مع أن الأموال والأملاك التي نهبها ديكتاتور غامبيا السابق يحي جامي دخلت مرحلة الخطر بعد رحيله عن السلطة، إلا هذه الأموال ستنعش اليوم، بعد استردادها وعرضها للبيع بالمزاد العلني، خزانة غامبيا الخاوية أصلا والتي زادتها تأثيرات كورونا عجزا غير مسبوق.
وهكذا، ورب ضارة نافعة، تنتظر وزارة المالية الغامبية، أموالا طائلة تناهز 360 مليون دولار ستحول إليها من مشترين كبار آلت إليهم بعد عمليات المزاد 280 ملكية للرئيس السابق، بينها ثلاث طائرات و30 من أفخم سيارات العالم، ومحميات غابوية، ومراكز تجارية كبرى.
وزف وزير مالية غامبيا أبو بكر تامبا دلو أمس للشعب الغامبي بشرى هامة عند شعب يطحنه الفقر قائلا «سنعيد توزيع ما استرد من منهوبات يحي جامي، وسنوجه غالبها لتعويض ضحايا ظلم وجور الرئيس السابق».
تزامن مع حراك في دول غرب أفريقيا لاسترداد منهوبات لرؤساء سابقين
وأنهت حكومة غامبيا إجراءات بيع بمزاد علني لثلاث طائرات وثلاثين سيارة فارهة وأربعة قطع أرضية كبرى في مواقع سياسية هامة.
وتجثم الطائرات الثلاث المستردة من الديكتاتور السابق، على أرضية مطار بانجول، وقد كتبت على جنباتها عبارة «جمهورية غامبيا»، وهي على التوالي: طائرة من نوع بوينغ 727 وطائرة عسكرية من نوع تشالنجر 601، وطائرة اليوشين 62 سوفييتية الصنع، كما ترسو على أرضية المطار طائرتان صغيرتان أخريان كان الرئيس السابق يتخذهما وسيلتين للتنقل السياحي.
وتنضاف للطائرات ثلاثون سيارة فارهة كان الرئيس السابق قد اقتناها لنفسه، ولم يتمكن من نقلها إلى خارج غامبيا إبان تنحيه عن السلطة بعد 22 سنة من الحكم المستبد عندما فاز عليه الرئيس الحالي آداما بارو في انتخابات نظمت يوم 21 كانون الثاني/ يناير 2017.
وتجثم هذه السيارات التي تعود ملكيتها للرئيس السابق ولابنته مريام، في مرآب الرئاسة، وقد دهش بعض الراغبين في شرائها من ماركاتها ومن حسنها وروعتها.
ويتزامن هذا الحــــراك الجـــاري في غامبــــيا البلد الذي يعيش ثلثا مواطنيه بأقل من دولارين في اليـــوم، مع مســـاع تبذلها أوساط برلمانية وشعبية لاسترداد أموال الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، الصديق الشخصي للرئيس جامي.
وعلق القيادي الإسلامي الموريتاني محمد جميل منصور الذي ينشط حزبه في لجنة البرلمان العاملة لاسترداد «منهوبات الرئيس السابق»، على بيع مسروقات رئيس غامبيا السابق قائلا « انظروا كيف يفعل الاستبداد والفساد بالشعوب وخيراتها، ثلاث طائرات (أمريكية وروسية وكندية) وعدد كبير من السيارات الفارهة الغالية، جزء مما لم يستطع ديكتاتور غامبيا السابق يحي جامي أن يحمله معه بعد تنحيه».
وقال «تعرض هذه الممتلكات اليوم للبيع لعلها تعوض قليلا مما أخذ من حقوق الغامبيين بغير حق، للظلم نهاية وللفساد عاقبة وخيمة، فاعتبروا أيها الناس».
القدس العري