش إلا في معالي العزة, ودهاليز الكرامة, بعيداً عن بريق المجاملات, وضوضاء المدائح, يامن تحب المساكين, وتحنوا اليهم, وتتألم لجندك وكأنك أب لواحد منهم، أهلاً بمن سيصلح مساربلدنا بعد ما انحرف , أيها القائد- كما عهدناك رجل المرحلة, وقائد تاريخي تبرز عند كل منعطف كمنقذ للبلد ,من الانزلاق الذي يراد له من قبل أعدائه, لقد جئت في الوقت المناسب, والتحديد المناسب, الذي لاشك إنكم من حددتموه في ساعة من الساعات الحاسمة ,لقد مثلت أيها البطل بانضمامك إلى مطالب أبناء الشعب الفقراء والضعفاء ولم تخيب آمالهم بخطابك التاريخي يوم الاثنين 2 اغسطس لتقول كلمتك التي طالما انتظرناها بفارغ الصبر, وتلهفنا لها تلهف الظمآن للماء البارد في اليوم القائض. أهلا بك أيها الأب الذي ستشاركنا أفراحنا بموريتانيا جديدة, نرسم على ملامحها عهد جديد, لا مجال فيه للظلم, ولا موقع فيه للمفسدين, ولا تهاون فيه مع المقصرين, بلد نستنشق فيه نسيم الحرية ولخير والنماء , ورياحين السلام, بلد تعود الألفة بين أبنائه على أساس الوطنية المنشودة من قبل الجميع..
لقد تزين مركزالمرابطون بإعلانك الذي سيظل سيمفونية نترنم بها على تغاريد العزة والكرامة, لقد ابتهج أبناء موريتنيا بكلماتك التي تنبع قلب يشعر الألم واحساس بالمسؤلية وحجمها, ورددوا عبارات عجزت ألسنتهم عنها, لتستبق دموع الفرح كل ما يجيش بدواخلهم من أكبار لأمثالك من الشرفاء في هذا الوطن العظيم,
لقد عرفناك رجلاً تحب, صدارة الخير والمحبة والعطاء والتضحية والبذل والفداء من أجل هذا الوطن الذي يستحق منا الكثير, لعل عبارات الشاعر العربي تكاد تنطبق عليك وعلى أمثالك من المؤمنين بكرامة الآدمية وعزتها عندما قال: "وإذا قيل من فتى؟ خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتردد"
قد يقرأ مقالي هذا أحد يعرفني معرفة حقيقة ويستغرب لاني لم اسايرأي حاكم في حياتي ,فيظن أنني بالغت في المدح, وأطريت في الثناء, وابتعدت عن جوهر الحقيقة, فأقول له ليس هذا ولا ذاك أردت, لكن إيماني بفضيلة الإنصاف جعلني أكتب هذا, وأشعر معه أيضاً بالتقصير في حق هذا الرجل , وما أوردته فيه ما هو إلا قطرة من مطر, وفيض من غيض, وقليل من كثير, والتاريخ خير منصف لمن أراد أن يمسك بزمام الحقيقة, ويغوص في أعماق المعرفة.
الياس محمد