الارتجال في اتخاذ القرارات التربوية.في زمن . كورونا الي متي؟

جمعة, 01/05/2020 - 17:55

اعلان الثانوية العسكرية استأناف  الدراسة في هذا الوقت قرار غير ارتجالي وغيرصائب  وبعيد من الحكمة فقرار استأناف الدراسة في مؤسسات تعليمية ومنع نظيراتها قد يفهم منه أن هناك خصوصية في التعامل وهذا أمر كان مستبعد في هذه الظرفية , وهذا يؤكد  الارتجالية  في اتخاذ القرارات هو النهج المتّبع في مستوى وزارة التعليم ,كما نتصورأن هذا النهج قد تخلت عنه الوزارة  بخصوص التفكير في”إصلاح الإصلاح” والتي بيّنت لها أن ما نفذ من قرارات في العشرية الأخيرة بصفة متسرعة كان له انعكاس سلبي على سير التعليم، وعلى مستوى الأداء المدرسي وهو الذي سبب كثيرا من مظاهر التدهور التي يعيشها النظام التعليمي في بلادنا.

ومن الإجراءات الارتجالية التي أقدمت عليها الوزارة هذه السنة منذ بداية التحضير للموسم الدراسي الحالي، اتخاذ بعض القرارات المتسرّعة في مجال التسيير، نشير إلى قرارين اثنين من هذه القرارات:

القرار الأول ويتمثل في إجراء مسابقة للمرشحين الجدد للتعليم الذي يستولون على أقسام التعليم في الأطوار المختلفة مع بداية الموسم،وليست لهم ابسط معلومات عن التعليم ومناهجه , والسؤال الذي يطرحه الكثير باستغراب هو: هل يمكن أن ننتظر من معلمين في مستوى هؤلاء نتيجة ايجابية  

لا نظن أن هذا أمرٌ ممكن، لذا كان المطلوب من الوزارة أن لا تتعجل في اتخاذ مثل هذه القرارات، وأن لا تقدم على التعامل مع هذا الموضوع بهذه الصفة الاستعجالية، كان المفروض أن لا تغامر بتكليف هؤلاء المرشحين للتعليم بمهام ليسوا مهيّئين لها، لأن فترة تهيئة المقبلين على ممارسة ا ، وعلى هذا الأساس كان المفروض أن يسجل هؤلاء المرشحون للتعليم في فترة تربص تدوم سنة يتلقون خلالها برنامجا تكوينيا متكاملا، ولا تسند لهم مهمة التعليم إلا بعد إتمام البرنامج التكويني في السنة المقبلة.

وفي هذه الحال، تعالج الاحتياجات المطروحة  في الميدان، ويُسدّ الفراغ باللجوء إلى المستخلفين والمتقاعدين في فترة انتقالية في انتظار تخرّج هؤلاء في العام المقبل، وبهذا نتجنب اتخاذ القرارات الارتجالية المتعلقة بتكريس المعلم وبمعالجة الإشكالات التي يعانيها التعليم، أما أنْ تقدم على توظيف آلاف المعلّمين بطريقة لم يعتمد فيها إلا على الانتقاء وفق الحوار الشفهي، ثم يدرج من قُبلوا في الوظيفة في فترة تكوين لم تدم إلا أياما قلائل، فهذا أسلوب لا يحقق للمدرسة ما ننتظره، ثم أنه يتناقض مع ما صرّح به الوزير حين أكد أن اهتمام الوزارة هذه السنة يضع التكوين ضمن أولوية الأولويات وخاصة تكوين إطارات التعليم الابتدائي.

القرار الثاني: هو القرار الخاص بمراجعة محتوى الكتب المدرسية وتقليص مضامينها وإعادة تنظيم أبوابها استجابة لشكوى أولياء التلاميذ من ثقل المحفظة وكثرة الكتب وكثافة المعلومات التي تتضمنها الكتب، إن هذا القرار ارتجاليٌ لا يقوم على أساس علمي أو تربوي.

إن الغاية التي نسعى إليها من وراء هذا التعليق هي أن نتجنب القرارات الارتجالية التي لا تقوم على دراسة، ولا تعتمد التحليل الموضوعي، لأن القرار الارتجالي يقودنا إلى الخطأ ويبعدنا عن الهدف الذي نسعى إليه .....

الإعلامي