تأبى الصين أن ينتهى عام الوباء 2020، دون أن تزف أخبار سارة لمواطنيها والعالم كله بالتوصل للقاح أعراض فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بعد أن كانت بؤرة الفيروس فى فبراير الماضى، وعلى مدار الأشهر الثلاث الأخيرة، كرس علماء الصين جهودهم للبحث واالاستكشاف والتجارب السريرة للقاح.
وفى شهر سبتمبر الماضى وبالتزامن مع اقتراب عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا العالمي من 30 مليون إصابة، كشفت مسؤولة صحية كبيرة بالمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية، أن أول لقاح الذي يجري تطويره في البلاد سيكون متاحا للمواطنين في نوفمبر من العام الحالي.
وقالت ووقوى تشن كبيرة خبراء السلامة البيولوجية في مركز السيطرة على الأمراض، إن "التجارب السريرية للمرحلة الثالثة للقاحات المرشحة في البلاد تسير بسلاسة، وإن المواطنين الصينيين يمكن أن يتلقوا الجرعات في نوفمبر وديسمبر الجارى.
وأضافت أنه ”يمكن تطعيم الأشخاص العاديين باللقاح، في نوفمبر أو ديسمبر؛ لأنه وفقا لنتائج المرحلة الثالثة السريرية، فإن التقدم الحالي يسير بسلاسة شديدة“، فى الوقت نفسه قامت المجموعة الوطنية الصينية العملاقة للأدوية ”سينوفارم “ وشركة Sinovac Biotech المدرجة في الولايات المتحدة بتطوير اللقاحات الثلاثة في إطار برنامج استخدام الطوارئ في الولاية.
وقد تمت الموافقة على لقاح رابع يتم تطويره بواسطة CanSino Biologics لاستخدامه من قبل الجيش الصيني في يونيو الماضى. وقالت شركة سينوفارم، في يوليو، إن لقاحها يمكن أن يكون جاهزا للاستخدام العام بحلول نهاية هذا العام، بعد انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب.
ويوجد في الصين 11 لقاحا مرشحًا للتجارب البشرية، أربعة منهم حاليا في التجارب الثالثة والأخيرة، وحتى اليوم، نجحت الصين فى التوصل إلى تطوير اللقاحات الأربع وتجتاز بهم مرحلة الاختبار على البشر وهو ما يتخطى أي دولة أخرى عملت على تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد، وكشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، أن الصين تجري المراحل الأخيرة لاختبار 4 لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد.
وذكرت مراسلة الصحيفة في العاصمة الصينية بكين، صوفي يان، في تقرير أن شركة سينوفاك، التي تقوم بتطوير واحد من 4 لقاحات صينية، وصلت إلى المرحلة الأخيرة من الاختبارات السريرية على البشر ويتزامن ذلك مع قيام بكين ببناء مصنع ضخم لإنتاج اللقاح بشكل تجاري.
وأضاف التقرير أن شركة سينوفاك تقوم بالفعل بإنتاج الآلاف من جرعات اللقاح داخل منشآتها في جنوب بكين بشكل يومي وتؤكد الشركة أنها ستقوم بتوفير اللقاح في مختلف دول العالم في مطلع العام المقبل.
وتابع أنه من الواضح أن الصين على "وشك إعلان انتصارها على بقية دول العالم في سباق التوصل إلى لقاح ناجع لفيروس كورونا بعدما أعلنت بالفعل انتصارها في الحرب الشعبية على الوباء"، وهو ما سيدعم جهود بكين في تعزيز صورتها "كدولة رائدة على المستوى العالمي في المجالات العلمية والطبية".
وفى سبتمبر أيضا، قال مسؤول صحي صيني، إن الطاقة الإنتاجية السنوية للبلاد للقاحات ستتجاوز مليار جرعة العام المقبل، بعد برنامج دعم حكومي قوي لبناء مصانع جديدة، وقال تشنج تشونج وي، من مفوضية الصحة الوطنية، إنه من المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية إلى 610 ملايين جرعة بنهاية العام الجاري.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي، أنه في "العام المقبل، ستصل طاقتنا السنوية إلى أكثر من مليار جرعة". وذكر تشنغ أن توزيع اللقاحات سيعطي الأولوية لمجموعات مثل العاملين في المجال الطبي، وموظفي الحدود، وكبار السن، قبل إتاحتها لعامة الناس.
ومن بين اللقاحات الـ 11 الموجودين بالصين، هو "كورونافاك"، الذي تصنعه شركة "سينوفاك" الخاصة، والتي تهيئ بالفعل أرض المصنع في منشأة آمنة بيولوجيا خارج بكين.وقال رئيس مجلس إدارة "سينوفاك" ين ويدونغ، الخميس، إن المصنع تم تشييده في شهور، ويمكن بناء المزيد إذا كان الطلب كافيا.
وفى نوفمبر الماضى أظهر لقاح كورونا، الذي ما تزال مجموعة "سينوفارم" الدوائية الصينية تختبره، نجاعته على نحو 56 ألف شخص، وقال رئيس "سينوفارم" ، إن 56 ألف شخص شخص تلقوا لقاح كوفيد-19 وسافروا إلى الخارج، ولم يصابوا بفيروس كورونا المستجد، وتم تطعيم حوالي 100 ألف شخص بلقاح الشركة، ولم يظهروا أي ردود فعل سلبية حتى الآن.
وأشار إلى أن مجموعة من بين الذين تم تلقيحهم، سافرت إلى الخارج، ولم تصب بالفيروس، وجرى منح اللقاح في إطار "الاستخدام الطارئ"، لعدد كبير من موظفي شركة البترول الوطنية الصينية وشركة البتروكيماويات الصينية وشركة هواوي العملاقة للتكنولوجيا